شبكة انباء العراق:
2025-06-08@11:28:04 GMT

هل هذا هو العراق ؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

العراق للنخب السياسية المنتخبة، والمجد لجيوشها الإلكترونية المشفرة، ودوام الصحة والعافية لفضائيات التضليل والتدليس. هكذا يريدك البعض ان تصدق ان هذا هو العراق. .
إذا نطقت النخبة السياسية العليا بأي كلام فهي على صواب. وإذا سكتت النخبة ولم تنبس ببنت شفة فهي أيضاً على صواب. فهي دائما وأبدا على صواب.

.
لو قرروا تنفيذ مشروع (البصرة – عقبة) لإنعاش الاقتصاد الأردني، أو قرروا تأجيل التنفيذ إلى إشعار آخر، فهم بالتأكيد على صواب. لو سكتوا عن خروقات وانتهاكات مشروع الفاو فهم على حق، ولو سمحوا للمتلاعبين بالتعاقد خارج التعليمات والضوابط فهم على حق في كل الأحوال. نحن لسنا أحراراً، وديمقراطيتنا ليست سوى صورة رمادية. فما معنى أن ننتخب الوجوه نفسها في كل المواسم ؟. .
كانت لهم زيارات مكوكية إلى الدولة الهامشية المدللة لاقناع مليكها بمشروع نقل نفطنا إلى العقبة. لكن الطامة الكبرى اننا سمعنا الأصوات الوطنية تتحدث هذه الايام عن فحوى الكتاب المرسل من مجلس الوزراء إلى وزارة النفط بالرقم 21910 بتاريخ 6 / 8 / 2024. يتناول الإسراع بتشكيل فريق عمل من المختصين بالشؤون النفطية لتثبيت المعلومات الواقعية والصحيحة حول مشروع الأنبوب النفطي وبيان جدواه الاقتصادية ومدى أهميته (وهذا يعني انهم لا يعلمون شيئا عن المشروع حتى يومنا هذا). وهنا لابد من التساؤل عن كيفية تخصيص الاموال الطائلة لمشروع مازال قيد البحث والدراسة ؟. ويتناول الكتاب بيان واقع الأنبوب القديم وتشخيص الأضرار التي لحقت به. وواقع محطات الضخ ومشاكلها الراهنة، وتحديد الطلب الحقيقي على النفط الخام لتجهيز المصافي ومحطات التوليد، وتناول الكتاب ايضاً مطالبة وزارة النفط بتقديم صورة واضحة عن رؤيتها المستقبلية للتوسع في التصدير. وبالتالي فان العراق لم يكن على علم بهذه المعلومات حتى يوم إصدار الكتاب في السادس من شهر اغسطس (آب) من هذا العام 2024. وهذه النقطة بالذات ترسم مليون علامة استفهام حول الزيارات المكوكية السابقة التي قامت بها النخبة العليا إلى الدولة الهامشية ؟. هل كانت من اجل تقاسم مستخرجات نفطنا مع الأشقاء ؟. ام كانت من اجل تشغيل محطات توليد الطاقة لإضاءة مهرجان جرش، وإنارة الجسر البري الرابط بين عمان وتل ابيب ؟. ام لتجهيز القواعد الأمريكية (16 قاعدة في الأردن) بوقود الطائرات المكلفة بقصف مدننا ؟. وهل يتعين علينا ان نصفق لمشروع تجهيز مصافي (عين السخنة) في مصر بالوقود ؟. .
فإذا كانت الدراسات لم تكتمل بعد، وإذا كانت الرؤية المستقبلية يحجبها ضباب الشرق الأوسط، فلماذا هذا التهافت نحو تحسين احوال الأردن ؟. ولماذا لم تشترك البلدان العربية النفطية الخليجية بمثل هذه المشاريع الداعمة للأردن ؟. ثم لماذا وقع علينا الاختيار نحن الذين مازلنا نعاني من عدم توفر الطاقة الكهربائية ؟. .
لماذا فقط ؟. . وفقط لماذا ؟

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات على صواب

إقرأ أيضاً:

لعنة العقد الثامن.. لماذا ارتهنت الأنظمة العربية للكيان؟

 

 

