افتتاح مجمع طرابلس لقوى الامن الداخلي.. ممثل اللواء عثمان: سيسهم في تعزيز الامن
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
افتتح مجمع طرابلس لقوى الامن الداخلي بعد اعادة ترميمه وفق مبادئ الشرطة المجتمعية، باحتفال شارك فيه المدير العام لقوى الامن اللواء عماد عثمان ممثلا بالعميد الاداري بلال حجار، سفيرة الاتحاد الاوروبي ساندرا دو وال، سفير اسبانيا خيسوس سانتوس اغوادو، الرئيس الاول لمحاكم الاستئناف في الشمال القاضية سنية السبع، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، ضباط القيادة الإقليمية للقوى الامن الداخلي في الشمال، فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في طرابلس وحشد من الضباط.
والقى العميد حجار كلمة باسم اللواء عثمان، استهلها بالاعتذار عن "عدم تمكن كل من وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي واللواء عثمان من الحضور، بسبب التظاهرات التي انطلقت ونفذت في محيط السرايا الحكومية تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء".
وقال: "نأتي اليوم الى مدينة طرابلس وهي المدينة الحبيبة والعاصمة الثانية للبنان، بمناسبة سعيدة لاهلها الطيبين وللامن والاستقرار الوطني، الا وهي تدشين مجمع امني واعادة ترميمه وفق مبادئ الشرطة المجتمعية".
اضاف: "جاء هذا المشروع لينسجم ويتكامل مع استراتيجية قوى الامن الداخلي التي من ابرز اهدافها، تعزيز الامن والاستقرار وتفعيل الشراكة مع المجتمع وتحويل قوى الامن الى خدمة الامن وفق رؤية "معا مجتمع اكثر امانا". هذه الرؤية نحو المستقبل كان بالامكان ان تكون نحو مجتمع آمن وهذا من واجباتنا، ونحن اقسمنا بالحفاظ على امن المجتمع، لكننا ندرك جيدا اننا لا نستطيع الوصول الى مجتمع اكثر امانا الا معا، وقد اعتمدنا كلمة "معا" في رؤية قوى الامن الاستراتيجية عن سابق تصور وتصميم ليكون المواطن شريكا فاعلا في الامن".
واكد ان "هذه الشراكة تتحقق تباعا وتتقدم لاننا نعمل بكل جدية على تطبيق شعار قوى الامن، الا وهو "خدمة ثقة شراكة" وتقديم المؤسسة الى افضل خدمة شرطية محترفة ورائدة تصبو الى افضل علاقة مع المواطنين وفق فلسفة الشرطة المجتمعية، بغية التعرف الى المهام التي تقوم بها والتضحيات التي نبذلها والمعاناة اليومية التي نواجهها، والحفاظ على امن المواطنين وسلامتهم، عند ذلك تتعزز الثقة بيننا ونتوصل حينها الى شراكة ونتصدى سويا للجريمة ولكل ما يخل بالاستقرار، ويكون هدفنا الجامع هو الامن حماية المجتمع بفاعلية".
وشكر حجار الاتحاد الاوروبي وسفيرته في لبنان "الذي لم يتوقف عن تقديم الدعم اللازم لمؤسستنا، لا سيما انه تبنى افكارنا واولوياتنا وادرك عمق الإشكالية، وهي كيفية التقارب وبناء علاقه متينة بين الامن الداخلي والمواطنين، فقام بتنفيذ مشاريع ونشاطات على مختلف الاراضي اللبنانية محاكيا مبادئ الشرطة المجتمعية وذلك بواسطة شروط الشرطه المجتمعية"، وقال: "مشكورة جهوده ومبادراته والشكر موصول لكل من ساهم في انجاح هذا المشروع".
