الثورة نت:
2025-05-14@18:51:17 GMT

أمريكا تنهار لأجل الكيان

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

 

 

لا يمكن إنكار أن أمريكا خسرت الكثير خصوصا في العقد الأخير لجهة سياستها الخارجية التي باتت – في نظر الجميع بما فيهم ساسة أمريكيون – تقليدية وتتعارض مع متغيرات وتعقيدات النظام العالمي، فها هي الصورة تتضح أكثر فأكثر لدى الأمريكيين بأن سياسة ما بعد الحقبة الباردة بالاحتواء وعدم السماح لأي قوة عسكرية منافسة بالظهور بدأت تعطي نتائج عكسية، وإذا كانت نجحت في فترة ما إلا أنها مع ذلك لم تستطع من كبح جماح القوى الصاعدة من فرض حضور متنام لها، الأمر الذي صار يفرض عليها بالضرورة أن تغيّر من هذه السياسة.


وشاء أم أبى، أي من الحزبين المتنافسين على دخول البيت الأبيض سيكون مجبرا بأن يكون أقرب إلى الواقعية في التعاطي مع هذه الحقيقة.. ربما الديمقراطيون هم الأكثر قربا لتفهُّم هذه المتغيرات من زملائهم الجمهوريين، إلا أن هذا لا يعني استعدادهم للعمل على أساسها، وأقرب مثل على ذلك هو ما كشفت عنه مظاهرات شيكاغو خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي انتهى يوم أمس، وقد وُجهت إليه تحذيرات واضحة بأن استمرار دعم الكيان الصهيوني في سياسة الإبادة الجماعية بحق غزة سيكون له انعكاس غير مريح للديمقراطيين في انتخابات نوفمبر القادم، وعُدّ التجاهل المتعمد لمطالب المتظاهرين، إشارة إلى عدم رغبة كامالا هاريس – المنافسة المزعجة لترامب على قيادة أمريكا – في تبني سياسة جديدة تغادر نمطية النزعة الفوقية التي تُعد متلازمة أمريكية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك على عكس ما حاولت مستشارة (هاريس) للأمن القومي ريبيكا ليسنر الترويج له في كتابها الأخير “كيف يمكن أن تنتصر أمريكا في الصراع على القرن الواحد والعشرين”، بأن الديمقراطيين سيكونون أقرب إلى تبني سياسة جديدة تقف عند مستوى الحرص على الزعامة ولكن بلا توجه فوقي يسمح لها بممارسة الحضور المؤثر في توجيه سياسات العالم، مع تأكيدها أن على الولايات المتحدة التخلي عن (سياسة) التفوق الاستراتيجي وعن “النظام الليبرالي الدولي” لحقبة ما بعد الحرب الباردة.
واقعية بعض الديمقراطيين الأمريكيين – كما سبقت الإشارة – لا تعني بالضرورة توجه الحزب لتبني سياسة جديدة، وإنما قد تأتي من زاوية المحاولة لتبييض صفحة الحزب، بأنه الأكثر عقلانية في المواجهة وعدم الهروب من الحقائق كما هي، ما يعني الاهتمام بإيجاد الحلول، مع ذلك فإن لعب هذا الدور قد يُخفي قناعة تغاير السلوك الحاصل، وهو ما يخشاه اللوبي الصهيوني الذي يعمل على تفكيكها نهائيا لما تمثله من خطر عليه باعتبار أن أمريكا تمثل بالنسبة له الواجهة التي من خلالها يمكن له تنفيذ سياسته العدائية تجاه العالم.
تؤكد ليسنر “أن الولايات المتحدة ربما لم تعد قادرة على إدارة النظام العالمي الذي أوجدته بشكل كامل”، وهذه الحقيقة سواء جاء الاستعانة بها لتهيئة الرأي العام الأمريكي لتقبل فكرة أن الديمقراطيين الذين يدركون هذا الواقع هم الأقدر على إيجاد المخارج التي معها يمكن لأمريكا أن تبقى الأولى عالميا، أو عكست ما يعتمل فعلا داخل الساسة الأمريكيين من مخاوف على مستقبل القوة العظمى التي تكاد تتوارى، والتي تحتم عليها الحفاظ على ما أمكن من سمات الصدارة على العالم، في كل الأحوال، فإن هذه الحقيقة في العموم لا تنفصل عن ما هي عليه اليوم فعلا، وصار الأولى بها أن توجه مليارات التسلّح إلى تحديث الخدمة الاجتماعية ومكافحة الجريمة داخل المجتمع الأمريكي، حسب ما يوصي الكثير من المحللين الأمريكيين، بدلا من هذه الاستماتة في الحفاظ على إيهام الآخرين بالتفوق بقصد الردع.
ووفق ذلك، لا شك أن المرشح سيكون أمام تحديات كبيرة تقف دون تمكين الولايات من الحفاظ على مستوى دخلها التي تجلبها من النهب والإتاوات مع هذا الأفول، خصوصا وأن الشرق الأوسط يكاد ينسحب من سيطرتها، ما يعني اشتراط الحقبة الجديدة لاستراتيجيات جديدة تتوافق مع هذه المتغيرات، ولن يكون لأمريكا بأي حال استعادة ما فقدته من مكانة وسمعة وإن كان لا يزال أمامها فرصة أن تحفظ ما بقي لها من ماء الوجه.
سمعة أمريكا تلطخت بفعل بلطجة قادتها في الأرض، وبفعل انحيازها لمشاهد المجازر الصهيونية وبفعل انسحاباتها المتتابعة من مناطق كانت تعد جزءاً من ممتلكاتها وتحديدا العربية، فضلا عن تعرضها لإهانة الصفعات اليمنية، سواء المباشرة على قطعها البحرية أو تلك التي منعت باقي سفن من أن تشق طريقها إلى الكيان المحتل، وقد كانت أمريكا قبلا تزعم أن مظلتها كافية لحمايتها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