لماذا دعمت الأنظمة العربية الكيان الإسرائيلي في أكثر لحظاته دموية ضد شعبٍ أعزل في غزة؟ لماذا امتدت الجسور البرية والبحرية من عواصم عربية وإسلامية لتغذي آلة القتل؟ وهل كانت تلك الأنظمة بحاجة إلى أكثر من صمتٍ عالمي حتى تتحلل من كل خجل، وتدخل مرحلة التطبيع العسكري العلني؟
نحن لا نتحدث عن تطبيع ناعم أو لقاءات مخفية في عواصم غربية، بل عن دعم حربي مباشر:
جسر بري ينقل السلاح والدعم من أنظمة عربية إلى تل أبيب.
تركيا، رغم شعاراتها، تدفع عشرة آلاف جندي لتأمين مصالح غير معلنة؛ أربعة آلاف جندي تركي يحملون الجنسية الإسرائيلية في غزة يشاركون في قتل الأطفال والنساء والذبح، وستة آلاف آخرون في الدعم اللوجستي. أغلبية البرلمان من الإسلامويين، ولم يصوّتوا أو يطرحوا حتى موضوع سحب الجنسية التركية، بل أُغلق الملف بعد فتحه بغموض كبير، ناهيكم عن ما يتعلق بنسبة الـ60% من واردات الكيان النفطية القادمة من دولتي أذربيجان وكازاخستان عبر ميناء جيهان التركي ، لو توقف لتوقف ذبح غزة.
الإمارات ترسل طائرات حربية للدعم العملياتي المباشر، وتعوّض شركات الطيران المقاطِعة أو المتوقفة عن الطيران إلى مطار اللد الدولي، المعروف اليوم باسم بن غوريون، ناهيك عن «الجسر الغذائي التسامحي» بين الأديان.
الأردن يضخ الخضروات يوميًا إلى الأسواق الإسرائيلية ولجيش الاحتلال القاتل، وكأن شيئًا لم يحدث. بل إن حماية الكيان أصبحت مقدّسة.
مصر، بوابة العرب الكبرى، تسمح بمرور البوارج المحمّلة بالسلاح عبر قناة السويس، ولم توقفها أو تتخذ موقفًا ضد ما يجري في غزة، التي كانت تحت ولايتها حين سقطت في 1967.
لم يُطرد سفيرٌ واحد.
لم يُوقف برميل نفط.
لم يُعلَّق اتفاق سلام، أو صفقة، أو حتى مؤتمر.
لم يُمنع تصدير، ولم تُحاصر سفارة.
لم يتوقف التداول بالدولار، ولم تتوقف الصادرات أو الواردات.
حتى الشعوب، كأنها صلّت صلاة الجنازة على غزة واكتفت بذلك. بل سمعنا صوت التصفيق المدوي حين قدّمت بعض أنظمة الخليج جزية معلنة لترامب بقيمة 4 تريليونات دولار، وها هم اليوم يضخون ما يقارب 25 تريليون دولار في صفقات دعم وتسليح واستثمارات غير مسبوقة لصالح أمريكا وأمن الكيان، دون أي اشتراط لوقف الذبح في غزة أو التجويع.
أمريكا وحدها، الدولة «الوسيط»، أرسلت ما يفوق 500 طائرة محمّلة بالسلاح لذبح أطفال غزة.
أما العرب؟ فقد عملوا وسطاء! لا مقاتلين، ولا حتى شركاء في موقف أخلاقي.
ومع ذلك، وفي لحظة مفصلية، حدث ما لم يتوقعوه:
في السابع من أكتوبر، فاجأت قلّة مؤمنة صابرة الكيان باقتحامات واسعة، أدّت إلى إبادة لواء غزة بالكامل، وأسر من تبقّى من جنوده.
في ساعات، هُزّت صورة إسرائيل.
انهار وهم التفوق.
وظهر جيل جديد، لا يطلب إذنًا، ولا يهاب موتًا.
هنا تحوّل الصراع:
لم تعد فلسطين «قضية إنسانية»، بل عادت إلى حقيقتها الأولى: قضية تحرر ومقاومة.
لقد تغيّرت النظرة، ليس فقط في الشارع العربي، بل في وعي الشعوب الغربية والشرقية.
وأصبح السؤال الآن أكثر إلحاحًا:
هل نحن أمام تحقق نبوءة «لعنة العقد الثامن»؟
هل ما بُني على الظلم والقتل يمكن أن يصمد أمام الحق المتجذر في أرضٍ تُولد فيها الأرواح من تحت الركام؟
لقد آن الأوان لإعادة صياغة المعادلات، وكشف الحقائق، وتجريد الأنظمة من أقنعتها.
غزة لم تسقط.
الأنظمة هي من سقطت.
لن تتحرر فلسطين قبل أن تتحرر الشعوب من أنظمة التبعية والولاء للصهيونية.
نحدثكم من تحت الأنقاض، من الجوع والعطش، من قلب الذبح والقصف.
الحقيقة ليست حرب «حماس»، بل حرب ضد كل من تحدّى إسرائيل ووقف في وجهها.
السابع من أكتوبر يوم، وفلسطين واجهت ألف مذبحة ومجزرة، ولم نسمع بتسليم سلاح، أو تهجير مجرم، أو تجويع شعب.
فقط في غزة، الكل مباح… لا استنساخ.

* كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • لماذا يحظر تبرع الأطفال بالأعضاء؟ القانون يجيب
  • أزمة صحية.. لماذا سُحبت 1.7 مليون بيضة من الأسواق الأميركية؟
  • لعنة العقد الثامن.. لماذا ارتهنت الأنظمة العربية للكيان؟
  • حين كانت فرحة العيد تزورنا… قبل أن نُزور المولات
  • لماذا يغيب الصوت العربي في مناطق سيطرة قسد؟
  • لماذا لا ترغب الأندية الأوروبية الكبرى في ضم أوسيمين؟
  • القومي للمرأة يهنئ الكاتبة سماح أبو بكر عزت لفوزها بجائزة مجلس الكتاب
  • ترامب عن ماسك: أشعر بخيبة أمل فيه.. ولا أعلم إن كانت علاقتنا ستبقى رائعة
  • وزير الإعلام يبحث مع اتحاد الكتاب العرب سبل إيجاد آلية مشتركة لتنظيم نشر الكتب والمخطوطات تضمن حرية النشر