الثورة نت:
2025-06-20@21:59:14 GMT

مواجهة النظام السعودي

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

 

لعل حرب الإجرام والإبادة الجماعية على غزة- ومشاركة اليمن الفاعلة في مناصرة غزة والشعب الفلسطيني- مثلت أولوية مقنعة وطنياً وشعبياً، ومع ذلك لنا أن نتساءل: ماذا لو لم تحدث هذه الحرب العدوانية الإجرامية على غزة؟..
كيف كان علينا التعامل مع واقع ما بعد العدوان السعودي الأمريكي؟..
منذ حوارات الكويت، وأمريكا تنفذ ما هددت به وهي الحرب الاقتصادية والنظام السعودي يتطابق مع هذه الحرب وأهدافها في اليمن وإن يقل غير ذلك أحياناً على طريقة أنه مع الحل الواقعي والمنصف للمشكلة في اليمن، ولكن أمريكا وبريطانيا يرفضان ويفرضان ما يريدانه من تموضعهما الدولي وبما لديهما من صلاحيات ربطاً بقرارات دولية.

.
ما عرفت بالتهدئة والهدنة ووضع اللاسلم واللاحرب هو إلى مأزق الصعوبة ومستوى من العجز في التعامل مع مسألة الاقتصاد في ظل حرب أمريكية سعودية لمنع استقرار اليمن كاستقرار إيجابي في الجانب الاقتصادي تحديداً..
فهذه الحرب الاقتصادية هي بمثابة جريمة وهي بمثابة إبادة جماعية في استهدافها للشعب اليمني..
إذا أمريكا كانت واضحة في الإعلام خلال مفاوضات الكويت في تفعيل الحرب الاقتصادية كإبادة جماعية تجاه الشعب اليمني.. فأين نكون نحن قد أخطأنا في مواجهة ذلك..
في تقديري أننا أخطأنا بقبول هدنة مخطط لها أمريكياً- سعودياً لأن ذلك حقق سلماً وأمناً للسعودية وهي نقطة الضعف لأمريكا في موازاة إسرائيل وبالتالي فأمريكا والنظام السعودي سارا في أقصى وأقسى تفعيل للحرب الاقتصادية ولم يعد بمقدورنا الدفع إلى حل لواقع اليمن والشعب اليمني كحل سياسي ولا أن نطالب بالحقوق والتعويضات المشروعة والمستحقة من نظام آل سعود، وكأن المراد هو دفعنا لاستجداء تخفيف الحرب الاقتصادية..
عدم القبول بهدنة ممددة وممططة وعدم الانصياع لفرض أمر واقع “اللاسلم واللاحرب” هو أفضل ما كان سيوصل للحلول والحلحلة بالحد الأدنى من الإنصاف..
أمريكا التي هددتنا من الكويت بحرب اقتصادية لا تبقي ولا تذر تعترف بانكساراتها وعجزها بحرياً أمام اليمن لكنها تردد وتؤكد أن نقطة ضعف “الحوثي أو الحوثيين” هي الاقتصاد..
هذه هي الحروب الأمريكية الأهم وبالذات بعد انتهاء حرب غزة وكأنها تعد لانفجار شعبي ضد أنصار الله وضد حزب الله من متراكم حروبها الاقتصادية وهذا ما يفترض وضعه أمام أعيننا لنجد مخارج أو تكتيكات تعيننا..
عدونا المباشر في عدوان السنوات التسع وعدونا المباشر في الحرب الاقتصادية هو النظام السعودي حتى وإن قال ـ وسيقول ـ غير ذلك..
وفي هذا الصدد لا يعنينا مصالح أو سقف مصالح أكانت أمريكا أو حتى روسيا أو الصين أو غيرهما، لأن ما هو لنا كحقوق مشروعة يظل فوق قياسات ومقاسات هذه البلدان من منظور مصالحها..
لا نحتاج للارتكاز بالضرورة على الحروب والصراعات الداخلية وهي في صلب مخططات أمريكا والنظام السعودي معاً..
فالتصويب لخطأ أو خطيئة الهدنة الممططة لا يكون ولم يعد ممكناً إلا من خلال مواجهة مع النظام السعودي وأياً كانت وأياً جاءت النتائج ستظل أفضل من القائم وما يرتبط به في القادم، أكانت مواجهة الحروب الاقتصادية أو البناء أو التغيير كمسمى للحكومة، فكل ذلك يبدأ وينتهي بمواجهة النظام السعودي..
لقد أثبتت اليمن أنها على مدى بعيد وأبعد هي العمود الأهم في محور المقاومة ولكنه بدون مواجهة مباشرة وتصفية الحسابات مع النظام السعودي لن تكون كذلك فلا تتركوا للعداء والأعداء أن يعيدوا تركيع الشعب اليمني وواقع اليمن لألعابهم وأهوائهم واستراتيجية التغيير والبناء يفترض أن ترتكز على المواجهة المباشرة مع النظام السعودي وبدون ذلك سنظل في مأزق وفخوخ تلاحقنا وتتلاحق علينا من حيث ندري ومن حيث لا ندري..
مع ثقتي الكاملة بما طرحت وما ذهبت إليه فلعلي أتمنى أن أكون أخطأت ومثلما كنت أطرح حول الهدنة المطاطية الممددة “الزمن بيننا”، فإني لا أملك أن أقول عما طرحته إلا أن الزمن بيننا أيضاً.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مخلب أمريكا

الولايات المتحدة أنشأت «إسرائيل» لتكون مخفرًا متقدمًا لها في المنطقة، تؤمّن مصالحها وتنفّذ استراتيجياتها. محمد حسنين هيكل.

يشنّ الكيان الصهيوني عدوانًا على إيران، فتردّ الأخيرة، فيُصوّرها الإعلام والدبلوماسية الغربية على أنها المعتدية. يصدر مؤتمر الدول الصناعية السبع بيانًا يدين إيران، ويمنح الدولة المجرمة حق الدفاع عن نفسها، في الوقت الذي يُحرَّم فيه على إيران امتلاك القنبلة النووية، رغم توقيعها على معاهدة حظر الانتشار النووي. أما الكيان الصهيوني، الذي يمتلك ما بين 90 إلى 200 رأس نووي ولم يوقّع أصلًا على تلك المعاهدة، فلا يجرؤ أحد على مجرد الإشارة إليه.

كما هو معلوم، فإن الهدف من إنشاء الكيان الصهيوني كان إضعاف العالم العربي، وإشغاله بالصراعات، والسيطرة على منابع النفط والممرات المائية. لكن هذه الأهداف تطوّرت مع الزمن، وتبدّلت أولويات كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

يُعلن الكيان الصهيوني، ووراءه الولايات المتحدة، أن الهدف من الحرب على إيران هو إنهاء مشروعها النووي. وإن قبلت إيران بتفكيك برنامجها وعادت صاغرة إلى طاولة المفاوضات وفق الشروط الصهيونية والأميركية، فإن الحرب ستتوقف. لكن هذه كذبة لا تُصدَّق؛ فاستسلام إيران لن يشفع لها.

قد تُعلَّق الحرب مؤقتًا، لكن مشروع استنزافها سيستمر بلا هوادة. ألم نشهد ما حدث للقذافي، حين سلّم برنامجه النووي كاملًا على متن سفينة إلى الولايات المتحدة، فكان مصيره القتل؟ وهل نُسي صدام حسين، الذي سمح لمفتشي الأسلحة بتفتيش كل شبر في العراق، ثم أُعدم لاحقًا؟

هذه الحرب لا علاقة لها لا بالمشروع النووي الإيراني، ولا بالديمقراطية، ولا بحماية سكان المنطقة من النفوذ الإيراني. حين مات مليون طفل عراقي في ظل الحصار والحرب، قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت: «الثمن مستحق». واليوم، تُزهَق أرواح مئات المدنيين في غزة يوميًا بالقنابل والأسلحة الأميركية، وبعد أكثر من عشرين شهرًا، ما زالت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع إيقاف المجزرة.

الهدف الحقيقي من الحرب هو إسقاط الدولة الإيرانية، وإنهاء نظامها السياسي، ودفعها إلى مصير الدولة الفاشلة. هذا ما يتفق عليه الأميركيون والصهاينة، وإن اختلفت غاياتهم.

فبالنسبة للولايات المتحدة، إيران دولة متمرّدة على النظام العالمي الذي تتسيّده واشنطن، لم تُفلح العقوبات في إخضاعها، وتحافظ على علاقات استراتيجية مع الصين وروسيا. لذا، تسعى أميركا إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يضمن هيمنة قاعدتها الإقليمية الكيان الصهيوني في مواجهة النفوذين الصيني والروسي المتصاعدين، وترسل رسالة تحذيرية مفادها أن أي دولة تختار التحالف مع الصين أو روسيا سيكون هذا مصيرها.
ومع انهيار إيران، ستسقط تلقائيًا ورقة الحوثيين في اليمن، وتُطوى معها القضية الفلسطينية.
أما الكيان الصهيوني، فيسعى إلى فرض سيادته على المنطقة قبل أفول الهيمنة الأميركية. إنه يدرك أن الإمبراطورية تتهاوى، ويرى اللحظة فرصة ذهبية قد لا تتكرر لتصفية كل تهديد وجودي. فإيران، في نظره، هي آخر حجر في دومينو المقاومة، بعد أن أُضعفت حماس، وتراجعت قدرات حزب الله، وتم تحييد الأسد.

ومع انهيار إيران، ستسقط تلقائيًا ورقة الحوثيين في اليمن، وتُطوى معها القضية الفلسطينية.
الهدف إذًا هو تدمير إيران من الداخل، وقلب نظامها السياسي، كما حدث في دول أميركا الجنوبية، والعراق، وليبيا. وتُنفَّذ الخطة على مراحل: تبدأ بالعقوبات، ثم الاغتيالات، تليها الحرب الإعلامية، فاختلاق المبرر لإشعال الحرب، ثم إسقاط النظام، وفرض استعمار جديد، وفوضى شاملة، ونهب للثروات، مع دخول المتعهدين الأميركيين، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.

لقد وقعت إيران في الفخ، ولن يشفع لها إلا قوة ردّها؛ فهي تخوض معركة وجود، لا خيار لها فيها سوى المواجهة حتى النهاية.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم تسرّع بنهايته؟
  • مخلب أمريكا
  • حزب الله يختار موقفه: مع إيران بالكامل ضد عدوان أمريكا وإسرائيل
  • دبلوماسيون: إيران تجري محادثات مباشرة مع أمريكا لإنهاء الحرب
  • التوترات ترفع أسعار الوقود في اليمن
  • ما مدى تأثير الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية على اليمن؟
  • المنتخب السعودي ينهي استعداداته لمواجهة أمريكا في الكأس الذهبية
  • بعيون إسرائيلية.. هذه أهم المخاطر الاقتصادية للمواجهة الجارية مع إيران
  • القاهرة للدراسات الاقتصادية: الحرب الإسرائيلية الإيرانية تهدد نمو الاقتصاد العالمي
  • الهلال السعودي يتحدى ريال مدريد في مواجهة قوية بكأس العالم للأندية