مشاريع ولاية صحم إلى أين؟
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
في عام 2022 وردني اتصال كريم من مكتب والي صحم، يحمل لي دعوة كريمة لزيارة سعادة الشيخ والي صحم السابق، وذلك للحوار معه بهدف تطوير الولاية، وكان ذلك في إطار تشجيع وتنمية مهارات الشباب في مختلف المجالات الثقافية.
فلبيت تلك الدعوة، وتشرفت بلقاء سعادته، وكان مستمعاً ومحاورًا جيدًا.
رحب سعادته بزيارتنا خير ترحيب، وقدمت له في تلك الزيارة هدية تذكارية وهي عبارة عن بعض مُؤلفاتي المطبوعة التي تناولت فيها شيئا مما يهم المجتمع من الناحية الاجتماعية والأسرية، وهنا لا أريد التفصيل في ذلك، حيث إني وثقت ذلك في مقال سابق تم نشره في جريدة الرؤية العمانية.
طلب مني سعادة الشيخ أن أقدم له مقترحات نشارك بها بهدف تطوير الولاية، وبدوري الوطني قدمت له بعض المقترحات التي كنت أراها نافعة في خدمة الولاية وخدمة الناس، ورحب سعادته مشكورًا بتلك المقترحات، وأمر المنسق بتدوين بعضها حتى يتم العمل عليها.
ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه وبقوة ونحن الآن في سنة 2024 هل رأت تلك المقترحات النور؟ وهنا أذكر بعضها للتذكير بها، علها تصل إلى الجهات المعنية ويتم العمل عليها، وهي كالآتي:
أولًا: مقترح كورنيش صحم:وهو المشروع المؤسف الذي بتنا نخجل من أخذ ضيوفنا الكرام إليه، وذلك لما وصل إليه من تشويه لمعالمه، لذا أصبح من الواجب تجديده وبنائه والاعتناء به، وإبعاده عن البحر حتى لا تتكرر المشكلة نفسها، ولكن ومع كل الأسف وإلى هذه اللحظة التي أكتب فيها مقالي هذا لم يرَ أبناء الولاية أي تجديد، أو حتى تعديل في كورنيش الولاية، وما زال يزداد سوءا وخرابا، ولو خلق الله له صوتا لسُمِعَ وهو يئن ويحن على حاله المؤسف الذي وصل إليه من عدم الاهتمام.
وكم سمعنا ونسمع بين الحين والآخر من الإعلام والمسؤولين، وهم يصرحون أن هناك مناقصات وميزانيات لتطوير كورنيش صحم، وهنا أذكر تصريحا نشرته جريدة عمان على لسان السنيدي، وكان ذلك في يوم الخميس بتاريخ 3 مارس لعام 2022 وهو كالآتي:
"أكد المهندس سليمان السنيدي مدير عام بلدية شمال الباطنة في تصريح خاص لـ(عمان) قائلا: إن الواجهة البحرية لميناء الصيد البحري بولاية صحم ستحظى بمشروع نموذجي متكامل يتضمن جميع الخدمات التي تتعلق بالجوانب الاقتصادية والسياحية والبيئية في إطار المخطط العام لمشروع الكورنيش بالولاية" (انتهى).
ولكن يا ترى إلى متى سيبقى أبناء الولاية يترقبون تطوير كورنيش صحم أكثر من تلك السنين العجاف التي مرت عليهم؟
ثانيًا: مقترح قلعة حصن صحم:وهو مقترح تحويل قلعة حصن صحم إلى متحف يضم الآثار التراثية العمانية، خصوصا المتعلقة بولاية صحم، وهنا سعادته قال لي في لقائي معه: "سننسق مع المحافظ زيارة خاصة للحصن للنظر في المقترح"، ولم تمر أياما إلا والاعلام ينشر صورا لسعادة الوالي مع المحافظ ومعهما بعض المسؤولين وهم في زيارة خاصة لحصن صحم، وبعدها تم النشر أيضا في موقع صوت صحم للإعلام بالخط العريض التصريح التالي: "اقتراح لإنشاء متحف أثري في حصن صحم، وسعادة الشيخ والي الولاية والمختصين يقومون بزيارة ميدانية للحصن".
لكن السؤال القائم الذي نبحث عن إجابته: هل تم تحويل الحصن إلى متحف أم لا؟ الجواب: مع مزيد من الأسف لم يتم تحويل الحصن إلى متحف، وإلى هذه اللحظة لم يتم تطوير الحصن وهو لازال على حاله كما كان!! والغريب في الموضوع تم مؤخرا فرض رسوم لدخول الزائر للحصن.
ثالثا: مقترح شعلة صحم:شعلة صحم التي أكل الدهر عليها وشرب، حتى أصبحت من المشاريع القديمة والرديئة والمتهالكة، أما ألوانها فأصبحت باهتة لا تسر الناضرين، وحشائشها كالعجوز التي طال شعرها ولم تجد من يزينه لها أبدا، يا ترى لماذا لا يتم تطوير شعلة صحم كما تم الإعلان عن ذلك؟
وفي هذا المقترح كانت لنا أيضا تغريدة قديمة نشرت في 1 مارس عام 2022 نطالب فيها بتطوير مجسم شعلة صحم، وتفاجأت بعد النشر بالرد السريع من مدير بلدية صحم السابق وكان رده كالآتي: "كل الشكر والتقدير للأخ المغرد جابر على حرصه واهتمامه بالولاية، فيما يخص الشعلة فقد وضعت ضمن المشاريع التجميلية بالولاية وسيتم عمل الصيانة اللازمة وبعض الإضافات التجميلية بها، لأنها من المواقع البارزة في الولاية، ونأمل أن يجمعنا لقاء أخوي لنستمع إلى أفكاركم وآرائكم التي تهم الولاية".
أما بلدية صحم فهي الأخرى نشرت إعلانا يقول: "في إطار سعي دائرة الشؤون البلدية بصحم في تطوير وتحسين مجسم الشعلة وطرح مسابقة لإعادة تطويره وإضافة بعض اللمسات الجمالية على المجسم"، وعرضت شروطا لتلك المسابقة.
كان هو مجرد اقتراح وبعده تغريدة صغيرة، ولكن لاحظنا بعد فترة وجيزة وجود العمال يحفرون ويقلمون الحشائش، إلا أنه فجأة توقف العمل والتطوير بشكل كامل، وبقيت الشعلة كما هي يرثى لها ولم تحظى بالتطوير المطلوب إلى هذه اللحظة!!
ونحن هنا لا ننكر ما تقوم به الجهات المسؤولة من خدمات كبيرة في خدمة الولاية، فهناك مشاريع تجميلية وتطويرية تم الانتهاء منها، وهو أمر جيد، ولكن ما ننكره كثيرا ونقف عنده في محل النقد البناء هو الحديث المتكرر للمسؤولين عبر الإعلام عن تطوير المعالم المعروفة في الولاية مع التأخير المفرط في العمل لصالح تلك المعالم، وبالتالي نشعر جميعا كمواطنين بإهمال الولاية، لذا ندعوا الجميع لزيادة جرعات الإخلاص والوفاء والأمانة للعمل لمصلحة الوطن، وذلك لا يكون إلا بالتوكل على الله والسعي الدؤوب من أجل التطوير والازدهار من أجل عمان، فهي تستحق منا الكثير والكثير من الإخلاص والوفاء والعمل بصدق وأمانة فهل نحن فاعلون ذلك؟ قال تعالى "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"، وقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "من قصّر في العمل ابتلي بالهم".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العيسوي يتفقد مشاريع تنموية في محافظة الزرقاء ضمن المبادرة الملكية لإعادة تأهيل وتطوير منطقتي تلال الفوسفات ووادي العش
صراحة نيوز ـ تفقد رئيس الديوان الملكي الهاشمي، يوسف حسن العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، اليوم السبت، سير العمل في تنفيذ مشاريع المبادرة الملكية لإعادة تأهيل وتطوير منطقتي تلال الفوسفات (المرحلة الثانية) ووادي العش، وذلك بحضور وزراء الإدارة المحلية المهندس وليد المصري، والزراعة المهندس خالد الحنيفات، والصناعة والتجارة المهندس يعرب القضاة، والبيئة الدكتور معاوية الردايدة، ومحافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود.
وتشرف على متابعة عملية إعادة تأهيل وتطوير تلال الفوسفات ووادي العش، لجنتين برئاسة وزير الإدارة المحلية وعضوية جميع الجهات المعنية، بهدف معالجة المشاكل البيئية والتنموية وخدمات البنية التحية في المنطقتين، وتحويلهما الى بؤر تنموية، من خلال العمل على تطوير خدمات البنية التحتية واستغلال المساحات المتوفرة من الأراضي لانشاء المشاريع التنموية فيهما، ومعالجة الجوانب التنظيمية ضمن مخططات شمولية سيتم العمل عليها لتطويرهما، وذلك تنفيذ للتوجيهات الملكية السامية.
ففي لواء الرصيفة، اطلع العيسوي على سير العمل في المرحلة الثانية من مشروع تطوير وإعادة تاهيل منطقة تلال الفوسفات، حيث شملت الجولة الاطلاع على الأراضي التي تم تاهيلها ضمن المرحلة الأولى من المشروع، والتي سيتم استغلالها لإنشاء حدائق ومتنزهات ومشاريع ترفيهية استثمارية لتكون متنفساً لأهالي مدينة الرصيفة والمناطق المجاورة، وتبلغ مساحتها حوالي (134) دونما.
واستمع العيسوي إلى إيجاز من الوزير المصري حول سيناريوهات العمل الذي يستهدف تطوير واستغلال هذ الاراضي، حيث ستتولى وزارة الإدارة المحلية إنجاز الدراسات والمخططات اللازمة لتطوير واستغلال هذه الأراضي، من خلال جهة استشارية متخصصة، بناء على الأفكار والمقترحات المقدمة من اللجنة وبما يتناسب مع احتياجات واولويات أبناء المجتمع المحلي، وسيكون دور الحكومة إيصال الخدمات وتنفيذ البنية التحتية، وطرحها كفرص استثمارية للقطاع الخاص.
كما شملت الجولة تفقد منطقة المصانع المقامة على جزء من أراضي تلال الفوسفات ومقامة على اراضٍ تعود ملكيتها لخزينة الدولة، واطلع على طبيعة عمل هذه المصانع، وستقوم اللجنة ببحث خيارات إيجاد مواقع ملاءمة لهذه المصانع ضمن المناطق الصناعية، تمهيداً لإعادة تأهيل أرض المصانع مع الأراضي المجاورة لها ضمن الخطة الشمولية لتطوير المنطقة.
كما تفقدت موقع سوق الحلال القديم الذي تم ترحيله في وقت سابق كونه كان يشكل بؤرة تلوث ومكرهة صحية في المنطقة، بالإضافة الى بعض المناطق والتلال التي لا زالت قائمة على مدخل مدينة الرصيفة من جهة أوتوستراد عمان الزرقاء وبحاجة الى معالجة وإجراءات للتعامل معها، حيث سيصار إلى تأهيلها وتسويتها وفرشها بالتربة الحمراء وزراعتها بالأشجار وتجميلها، لتكون مدخلاً حضارياً لمدينة الرصيفة من جهة الطريق الرئيسي الرابط بين عمّان والزرقاء (الأوتوستراد).
وخلال الجولة بحثت اللجنة واقع متنزه الرصيفة الوطني، واهمية العمل على إعادة تأهيله وتطوير مرافقه والاهتمام باعمال الزراعة فيه وادارته وتشغيله من خلال بلدية الرصيفة بما يضمن استدامته والمحافظة عليه كونه من اقدم المتنزهات في المنطقة وكان يشكل المتنفس الوحيد لابناء المدينة.
يشار إلى أن اللجنة المركزية لأملاك الدولة قد وافقت على تخصيص أرض المتنزه لصالح وزارة الإدارة المحلية، على أن تتولى بلدية الرصيفة إدارة الموقع وتأهيله.
وفي منطقة وادي العش الصناعية، اطلع العيسوي على سير العمل في إعادة تأهيل وتطوير المنطقة، ضمن خطة شمولية يجري العمل عليها لتطويرها، والتوجه لان تكون منطقة مخصصة للصناعات الخفيفة بعد تطوير مداخل المنطقة ومخارجها وتطوير الطرق وخدمات البنية التحتية فيها والأمور الإدارية والتنظيمية في المنطقة.
حيث اطلع العيسوي على تنفيذ الطريق التنظيمي الداخلي، والذي سيكون امتداداً للطريق الرئيسي من مدخل المنطقة من جهة الأوتوستراد، بطول 1200 متر، ويضم أربعة مسارب وجزيرة وسطية، وذلك ضمن خطة تحسين وتطوير مدخل وادي العش، بما في ذلك إعادة تأهيل الدوار، وإنشاء نصب تذكاري لمئوية الدولة الأردنية، بتبرع من غرفة صناعة الزرقاء.
وتابع العيسوي سير العمل في الطريق الذي سيربط المنطقة بممر عمّان التنموي، حيث بلغت نسبة الإنجاز بالطريقين، الذي يجري تنفيذهما من خلال المبادرات الملكية السامية، نحو 42%، ومن المتوقع الانتهاء منهما نهاية شهر تموز المقبل.
وشملت الجولة زيارة تفقدية لمنطقة معامل الطوب ومناشير الحجر، التي تضم 49 معملاً، منها 28 معمل مقامة على (48) دونما من أراضي الخزينة، والباقي مقامة على أراضي ملكيات خاصة، حيث يجري العمل حاليا على بحث خيارات للتعامل معها، بما يتفق مع المخطط الشمولي لتطوير المنطقة، وبما يراعي المتطلبات البيئية والصحية، ووفقا لطبيعة استعمالات الأراضي والصناعات والمنشآت المستهدفة في المنطقة حسب المخطط الشمولي.
كما استمع العيسوي إلى شرح حول الإجراءات المتخذة لتحسين البنية التحتية والخدمات في المنطقة، ومناقشة أبرز التحديات مثل تطوير شبكات الطرق والمرافق العامة، مؤكدا على أهمية تذليل العقبات وتسريع الإجراءات، بهدف إحداث أثر مباشر وملموس وسريع على الأرض، يشعر به المواطن، تنفيذا للتوجيهات الملكية، وهو ما يتطلب تعاون جميع الجهات والمؤسسات المعنية والقيام بالدور المناط بها كل ضمن اختصاصه دون إبطاء أو تأخير.
تأتي هذه الزيارات التفقدية في اطار الزيارات الميدانية المستمرة لمتابعة مشاريع المبادرات الملكية السامية التي يوجه جلالة الملك بتنفيذها خلال زيارات ولقاءات جلالته المستمرة مع المواطنين في مختلف محافظات المملكة بناء على الطلبات والاولويات المقدمة منهم، بهدف تحسن مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ودفع عجلة التنمية في المناطق المستهدفة