موقع 24:
2025-07-29@08:36:18 GMT

"بيبي" يريد مزيداً من الدمّ بدل قليل من السياسة

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

'بيبي' يريد مزيداً من الدمّ بدل قليل من السياسة

ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل بوقف المجزرة المستمرّة على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة جو بايدن من أجل وقف حرب غزّة. كشفت تلك الحرب أن لا صوت يعلو، في إسرائيل، على صوت بنيامين نتانياهو.

توجد معركة كسر عظم بين "بيبي" وبايدن الذي يمتلك نقطة قوة وحيدة. تكمن نقطة القوة هذه في أنّه لم يعد مرشحاً للرئاسة ويستطيع بالتالي الذهاب بعيداً في انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي من دون خوف من ارتداد ذلك عليه شخصيّاً في الداخل الأمريكي.

هذا لا يعني أنّ بايدن بات يمتلك حرّية وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاجها، وهي الورقة الأمريكيّة الأهمّ في العلاقة الأمريكيّة – الإسرائيلية.
لا يستطيع بايدن، على الرغم من تضايقه الشديد من نتانياهو، تجاهل أنّ عليه مراعاة وضع المرشحة الديمقراطيّة كامالا هاريس. تواجه كامالا هاريس الجمهوري دونالد ترامب ولكنها تحمّل نتائج اتخاذ موقف حاسم من إسرائيل من جانب إدارة تشغل فيها موقع نائب الرئيس.

انتقد الرئيس الأمريكي نتانياهو في ضوء إفشاله صفقة الرهائن مع "حماس"، لكنّ ذلك ليس كافياً. لا يمكن أنّ يسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي سوى بسبب ضغط داخلي. إلى الآن، نجد ضغطاً داخليّاً متزايداً على نتانياهو، خصوصاً في ضوء إعدام "حماس" ست رهائن إسرائيليين أخيراً. إلى متى يستمر هذا الضغط الذي شارك فيه اتحاد النقابات العمالية (الهستدروت)؟
الواضح أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي قدرة كبيرة على المناورة. في أساس تلك القدرة، ذلك الرابط الذي يجمع بين أحزاب اليمين الإسرائيلي. يعرف كلّ حزب من أحزاب اليمين أن انفراط حكومة نتانياهو سيعني الخروج من السلطة. لم يعد الأمر متعلقاً بالمستقبل السياسي لـ"بيبي" فحسب، بل صار أيضاً مصير كلّ حزب من أحزاب اليمين مرتبطاً بالمصير الذي ينتظر شخصاً محدّداً (نتانياهو) لا يمتلك في الواقع سوى مشروع واحد هو مشروع استمرار حرب غزّة أقلّه في الأشهر القليلة المقبلة.
يظلّ أخطر من ذلك كلّه أنّ "بيبي"، في لحظة وقوع هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل) الماضي، اتخذ قراراً بحرمان الحركة من استخدام ورقة الرهائن الإسرائيليّين. يبدو من خلال كلّ ما يقوم به "بيبي" أنّ مصير الإسرائيليين، بمن في ذلك الذين يحملون الجنسيّة الأمريكيّة أيضا، لا يهمّه بأي شكلّ. يبدو مستعداً للتعاطي مع هذا الموضوع من دون التحلي بأي شعور إنساني. هذا خروج عن السياسة الإسرائيليّة التقليدية التي تضع إنقاذ الرهائن في مقدّم الأولويات. ربّما كانت المرة الوحيدة التي رفضت فيها إسرائيل الدخول في مساومات تتعلق بالرهائن، ما حصل في ميونيخ في العام 1972 عندما احتجز فدائيون فلسطينيون مجموعة من الرياضيين الإسرائيليين كانوا يشاركون في دورة الألعاب الأولمبية وقتذاك.
فوق ذلك كلّه، لا يمكن تجاهل سعي "بيبي" إلى متابعة حرب غزّة وتوسيعها. ليس ذلك سوى محاولة للاستفادة إلى أبعد حدود من "طوفان الأقصى" لتنفيذ خطة مستحيلة تتمثّل في تصفية القضيّة الفلسطينية.

بات واضحاً أنّ الأمل في وقف حرب غزّة يقوم على حصول ضغوط داخليّة كبيرة على نتانياهو الذي سيستغل الشهرين اللذين يفصلان عن موعد الانتخابات الأمريكيّة إلى أبعد حدود معتمداً على أنّه لا يزال يتمتع بالقدرة على المناورة في داخل إسرائيل من جهة وعلى وقوف العالم متفرّجاً على ما يرتكبه من جرائم امتدت لتشمل الضفّة الغربيّة من جهة أخرى.
تبقى نقطة واحدة في غاية الأهمّية تتعلّق بمعبر فيلادلفيا الذي يفصل بين رفح والحدود المصريّة. ماذا لو خرج المجتمع الدولي، بغطاء عربي وأمريكي وأوروبي، بخطة مدروسة تؤدي إلى دحض حديث نتانياهو عن تهريب أسلحة إيرانيّة إلى "حماس" عبر المعبر؟
ثمّة حاجة إلى موقف عربي جدّي، يتحلّى في الوقت ذاته بمقدار كبير من الشجاعة، يسمّي الأشياء بأسمائها ويرفض بقاء المنطقة تحت رحمة التطرّف والمتطرّفين. لا شكّ أن الدول العربيّة تفادت، في معظمها، اتخاذ موقف مؤيّد لـ"حماس"، بما في ذلك النظام السوري. وحده لبنان، بسبب سيطرة "حزب الله"، الذي ليس سوى فصيل في "الحرس الثوري" الإيراني، فتح جبهته الجنوبيّة. كلّفه ذلك غالياً وسيكلّفه أكثر في المستقبل في ضوء الدخول في لعبة إيرانيّة لا مصلحة له فيها.
عندما تكون هناك خطة واضحة ذات تفاصيل دقيقة، يمكن وضع حدّ للبرنامج الذي ينفذه نتانياهو، وهو برنامج لا يتمتع بأي أفق سياسي. من واجب العرب، انطلاقاً من معبر فيلادلفيا الذهاب إلى التعاطي مع الواقع بما يضمن العودة إلى السياسة. يمكن في هذا المجال الاستعانة بنقطتين من الخطاب الذي ألقاه الملك محمّد السادس قبل أسابيع قليلة في مناسبة مرور ربع قرن على اعتلائه عرش المغرب. قال محمّد السادس بالحرف الواحد:
• أولاً: إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة أولوية عاجلة، فإنه يجب أن يتم بموازاة فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة.
• ثانياً: إن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يتطلب قطع الطريق على المتطرفين، من أي جهة كانوا".
ثمة نقاط أخرى تطرّق إليها العاهل المغربي، لكنّ هاتين النقطتين تصلحان مدخلاً صالحاً لمواجهة المتطرفين في المنطقة، الذين من بينهم رئيس الحكومة الإسرائيليّة الذي يتطلّع إلى مزيد من الدمّ بدل البحث عن قليل من السياسة.
إنّ البحث عن حلّ في معبر فيلادلفيا يمكن أن يكون بداية لعمل عربي مشترك بدعم دولي لوضع حدّ لمأساة ليس ما يشير إلى أن الولايات المتحدة، بوضعها الحالي، تستطيع وقفها والحؤول دون انتقالها إلى الضفّة الغربيّة… وربّما لبنان في وقت لاحق!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الأمریکی ة

إقرأ أيضاً:

قيادي في “حماس”: قدمنا رؤية واقعية والموقف الأمريكي مُستغرب 

الثورة نت/..

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الدكتور غازي حمد، اليوم السبت، أن الحركة تعاملت بجدية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال عضو الوفد التفاوضي لحركة “حماس” في مقابلة مع تلفزيون “العربي”، إن “الموقف الأميركي مُستغرب ولم يقدم أي تفسيرات”، مشيرًا إلى أن الحركة قدمت “رؤية موضوعية وواقعية تقرب من التوصل إلى اتفاق”.

وأكد أن “حماس” خاضت من خلال المفاوضات “معركة شرسة ومليئة بالمخاطر لا تقل خطورة عن معركة الميدان”.

وأشار إلى أنّ ما لم يحصل العدو الصهيوني عليه في الميدان حاول الحصول عليه عبر المفاوضات.

وأضاف: “نجحنا خلال المفاوضات في منع العدو الصهيوني من فرض خرائط الانسحاب الخاصة به”.

وتابع: “كنا أمام خيارين إما اتفاق سريع يعطي إسرائيل التحكم في كل شيء أو اتفاق جيد”.

ولفت إلى أن “حماس”، لم تكن إطلاقًا عقبة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مبيناً: “كلما اقتربنا من التوصل إلى اتفاق نجد مماطلة وتصعيدًا عسكريًا من العدو الصهيوني”.

وكشف أن حركة “حماس” نجحت خلال المفاوضات الأخيرة في تحسين كثير من الشروط التي حاول العدو الصهيوني فرضها خلال المفاوضات.

وأكد حمد أن الهدف من المفاوضات أيضًا هو إخراج أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين في أي اتفاق مع العدو، مشيراً إلى أن “حماس” تحلت بالمرونة والإيجابية في كل الأمور المطروحة بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال: “نعمل على اتفاق يفضى إلى وقف الحرب وانسحاب العدو بعد هدنة 60 يومًا”.

وطالب القيادي في “حماس” بتحرك عربي ودولي للضغط على العدو لوقف جرائمه في غزة.

وأوضح حمد أن العمل مستمر مع الوسطاء من أجل استئناف المفاوضات، وأن هناك إرادة حقيقية من الأطراف المختلفة لتجنب انهيارها.

وأضاف: “لا أحد يريد للمفاوضات أن تنهار، ونحن التزمنا الصبر والتريث من أجل الوصول إلى اتفاق جيد يحقق تطلعات أهلنا، وقد حققنا إنجازات في أكثر من ملف مطروح”.

وذكر أن حماس نسّقت وتشاورت مع باقي الفصائل الفلسطينية بشكل دائم، بهدف بلورة موقف وطني موحد يضمن حقوق أبناء القطاع.

وأكد حمد أن العدو الصهيوني يسعى إلى “محو غزة من الخارطة السياسية، وتفكيك الفصائل الفلسطينية”، مشدداً على أن ذلك “أمر غير مقبول بالمطلق، ولن نسمح بإقصاء أي طرف فلسطيني من المعادلة”.

ووجّه القيادي في “حماس” رسالةً لأهالي قطاع غزّة، قائلاً: “نحن نتفهم جيدًا الألم والمعاناة، وهذه القسوة، وهذا الدمار، وهذا العذاب الذي يطال أهلنا في قطاع غزة”.

وأدرف: “أنا أعرف أننا تحت ضغط كبير من أجل أن نسارع لتوقيع اتفاق، لكن نحن عملنا بكل جهد وبكل مثابرة من أجل أن نصل إلى اتفاق يُشرّف أبناء قطاع غزة، وأن يُحقق طموحاتهم في مسألة وقف الحرب، وفي دخول المساعدات، وفي رسم حياة كريمة لهم”.

وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين العدو “الإسرائيلي” وحماس، بوساطة قطر ومصر.

وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر 2023، والثاني في يناير 2025 .

مقالات مشابهة

  • يدرس “خطط تحرير” مع نتنياهو.. ترمب يريد إنهاء حرب غزة
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لكمين خان يونس الذي نفذته كتائب القسام مؤخرا
  • عاجل. ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناك
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • قيادي في “حماس”: قدمنا رؤية واقعية والموقف الأمريكي مُستغرب 
  • مقرب من ويتكوف: “حماس” لم تطلب الكثير ونتنياهو لا يريد إنهاء الحرب
  • ما الذي تخشاه حماس بخصوص الأسرى لديها من واشنطن وتل أبيب؟
  • اكتشف الخطر الصامت الذي ينعكس في عينيك
  • موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟
  • كيف أجهض المبعوث الأمريكي مفاوضات الدوحة بشأن غزة؟