إسحاق بريك: نتنياهو يكذب وهذا ما أخبرني به عن محور فيلادلفيا
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
#سواليف
كذّب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد #إسحاق_بريك مزاعم رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو بشأن أهمية #محور_فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوبي قطاع #غزة، لمنع التهريب المزعوم للأسلحة من خلاله، مستحضرا لقاءاته المتعددة مع رئيس الوزراء والتي أكد فيها بنفسه رفضه وجود #الجيش_الإسرائيلي هناك.
وفي مقابلة أجرتها معه محطة “إف إم 103” التابعة لصحيفة معاريف، قلل الجنرال -الذي يلقب بنبي الغضب الإسرائيلي لتنبؤه بهجوم يشنه آلاف #المقاتلين #الفلسطينيين من غزة على إسرائيل- من أهمية محور فيلادلفيا الإستراتيجية في الحرب الحالية على غزة، ووصف تسويق نتنياهو لأهميته بأنه “أكبر خدعة منذ تأسيس الدولة، لذر الرماد في عيون الجمهور”.
واستحضر بريك -الذي كان قائدا لسلاح المدرعات- مقابلاته المتعددة مع نتنياهو إبان هجوم 7 أكتوبر، للتأكيد أن الموقف الذي يطرحه الآن رئيس الوزراء بخصوص المحور يختلف تماما عن موقفه السابق.
مقالات ذات صلةوقال “قلت لرئيس الوزراء إنه لا توجد طريقة لحل مشكلة الأنفاق التي تمر تحت المحور دون حفر خندق بطول 14 كيلومترا على عمق 50 مترا، ثم بناء جدار… فقال لي: بريك، هذا غير ممكن. علاوة على ذلك قال: إن المصريين ليسوا مستعدين، ولا أريد أن أفقدهم، ولا أريدهم أن ينهوا السلام ويصبحوا جيشا مقاتلا ضدنا”.
وأضاف “سألت ماذا عن المصريين؟ قال إنهم ينكرون وجود أنفاق وإنهم غير مستعدين للقبول بالوجود الإسرائيلي، حتى لو حصلوا على مساعدات أميركية”.
بدائل إسرائيلية
كما نقل عن نتنياهو أنه قال له “ليس لدينا حل لمحور #فيلادلفيا. لا على جانب غزة ولا على الجانب المصري، بسبب مشاكل الحفر، وعدم استعداد المصريين، وأن الجمهور بأكمله سيسمع هذا منا، ولذلك نحن نفكر في حفر خندق على بُعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من غزة، وليس على محور فيلادلفيا”.
ونقل عنه أيضا قوله إن “البديل عن محور فيلادلفيا هو إقامة #جدار بين #رفح و #خان_يونس (جنوبي قطاع غزة)”.
وذكر الجنرال بريك أنه أجرى محادثات مع القادة الموجودين على محور فيلادلفيا “والذين أكدوا أنهم لا يتعاملون مع التهريب فوق الأرض لأن التهريب يجري تحتها، وحتى لو كان هناك تهريب أيضا عبر معبر رفح، فإنه لن يتم إلا من الأنفاق”.
وختم بالقول “إنها خدعة ضخمة. لدى نتنياهو مصلحة واحدة هي السيطرة على الحكومة واستمرارها. إنه يحكم على المختطفين بالإعدام، والأسوأ من ذلك أنه قرر بالفعل أن حرب الاستنزاف الإقليمية ستستمر لفترة طويلة حتى تنهار بلادنا اقتصاديا، وتتدهور علاقاتها الدولية، ويلحق الضرر بالجيش نفسه”.
انتقاد لرئيس الأركان
ثم وجّه بريك الانتقاد لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الذي قال إنه كان يجب أن يتعامل بشكل أسرع مع التهديدات من جانب حماس عبر جدار الفصل مع إسرائيل.
وقال “ما حدث كان خطأه المباشر. قبل ساعتين من اندلاع الحرب، لم يضع الجيش في حالة تأهب عند الفجر لمواجهة مقاتلي حماس.. يسمع أنهم يقتربون من الجدار من خلال أجهزة الاستشعار، ويقرر ألا يفعل أي شيء. وبعد اندلاع الحرب، تنتظر القوات البرية والجوية 8 ساعات قبل أن تقوم بالتدخل”.
وأضاف “إنه لأمر مخز ألا يستقيل رئيس الأركان ويتحمل المسؤولية عن الفشل، ويستمر في قيادة الحرب الفاشلة، بل ويعين الأشخاص الذين كانوا وصمة عار معه”، وفق تعبيره.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إسحاق بريك نتنياهو محور فيلادلفيا غزة الجيش الإسرائيلي المقاتلين الفلسطينيين فيلادلفيا جدار رفح خان يونس محور فیلادلفیا رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
فعلها ترامب وليس نتنياهو… ونجحت إيران بالرد
– مهما كانت البروباغندا التي تريد تسويقها جماعة الترويج للتفوّق الكاسر للتوازن لصالح أمريكا و”إسرائيل”، فإن الأكيد الذي لا قدرة لأحد على إنكاره هو أن المنطقة دخلت في حرب استنزاف يصعب أن تنتهي قريباً، كما بات أكيداً بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحرب كانت قراراً أمريكياً تم تفويض بنيامين نتنياهو بخوضها، بعدما تمّ تزويده بكل ما يلزم من أسلحة وذخائر وأموال ولوجستيات وملفات استخبارية، بما فيها شبكات عاملة داخل إيران ومعطيات طازجة وفورية للأقمار الصناعية، والهدف السياسيّ للحرب واضح، دعوة إيران لتوقيع صك الاستسلام الذي قال ترامب إن فرصة التوقيع عليه لا تزال مفتوحة، إذا عادت إيران إلى مسار مفاوضات الأحد في مسقط لقبول الشروط الأمريكية.
