فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
للصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فضائل عظيمة ومِنَح جليلة، منها:
1- نَيْلُ رحمة الله (عز وجل) وعميم فضله بكثرةِ الصَّلاة والسَّلام على نبيِنا (صلى الله عليه وسلم): فإذا كانت الصلاة من الله تعنى الرحمة، فإنه (صلى الله عليه وسلم) قال: «... من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرًا.
عليّ مــرةً صَلّى اللهُ عليه عشرًا».
2- استغفارُ الملائكة: حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : «ما مِن مُسلِمٍ يصلِّى عليَّ إلَّا صلَّت عليهِ الملائِكةُ ما صلَّى علَيَّ فليُقلَّ العَبدُ من ذلِكَ أو ليُكثِرْ» .
3- نيل شفاعته (صلى الله عليه وسلم)، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنهما) أنه سمع النبى (صلى الله عليه وسلم) يقول : «إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِى الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِى الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِى إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُــونَ أَنَا هُــوَ، فَمَــنْ سَــأَلَ لِى الْوَسِــيلَةَ حَلَّــتْ لَــهُ الشَّفَاعَةُ»، وقال (صلى الله عليه وسلم): «أولى النَّاسِ بى يومَ القيامةِ أَكثرُهم عليَّ صلاةً» .
4- رفع الدرجات وحطّ الخطايا والسيئات : يقول (صلى الله عليه وسلم) : «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ»، وعن أبى طلحة الأنصاريّ (رضى الله عنه) قال: أصبح رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يومًا طيّب النّفس يرى فى وجهه البشر. قالوا: يا رسول الله: أصبحت اليوم طيّبَ النّفس يُرى فى وجهك البشر، قال: «أجل، أتانى آت من عند ربّى (عزّ وجلّ)، فقال: من صلّى عليك من أمّتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات، وردّ عليه مثلها».
5- كفاية الهموم ومغفرة الذنوب : فعن أبى بن كعب (رضى الله عنه) أنه قال: يا رسولَ اللهِ إِنَّى أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: «ما شِئْتَ»، قال: قلتُ الربعَ، قال: «ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ»، قلتُ: النصفَ، قال : «ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ»، قال : قلْتُ فالثلثينِ، قال: «ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ»، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتى كلَّها؟، قـال: «إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ».
6- تشريف المصلِّى على النبى (صلى الله عليه وسلم) بإبلاغِ سلامِهِ الرسولَ (صلى الله عليه وسلم)، وردّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) عليه السلام؛ حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ فى الأرضِ يبلِّغونى عن أمتى السَّلامَ»، وقال (صلى الله عليه وسلم) : «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَىَّ إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَىَّ رُوحِى حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ»، وعن أبى بكر الصديق (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أكْثِرُوا الصلاةَ عليَّ، فإنَّ اللهَ وكَّلَ بى ملَكًا عند قبري، فإذا صلَّى عليَّ رجـلٌ من أُمَّتِى قـال لى ذلـك المَلَكُ: يا محمدُ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ صلَّى عليك الساعةَ».
على أن فضائل الصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لا تُحصى ولا تُعد، فمنها ما ظهر، ومنها ما يجل عن العد والحصر؛ إذ لا يدرك كنهها ولا عميم بركتها إلا من ذاق، فمن ذاق عرف، ومن عرف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ويكفى ملازمها راحة النفس والبال، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وتذوق حلاوة الإيمان ؛ حيث يقول نبيّنا (صلى الله عليه وسلم) : «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) رَسُولًا».
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنحل بها العقد وتنفرج بها الكرب وتقضى بها الحوائج وتنال بها الرغائب وحسن الخواتيم.
الأستاذ بجامعة الأزهر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر رحمة الله عبد الله بن عمرو بن العاص صلى الله علیه وسلم رضى الله عنه رسول الله
إقرأ أيضاً:
سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "نرجو منكم بيان ما ورد في السنة النبوية الشريفة من الحث على المحافظة على صلاة سنة الفجر، وبيان فضلها، وما هو وقتها؟
وقالت دار الإفتاء إن مِن الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع: ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا.
واستشهدت دار الإفتاء بما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.
وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ" متفقٌ عليه.
قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 305، ط. مؤسسة الرسالة): [وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرًا وحضرًا، وكان في السفر يواظب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى سنة راتبة غيرهما] اهـ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، والبزار في "المسند"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار".
وأوضحت أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".