عبر النهر والجبل.. رحلة الفرار من التجنيد في أوكرانيا
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
رغم التوغل الأوكراني المفاجئ في كورسك الروسية الشهر الماضي، فإن أوكرانيين كثيرين لا يعتقدون أن موازين الحرب ستتغير، وقد اختار آلاف منهم الفرار إلى دول الجوار هربا من التجنيد الإجباري في رحلة محفوفة بالخطر، وفقما كتبت صحيفة إلباييس الإسبانية في تقرير لها من الحدود الرومانية الأوكرانية.
بعد رحلة شاقة، تتنفست مجموعة من الأوكرانيين الصعداء بعد عبورهم إلى رومانيا، فقد أفلتوا من التجنيد الإجباري ومن حرس الحدود، وربما أيضا من موت محقق حصد حياة 25 شخصا أقدموا على الرحلة ذاتها منذ بداية الحرب.
ويؤكد الواصلون لمراسل الصحيفة الإسبانية أنهم لا يشعرون بأي ندم على هذه الخطوة.
يقول إيفغيني (20 عاما) "ندرك حجم الخطر.. لكن السلطات تضخمه لترهيبنا".
أخفق إيفغيني -ابن مدينة أوليكساندريا وسط أوكرانيا- في محاولته الأولى، فقد قُبض عليه ولم يرسل إلى الجبهة لأنه دون سن التجنيد، واستطاع في الثانية العبور إلى نقطة حدودية شمالي رومانيا اسمها سيغيتو مارماتيي بعد رحلة شاقة على الأقدام عبر جبال ماراموريس ونهر تيسا الحدوديين، استغرقت 9 أيام ورافقه فيها صديقا الطفولة دانيال ودانيلو.
وتحدث تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن 44 ألف أوكراني فروا منذ بداية الحرب في أواخر فبراير/شباط 2022 إلى رومانيا ومولدافيا (عبر الجبال)، وأيضا إلى سلوفاكيا هربا من القانون الذي يمنع المغادرة لكل رجل عمره بين 18 و60 عاما.
ثلث الفارين لجؤوا إلى رومانيا، حيث أصبحت سيغيتو مارماتيي -حسب الصحيفة الإسبانية- نقطة عبور مفضلة بسبب مكتب هجرة يقدم سريعا وثائق الحماية المؤقتة.
وفعلا حصل إيفغيني ورفيقاه في اليوم التالي على الوثيقة التي تمنح حاملها، من مثل اللاجئين الأوكرانيين في الاتحاد الأوروبي، حق الإقامة والعمل.
حسب شرطة الحدود الرومانية، فإن عدد الأوكرانيين الذين عبروا إلى رومانيا بصورة غير قانونية ارتفع من 3800 العام الماضي إلى أكثر من 7 آلاف منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وهو رقم يستثني من اعتقلهم حرس الحدود الأوكرانيون وعددهم نحو 100.
أعداد الفارين لا تشمل من عبر إلى بولندا والمجر، ولا من غادروا بفضل وثائق "قانونية" حصلوا عليها عن طريق رشوة.
بسبب نقص القوات، خفضت أوكرانيا سن التجنيد من 27 إلى 25 عاما.
يخطط إيفغيني -الذي ترك والديه في أوكرانيا- للالتحاق بأخيه وأعمامه في بولندا، أما دانييل ودانيلو فيقصدان إستونيا وبلجيكا حيث لهما أقارب أيضا.
رحلة تستحق العناءيقول دانييل ودانيلو إن عائلتيهما تعرفان أن الرحلة تستحق العناء.
وحسب خبراء عسكريين، فإن روسيا استرجعت زمام المبادرة، مستفيدة من شح العتاد ونقص عديد القوات الذي تعانيه أوكرانيا.
وقد لجأت كييف إلى تسهيل إجراءات التجنيد، وشددت عقوبات الفرار لتصل إلى 12 عاما سجنا.
وانتشرت تسجيلات لوحدات عسكرية تجوب الشوارع لاعتقال من رفضوا تسجيل أنفسهم في سجل إلكتروني خاص.
