الجزيرة:
2025-06-17@21:46:55 GMT

بلدة ترقوميا.. نقطة الوصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

بلدة ترقوميا.. نقطة الوصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة

بلدة فلسطينية تتبع محافظة الخليل، وتبعد عن مدينة الخليل 9 كيلومترات من شمالها الغربي، بدأت أرضا كنعانية، ثم احتلها الرومان وأطلقوا عليها "تريكومياس". ومن أرضها ينطلق الممر الآمن الواصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر معبر ترقوميا.

الموقع

تبلغ مساحة بلدة ترقوميا نحو 27 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وترتفع عن سطح البحر 490 مترا، وهي تتشكل من مجموعة من التلال الجبلية، وتربط بين السهل الساحلي الفلسطيني ومرتفعات جبال الخليل.

وتقع ترقوميا على الخط الأخضر، وشمال غرب مدينة الخليل التي تبعد عنها 12 كيلومترا، وتبلغ مساحتها نحو 21 ألف دونم، ومنها يبدأ طريق الممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر معبر ترقوميا.

تحد ترقوميا من الشمال بلدةُ بيت أولا، ومن الشرق جبال الخليل وبلدة بيت كاحل وتفوح، ومن الغرب بلدة بيت جبرين والخط الأخضر، ومن الجنوب بلدة إذنا وسوبا.

حاجز ترقوميا شهد يوم 1 سبتمبر/أيلول 2024 إطلاق نار قتل فيه 3 شرطيين إسرائيليين (الفرنسية) السكان

وبلغ عدد سكان بلدة ترقوميا عام 2023 نحو 22 ألفا حسب الجهاز الفلسطيني المركزي للإحصاء، وكان عددهم عام 1922 نحو 976 نسمة، ثم ارتفع عام 2007 إلى نحو 14 ألف نسمة، وكانوا يشكلون نسبة 2.6% من سكان محافظة الخليل.

ومن أبرز العائلات والعشائر الموجودة في البلدة، عشيرة الذباينة وعشيرة الكرابلية وعشيرة الفطافطة وعشيرة الجعافرة وعشيرة طنينه وعشيرة قباجة وعشيرة الشلالفة وعشيرة أبو حلتم وعشيرة الدبابسة وعشيرة أغريب وعشيرة آل عودة وأبو رعية، وعشيرة المرقطن وعشيرة آل قعقورن.

التسمية

عرفت بلدة ترقوميا سابقا باسم "يفتاح" (بمعنى يفتَحَ) على زمن الكنعانيين، وغيّر الرومانيون اسمها إلى "تراكومياس" بمعنى "القرى الثلاث"، إذ جمعت البلدة قرية "نحال تيليم" وتعني نحل الحراث، وتغير اسمها فيما بعد إلى خربة طيبة وقيل البطم، وقرية "كفار عطا" وتعني الرجل المسن، وأصبحت تسمى خربة فرعة، وقرية "كفر حيرف" وتعني قرية السيف، وسميت فيما بعد خربة السيف.

وقيل في رواية أخرى إنها تحريف لـ"تيراكوميا" التي تعني "أرض القرى الأربع" وهي "كفر عطا" و"ناحل تيليم" و"كفر حيرف" و"خربة بيت نصيب".

ويؤيد الرواية الأولى الدكتور يونس عمرو والباحثة نجاح أبو سارة، إذ إن الاسم مكون من مقطعين، الأول "تراي" (tri) ويعني 3، والثاني "كومياس" (comias) ويعني القرى.

وعندما احتلها الصليبيون أطلقوا عليها "تراكيميا" وهو الأقرب لاسمها الحالي.

معبر ترقوميا الفاصل ما بين بلدة الخليل وضواحيها ومنقطة النقب في الداخل الفلسطيني (الجزيرة نت) التاريخ

كانت ترقوميا تتبع مدينة بنت جبرين أيام سيطرة الرومان على فلسطين (332 ق.م – 36 ق.م)، وبعدها خضعت لسيطرة البيزنطيين حتى الفتح الإسلامي عقب معركة أجنادين، التي وقعت قرب أراضيها غربا، يوم 30 يوليو/تموز 634 ميلادي الموافق 27 جمادى الأولى 13هـ.

وفي أثناء تلك المعركة كانت البلدة مركزا لإسناد جيش المسلمين، فاستقبلت الجرحى والمصابين، ودفن في أرضها عدد منهم مثل الأمير قيس، مما كان عاملا في استمرار الحكم الإسلامي فيها من الحكم الراشد حتى العهد العثماني.

وكانت ترقوميا جزءا من سنجق القدس. وحينها ركز العثمانيون على تثبيت السكان في أراضيهم من خلال مسح الأراضي وتوزيعها. ومع ذلك، شهدت البلدة إهمالا في مجالي التعليم والصحة لتركيز العثمانيين على الجانب العسكري.

وشاركت ترقوميا في معظم الأحداث النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي، منها ثورة البراق عام 1929، والهجوم على اليهود في الخليل، وثورة "36 شعبان" لوقف الهجرة اليهودية ومنع بيع الأراضي الفلسطينية ووقف مشروع التقسيم البريطاني.

وانخرط سكان بلدة ترقوميا في معركة "صوريف" (وتسمى أيضا ظهر الحجة) عام 1947، ومنهم محمد محمود خليل الجعافرة، وعبد الرحمن عواد الفطافطة، وعبد العالي محمود عوض، ومحمد عيسى الجعافرة، وأحمد مصطفى أرطيش، وشحادة عبد المحسن قباجه.

وكان شباب ترقوميا، جزءا من حرب الـ48، إذ شاركوا في معركة كفار عصيون، واستشهد منهم محمد الجعافرة، إضافة إلى معارك الحدود التي دارت بين عامي 1949 و1950، وأيضا حرب الـ67، وفيها استشهد أحمد قباجه، وعزت محمود المصري، وكان عام احتلال القرية.

وعقب توحيد الضفة الغربية مع الأردن (1948–1967)، أصبحت ترقوميا جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية. وشهدت خلالها تطورا تدريجيا في مختلف نواحي الحياة، ونظرا لموقعها الإستراتيجي القريب من خط الهدنة، وضع فيها مقر لكتيبة من الحرس الوطني داخل منطقة دوقاس.

وفرض الجيش الأردني على سكان القرية قبل حرب الـ67 حصاد زرعهم ليضع مكانه ألغاما وأحاط أراضيها بأسلاك شائكة، منعا لمرور جيش الاحتلال الإسرائيلي منها، وتسببت هذه الألغام -بعد انتهاء الحرب- بموت عدد من السكان أو إصابتهم نتيجة الدخول للمنطقة.

ظل أهل المنطقة مساهمين أساسيين في مقاومة المحتل الإسرائيلي، فشاركوا أيضا في الانتفاضة الأولى عام 1987، وفي الانتفاضة الثانية عام 2000.

وأدار البلدة بين عام 1973 و1997 مجلس قروي، وتحول إلى مجلس بلدي منتصف عام 1997، وعينت وزارة الحكم المحلي أعضاءه .

وفي عام 1982، أقام الاحتلال الإسرائيلي مستوطنات على أراضي البلدة، وأنشأ معسكرا للجيش مقتطعا بذلك مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، مما أثر سلبا على معظم السكان الذين كانوا يعتمدون على الزراعة مصدرا للرزق.

ومن تلك المستوطنات، مستوطنة تيليم على مساحة ألف دونم، ومستوطنة أدورا على مساحة ألف دونم أيضا، كما أحاط الاحتلال البلدة بعدد من الحواجز والمستوطنات، مصادرا بذلك آلافا أخرى من الدونمات، إضافة إلى اقتلاع آلاف أشجار الزيتون والعنب واللوزيات وغيرها.

ولم تتوقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ومضايقاته تجاه أهل البلدة منذ حرب 67، إذ يعتقل من أفرادها كل فترة، ويهدم منشآتهم الزراعية ويصادر أراضيهم، ويداهم البلدة بقصد التفتيش، ولا يزال أهلها يقاومون الاحتلال بكل الطرق الممكنة.

وفي يونيو/حزيران 2022، هدم الاحتلال الإسرائيلي 11 منشأة زراعية في البلدة لتوسيع الاستيطان في المنطقة، وكان يستخدمها أصحابها لأغراض زراعية وبقصد التنزه أيام الصيف، علما أن ملكيتها تعود لعائلات من الفطافطة ومرقطن وزباينة.

وفي الأول من سبتمبر/أيلول 2024 قتل 3 من عناصر الشرطة الإسرائيلية في هجوم مسلح على سيارة عند حاجز ترقوميا، وإثرها دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تصعيد العمليات ضد الاحتلال.

الاقتصاد

وحسب تقرير لمعهد الأبحاث التطبيقية في القدس "أريج" عام 2009، اعتمد سكان البلدة على العمل في السوق الإسرائيلية، كما عمل نحو ثلثهم في قطاع الزراعة.

ومن الأنشطة الصناعية والتجارية في البلدة، جمعية ترقوميا التعاونية لعصر الزيتون، ومصنع الدبابسة للمطاط والبلاستيك، إضافة إلى مصانع للطوب وقص الأحجار وبيع الملابس واللحوم الطازجة والحدادة والنجارة وغيرها.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في البلدة نحو 12 ألف دونم، منها 4600 دونم مراع وغابات، لكن البلدة لا تستطيع استغلال كامل المساحة بسبب الممارسات الإسرائيلية، التي صادرت آلاف الدونمات، وأيضا بسبب شح المياه في المنطقة، وضعف قطاع الزراعة في ظل التضييق الإسرائيلي.

وتشتهر بلدة ترقوميا بزراعة الزيتون والعنب والخضراوات والحبوب، وأيضا العنب والتين واللوز والتفاح والمشمش والبرقوق، ويعتمد سكان المنطقة أيضا على الثروة الحيوانية.