– انتصار “إسرائيل” في هذه الحرب يعني شيئاً واحداً هو انتقال المنطقة من العصر الأمريكيّ الذي يحتمل التوازن بين “إسرائيل” محورين إقليميين يقاسمانها النفوذ، حلف تقوده إيران وحلف ينافس “إسرائيل” على خطب ود أمريكا، للدخول في العصر الإسرائيلي كوكيل حصريّ للهيمنة الأمريكية على المنطقة، وإخراج إيران من المعادلة يعني إكمال الضربات التي وجّهت لقوى المقاومة وصولاً إلى إسقاطها كخيار في معادلات المنطقة، وهذا معناه فتح الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية، وإكمال قطار التطبيع دون مقابل على مستوى دول المنطقة. وبهذا فإن صمود إيران وثباتها وإثبات قدرتها على إقامة توازن عسكريّ ولو دون تحقيق التفوق، سوف يكون كافياً لإسقاط هذه الأهداف وإعادة التوازن اللازم للقول إن لا بد من السياسة والمفاوضات، ولكن بشروط جديدة عنوانها فشل الحل العسكري الأمريكي وسقوط آخر فرضيّة أمريكية للرهان على شطب قوى المقاومة وإخضاع إيران. وفي هذا التوازن تستفيد فلسطين أولاً وتبقى قضية حية تفرض حضورها طلباً لحل سياسي، وتبقى توازنات في المنطقة تشكل فيها الأنظمة المحسوبة على الحلف مع أمريكا طرفاً يُقام له الحساب وليست مجرد أتباع لـ”إسرائيل” يطلب منها تأدية الطاعة لسيد المنطقة الجديد.
– صحيح أن أمريكا نجحت بإدارة مناورة أوحت من خلالها بمعارضة خيار الحرب الإسرائيلية، بينما كانت تستعد لخوضها بكل تفاصيلها التقنية والاستخبارية والعسكرية، وصحيح أن “إسرائيل” بدعم أمريكي كامل نجحت بتوجيه ضربات مفاجئة ومؤذية لإيران تشبه كثيراً الضربة التي وجهتها أمريكا و”إسرائيل” للمقاومة في لبنان، وصحيح أيضاً أن هذا النجاح الأمريكي الإسرائيلي أضعف صورة القوة الإيرانية، لكن الصحيح أن إيران تعافت بسرعة وتمكّنت من إعادة ترتيب هيكليتها العسكرية والأمنية وبدأت بالردّ العسكريّ القويّ، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنّه غير مسبوق بالنسبة لكل حروب “إسرائيل”.
– منذ زمن طويل قال سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله، إن إيران لا تحتاج إلى مَن يدافع عنها، ومهين لها الحديث عن فتح جبهات تقاتل نيابة عن إيران عندما تستهدف مباشرة، وكان يردّ على محاولات التذاكي المشابهة لما نسمعه في بعض التصريحات اللبنانية التي تتحدّث عن انتصار وهميّ بالنجاح في منع المقاومة من فتح جبهة إسناد لإيران، بينما الصحيح هو العكس، أن لبنان وغزة من أوائل المستفيدين من صمود إيران وردها على العدوان الأمريكي الإسرائيلي، لأن الأرجح أن هذه الحرب لن تتوقف إلا ومعها كل حروب المنطقة، ومنها حرب لبنان المستمرّة من طرف واحد، هو العدوان والاحتلال من الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكيّة.
– إذا كانت الساعات الأولى من الحرب قد أوحت بنجاح “إسرائيلي” وراهن نتنياهو عليه لإعادة صياغة العلاقة بالحكومات الغربية على قاعدة أن إيران عدو مشترك، وأنه يقوم بإضعاف إيران لحساب حلف تقليديّ يضم الغرب و”إسرائيل” وربما بعض العرب، فينجح بتجاوز الصدوع التي أصابت علاقاته الغربية والعربية بسبب حرب الإبادة في غزة وما فعلته في الرأي العام الضاغط على الحكومات، فإن ظهور الحرب كقفزة في المجهول سوف يدفع الجميع للتريث، ويبقيهم في دائرة الوسط والدعوة لوقف الحرب، ويزيد قوة الدفع باتجاه الدعوة لوقف كل حروب المنطقة لصالح حلول سياسيّة، وفي المقدّمة سوف تكون القضية الفلسطينية أول الرابحين.
*رئيس تحرير صحيفة النداء اللبنانية