لا يسوّغ إيفغيني -الذي يرفض كشف اسمه الكامل- هربه بالخوف من الموت، وإنما بسوء الأحوال المعيشية التي يعتقد أنها ستتدهور أكثر خلال العامين القادمين، ويقول لإلباييس إن السلطات تهيئ الناس للأسوأ.
هناك أيضا نازر (24 عاما) ابن مدينة لفيف (غرب) الذي فر بعدما ناهز سن التجنيد، لكنه عكس كثيرين قصد رومانيا لا بولندا التي عبّرت عن استعدادها هي وليتوانيا لمساعدة كييف في إعادة الفارين.
يقول للصحيفة الإسبانية وهو يتهيأ لاستقلال قطار يحمله وعشرات من أبناء جلدته إلى إحدى عواصم الغرب، "أوكرانيون كثيرون سيقضون نحبهم قبل أن تمنح الولايات المتحدة أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام أسلحتها داخل روسيا ضد أهداف مثل المطارات ومستودعات السلاح".
تمتد الحدود الأوكرانية الرومانية على مسافة 430 كيلومترا، وتستخدم رومانيا لحراستها طائرات الاستطلاع والكاميرات الحرارية، بدعم من قوة "فرونتيكس" التابعة للاتحاد الأوروبي، وفرقة دفاع مدني أنقذت حتى الآن 100 أوكراني من الموت.
اضطرت رومانيا إلى إقامة منشأة طبية في سيغيتو مارماتيي لرفض فارين كثيرين تطبيبهم في المستشفيات.
يقول دان بنغا مدير خدمة الإنقاذ في منطقة ماراموريس "كثيرون يفضلون الموت في الجبال على أن يُقتلوا في الجبهة لكنهم يجهلون حجم الخطر عندما يعبرون قمما ارتفاعها 2000 متر وشلالات سريعة وفجاجا بعمق 200 متر".
بعض عمليات الإنقاذ معقدة للغاية واستغرقت إحداها العام الماضي 6 أيام.
عززت أوكرانيا ورومانيا دوريات المراقبة الحدودية، لكن تدفق الفارين لم يتوقف خاصة من ساكني مناطق القتال مثل خاركيف (شمال شرق).
هناك أيضا من يقصدون رومانيا للاستجمام مثل رومان (38 عاما) الذي جاء مع عائلته من تيرنوبيل، والذي أعفي من التجنيد بسبب عاهة، لكنه يقول إن 20 من أصدقائه قد غادروا، ولم يمنعه من الإقدام على المغادرة هو الآخر إلا تعلقه بعائلته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى رومانیا من التجنید
إقرأ أيضاً:
عاجل. ترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًا
على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق، إلا أن المناقشات الجارية بين واشنطن وطهران تعد علامة إيجابية، وفقًا لرافائيل غروسي. اعلان
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران بالجيدة جدًا، كاشفًا بأنه حذر رئيس الحكومة الإسرائيلي من ضرب طهران.
من جهة أخرى، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل غروسي إن التطورات لا تزال غير واضحة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستتوصلان إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي المتقدم، لكن استمرار المفاوضات يعد علامة جيدة وفق تعبيره.
أدلى غروسي بهذه التصريحات في مقر منظمته في فيينا يوم الأربعاء، بعد أيام من اختتام الجولة الأخيرة من المحادثات بين البلدين، وقال: "في الوقت الراهن، الوضع ضبابي. لا نعرف ما إذا كان سيكون هناك اتفاق أم لا".
وأضاف: "أعتقد أن استمرار الحوار مؤشر على الرغبة في التوصل إلى اتفاق. وأعتقد أن هذا في حد ذاته شيء ممكن."
وقال غروسي إنه يتحدث بشكل منتظم مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وهو على اتصال شبه يومي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وقد عقدت طهران وواشنطن حتى الآن خمس جولات من المحادثات في إيطاليا وسلطنة عمان، وتوسط في المفاوضات وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي. ولم يتم تحديد جولة سادسة بعد.
وكتب البوسعيدي على موقع "إكس" يوم الجمعة: "اختتمت الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية اليوم في روما مع إحراز بعض التقدم ولكن ليس بشكل حاسم".
وأضاف: "نأمل في توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، للسماح لنا بالمضي قدمًا نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف".
وتسعى المحادثات إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية الساحقة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة