ترامب يحاول التغلب على هاريس بسيناريو «كلينتون 2016»
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةرغم أن أوراق التقويم تشير إلى أننا الآن في النصف الثاني من عام 2024، فإن عدداً لا يستهان به من مراقبي السباق الرئاسي المحتدم في الولايات المتحدة، باتوا يشعرون بأن الزمن عاد بنا إلى الوراء ثماني سنوات كاملة، وتحديداً إلى ذلك العام الذي واجه فيه الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب غريمته «الديمقراطية» آنذاك هيلاري كلينتون، وألحق بها هزيمة انتخابية، أوصلته للبيت الأبيض في مطلع 2017.
فبعدما تم اختيار نائبة الرئيس كامالا هاريس ممثلة للحزب «الديمقراطي» في ماراثون الانتخابات بدلاً من رئيسها جو بايدن، بدا النهج الذي تبناه ترامب لمواجهة منافسته الحالية، والقائم على توجيه انتقادات شخصية لاذعة لها، غير بعيد عن ذاك الذي اعتمد عليه في سباق 2016، وهو لا يزال مبتدئاً في عالم السياسة، لدحر كلينتون، ذات المسيرة الحافلة في أروقة صنع القرار في واشنطن، بما شمل توليها منصب وزيرة الخارجية (2009 - 2013)، وانتخابها عضواً في مجلس الشيوخ (2001 - 2009)، فضلاً عن كونها سيدة أولى سابقة (1993 - 2001).
ففي حملته الأولى الناجحة، شن ترامب، الذي كان معروفاً في ذلك الوقت بأنه رجل أعمال بارز لديه كثير من المشروعات العقارية والإعلامية، حملة هجوم ساخر وحاد واسعة النطاق، على كل الشخصيات المنافسة له، «الجمهورية» و«الديمقراطية» على حد سواء. وفي إطار هذه الحملة، وصف الملياردير «الجمهوري»، خصومه بداخل حزبه جيب بوش وماركو روبيو وتيد كروز، بنعوت من قبيل «محدود الطاقة» و«الضئيل» و«الكاذب»، كما لم يتورع عن اتهام منافسته الديمقراطية كلينتون، بأنها «محتالة أو ملتوية».
وبعد أربع سنوات، وفي محاولته التي لم تُكلل بالنجاح للبقاء في المكتب البيضاوي لفترة ثانية، عاود ترامب - الرئيس حينذاك - اتباع الأسلوب نفسه، في مواجهة المرشح الديمقراطي في ذلك الوقت جو بايدن، إذ وصف بايدن بأنه «جو النعسان»، وذلك في سياق تشكيكه في قدراته الذهنية، ومدى أهليته لإدارة شؤون البلاد، بسبب تقدمه في العمر.
والآن، يشعر كثير من «الجمهوريين» بالقلق، من أن مرشحهم الحالم بالعودة إلى البيت الأبيض عبر بوابة انتخابات الخامس من نوفمبر، قرر اللجوء مرة ثالثة إلى «شخصنة» المواجهة الانتخابية، بعدما كرر خلال الأسابيع القليلة الماضية، انتقاداته الشخصية شديدة الحدة لـ «كامالا هاريس».
وأشار مسؤولون سابقون في الحزب «الجمهوري»، إلى أن العودة إلى «صيغة عام 2016»، في وقت يكافح فيه ترامب، لتغيير مسار السباق الانتخابي الحالي، الذي بدأ يميل باتجاه «الديمقراطيين»، يشكل أمراً محفوفاً بكثير من المخاطر، نظراً لأن مثل هذه التكتيكات المعتمدة على الهجوم الشخصي، ربما تكون قد صارت أقل فاعلية في الوقت الحاضر.
فبعدما كانت هذه الأساليب جديدة ومثيرة بالنسبة لناخبي منتصف العقد الماضي، ممن اعتبرها كثير منهم، مؤشراً على أنهم بصدد مرشح من طراز مختلف يتسم بـ «الصراحة والمباشرة»، باتت الآن - وفقاً لخبراء في استطلاعات الرأي بالولايات المتحدة - مزعجة بشكل ما لشرائح من الناخبين، الذين يرونها بمثابة «تجريح لا مبرر له» قد يصل إلى مستوى الوقاحة، ما يجعلها منفرة للناخبين، لا مستقطبة لدعمهم.
وأكد هؤلاء الخبراء، أن مأزق ترامب على هذا الصعيد يتزايد، في ضوء أن أساليبه الحالية، تثير استياء الناخبين الأكثر اعتدالاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سباق الرئاسة الأميركية الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي ترامب الانتخابات الأميركية
إقرأ أيضاً:
ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة "هيريتيج فاونديشن" (Heritage Foundation) ومقرها واشنطن، ورقة سياسية بعنوان "مشروع إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية".
هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف "مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.
أما "الإستراتيجية الوطنية" التي يقترحها "مشروع إستير" المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.
أوّل "خلاصة رئيسية" وردت في التقرير تنصّ على أن "الحركة المؤيدة لفلسطين في أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)".
ولا يهم أن هذه "الشبكة العالمية لدعم حماس" لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ"المنظمات الداعمة لحماس" (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك "المنظّمات" المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل "صوت اليهود من أجل السلام" (Jewish Voice for Peace).
إعلانأما "الخلاصة الرئيسية" الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة "تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية"- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.
عبارة "الرأسمالية والديمقراطية"، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.
وبحسب منطق "مشروع إستير" القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى "اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا".
نُشر تقرير مؤسسة "هيريتيج" في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها "معادية لإسرائيل بشكل واضح"، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ"مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض".
وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات "مشروع إستير". من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
إعلانعلاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل "شبكة دعم حماس"، وبترويج "خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة"، يدّعي مؤلفو "مشروع إستير" أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها "أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد".
ليس هذا كل شيء: "فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية".
وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر "المحتوى المعادي للسامية" على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة "هيريتيج" ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.
ومع كل هذه الضجة التي أثارها "مشروع إستير" حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ "أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره".
وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة "هيريتيج" "كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية"، وأن "مشروع إستير" يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.
إعلانوفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن "عددًا من الجهات" في الولايات المتحدة "يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة".
وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى "مشروع إستير" وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline