بوابة الوفد:
2025-06-13@18:54:03 GMT

«هاريس» - «ترامب».. الدواء المُر

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تقديم مرشح رئاسى قادر على لم شمل الأمريكيين، أو حتى الدول حول العالم، التى كانت تنظر لأمريكا على أنها سيدة الأرض وراسمة مصائر الشعوب. هذا الأمر جعل الكثيرين يطرحون تساؤلات حول إفلاس أمريكا على المستويين الفكرى والسياسى، وهو ما يظهر بكل وضوح في نصيبها من زعماء يترشحون للرئاسة خلال السنوات الأخيرة من عينة دونالد ترامب، أو جو بايدن، وصولا إلى  المرشحة الجديدة كامالا هاريس التى تقف فى الانتخابات القادمة أمام ترامب، باعتبارها مرشحة الضرورة بعد مأزق تنحى بايدن عن خوض الانتخابات، نتيجة ضغوط من حزبه، الذي شم رائحة الهزيمة مبكرًا، إضافة إلى الأخطاء المتكررة التى ارتكبها الرئيس العجوز، سواء بسبب ضعف الذاكرة أو أمور أخرى متعلقة بالقرارات الخاطئة التى اتخذها.

ويرى بعض المحللين أن فرص هاريس في النجاح واعتلاء عرش أمريكا ليست كبيرة بسبب ثلاث قوى: الدولة العميقة، واليمين، والطبقات محدودة الدخل التي تقف خلف ترامب، فالدولة العميقة لا تريد لأمريكا أن تكرر تجربة رئيس  ملون بعد رحيل  باراك أوباما. فى الوقت نفسه، ورغم المشاكل التى تعرض لها ترامب، ودخوله فى معارك عنيفة مع كثير من الأمريكيين خاصة النخبة اليسارية ونجوم المجتمع، إلا أن باقى أفراد الشعب يرون أنه أحدث نقلة فى الاقتصاد الأمريكى الذي لا يزال يترنح بعد الأزمة المالية في ٢٠٠٨، حيث أعطى الأولوية للداخل الأمريكي على حساب الملفات الخارجية، وفرض ما يشبه الإتاوات على دول عديدة، وقام بتحويل هذه الأموال إلى المواطنين الأمريكيين، ما ساهم فى انتشال شرائح كبرى من مستوى معيشة صعب ومضطرب.

مناظرة هاريس وترامب، فجر الأربعاء بتوقيت مصر، وقبل 60 يومًا من انطلاق الانتخابات الأمريكية، تدلنا على أجواء المشهد الأمريكي المأزوم سياسياً واقتصادياً. دخلت هاريس المناظرة تحت شعاره «لن نعود إلى الخلف»، فى إشارة إلى سياسات الرئيس السابق ترامب والمرشح أمامها، بينما اعتمد ترامب على قضيته الرئيسية التى تبناها خلال رئاسته السابقة، وهى «غلق الحدود» لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين. كما تعهدت هاريس بخفض الأسعار، وتوفير مساكن للأمريكيين، بينما تعهد ترامب بخفض الضرائب، وخفض أسعار الطاقة. هاريس تحدثت عن تخطيطها لبناء «اقتصاد الفرص» ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة، وشدد ترامب على  فرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص. كما تطرق الثنائي إلى قضية الإجهاض، حيث اتهم ترامب الديمقراطيين بأنهم يريدون السماح بالإجهاض فى «الشهر التاسع» ووصف أعضاء الحزب الديمقراطي بالمتطرفين، في محاولة منه للضغط على العصب الأخلاقي للناخبين الملتزمين وشريحة واسعة من اليمين للتصويت لصالحه في الانتخابات. 

أما فيما يتعلق بحرب غزة، فقد أكدت هاريس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها عادت وأكدت على ضرورة إنهاء الحرب، وشددت على حل الدولتين.

بينما أكد ترامب أن هاريس تكره إسرائيل، مؤكدًا أنه لو كان متواجدًا على كرسي الرئاسة ما حدثت هذه الحرب، زاعمًا أنه سيقوم بحل هذه القضية، وإنهاء حرب أوكرانيا وروسيا.

 من خلال مجمل تصريحات «هاريس» و«ترامب»، يتبين لنا بوضوح أن هاريس لديها رؤية فيما يخص الاقتصاد الأمريكي وتريد تنفيذها، أما ترامب فهو لا يمتلك سوى ماضٍ يتركز فى انتشال مؤقت للمواطنين الأمريكيين  من الأزمات المعيشية، وليس سياسة اقتصادية متكاملة. المواطن الأمريكى من جانبه ما زال ينتظر المزيد حول البرامج الخاصة بكل مرشح، خاصة الاقتصاد والرعاية الصحية، لأن الشعب الأمريكي بطبعه آخر شيء يفكر فيه هو ما يحدث خارج حدود وطنه، فكل همومه تتركز حول ما تقدمه له دولته من صحة ومسكن وانخفاض أسعار السلع، والطاقة.

كما يتضح لنا من خلال المناظرة، أن هاريس وترامب يتفقان على دعم إسرائيل، بشتى الطرق، وهما بذلك لم يخرجا عن السياسة الأمريكية تجاه الاحتلال منذ بداية المأساة الفلسطينية، وهو أمر لا يحمل أى جديد للشعوب العربية. فالكل يعلم أن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لا تتغير بتغير من يجلس على كرسى الحكم فى البيت الأبيض.

هاريس، وترامب كلاهما للعرب دواء مُر، كلاهما ليس لديه قرار منصف تجاه قضية العرب الجوهرية «فلسطين» التي يراق دم أبنائها يومياً دون أن يتحرك «سادة العالم» لوقف المجزرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الولايات المتحدة الأمريكية الأمريكيين افلاس امريكا سيدة الأرض

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي يكشف سبب نشر قوات الجيش في لوس أنجلوس

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث اليوم الأربعاء بإن نشر قوات الحرس الوطني، وقوات الجيش داخل مدينة لوس أنجلوس من أجل حفظ الأمن، والأمر قانوني ودستوري.

حاكم كاليفورنيا يرفض نشر قوات الجيش الأمريكي

وجاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي عقب الانتقادات الكبيرة التي قالها حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم إلى إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الذي قرر نشر قوات المارينز الأمريكية لمواجهة مظاهرات المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين.

نيوسوم قرارات ترامب استبدادية

وانتقد نيوسوم قرارات ترامب،ووصفها بالقرارات الاستبدادية تجاه الضعفاء المتواجدين في الولايات المتحدة مطالبا باستخدام القضاء في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين بدلا من استخدام العنف تجاه المحتجين.

في إتجاه آخر اتهم الرئيس الأمريكي ترامب إدارة الرئيس الأمريكي السابق بايدن بإدخال المختلين،والمجرمين إلى الولايات المتحدة محذرا من تصنيف لوس أنجلوس كمدينة متمردة،ونشر مزيد من قوات الجيش بها بينما توسعت المظاهرات بأمريكا،ووصلت إلى نيويورك،وشيكاغو. 

طباعة شارك وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لوس أنجلوس حفظ الأمن قانوني دستوري

مقالات مشابهة

  • ترامب يقرع طبول الحرب بفيديو للجيش الأمريكي
  • وفاة الممثل هاريس يولين عن عمر يناهز 88 عامًا
  • تهديد عراقي خطير للولايات المتحدة الأمريكية
  • وزير الدفاع الأمريكي يكشف سبب نشر قوات الجيش في لوس أنجلوس
  • ترامب يطالب “الفيدرالي” الأمريكي بخفض الفائدة بنسبة 1%
  • خبير علاقات دولية: 60% من سكان كاليفورنيا صوتوا لكامالا هاريس ضد ترامب بالانتخابات الأخيرة
  • رئيس حزب الجيل: سندفع بـ84 مرشحا على المقاعد الفردية في انتخابات النواب و22 للشيوخ
  • تحرير (140) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • ترامب يثير تفاعلا باقتراح عقوبة لمن يحرق العلم الأمريكي
  • ترامب: الجيش الأمريكي حطم إمبراطوريات وأذل ملوكا وأطاح بطغاة