وختم: "نبارك لمدينة طرابلس افتتاح هذا المجمع الامني الجديد الذي سيسهم في تعزيز الامن والاستقرار في هذه المدينة الحبيبة وفي توطيد العلاقة مع المواطنين".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ريادة الأعمال المجتمعية والفرص الممكنة في سلطنة عُمان
دعيت الأسبوع الفائت للحديث في جلسة نظمتها مديرية الثقافة والرياضة والشباب بشمال الباطنة حول (ريادة الأعمال الاجتماعية)، وذلك على هامش احتفائها بيوم الشباب الخليجي، حيث ركز الحوار على تأصيل المفهوم، وتتبع جذوره في التاريخ والممارسات، إضافة إلى النماذج البارزة عالميًا التي تمثله، وصولًا إلى سياقاته المحلية من مبادرات، ومأسسة وتنظيم، عوضًا عن التحديات التي تحول دون تبلوره وتطوره. في الواقع يمكن توضيح مفهوم ريادة الأعمال المجتمعية كونها شكلًا من أشكال الأعمال الريادية والتي تهدف في مغزاها الأساس إلى التمكين والتنمية الاجتماعية جنبًا إلى جنب مع تحقيق العوائد والأرباح المالية - وإن كانت بهوامش محدودة - ، والتمكين والتنمية قد تتضمن تعزيز الفرص لبعض الفئات الاجتماعية، أو حل مشكلة اجتماعية قائمة، أو التعامل مع فرص اجتماعية منظورة، أو تنمية ودعم بعض الخصائص الاجتماعية للمجتمع؛ وعلى سبيل التدليل ظهرت في السنوات الأخيرة في المنطقة بعض المشروعات التجارية التي تخصص لتشغيل بعض الأشخاص ذوي الإعاقة في المهن التي تتناسب معهم، وهي تشكل تطبيقًا من تطبيقات المفهوم؛ حيث إنها إلى جانب سعيها لتحقيق الربح واستدامته، إلا أنها على الجانب الآخر تسعى لتحقيق (أثر اجتماعي) يتمثل في تمكين إحدى الفئات ذات الاحتياج الأقصى، ودمجها في المجتمع والاقتصاد، وإطلاق طاقاتها الإنتاجية، وقس على ذلك في أنشطة بعض المؤسسات التي تتوجه إلى تعليم بعض المهارات المهنية للشباب المقبلين على سوق العمل برسوم رمزية، أو الكيانات التي تسعى لتمكين المشروعات المجتمعية أو الذاتية محدودة التكاليف كدعم المزارعين والصيادين وما شابهها.
تاريخيًا تطور مفهوم ريادة الأعمال المجتمعية انطلاقًا من محرك مهم وهو «عدم المساواة في المجتمع الحديث». وأخذ يترسخ مؤسسيًا بفعل مرور المجتمعات عمومًا بتحولات في بنيتها الديموغرافية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، تلك التحولات بدورها أنتجت احتياجات ورغبات متفاوتة لا تستطيع الدولة بمؤسساتها وخدماتها بالضرورة تلبيتها، كما أنها قد لا تنتج من قبل السوق التقليدية (القطاع الخاص)، أو قد يتطلب الوصول إليها تكاليف كبيرة على المستفيد منها أو طالب الخدمة. واجتهدت الكثير من الأدبيات في محاولة وضع خصائص وسمات لرواد الأعمال المجتمعيين، ولمؤسسات ريادة الأعمال الاجتماعية، ومن بينها محاولة موشيه شارير وميري ليرنر لـ«قياس نجاح المشاريع الاجتماعية التي بدأها رواد الأعمال الاجتماعيون الأفراد»، حيث تم تحديد ثمانية عوامل نجاح رئيسية للمشاريع الاجتماعية وهي: «الشبكة الاجتماعية لرجال الأعمال (قوة العلاقات الاجتماعية وتوسعها) - التفاني الكامل لنجاح المشروع - قاعدة رأس المال المتاحة في مرحلة التأسيس - قبول فكرة المشروع في الخطاب العام (المجتمع) - تكوين فريق المغامرة، بما في ذلك نسبة المتطوعين إلى الموظفين ذوي الرواتب - تشكيل تعاونات طويلة الأمد في القطاعين العام وغير الربحي - قدرة المشروع على الصمود في وجه اختبار السوق - الخبرة الإدارية السابقة لرجال الأعمال (رائد العمل المجتمعي).
ما يعنينا هو ماهية الفرص المتاحة لتبلور مفهوم ريادة الأعمال المجتمعية (بشكل مؤسسي) في سلطنة عُمان، والأصل أن المفهوم كممارسات وقيم متجذر في المجتمع وله أبعاد عديدة، غير أن الانتقال إلى أن تكون ريادة الأعمال المجتمعية اقتصادًا قائمًا من ناحية، وتكون كياناتها المؤسسية أكثر وضوحًا واتساقًا مع المفهوم من ناحية أخرى، وتوجه بشكل فاعل لأغراض الاستدامة كونها عناصر تتطلب تحولًا في الممارسات الحالية. وما يُلح على هذا التحول هو ثلاثة محركات مهمة: أولًا توسع حاجيات ورغبات المجتمع نتيجة التحولات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية فيه، وثانيًا محدودية دور الدولة والسوق التقليدي في تلبية الرغبات المتزايدة، والحاجات النوعية الناشئة لدى بعض فئات المجتمع، عوضًا عن القضايا والظواهر المجتمعية الطارئة، وثالثًا هو تبلور الفكر الريادي واكتمال دعائم تلك المنظومة وخاصة لدى فئة الشباب. وبقدر ما تنشأ اليوم من احتياجات اجتماعية صاعدة، بقدر ما يفرز التغير الاجتماعي في المجتمع العُماني فرصًا لبروز أشكال ريادية جديدة في العمل المجتمعي، فملفات مثل الاستثمار في الشيخوخة النشطة، وتعزيز مبادئ الثقافة المالية لأفراد المجتمع، وتسويق أنشطة الأسر المنتجة، وتعميم ثقافة الحصانة السيبرانية والوعي بأمن المعلومات والخصوصية، وتمكين الشباب من المهارات المتقدمة للانخراط في سوق العمل، والاستثمار النوعي في الطفولة المبكرة والخدمات المتصلة بها، وتمكين العمل الحر والاستثمار في المواهب الشبابية، والإدماج الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة، وصناعة المحتوى الرقمي الموجه للأغراض الاجتماعية، ودمج المجتمعات في عمليات التنمية المحلية ومشروعاتها كلها نماذج لفرص يتيحها التحول الراهن في الدولة والمجتمع لصالح نشوء أفكار ريادية تخدم العمل المجتمعي، وتبقى أسلحة رائد العمل المجتمعي ثلاثة حسب تصورنا: العين الاجتماعية الحاذقة، والإيمان بالقضية التي ينشط فيها ويبادر لأجلها، واليقين بأهمية التغيير الاجتماعي وصناعة الأثر المنشود.
على الجانب الآخر تتطلب المرحلة المقبلة إعادة التفكير في اللوائح والنظم والتشريعات التي يمكن أن تتعامل مع هذا الشكل من أشكال الأنشطة، وذلك لتعزيز دورها ومساهمتها الاقتصادية أيضًا جنبًا إلى جنب مع إحداث الأثر الاجتماعي، فالدول التي التي ركزت اهتمامها في السنوات الأخيرة لتعزيز وترسيخ ودعم المؤسسات القائمة على هذا المفهوم استفادت بشكل مباشر من تطور مساهمته في الاقتصاد العالمي التي وصلت في 2024 إلى نحو 1.9% في الاقتصاد العالمي، وقدرته على تخليق الوظائف والتي تقدر بنحو 210 ملايين وظيفة حول العالم، ومساهمته في تأسيس كيانات مستدامة تحرك الدورة الاقتصادية. كما أن نشر الوعي بالمفهوم وممارساته وأفضل نظم الحوكمة التي توجهه وتوسيع نطاق التدريب للفئات الشابة على أساسياته كلها تعد عناصر مهمة للحصول على ثمار هذا النوع من الريادة المجتمعية.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان