مسقط- العُمانية

أكدت وزارة التربية والتعليم أن خطتها الدراسية الجديدة تتضمن استحداث منهج خاص بتعليم الناشئة مفاهيم "الهوية والمواطنة"، ليكون هذا المنهج إحدى أدوات المؤسسة التعليمية الهادفة إلى تعميق وغرس مفاهيم الهوية والمواطنة في الطلاب خاصة في المراحل العمرية المبكرة من حياتهم.

وأفادت الوزارة أن منهج الهوية والمواطنة ينطلق من عدة أسس تتمثل في: متطلبات التنمية العُمانية الشاملة وفق رؤية "عُمان 2040" والاستراتيجية الوطنية للتعليم (2040) وفلسفة التعليم بسلطنة عُمان وقانون التعليم المدرسي ونتائج الدراسات، والبحوث، والندوات الوطنية والإقليمية والتقدم العلمي والتقني المتسارع في جميع نواحي الحياة ومتطلبات مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل.

وأشارت إلى أن موضوع الهوية والمواطنة يتم وفق منظومة تعليمية ممنهجة ومنظمة تستوعب كل الأهداف وتسعى إلى تحقيقها، ومن أبرزها: تنفيذ التوجيهات السامية لتعزيز الهوية والمواطنة لدى الطلاب حيث يأتي تعزيزاً للتوجهات الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تتمثل رؤيتها في " تنمية موارد بشرية تمتلك القيم، والمعارف، والمهارات اللازمة بما يمكنها من العيش منتجة في عالم اقتصاد المعرفة، ومؤهلة للتكيف مع متغيرات العصر، ومحافظة على هويتها الوطنية، وقيمها الأصيلة، وقادرة على الإسهام في رقي الحضارة الإنسانية".

وأوضحت أن المنهج يعزز المحافظة على الهوية الوطنية العُمانية والمبادئ والقيم الإسلامية، ويواكب الاتجاهات التربوية الحديثة الرامية إلى تعزيز المواطنة الفاعلة والمسؤولة، والحاجة إلى إعداد منهج تعليمي يُعنى بالهوية والمواطنة وفق المعايير المتعارف عليها عالميا ، إلى جانب ربط منهج الهوية والمواطنة بطرائق تدريس حديثة وأساليب تقويمية تعزز من مهارات التفكير العليا.

ويهدف المنهج للتأكيد على أهمية غرس نتائج الدراسات والأدبيات التربوية ومفاهيم الهوية والمواطنة في المراحل التعليمية المبكرة من حياة الطالب، وتعزيز التوجهات العالمية، والعقود الدولية وإطار العمل العالمي في تحقيق الهدف الرابع (التعليم الجيد)، الذي يأتي ضمن أهداف التنمية المستدامة في مجالات فهم الآخر، والعدالة الاجتماعية، والتعايش السلمي، واحترام التنوع الثقافي داخل المجتمعات وفيما بينها، والمواطنة العالمية.

وحدد المنهج سمات الطالب في مجال الهوية والمواطنة، واشتمل على ثلاث سمات تشير إلى صفات وخصائص يكسبها الطالب وهي: أن يكون مثقفا مطلعا ونقديا: ويقصد به فهم النظم المحلية والوطنية والعالمية وحقوق ومسؤوليات الأفراد والجماعات، والقضايا التي تؤثر في تفاعل المجتمعات وترابطها على المستوى المحلي والوطني والعالمي، والقدرة على التخطيط في المواضيع المختلفة وتحليل البيانات والتوصل إلى استنتاجات منطقية وعلمية تسهم في التنمية والتطوير للأفضل والأحسن.

أما السمة الثانية أن يكون الطالب متواصلًا اجتماعيًا ومُحترِمًا للتنوع: ويشمل الهويات والعلاقات والانتماء (المستويات المختلفة للهوية)، وهنا يتعلم الطالب عن هويته الشخصية والوطنية، وما هو موقعه ضمن العلاقات المتعددة (الأسرة، الأصدقاء، المدرسة، المجتمع المحلي، الوطن) كأساس لفهم البعد العالمي للهوية والمواطنة، وفهم القيم الإنسانية المشتركة، وتطوير وتقويم واحترام الاختلاف والتنوع (الثقافة، اللغة، النوع الاجتماعي، الجنسية، الدين)، وفهم العلاقات المعقدة سواء المتنوع منها أم المتماثل.

والثالثة أن يكون مُلتزمًا ومسؤولًا أخلاقيًا: ويشمل المسؤولية الشخصية والاجتماعية؛ إذ يكتشف الطالب معتقداته وقيمه الخاصة ويحافظ عليها، ويحترم معتقدات وقيم الآخرين، كما يشمل قيم رعاية الآخرين (الرحمة والتعاطف والتعاون والحوار)، وحقوق الإنسان، والالتزام بالقوانين والأنظمة والتشريعات، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تطوير مهاراته بما يجعله أكثر فاعلية في مجتمعه.

ويتناول المنهج المخرجات العامة لمادة الهوية والمواطنة: وهي تنمية قدرة المتعلم على التعبير عن انتمائه وحبه لوطنه ورموزه القيادية والتاريخية، والثقافية بالأقوال، والأفعال، والمواقف وإكساب المتعلم ثقافة المحافظة على المنجزات والمكتسبات التي ما زالت تحقق في سلطنة عُمان، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه .

ويركز المنهج على تنمية قدرة المتعلم على التعبير عن فهمه لذاته ويسعى لتنميتها وتقديرها وتحقيقها، ويتمكن من إدارتها وتوجيهها نحو النجاح والتفوق والريادة، وتحمل المسؤولية، والعمل بروح إيجابية وتحد وإصرار، وتعريف المتعلم بأهم المناسبات الوطنية والدينية في وطنه، ويعتز بها، ويمارسها على أرض الواقع، بالإضافة إلى أهم المشكلات البيئية في وطنه، ويقترح حلولًا لعلاجها، ويسهم في جعلها آمنة ونظيفة.

ويحث المنهج على تعريف المتعلم بالنظم والقوانين والقواعد في البيت والمدرسة والمجتمع والعالم، ويحترمها، ويمارسها في واقع حياته، وتعريفه بأهم الثروات الطبيعية في بلاده، وأهم المشاريع التنموية بها، ويعتز بإنجازات الدولة، ويقترح مشاريع ريادية مستقبلية لذاته وأسرته.

ويدعو المنهج إلى تنمية علاقات المتعلم الاجتماعية في البيت والمدرسة والمجتمع والعالم، من خلال اكتسابه للقيم الاجتماعية كالتعاون والتكافل والصداقة واحترام الآراء، وتنميته لمهارات التواصل مع الآخرين إلى جانب، إكسابه الأنماط الصحية المناسبة لحياته، والجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية والجسدية من خلال تناول الغذاء الصحي، والالتزام بالعادات الغذائية الصحية المناسبة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الهویة والمواطنة

إقرأ أيضاً:

شوقي علام: المنهج الأزهري الأشعري حمى مصر من التطرف الفكري

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن المنهج الأزهري القائم على العقيدة الأشعرية، والتصوف الرشيد، والتعددية المذهبية، كان له الدور الأكبر في حفظ توازن الشخصية المصرية واعتدالها على مدار قرون طويلة، مشيرًا إلى أن هذه الركائز الثلاثة شكّلت منظومة متكاملة من الفهم الوسطي والهدوء الفكري الذي حمى المجتمع المصري من الصراعات الفكرية والمذهبية.

وأوضح الدكتور شوقي علام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن الأزهر الشريف تبنّى العقيدة الأشعرية دراسة واعتقادًا، مع دراسة العقائد والملل الأخرى من منطلق الفهم والاستيعاب لا الإقصاء، مؤكدًا أن هذا المنهج جعل المجتمع المصري يعيش حالة من الانسجام الروحي والفكري والمادي، لأن الأشاعرة ينظرون إلى كل من قال «لا إله إلا الله محمد رسول الله» نظرة وحدة لا فرقة.

شوقي علام: الأزهر الشريف صاغ الشخصية المصرية وترك بصماته على العالم الإسلاميشوقي علام: فقه الواقع ركن أساسي في الفتوى ولا يكتمل الحكم دون فهم المجتمع وظروفهشوقي علام: هناك فرق بين فرض العين والكفاية يجب للجميع فهمهشوقي علام: التعليم حق أصيل للطفل وتتحمل مسئوليته الأسرة

شوقي علام: التدين الأزهري هو النموذج الأصيل للتدين الحقيقي

وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن الأزهر بثَّ هذا المنهج في التعليم والتعلم والممارسة الدينية، حتى صار التدين الأزهري هو النموذج الأصيل للتدين الحقيقي، الذي يجمع بين العلم والخلق والتسامح، مؤكداً أن هذا النموذج ظل سائداً في المجتمع المصري قرابة الألف عام.

وأضاف المفتي السابق أن بعض التحديات الفكرية الوافدة في القرن الماضي حاولت أن تقف في وجه هذا المنهج المتوازن، بدعوى العودة المباشرة إلى الكتاب والسنة دون الاستناد إلى المذاهب الأربعة، محذرًا من خطورة هذا الطرح الذي يتجاهل مكانة العلماء الأوائل ومنهجهم في الفهم والاستنباط.

وأوضح المفتي السابق أن الحوار العلمي الهادئ مع تلك المدارس الفكرية لا مانع منه، لكنه لا يجوز أن يكون مشحونًا بالتعصب أو الإقصاء، مشيرًا إلى أن المذاهب الأربعة لم تكن في يوم من الأيام في مواجهة النص الشريف، بل كانت سبيلًا إلى فهمه، ولذلك لا يمكن إلغاء هذا التراث العلمي الأصيل.

وتابع المفتي السابق: "المنهج الأزهري سيبقى حصنًا منيعًا أمام دعاوى الفوضى الفكرية، لأنه يقوم على فهم النصوص بفهم العلماء الراسخين، لا على الادعاء بالاجتهاد دون أهلية، ومن هنا يستمر الأزهر في أداء رسالته التاريخية في نشر الاعتدال والتعايش والتسامح في الداخل والخارج".

طباعة شارك الدكتور شوقي علام شوقي علام المنهج الأزهري الأزهر التدين الأزهري

مقالات مشابهة

  • وزارة التربية والتعليم تطلق دليل ضمان جودة المراكز التعليمية والتدريبية
  • وزارة التربية والتعليم تُعلن عن انطلاق أولى لجان تقييم الرخص المهنية لقادة المدارس
  • الإفتاء: تعليم المرأة أمر مطلوب شرعًا كالرجال
  • التقرير الأسبوعي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني
  • شوقي علام: المنهج الأزهري الأشعري حمى مصر من التطرف الفكري
  • مناقشة منهجية عمل لجنة الهوية الوطنية والقيم بشمال الشرقية
  • حاكم اقليم النيل الازرق يطلع على مكاسب زيارة وزيرة التربية والتعليم لبورتسودان
  • “حماس”: المجازر التي يرتكبها العدو تؤكد إصراره على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة
  • وزير العدل: استحداث آلية جديدة لزيارة المحبوسين عن بعد
  • المؤسسات التربوية التي انتهت صلاحية استخدمها.. هذا ما قاله وزير التربية