اليمن: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام التصعيد الحوثي
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت الحكومة اليمنية أن إقدام الحوثي على استهداف منشآت النفط بمحافظة مأرب، تصعيد خطير ونهج تدميري للبنية التحتية ومقدرات الدولة، واتباع لسياسات الإفقار والتجويع الممنهج، مشيرة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ التدابير كافة التي تحفظ مقدرات الشعب.
وأمس الأول، استهدفت جماعة الحوثي منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب، أحد أهم المنشآت الحيوية لإنتاج النفط والغاز، بثلاث طائرات انتحارية «مجنحة» محملة بمواد شديدة الانفجار.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن استمرار جماعة الحوثي في مسارها التصعيدي يُهدد إلى نسف فرص التهدئة وجر الأوضاع لمزيد من التعقيد، وينذر بانهيار الأوضاع الاقتصادية، ويفاقم المعاناة الإنسانية، ونؤكد أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وستتخذ التدابير كافة التي تحفظ مصالح الشعب، وتصون تضحياته في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة، أمس، من كارثة بيئية محتملة في البحر الأحمر بعد استهداف حوثي لناقلة نفط قبالة سواحل اليمن.
وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان أمس، من أن هجمات الحوثيين المستمرة تهدد بتسرب مليون برميل من النفط في البحر الأحمر، وهي كمية أكبر بأربعة أضعاف من كارثة «إكسون فالديز» عام 1989 والتي تشكل واحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الحوثي الحكومة اليمنية النفط مأرب البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
جريمة التجويع في غزة .. كارثة إنسانية يتفرج عليها العالم
في ظل عدوان طال أمده، وحصار خانق يضيق يومًا بعد يوم، يواجه قطاع غزة جريمة التجويع مكتملة الأركان، منظمة “العمل ضد الجوع” حذرت من تفاقم كارثة إنسانية تفتك بأطفال غزة ونسائها، حيث كشفت عن نقل 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، فيما يحتاج 300 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى مكملات علاجية عاجلة.
الأسرة / خاص
أرقامٌ صادمة تكشف عن عمق الكارثة
سلّطت منظمة العمل ضد الجوع الضوء على أبعاد المأساة، مؤكدة في بيانها أن المجاعة تتسع رقعتها في القطاع مع استمرار تعطل سلاسل الإمداد الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن وفاة سبعة أشخاص جدد خلال 24 ساعة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 154 حالة، من بينهم 89 طفلًا.
هذه الأرقام، وإن كانت مفزعة بحد ذاتها، فإنها تمثل جزءًا من مشهد أكبر، تزداد فيه مؤشرات الانهيار الغذائي والصحي، في وقتٍ لم تُفتح فيه الممرات الإنسانية بالقدر الكافي، ولا تزال المساعدات تواجه عقبات إدارية وأمنية ولوجستية، على الرغم من المطالب الدولية المتكررة.
جريمة حرب بصيغة التجويع
ما يحدث في غزة لا يمكن فصله عن القانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام التجويع كسلاح حرب، والتي تعتبر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يُعد محظورًا، ومع ذلك، لا تزال ممارسات الحصار الممنهج، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، قائمة على قدم وساق، دون محاسبة تُذكر.
المنظمات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حذّرت مرارًا من تحول الأوضاع في غزة إلى مجاعة شاملة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث يصعب وصول المساعدات، لكن هذه التحذيرات لم تقابلها خطوات دولية حازمة لوقف الانتهاك، أو حتى مساءلة الجناة.
النساء والأطفال .. الضحايا الأضعف في قلب المأساة
ما يزيد من فداحة الكارثة، أن ضحايا هذه المجاعة الفئات الأكثر ضعفاً وتضرراً وهم الأطفال والنساء، حيث تشير التقارير الطبية إلى تفشي أمراض ناتجة عن نقص حاد في الفيتامينات والبروتينات الأساسية، كالهزال الشديد، وفقر الدم، ونقص النمو، واضطرابات في المناعة، وفي غياب الرعاية الطبية الكافية، تتحول هذه الأمراض إلى حكم بالإعدام البطيء.
صمت دولي مريب
أمام هذه الجريمة، يبرز الصمت الدولي كواحد من أكثر الجوانب قسوةً، فالاكتفاء بالبيانات الصحفية، أو الوعود غير المُلزِمة، لا يغير من الواقع شيئًا، في المقابل، تستمر آلة الحرب في قطع طرق الإغاثة، وتقييد دخول القوافل، في مشهد يختزل مأساة العصر، الموت جوعًا في القرن الحادي والعشرين.
خاتمة
المجاعة التي تضرب قطاع غزة اليوم جريمة تجويع تُمارس عمدًا، وبشكل ممنهج، ضد شعب بأكمله، أمام أنظار العالم. الأرقام الصادرة من غزة ليست مجرد إحصاءات، بل شهادات دامغة على عار الإنسانية الصامتة.
ويبقى السؤال مفتوحًا أمام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأكمله، كم من الأطفال يجب أن يموتوا جوعًا، قبل أن تُحرّك ضمائركم؟