المعالم

تزخر ترقوميا بمجموعة من الآثار التي تعود إلى العصور الكنعانية وما بعدها، مثل النواميس ومعاصر العنب والزيت والكهوف والمقابر المنحوتة في الصخر. كما تم العثور على أدوات فخارية وزجاجية، ونقود معدنية قديمة.

وفي المنطقة مساجد أثرية، منها المسجد العمري ومسجد الأمير قيس ومسجد الأتقياء ومسجد الخلفاء الراشدين ومسجد الشافعي.

وتضم أيضا مواقع أثرية منها خربة البطم وخربة الطيبة وخربة بئر الكفرين وخربة سيف وخربة جمرورة وخربة بئر الفأر، ومقام الأمير قيس ومقام النبي صالح وخربة أم الشريط وخربة بيت نصيب وخربة دوقاس وخربة الجرة، وخربة فرعون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة بلدة ترقومیا فی البلدة ألف دونم

إقرأ أيضاً:

لليوم الـ5 على التوالي: العدو الصهيوني يغلق المسجد الأقصى

الثورة نت/وكالات يواصل العدو الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، فرض إغلاق كامل على المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وإغلاق البلدة القديمة أمام الزائرين باستثناء سكانها. وأوضحت محافظة القدس، أن اعتداءات العدو المتفرقة، أسفرت عن إصابة أربعة مقدسيين بالرصاص الحي في بلدات الطور، وبير نبالا، والرام، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. في الوقت ذاته، سمح العدو الإسرائيلي للمستوطنين بإقامة طقوس دينية قرب المسجد الأقصى، وكثف اقتحاماته اليومية لبلدات وضواحي القدس، وسط انتشار عسكري على عشرات الحواجز والبوابات وجدار الفصل العنصري. ويمنع العدو الإسرائيلي منذ الجمعة الماضية، دخول المصلين، حتى من سكان البلدة القديمة، إلى المسجد الأقصى بمصلياته المسقوفة وساحاته كافة، وكذلك إلى كنيسة القيامة، مع إغلاق معظم المتاجر في البلدة القديمة والاكتفاء بمحال السلع الأساسية، وذلك تحت ذريعة “حالة الطوارئ” المتواصلة. والليلة الماضية، نفخ حاخامات وجنود صهاينة في البوق أسفل المسجد الأقصى، عند الزاوية الشمالية‑الشرقية لساحة حائط البراق، دعمًا لجنود العدو حسب وصفهم. وفي حي الحردوب ببلدة الطور، أطلق قناص من جنود العدو الإسرائيلي أربع رصاصات حيّة على الفتى إياس (12 عامًا) والشاب عدي (22 عامًا) أثناء وقوفهما عند باب منزلهما؛ ما أدى إلى إصابة الأول في يده، بينما استقرت رصاصة في ظهر الثاني، فيما أصيب شخص ثالث، قبل أن يطلق جنود العدو قنابل مضيئة خلال اقتحامه البلدة، بعد منتصف الليل. وامتدت الاقتحامات إلى حي عين اللوزة بسلوان، حيث اعتُقل شاب بعد مداهمة منازل عدة وتوقيف شباب في الحي، تزامنًا مع نصب حاجز عسكري عند وادي الربابة. كما اقتحمت قوات العدو بلدة شعفاط، وفتشت منزلًا في بلدة العيسوية، وأغلقت مدخل بلدة الرام بعد اقتحام ضاحية الأقباط، فيما اقتحمت بلدتي حزما والعيزرية وأُصيب شابان بالرصاص الحي في بير نبالا والرام ونقلا إلى المستشفى للعلاج. وتُحاصر سلطات العدو مدينة القدس بـ84 حاجزًا، موزعة بين حواجز عسكرية دائمة، وسواتر ترابية، وبوابات على امتداد جدار الفصل العنصري، تعيق حركة المواطنين، وتفصل القدس عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية، وتُستخدم كأداة يومية لتنكيل المواطنين الفلسطينيين عبر التفتيش والاحتجاز والمنع من المرور.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يفجر منزلا في بلدة بيت عوا غرب الخليل ويهدم منازل في مخيم جنين
  • لليوم الـ5 على التوالي: العدو الصهيوني يغلق المسجد الأقصى
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية اليوم
  • من بينهم امرأة وأسرى سابقون.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • الاحتلال يواصل اغلاق الأقصى والقيامة ويصيب أربعة مواطنين بالرصاص
  • الاحتلال يفجر منزلا في بلدة بيت عوا غرب الخليل
  • حملة اقتحامات إسرائيلية بالضفة الغربية تتخللها إصابات ومداهمات
  • بالتزامن مع التصعيد ضد طهران.. الاحتلال يشدد الإجراءات في الضفة الغربية
  • بحملة مداهمات تخللها اعتداءات على ممتلكاتهم.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية