شبكة انباء العراق:
2025-05-12@10:33:27 GMT

من كتاب الحيوانسانية .. ما بعد الأغرودة !!

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

وقع صوته لا يشبه بقية أقرانه ، ولا ما يعرفه أهل مملكته .. حيث حباه الله صوتاً رخيماً ، وموسيقى عذبة مع جمال أجنحته وشكله ،ما جعله مطمعاً للصيادين والحفاة والرماة .. هكذا اطلعت على سريرة البلبل في أول تغاريده التي عشقتها منذ زمن بعيد ، وكأنها تداعب خاطري ، وتنتشي بها روحي وقلبي .

.
في واحدة من صباحات لا أنساها .. وجدته يقف على جدارنا الصامت الأجرد من كل شيء حتى من صخب العصافير .. جراء ما مر به بيتنا من ظروف عصيبة ، ويوميات معقدة شديدة الوقع حد الاعتصار ، وعسر الهضم .. لكن جمال منظر البلبل الحاطّ على غير العادة فوق جدارنا جعلني أقف مرتجفاً محاولاً اصطياده من دون الخوض في الأسباب والتداعيات .. الأهم أن يقع هذا الجميل الحر بين قبضة يدي ، ويدخل مملكتي الفارغة إلا من حب وأمنيات ، وبعض الدفاتر عتيقها وجديدها .
فكرت ملياً بكيفية القبض عليه بعد أن أصدر الضمير قراره بضرورة الضم بلا منازع ، ومن دون شوشرة ، فالتنفيذ واجب ، والقلب وجل حتى أدركه بين أناملي ، وأضعه بين محتوياتي التي لا محتوى فيها إلا من ذوق ما زال عاثر الحظ قابعاً في مسالك الجهل موغلاً بلا قرار وخارطة ..
المشهد برمته لم يطُل حيث مرت سيارة أمام بابنا أحدثت ضجيجاً طار على إثره مطلبي ، وعشت في دوامة جعلت نهاري مظلماً برغم حر الصيف الساطع ، ولهيب أشعته الذي لم يحرك ساكناً بي ، ولا أثر جفاف الأمنيات المحلقة وجفلها عني بعد أن طار بلبلي .
كان القلق يراودني حتى في المنام ، بل إن طيفاً منه خالج أحلامي حينما نعست عيناي ، فسمعت أنغامه مرة أخرى تملأ الزمكان .. حاولت أن أقفز في الاتجاهات كلها ، محاولاً الحصول عليه بأي ثمن ،فلم أعد أرى من بقية المخلوقات شيئاً سواه .. كم تطلعت تغلغلت في الماضي والحاضر لعلني أقبض عليه .. لم أجد مكانه ، سمعت ترانيمه ، موسيقاه ليست حزينة ، لكنها تحمل شجناً ما ، وإن كان فيه بعض الإغراء الذاتي لمنلوج غائص عصي الفهم .. هنا أدركت معاناة الفراق عنه ، قفزت بصرخة صحا على إثرها الأهل والجيران والأقارب والعالم برمته ، إلا الضمير بقي سادراً في متاهاته ، ما زال لم يصفِّ حساباته ، فأدركت أن محاولاتي فاشلة في ظل ضمير لا حياة فيه .
في اليوم التالي أخذتني قدماي ، أختط الطريق ذاته لعلني أجده على الإثْر ، أو أشعر بأثَره .
لم أتمالك نفسي ، بكيت تلك اللحظات التي كان فيها في المتناول، وها قد أصبح من الأمنيات الشاردة .. خرجت أبحث في البراري والحدائق والجنان .. صعدت القمم ، ونزلت الوديان ، شاهدت كثيراً ، والتقيت ملايين الطيور المشابهة ، وبعضها شاطرني الأسى ، وقدم نفسه طوعاً كبديل محتمل .. إلا أن مداركي لم تعد تعي إلا تلك اللحظة الجدارية الصباحية ، ولم تشفِ مسامعها ، ولا يطيب خاطرها إلا بتلك المقطوعة التغريدية البريئة التي عزفت على السليقة .
مرضت وضعفت ، وأدرك العالم سبب علتي ، لكنهم أخفقوا في مداواتي ، بعد أن تلقيت نصف أدوية العالم الذي غصصت بأغلب وصفاته .. مرت من قربنا عصفورة حكيمة همست في أذن أمي .. لا تخشي على الولد لن يموت ، فإنه يتبرعم ؛ إذ هناك مخاض أرضي آن له أن ينجب الآن .. وإن تعددت أسباب الموت وانحسرت فرص النجاة ّ!!

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه

الفرق بين الحمد والشكر تعد من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم، فقد جاء الحمد في اللغة بمعنى المدح والثناء، حيث يقول ابن منظور صاحب معجم لسان العرب: « الحمد: نقيض الذم، ويُقال: حَمدته على فعله، ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة»، وقد نقل صاحب معجم لسان العرب أقوال أهل اللغة في العلاقة بين الحمد والشكر، فقال: « قال ثعلب: الحمد يكون عن يد، وعن غير يد، والشكر لا يكون إلا عن يد..: الحمد الشكر، فلم يفرق بينهما، الأخفش: الحمد لله: الشكر لله، قال: والحمد لله: الثناء.

دعاء الصباح للأبناء.. ردده الآن وكن سببا فى هدايتهم وتوفيقهمدعاء 12 ذي القعدة.. 8 كلمات تدفع المصائب وتجلب لك الخير

فالشكر لا يكون إلا ثناء ليد أوليتها، والحمد قد يكون شكرًا للصنيعة، ويكون ابتداءً للثناء على الرجل، فحمدُ الله: الثناء عليه، ويكون شكرًا لنعمه التي شملت الكل، والحمد أعم من الشكر»، والشكر في اللغة معناه متقارب مع الحمد، حيث قال ابن منظور: « الشكر: عِرْفان الإحسان ونَشْرُه».

ولذلك أورد العلماء أن هناك فرقا بين الحمد والشكر، واعتبروا أن الحمد أعم من الشكر، وهناك أيضا من لم يفرق بينهما، فعنده: الشكر هو الحمد، والحمد هو الشكر؛ أي أنهما مترادفان، ولا فرق بينهما، ولكن الصواب، والذي ذهب إليه أكثر أهل العلم أن هناك فرقًا بينهما، والفرق بينهما هو من جهة العموم والخصوص، فالحمد أعم من الشكر؛ لأنه يكون على كل حال، سواءً النعمة أو النقمة أو المصيبة أو غير ذلك، أما الشكر فلا يكون إلا على النعم والإحسان.

فإذا حمد المسلم الله، فقد أثنى عليه، وشكره، واعترف بفضل الله وإحسانه عليه فالشكر يكون بالقلب خضوعًا واستكانة، باللسان ثناءً واعترافًا بالإحسان والفضل والمنة، ويكون أيضًا بسائر الجوارح؛ أي أعضاء الجسم، عن طريق الطاعة والانقياد والاستسلام، فإذا أدى المسلم العبادات المختلفة من صلاة وصيام ودعاء، فإنه بهذا يكون قد شكر الله عز وجل، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بالقلب واللسان فقط.

طباعة شارك الحمد والشكر كيف نحمد الله ونشكره الفرق بين الحمد والشكر

مقالات مشابهة

  • مجلس وزاري يحول مساءلة أخنوش إلى مساءلة كتاب الدولة
  • المملكة تبرز ريادتها بنشر كتاب الله عبر جناح مجمع الملك فهد في معرض «جسور» بالمغرب
  • المملكة تبرز ريادتها في نشر كتاب الله عبر جناح مجمع الملك فهد في معرض “جسور” بالمغرب
  • كتاب مقومات النظرية اللغوية العربية.. قراءة تحليلية دقيقة للتراث النحوي
  • علامات فارقة في الشعر العربي الحديث ضمن كتاب جديد صادر عن الهيئة السورية للكتاب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه
  • مسؤولون إسرائيليون مستاؤون من أداء نتنياهو: عليه التوقف عن الجبن والتسويف
  • مكتبة مصر العامة تحتفي بثلاثين عامًا من التنوير في حفل تدشين كتاب يوثق مسيرتها
  • ضابط استخبارات أرمني ينشر كتابًا عن “هاكان فيدان”