أكد موقع أكسيوس الأمريكي أن وحدة النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذت غارة غير عادية في سوريا ودمرت مصنعًا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض تزعم "إسرائيل" والولايات المتحدة أنه تم بناؤه بواسطة إيران، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على العملية.

وأضاف الموقع أن "الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا زادت منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل مع تكثيف الصراعات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، لكن الغارة يوم الأحد كانت أول عملية برية يقوم بها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا".



وأوضح "يبدو أن تدمير المصنع يمثل ضربة كبيرة لجهود إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية، والحكومة الإسرائيلية ظلت صامتة بشكل غير عادي بشأن هذا الأمر ولم تعلن مسؤوليتها حتى لا تثير رد فعل انتقامي من سوريا أو إيران أو حزب الله".


وأشار إلى أن "وسائل الإعلام الرسمية السورية ومنظمة المعارضة السورية أفادت بشن غارات جوية كثيفة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي مساء الأحد بالتوقيت المحلي في عدة مناطق غرب سوريا، بما في ذلك بالقرب من مدينة مصياف، القريبة من الحدود مع لبنان".

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن "16 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب 40 آخرون، وأدانت الغارات الجوية ووصفتها بأنها عدوان صارخ، كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم ووصفته بأنه إجرامي".
والأربعاء، أفادت قناة تلفزيونية سورية معارضة وخبيرة يونانية في شؤون الشرق الأوسط إيفا جيه كولوريوتيس أن الغارات الجوية كانت غطاء لعملية برية إسرائيلية في مصياف.

وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية أن وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي "شالداغ" نفذت غارة ودمرت المنشأة، بحسب أكسيوس.

وقال مصدران إن "إسرائيل أطلعت إدارة بايدن مسبقا على العملية الحساسة ولم تعارضها الولايات المتحدة، إذ أن الوحدة الخاصة الإسرائيلية فاجأت الحراس السوريين في المنشأة وقتلت العديد منهم خلال الغارة، لكن لم يصب أي إيراني أو مسلح من حزب الله بأذى".

وقال المصدران إن "القوات الخاصة استخدمت متفجرات أحضرتها معها من أجل تفجير المنشأة تحت الأرض، بما في ذلك الآلات المتطورة من الداخل، بينما جاءت الغارات الجوية بهدف منع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة".


وبحسب الموقع، بدأت إيران في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع حزب الله وسوريا في عام 2018 بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا.

ووفقًا للمصادر، قرر الإيرانيون بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون منيعًا أمام الضربات الجوية الإسرائيلية.

وادعى المصدران أن الخطة الإيرانية كانت إنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان حتى تتم عملية التسليم إلى حزب الله في لبنان بسرعة وبأقل خطر من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقد اكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عملية البناء وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي "الطبقة العميقة"، وقال أحد المصادر إن الإسرائيليين أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بغارة جوية وسيحتاجون إلى عملية برية، بحسب الموقع.

وقال أحد المصادر إن جيش الاحتلال فكر في إجراء العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة ولكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي سوريا إيران مصياف إيران سوريا إسرائيل مصياف مصنع صواريخ المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجویة الإسرائیلیة الغارات الجویة تحت الأرض حزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

«غزة من فكّ الارتباط إلى فكّ الذاكرة».. كيف أعادت إسرائيل رسم الجغرافيا والديموغرافيا؟

في الشرق، حيث تتقاطع الأزمنة وتتصارع الحكايات، هناك أرض تحاول أن تحمي ذاكرتها من النسيان كما تحمي الجسد من الرصاصة.

غزة، التي وُلدت من رحم البحر وحضن الرمال، وجدت نفسها مرة أخرى في عين الإعصار، لا كمجرد رقعة جغرافية على خريطة نزاع، بل كاختبار مفتوح لمعنى الحق والهوية في زمن تُختطف فيه الحقيقة وتُباع في أسواق السياسة.

ما يحدث اليوم ليس حربًا عابرة ولا اشتباكًا بين جيش وفصيل، بل إعادة تشكيل متعمدة للجغرافيا والديموغرافيا والذاكرة معًا، وكأن الاحتلال لا يريد فقط أن يُخضع الأرض، بل أن يُعيد برمجة التاريخ ذاته.

منذ أن أعلنت حكومة الاحتلال في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة ما سمّته "خطة فك الارتباط" عن قطاع غزة، روّجت للعالم بأنها انسحبت وتركت أمره للفلسطينيين، لكن ما جرى كان إعادة تموضع لا انسحابًا، فقد أحكمت السيطرة من الخارج وتحكمت بالحدود والمنافذ وفرضت حصارًا خانقًا جعل الحياة اليومية لسكان القطاع مرهونة بقرار من الجيش الإسرائيلي.

واليوم، بعد سنوات من الحصار، عادت قوات الاحتلال إلى غزة بوجه مكشوف، واستدعت الاحتياط وانتشرت في نقاط استراتيجية لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية، ولم تعد القضية عسكرية فحسب، بل مشروعًا لإعادة توزيع السكان وربط الحياة اليومية من المساعدات الغذائية إلى الخدمات الطبية، بمنظومة عسكرية تتحكم في كل شبر من الأرض.

وفي الضفة الغربية، التي تسميها إسرائيل «اليهودا والسامرة»، أعلنت حكومة الاحتلال مطلع هذا الشهر ضمها رسميًا باعتبارها «أرضًا إسرائيلية غير محتلة»، وبذلك لم تعد المسألة عندهم نزاعًا على الأرض، بل مسألة هوية وسيادة تقررها إسرائيل وحدها، أما الجليل فقد تم دمجه منذ عقود، لكنه اليوم يشهد تهويدًا مكثفًا وتغييرًا للمعالم الديموغرافية والثقافية.

وفي وقت تتظاهر فيه شعوب وجامعات حول العالم ضد الحرب، نجد أن جيوش بعض هذه الدول تقدم دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا لإسرائيل، فيما الأمم المتحدة تصدر بيانات شكلية، والعالم العربي يتحدث عن «مساعدات» بينما تخضع هذه المساعدات لإشراف الجيش الإسرائيلي وكأنها جزء من إدارة الاحتلال لا دعمًا إنسانيًا، وفي هذا السياق جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض غرامة مالية على جامعة كاليفورنيا بعد احتجاجها ضد إسرائيل ليعكس مدى انحياز الإدارة الأمريكية حتى على مستوى المؤسسات التعليمية، ومعاقبة الأصوات المعارضة.

وعلى الصعيد الداخلي، يواجه نتنياهو معارضة من قيادات أمنية تحذر من انتقال الحرب إلى حرب شوارع ومن تدهور الجبهة الداخلية جراء توقف الخدمات، ومع ذلك يسعى لصناعة «نصر سياسي» حتى ولو كان على جثث مواطنيه، مستندًا إلى دعم يمين متطرف محلي وعالمي، وفي ظل ضوء أخضر أمريكي وغياب أي فعالية لمفهوم «السلام الدولي».

وقد نجحت إسرائيل عبر أدواتها الأمنية والاستخباراتية، وعلى رأسها «الموساد»، في إعادة صياغة الصراع أمام الرأي العام العالمي، فبعد أن كان الكفاح المسلح الفلسطيني يُنظر إليه كحركة تحرر وطني، جرى وصمه بالإرهاب وربط القضية كلها بصراع مع فصيل فلسطيني لا مع شعب يطالب بحقه التاريخي، وهي استراتيجية وليدة عقود من العمل على تفريغ المفهوم النضالي من مضمونه واستبداله بمصطلحات أمنية تصنع الرواية الإسرائيلية الرسمية.

تاريخيًا، بدأت النكبة عام 1948 بإعلان قيام إسرائيل وتهجير الفلسطينيين، ثم جاءت حرب 1967 باحتلال الضفة وغزة والجولان وسيناء، وفي 1993 وُقّع اتفاق أوسلو الذي أوجد السلطة الفلسطينية مع بقاء السيطرة الفعلية للاحتلال، وفي 2005 أُعلن «فك الارتباط» عن غزة الذي حول القطاع إلى سجن كبير، وأخيرًا تصعيد 2023- 2025 الذي شهد العودة للاحتلال المباشر وضم الضفة ومحاولات هندسة ديموغرافية شاملة.

والتحكم في التوزيع السكاني أصبح محورًا أساسيًا في الاستراتيجية الإسرائيلية، إذ تهدف الهندسة الديموغرافية - عبر التهجير القسري أو الإغراءات الاقتصادية أو الحصار، إلى خلق واقع جديد يضمن أغلبية يهودية في المناطق الاستراتيجية ويحصر الفلسطينيين في جزر معزولة بلا تواصل جغرافي أو سياسي، وهو ما يهدد ليس فقط حقهم في الأرض بل جذور الهوية الوطنية ذاتها، محولًا القضية من تحرر وطني إلى مجرد ملف إنساني لإدارة أقلية مشتتة.

وما يجري اليوم ليس معركة على حدود أو مدن فحسب، بل صراع على الذاكرة والجغرافيا والديموغرافيا معًا، فالجغرافيا تُعاد رسمها بالجدار والمستوطنات والضم، والديموغرافيا تُهندس بالتهجير والإحلال، والذاكرة تُستهدف بطمس السردية الفلسطينية واستبدالها برواية احتلالية تسوَّق للعالم عبر الإعلام والسياسة والثقافة.

وفي النهاية قد تنجح إسرائيل مرحليًا في فرض خرائطها وروايتها، لكن فلسفة الصراع تذكّرنا أن الجغرافيا ليست أرضًا فقط، بل ذاكرة أجيال، وأن الاحتلال مهما طال يبقى حالة طارئة أمام ثبات التاريخ ورسوخ الهوية.

وإذا كان الحاضر يبدو ملبّدًا بالهزائم والخذلان، فإن مسار التاريخ علمنا أن الشعوب التي تحافظ على ذاكرتها قادرة على إعادة رسم خريطتها، وأن الصراع الذي تحاول إسرائيل اختزاله في معركة مع فصيل سيعود ليتسع إلى نضال شعب كامل، وحينها قد تتحول جغرافيا القوة إلى عبء على أصحابها، وتعود الأرض لتكتب أسماء أهلها لا أسماء غزاتها.

(كاتب صحفي وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية)

اقرأ أيضاًعاجل.. استشهاد الصحفيين أنس شريف ومحمد قريقع في قصف إسرائيلي على مخيمهما بغزة

وزير الخارجية يؤكد لنظيره الألماني رفض مصر القاطع لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة

مقالات مشابهة

  • طلوع الفجر تفضح هشاشة الدفاعات الإسرائيلية أمام سيناريو هجوم إيراني مباغت | تقرير
  • عن نزع سلاح الحزب.. مسؤول إيراني يعلن: أوهام ساذجة
  • سقوط نيزك من المريخ يكشف أسرارًا عمرها 4.56 مليار سنة.. ما القصة؟
  • «غزة من فكّ الارتباط إلى فكّ الذاكرة».. كيف أعادت إسرائيل رسم الجغرافيا والديموغرافيا؟
  • منتخب سوريا لكرة السلة ينهي مشاركته في بطولة آسيا بخسارته أمام إيران
  • يسرائيل هيوم تكشف تفاصيل جديدة عن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في إيران
  • أستاذ دراسات إسرائيلية يكشف عن أهداف حكومة الاحتلال وآليات تدمير غزة
  • مسؤول إيرانيّ مُقرّب من خامنئي عن سلاح حزب الله: نُعارض نزعه
  • كل شيء أو لاشيء.. أكسيوس: خطة أمريكية لوقف الحرب قبل تنفيذ تهديد إسرائيل باحتلال غزة
  • صفقة الأرض.. ترامب يكشف بندًا مثيرًا لإنهاء حرب أوكرانيا ويستعد للقاء بوتين قريبًا