عربي21:
2025-12-02@08:04:30 GMT

بيسان مدينة العيون وسيدة المدن العشر

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

بيسان مدينة العيون وسيدة المدن العشر

ساهم الموقع الجغرافي لمدينة بيسان مساهمة كبيرة في نشأتها الأولى لأنها نشأت فوق قواعد الحافة الغربية للغور، وفي سهل بيسان الذي يعد حلقة وصل بين وادي الأردن شرقا وسهل مرج ابن عامر غربا.

وبيسان ذات أهمية تجارية وعسكرية وزراعية لوقوعها على الطريق الذي يصلها بشرق الأردن وحوران ودمشق، ولوجودها في غور خصيب تتوفر فيه المياه، ويزرع فيه النخيل والقطن والحبوب وغيرها.



وتشرف المدينة على ممر ووادي جالود إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج ابن عامر، وتشرف أيضا على الأجزاء الشمالية من وادي الأردن، فكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر. وكانت معبرا للغزوات الحربية بينهما أيضا، وغدت متصلة بالأقاليم المجاورة بشبكة حيوية من الطرق الهامة.


                                                       بيسان جنة على الأرض

لكن طرأ تحول على التوجه الجغرافي لحركة المواصلات بين بيسان والمناطق المجاورة إثر حرب 1948، إذ لم يعد موقع المدينة الجغرافي موقعا مركزيا متوسطا كما كان في السابق، بل أصبح موقعا هامشيا تقريبا بعد استيلاء الصهاينة عليها وتعيين خطوط الهدنة عام 1949.

يرجع تاريخ  بيسان إلى عصور ما قبل التاريخ، أي إلى أكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد، وحملت في العهود الكنعانية اسم بيت شان، وقد يعني هذا الاسم بيت الآله شان أو بيت السكون، وقد أخذ اليهود من الكنعانيين التسمية.

استولى المصريون على بيت شان حوالي عام 1479 ق.م. بقيادة تحتمس الثالث، وبقيت في قبضتهم ردحا من الزمن. وأطلق اليونانيون على بيسان اسم مدينة السكيتيين الذين احتلوها حوالي عام 600 ق.م.

وفي العهد الروماني استمرت أهمية بيسان فكانت زعيمة للمدن العشر (ديكابولس)، وأصبحت مركزا تجاريا هاما تمر القوافل التجارية منها في طريقها إلى الأردن. ولا تزال شواهد هذا الازدهار مائلة في بيسان حيث توجد بقايا مدرج روماني قائمة في تل الحصن، ولا تزال قناطر الجسر الروماني فوق سيل الجالود (نهر جالود).

وأصبحت بيسان في العهد البيزنطي مركزا لأبرشية كان لممثلها في مجمع نيقية الديني دور بارز، ومن آثار هذا العهد التي لا تزال قائمة دير يتألف من ثلاث غرف.

وبيسان من أوائل المدن الهامة التي فتحها العرب.

ففي عام 1634 حاصر المدينة عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة وفتحاها صلحا. وفي رواية أن شرحبيل هو الذي فتحها وحده بعد أن حاصرها أياما، ولما خرج بعض من فيها لقتال المسلمين قاتلهم وهزمهم ففتحت أبوابها لفرسان المسلمين.

وقد بقيت لبيسان شهرة خاصة في تاريخ المسلمين بسبب وجود قبر الصحابي أبي عبيدة بن الجراح قائد فتوح الشام فيها، وربما يكون فيها أيضا قبر شرحبيل بن حسنة.

تردد ذكر بيسان على لسان كثير من الجغرافيين العرب فذكرها ابن خرداذبة في كتابه "المسالك والممالك"، وذكرها المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم"، ويذكرها ياقوت في معجمه "بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي، ويقال هي لسان الأرض، وهي بين حوران وفلسطين، وبها عين الفلوس يقال إنها من الجنة، وهي عين فيها ملوحة يسيرة". كما ذكرها الإدريسي والهروي والأندلسي.

عندما تعرضت بلاد المشرق العربي إلى الهجمة الصليبية خضعت بيسان للإفرنج بعد احتلالهم مدينة القدس. ولكن استطاع العرب استردادها بعد معركة حطين عام 1187. وفي عام 1217 أعاد الإفرنج احتلال بيسان مرة ثانية.

ومن الحوادث الهامة التي ارتبطت بيسان بها في العهد المملوكي أنه بعد موقعة عين جالوت تتبع الجنود المنتصرة أثر التتار حتى تلاقوا بهم مرة أخرى في بيسان فكانت موقعة دموية قتل فيها الكثير من التتار.

ومنها أيضا أن معركة كبيرة حدثت بين المماليك والجيش العثماني انتهت بانكسار المماليك وسقوط بيسان ومنطقتها بأيدي العثمانيين.

تطورت بيسان بعد أن مد في عام 1905 خط سكة حديد ـ حيفا ـ درعا الذي يمر من شمال المدينة وسار نمو السكان جنبا إلى جنب مع نمو العمران.

بدأت المدينة تزدهر في عهد الانتداب البريطاني لأهمية موقعها وموضعها ولاختيارها مركزا إداريا لقضاء بيسان، وتجلى ذلك في ازدياد سكان المدينة من 1.914 نسمة عام 1922 وإلى 3.101 نسمة عام 1931، وإلى 5.180 نسمة (منهم 20 يهوديا فقط) عام 1945، وتطورت المدينة عمرانيا نتيجة إنشاء بلدية فيها.

وفي عام 1948 استولى الصهاينة على المدينة وطردوا سكانها العرب الآمنين من ديارهم. ويكشف المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس في كتابه "1948" مخطط عصابات الهاغاناة  بالضغط على أهالي بيسان وصفد ودفعهم للرحيل ضمن الخطة "د"، ويصف موريس فظاعة قصف المدينة وعملية تهجير السكان حتى بات مرج بيسان "طاهرا نظيفا وعبريا".

وظلت بيسان مدينة مهجورة طول عام كامل حيث قامت سلطات الاحتلال خلاله بتدميرها وهدم بيوتها، ثم أعادت بناء المدينة بعد أن غيرت معالمها الأثرية والتاريخية، ووطنت مئات العائلات اليهودية فيها.


                                                            معبد روماني في مدينة بيسان

وفي بداية السبعينيات بدأ بعض السكان يهاجرون من المدينة لسوء الأحوال الاقتصادية فيها. ونصف سكان بيسان حاليا هم يهود مهاجرون من شمال إفريقيا معظمهم من مصر والمغرب ونحو 30% من السكان يهود قدموا من أقطار عربية وإسلامية كإيران والعراق وتركيا. أما باقي اليهود فقد قدموا من أوروبا أو ولدوا في فلسطين ويبلغ عدد سكانها نحو 17 ألف نسمة.

المصادر

ـ  "بيسان..مدينة تختصر تاريخ البشرية"، صحيفة الصباح الكويتية، 15/6/2016.
ـ مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين، ج6، ق2، بيروت 1974.
ـ محمود العابدي، "الحفريات الأثرية في فلسطين خلال المدة الواقعة بين 1900 و"1959، عمان 1962.
ـ مدينة بيسان، الموسوعة الفلسطينية.
ـ وديع عواودة، "ضيعة ساحرة كان اسمها بيسان: ملامح وإيقاع الحياة في عروس الأغوار الفلسطينية"، القدس العربي، 28/5/2022.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير بيسان تاريخ فلسطين فلسطين تاريخ بيسان هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام

إقرأ أيضاً:

تدشين مخيم مجاني لطب وجراحة العيون في مستشفى باجل

يقدم المخيم، الذي تنفذه جمعية النبراس الصحية على مدى اسبوع، بتمويل من مؤسسة بازرعة التنموية الخيرية وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والإدارة العامة للمخيمات، ومكتب الصحة بالمحافظة، خدمات المعاينة والفحص لاكثر 5 آلاف حالة، وإجراء نحو 500 عملية جراحية مجانية.

وخلال التدشين، بحضور وكيل المحافظة لشؤون المديريات الشرقية عامر مثنى، ومدير مكتب الصحة والبيئة الدكتور علي حزام ومدير مديرية باجل عبدالمنعم الرفاعي، أكد المحافظ عطيفي إقامة مثل هذه المخيمات التي تسهم في التخفيف من معاناة المواطنين لاسيما في ظل الظروف التي يمر بها الوطن.

مثمنا الجهود الإنسانية لجمعية النبراس ومؤسسة بازرعة الخيرية في دعم القطاع الصحي بالمحافظة، وجهود الكوادر الطبية والفنية في مستشفى باجل المحوري.

فيما أكد نائب وزير الصحة والبيئة، حرص الوزارة على تقديم التسهيلات وفق التنسيق القائم بين الجهات المنفذة لضمان سير تنفيذ المخيمات بالمناطق الريفية ذات الأكثر احتياجا، وفق الخطة المرسومة وبما يكفل تحقيق أهدافها الصحية والإنسانية.

من جانبهما أوضح المدير التنفيذي لجمعية النبراس الدكتور عبد الحق الأشول، والمدير التنفيذي لمؤسسة بازرعة الخيرية أكرم السقاف، أن إقامة المخيم يأتي في إطار الشراكة بين الجانبين لتخفيف معاناة مرضى العيون من الفئات الأشد فقرا في المحافظة.

واستعرضا أهداف المخيم وآلية تنفيذه والفئات المستهدفة منه، وأفادا أن البرنامج الزمني للمخيم يتضمن تخصيص الايام الثلاثة الأولى للمعاينة وإجراء الفحوصات، فيما يبدأ تنفيذ العمليات الجراحية الثلاثاء القادم.

وعلى هامش التدشين، تفقد المحافظ ونائب وزير الصحة والبيئة، سير تقديم الخدمات بمركز الغسيل الكلوي في مستشفى باجل المحوري.

كما اطلعا على اوضاع مستشفى كمران الريفي في مديرية المراوعة.

واستمعا عطيفي والقعود من مديرا المركز والمستشفى، إلى شرح حول مستوى تقديم الخدمات في الأقسام والعيادات، وأبرز الاحتياجات التشغيلية من الكوادر والمعدات الطبية.

وخلال الزيارتين، أكد محافظ الحديدة، أهمية تحسين جودة الخدمات الصحية، وتقديم الرعاية الطبية الملائمة للمرضى، وتعزيز قدرات الكادر الطبي والفني بما يتوافق مع الاحتياجات المتزايدة للمواطنين في مديريتي باجل والمراوعة.

فيما لفت نائب وزير الصحة والبيئة، إلى أهمية معالجة أي قصور والعمل على تطوير الأداء، بما يحقق مستوى رعاية صحية أفضل، ويعكس حرص الدولة على صحة المواطنين وتوفير الخدمات الطبية بشكل فعال.

مقالات مشابهة

  • سحرت العيون بفستان ذهبي.. ليلتان رومانسيتان من الأنغام أطربتنا فيهما أنغام
  • إصابة طفل وسيدة في انهيار 3 بلكونات بعقار قديم بالإسكندرية
  • بالفيديو…‏الظهراوي : انا شايف المدينة الجديدة ” عمره ” زي ال” كرسي الي بدور
  • المهيدات: مدينة عمرة نموذج ذكي وحضاري للتنمية والاستثمار في الأردن
  • غزة: هناك تحديات تُعيق استمرار تقديم الرعاية التخصصية لمرضى العيون
  • الصحة: تحديات صعبة تعيق استمرار الرعاية لمرضى العيون بغزة
  • وفد من الصحة العالمية يقيّم مدينة صلالة الصحية
  • شاهد بالصور.. نجل الفنان الكابلي وسيدة الأعمال “كادي” يقيمان حفل زاوج جديد وأسطوري بالقاهرة
  • فتوح : العيون تتجه نحو استكمال انتخابات الشبيبة في غزة
  • تدشين مخيم مجاني لطب وجراحة العيون في مستشفى باجل