غالانت يكشف وثيقة حماس كانت مرسلة إلى السنوار.. هذا ما جاء فيها
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، عن وثيقة يقول إن كاتبها هو القائد السابق للواء خان يونس التابع لحماس رفاعة سلامة، وموجهة إلى زعيم حماس يحيى السنوار وشقيقه محمد.
وبحسب الوثيقة، يصف القائد لسابق للواء خان يونس "الوضع الصعب" الذي تعيشه حركة حماس، وفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وتذكر الوثيقة أن سلامة قال: "يرجى مراعاة التالي: نحافظ على الأسلحة والمعدات المتبقية، حيث فقدنا من 90 إلى 95% من قدراتنا الصاروخية، وفقدنا حوالي 60% من أسلحتنا الشخصية، وفقدنا ما لا يقل عن 70% من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات، والأهم من ذلك أننا فقدنا ما لا يقل عن 50% من مقاتلينا بين الشهداء والجرحى، والآن بقي لدينا 25%، ووصل 25% من شعبنا إلى وضع حيث لم يعد الناس يتسامحون معنا، هم محطمون على الصعيدين النفسي والجسدي"، وفقاً لمقتطفات قدمتها وترجمتها وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويقول غالانت إن الوثيقة تظهر "صعوبة حقيقية تؤثر على حماس وتؤثر على كبار القادة" في الحركة.
ويقول غالانت إن سلامة، الذي قُتل في غارة للجيش الإسرائيلي في يوليو (تموز) كان "ينادي طلباً للمساعدة من قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار وأخيه محمد، لكنهم بالطبع لا يستطيعون إنقاذه".
ويقول غالانت: "لماذا؟ لأننا نواصل الجهود التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) وتستمر خطوة بخطوة... وتصل إلى جميع كبار مسؤولي حماس. لقد كتب هذا إلى الإخوة السنوار، وسنصل إليهم أيضاً".
تجدر الإشارة إلى يحيى السنوار هو زعيم حماس في غزة، وتم تعيينه مؤخراً رئيساً لحركة حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في إيران.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسلحة غالانت غارة للجيش غزة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه.
عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.
في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر.
لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد.
كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.
لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.
عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية.
كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.
إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة.
كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.
حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء.
إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.
عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم.
وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.