12 عاما على مجزرة رابعة العدوية.. لماذا لم تجف دماء المصريين والعرب؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
تحل الخميس 14 آب/ أغسطس الجاري الذكرى الـ12 لمجزرتي "رابعة العدوية" و"النهضة" التي ارتكبتها قوات مشتركة من الجيش والشرطة في مثل هذا اليوم من عام 2013، بشرق وغرب العاصمة المصرية القاهرة، وراح ضحيتها مدنيون من أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي، ليصبح اليوم الأدمى بتاريخ مصر الحديث.
وتبقى المجزرة حتى اليوم دون محاسبة لمرتكبيها أو تحقيق في وقائعها التي جرت وسط مباركة دول عربية وإقليمية وغربية ووسط صمت عالمي؛ ما دفع بحسب محللين إلى مواصلة سلطات رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، ارتكاب جرائم مماثلة بحق المصريين، وسمح لإسرائيل بارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وتتزامن ذكرى فض "رابعة" مع مرور 677 يوما على الحرب الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي خلفت أكثر من 61 ألف شهيد، و154ألف مصاب، وآلاف المفقودين.
في 6.30 من صباح الأربعاء 14 آب/ أغسطس 2013، بدأت قوات الجيش والشرطة المصرية عملية عسكرية لفض اعتصام رابعة العدوية، المؤيد للرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، مستخدمة القوة المفرطة والأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع.
وقدرت الحكومة أعداد الضحايا بـ632 مصريا، لكن منظمة "هيومن رايتس ووتش" قدرتهم بين 817 و1000 مدني، واصفة الفض بالـ"مذبحة"، لتصمه "هيومن رايتس ووتش" بـ"جريمة ضد الإنسانية"، وتعتبره "منظمة العفو الدولية" "من أسوأ وقائع قتل المتظاهرين بتاريخ مصر الحديث"، وتصفه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالـ"مجزرة".
في المقابل يؤكد حقوقيون وصحفيون مصريون وجماعة الإخوان المسلمين أن أعداد من سقطوا يوم "رابعة العدوية" أكثر بكثير من هذا العدد، ملمحين إلى أن مظاهرات غضب واسعة رفضا للمجزرة اجتاحت محافظات مصر، قابلتها قوات الأمن بالعنف، ما فاقم أعداد الضحايا والجرحى.
وفي هذا الجانب، قال الصحفي المصري الفلسطيني أدهم حسانين: "علينا ألا ننسى أن هناك 28 مذبحة أخرى وقعت في ذات الفترة في مختلف محافظات مصر، وكانت أغلبها في محيط دواوين المحافظات".
وأشار في مقال له في "عربي21"، إلى أن "بعض الوثائق المسربة من أروقة الأمن الوطني تشير إلى أن عدد شهداء رابعة والنهضة قد بلغ 10.384 شهيدا، فضلا عن حالات دُفن أصحابها سرا، وجثث تحولت إلى رماد".
إلهام الدم يتعدى الحدود
اتبعت السلطات المصرية مجزرة "رابعة العدوية" و"النهضة"، رغم ما سبقهما من مذبحة "الحرس الجمهوري" وقتل 61 متظاهرا وإصابة المئات في 8 تموز/ يوليو 2013، ومجزرة "المنصة" 27 تموز/ يوليو 2013، التي راح ضحيتها 90 مدنيا، بعدة مذابح أخرى على طريقة "رابعة".
بعد يومين فقط من "رابعة"، ارتكبت السلطات مذبحة "رمسيس" 16 آب/ أغسطس 2013، لتقتل 100 متظاهر سلمي وتصيب المئات بالميدان الأشهر بقلب العاصمة، وتردي نحو 53 وتصيب أضعافهم في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2013، الأمر الذي تكرر في 25 كانون الثاني/ يناير 2014، بسقوط 64 مصريا، لتواصل السلطات الأمنية نهجها مع المعارضين والمعتقلين في السجون ومقرات الاحتجاز، حتى 2025.
ويرى محللون أن ما ارتكبته السلطات المصرية من إراقة دماء مصريين في "رابعة" وقبلها وبعدها كان ملهما لسلطات عربية أخرى لارتكاب مجازر وأحداث دامية بحق المدنيين.
وبعد أسبوع واحد من مجزرة "رابعة"، ارتكب رئيس النظام السوري بشار الأسد مجزرة "الغوطة الكيميائية" 21 آب/ أغسطس 2013، مستخدمة غاز "السارين"، لتودي بحياة 1400 سوري.
ويرون أن ردود الفعل الدولية المخيبة للآمال على مجزرة "رابعة"، دفعت الكيان الإسرائيلي المحتل ليمارس القتل بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وغزة، بشكل خاص.
ليقتل عام 2014، أكثر من 2251 فلسطينيا، ويواصل جرائمه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لأكثر من عام و10 شهور من قتل وتشريد وهدم للبيوت والمدارس وتجويع 2.3 مليون فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال.
شاهدتي عيان: المشهد مفزع
" لا يغيب مشهد الفزع عن عقولنا ولم يعد هناك رجال خارج السجون والمنفى يمكنهم الحديث عن يوم الفض، إلا قليلا، فقط بقي زوجات وأبناء فاقمت جريمة الفض أعمارهم وشيبت قلوبهم قبل وجوههم"، وفق قول "أم سفيان"، و"أم أنس"، لـ"عربي21".
وتضيف الأولى، "شعرنا بأنها ليلة الفض، ومن أزواجنا وأهل قريتنا أكثر من 100 في الميدان، ولأنه كان معنا أطفال كان من المفترض أن نعود إلى بيوتنا بعد الفجر، لكن تأخرنا في التجمع لنفاجأ بحصار الأمن لمخرج الميدان من ناحية (المنصة)، لنعود إلى خيمتنا للبحث عن أزواجنا".
وتوضح أنه "لم يمر وقت طويل أقل من ساعة حتى سقط أول شهيد من قريتنا، ليحمله الشباب، إلى المستشفى الميداني، لنتوجه جميعنا خلفه، ومعنا أطفالنا وصوت ضرب النار يصعق الجميع، لنعلم بعدها بعدة إصابات لشباب القرية".
وتبين أنه "مع تزايد المخاوف على النساء والأبناء خرجنا من الاعتصام، وتركنا أزواجنا وشباب القرية الذي عادوا بشهيدين و4 مصابين، لكن نجاتهم من اعتقال ذلك اليوم خففت حدة الألم، لكنه جرى اعتقالهم لاحقا، وإلى اليوم".
"الجميع يدفع الثمن"
وتشير الثانية، إلى أنه "رغم أحزاننا عقب فض رابعة لم تمهلنا السلطات حتى دفن الشهداء، ومداواة الجرحى حتى راحت تعتقل الجميع، بمساعدة بلطجية ومنتفعين أبلغوا عن أماكن تواجد كل من دخل رابعة، ليتم اعتقاله"، ملمحة إلى اعتقال زوجها وابنها وشقيق زوجها.
وتوضح أن "كل المصريين لاحقا دفعوا ثمنا غاليا، وكثيرون رقصوا على أغنية تسلم الأيادي، وهم اليوم يعانون من الغلاء، والفقر، وفقدان حقوقهم، وعدم توفير فرص العمل والحياة الكريمة لأبنائهم، والخوف من البلطجية بكل مكان".
وترى المعارضة المصرية، أنه عقب فض "رابعة"، طالت المصريين خسائر كبيرة منها إنهاء المسار الديمقراطي الذي بدأ بعد ثورة 25 يناير 2011، وتجميد العمل بالدستور، وحل البرلمان المنتخب "مجلس الشورى"، وعودة "دولة القمع" والحكم الأمني، وعودة الحكم العسكري للبلاد.
وتؤكد على فقدان الحريات العامة، وعلى رأسها حرية التعبير عن الرأي، والتجمع، وتكوين الأحزاب السياسية، واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين والصحفيين والنشطاء، وتزايد الانتهاكات الحقوقية، مثل الاختفاء القسري، والتعذيب بالسجون، وإصدار أحكام بالإعدام في قضايا سياسية.
وذلك إلى جانب تدهور الأوضاع المعيشية واعتماد الاقتصاد على الاقتراض الخارجي والمشاريع الضخمة التي لا تعود بالنفع على المواطن العادي، مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري، وارتفاع معدلات التضخم، وتزايد نسبة الفقراء وتآكل الطبقة المتوسطة.
موثقة بكامل أحداثها
وعن توثيق وقائع مجزرة رابعة، ومصير ما جرى توثيقه منها، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور أشرف عبدالغفار، إن "وقائع رابعة والنهضة لم ولن تُنسى؛ فهي أحداث وصفها يشيب له الولدان، وأعتقد أن الأمر محفور بقلوب كل من عاشها".
وأضاف لـ"عربي21": "قمنا بتوثيق الأحداث والصور وشهادات الوفاة وأسماء أغلب الشهداء والمصابين، ووقائع وأحداث بدء المجزرة من وقت الفض حتى نهاية اليوم كاملا".
وفي تقديره لحجم خسائر مصر والقضايا العربية منذ مجزرة رابعة، وكيف مهدت لمجازر أخرى وسط صمت عالمي، أكد عبدالغفار، أن "مصر فقدت مكانتها لأنها أضحت مرهونة بمذلة الفعل في رابعة والنهضة؛ لأن الغرب صمت وكأن شيئا لم يكن".
وأشار إلى أن "مصر فقدت مكانتها، والقضايا العربية تحولت فيها رابعة لمثال على تجاوز الحد في الإجرام"، ملمحا إلى أن "نتنياهو يقول عن أحداث غزة لقد حدث مثلها في رابعة، وبعد رابعة تجاوز بشار الأسد في حق شعبنا في سوريا".
وختم بالقول: "بعد أحداث رابعة والنهضة أصبحت سمة النظم؛ قتل الشعب العربي، بلا ثمن، وبلا استنكار، أو رفض".
توثيق حبيس التقارير
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الباحث الحقوقي عبدالرحمن حمودة، أنه "بالفعل وثقت منظمات حقوقية دولية ومحلية أحداث مجزرة رابعة، وأبرزها (هيومن رايتس ووتش) في تقريرها الشهير (حسب الخطة) 12 آب/ أغسطس 2014، والذي وصف المجزرة بأنها جريمة ضد الإنسانية، مؤكدا أن قوات الأمن المصرية أطلقت النار عمدا على متظاهرين سلميين".
ولفت إلى توثيق "العفو الدولية، ومراكز بحثية، وشهادات شهود عيان وصحفيين دوليين وعرب، إضافة إلى آلاف الفيديوهات والصور"، مستدركا: "لكن رغم وفرة التوثيق، لم يُفتح أي تحقيق جاد، وظل كل ذلك حبيس التقارير".
وعن مصير ما جرى توثيقه، أكد حمودة، أنه "تم تجاهل الأدلة دوليا، بل وجرى تقنين القتل داخليا عبر تشريعات وقوانين تحصن القوات المسلحة وقادة الشرطة من المساءلة، فيما تعرض الناجون والناشطون الذين وثقوا الجرائم للملاحقة والاعتقال"، مبينا أن "التوثيق لم يذهب سدى، لكنه لم يُستخدم حتى الآن لتحقيق العدالة".
مجازر مُرحب بها دوليا
وتحدث عن خسائر مصر والقضايا العربية، موضحا أنه "داخليا؛ أُغلقت الحياة السياسية، وتم ترهيب المجتمع، وتكريس دولة الخوف، واعتقال عشرات الآلاف، وعربيا، المجزرة أعطت الضوء الأخضر لمجازر وانقلابات وقمع في ليبيا وسوريا واليمن والسودان"، مضيفا "في غزة، شجع الصمت على رابعة العالم على الصمت أمام مجازر الاحتلال، خصوصا في العدوان الأخير".
ويرى أن "صمت العالم على رابعة اعتُبر رسالة واضحة، بأنه يمكن للأنظمة أن تقتل دون عقاب طالما تحظى بدعم الغرب، أو تضمن الاستقرار، لذلك كانت مجزرة رابعة نقطة تحوّل أعادت تعريف العلاقة بين الشعوب والأنظمة، وشرّعت القمع كحل سياسي، وأدخلتنا عصر المجازر المُرحب بها دوليا".
دعوتان: للتظاهر والتوثيق
ودعت مؤسسة "Justice Matters Union Netherlands"، للوقوف أمام سفارة مصر في العاصمة الهولندية أمستردام السبت المقبل في الذكرى الـ12 لفض رابعة، وذلك وفق إعلان الكاتب الصحفي المصري الفلسطيني أدهم حسانين، الذي علق قائلا: "12 سنة من حكم العسكر، فلم يسلم من إيذائهم أحد سواء المصريين أو الفلسطينيين، فأوغلوا القتل في الأول، وشاركوا في حصار وقتل وتجويع الثاني".
ن
وطالب السياسي والبرلماني المصري السابق الدكتور محمد عماد الدين، بتوثيق وقائع مجزرة رابعة العدوية بعد مرور 12 عاما على أحداثها، وما تلاها من مجازر، وتحصينها من التزوير، مشيرا لما طال مصر والعالم الإسلامي وفلسطين، من خسائر، بعدها.
وقال إن مصر "انهارت اقتصاديا، واستسلمت سياسيا، وتحولت إلى تابع ذليل للكيان الصهيوني"، مضيفا: "والعالم الإسلامي يعيش حالة من التشتت والانقسام"، مشيرا إلى أنه "من رابعة إلى غزة، توحد الدم العربي المسلم في وجه الطغيان والصهيونية، وصارت غزة رمزا للمظلومية والبطولة، وأيقظت الشعوب من سباتها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية رابعة المصرية السيسي مصر رابعة السيسي مذبحة رابعة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رابعة والنهضة رابعة العدویة مجزرة رابعة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
بينهم عشرات الأطفال.. غضب واسع بعد مجزرة الدعم السريع في كلوقي
أثار ارتكاب قوات الدعم السريع مذبحة في مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان في السودان، راح ضحيتها 114 قتيلا بينهم عشرات الأطفال، صدمة وغضبا واسعا بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.
View this post on Instagramمن جانبها، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن قوات الدعم السريع ارتكبت "مذبحة مكتملة الأركان"، مستهدفة روضة الأطفال بصواريخ من طائرة مسيرة، ثم قصفها مجددا أثناء محاولة الأهالي إنقاذ المصابين، قبل أن تلاحق المصابين والمسعفين داخل المستشفى.
وقد أدت الحادثة إلى موجة استنكار واسعة ورد فعل عنيف بين النشطاء السودانيين ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا الهجوم بأنه من أبشع الهجمات وأكثرها دموية بحق الأطفال منذ اندلاع الحرب، مشيرين إلى أنه يضاف إلى سجل الجرائم الأسود لمليشيا الدعم السريع.
جمهورية السودان
وزارة الخارجية والتعاون الدولي
مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام
بيان صحفي
امتداداً لحملة الإبادة الجماعية التي تنفذها مليشيا الجنجويد الإرهابية ضد مجتمعات سودانية بعينها، ارتكبت المليشيا العنصرية أمس مذبحة جديدة، بمدينة كلوقي، بجنوب كردفان، راح ضحيتها ٧٩ من…
— وزارة خارجية جمهورية السودان ???????? (@MofaSudan) December 5, 2025
كما نشر آخرون فيديو يظهر الأطفال داخل روضة مدينة كلوقي وهم يمارسون حياتهم اليومية قبل أن تتحول حياتهم إلى مأساة، حيث قُتلوا جميعا في حادثة وصفت بأنها انتهاك فاضح لحياة المدنيين واستهداف ممنهج للأبرياء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بيده سيجارة.. جندي إسرائيلي يطلق الرصاص عشوائيا بغزة ويغضب المغردينlist 2 of 2اشتباكات رفح بين المقاومة والجيش الإسرائيلي تثير التساؤلاتend of listوتساءل كثيرون: "أطفال ليس لهم ذنب، وتم قتل براءتهم دون رحمة.. فكيف لهؤلاء أن يحكموا فوق جثث الأطفال والنساء والأبرياء؟".
وقال أحد النشطاء إن الفيديو الذي يوثق الأطفال في الروضة قبل استهدافهم بالمسيرة يظهر براءتهم ولعبهم وهم سعداء، مضيفا: "فجأة أصبح هؤلاء الأطفال شهداء.. صدقوني، المشهد مؤلم لدرجة تجعلك تبكي بحرقة".
فيديو للاطفال الأبرياء في كلوقي الذين تم استهدافهم بمسيرة تابعة لمليشيا الدعم السريع وهم داخل روضة، أصبحوا شهداء جميعا.
منقول من الناشط مارن جوس . pic.twitter.com/4KgSJUUAZ4
— Sudan Trend ???????? (@SudanTrends) December 5, 2025
وفي تغريدات عديدة، اتهم مغردون قوات الدعم السريع مباشرة بـ"الوحشية" و"الانتهاكات المتعمدة ضد المدنيين"، مؤكدين أن الهجوم على روضة الأطفال يعكس سياسة استهداف ممنهج للعزل وغياب أي احترام للقوانين الدولية والإنسانية.
إعلانوأكد آخرون أن الدعم السريع لا يميز بين كبير وصغير، وأنه يواصل ارتكاب أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل، مستشهدين بسلسلة الانتهاكات والهجمات السابقة التي طالت مناطق مدنية بأكملها.
ودعا الناشطون والمغردون إلى تحقيق عاجل ومستقل ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم، مؤكدين أن ذلك يمثل خطوة ضرورية لإنصاف الضحايا ووضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة، وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب.
استهداف كلوقي.. جريمة حرب جديدة تضيف الأطفال إلى قائمة الضحايا
استهدفت طائرة مُسيّرة تابعة لمليشيات الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية جناح الحلو، المتحالفين عسكريًا، روضة أطفال ومستشفى وحيًا سكنيًا بمدينة «كلوقي» بولاية جنوب كردفان، وذلك يوم أمس الخميس، تقع المدينة جنوب شرق… pic.twitter.com/QHko38sVXB
— ذوالكــفـل ® (@HkZuk) December 5, 2025
ووصف آخرون استهداف روضة الأطفال بأنه مؤشر خطير على تجاهل صارخ للحياة المدنية وحقوق الأطفال الأبرياء.
من جهتها، أعربت منظمات حقوقية ودولية عن إدانتهم الشديدة للحادث، مؤكدين أن استهداف الأطفال داخل مدارس وروضات يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الطفل، داعين إلى حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث منذ أسابيع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل سيطرة الأخيرة على معظم إقليم دارفور بولاياته الخمس، في حين يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب الولايات الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.