دعا اليمنيين الى الحوار ..محمد بن سلمان : حريصون على استمرار التعاون مع أميركا لأجل استقرار المنطقة

الرياض - مع انطلاق القمة الخليجية الأميركية في الرياض التي تجمع قادة الخليج مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إننا حريصون على استمرار التعاون والتنسيق مع أميركا من أجل استقرار المنطقة، حسب و(واس).
وفي افتتاح القمة، أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، أن العلاقات مع الولايات المتحدة هي شراكة استراتيجية، مضيفاً "دول مجلس التعاون تؤكد على الشراكة الاقتصادية مع أميركا".
كما قال "نشيد بقرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا".وفي ملف غزة قال ولي العهد السعودي "يجب إنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية"، مضيفاً "نسعى بالتعاون مع أميركا لوقف التصعيد في قطاع غزة".

وفي الشأن السوداني قال ولي العهد السعودي "سنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان، والتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار".
أما في الشأن اليمني فقال "نشجع على الحوار بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن".

وفي ملف أوكرانيا قال "مستعدون لمواصلة الجهود للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية".
وفي وقت سابق اليوم، وصل قادة دول الخليج وممثلوهم إلى الرياض للمشاركة في القمة الخليجية الأميركية، بعد يوم حافل في العاصمة السعودية، زاخر بالمباحثات وتوقيع الاتفاقيات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي ختام القمة الخليجية الأميركية، غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرياض متوجها إلى قطر، المحطة الثانية في جولته الخارجية الرسمية الأولى وبعدها إلى الإمارات.

 

مقالات مشابهة

  • دعا اليمنيين الى الحوار ..محمد بن سلمان : حريصون على استمرار التعاون مع أميركا لأجل استقرار المنطقة
  • بجاية: وضع حد لنشاط شبكة لصوص تحترف سرقة المنازل
  • سياسي فلسطيني: الصواريخ اليمنية أربكت العدو وكشفت عجز أمريكا في حماية الكيان
  • زلزال إسطنبول يربك سوق الإيجارات: أسعار تنهار في مناطق وتُحلّق في أخرى!
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • مصالح أمريكا في المنطقة تتعارض مع مصالح الكيان
  • دول الخليج هي التي ستملي سياسة أمريكا الخارجية
  • موقع “Travel and Tour World”: السياحة تنهار وشلل جوي يعزل “إسرائيل”
  • “مش” سياسة!
  • أسعار الذهب تنهار عالميًا وسط تفاؤل تجاري