مستوطنون ينصبون خياما بأراض قرب رام الله تمهيدا لمصادرتها
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
جرّف مستوطنون إسرائيليون -اليوم السبت- أراضي، ونصبوا خيامًا في قرية أم صفا شمالي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة تمهيدا لمصادرتها، وفق مسؤول محلي.
وقال مروان صباح، رئيس المجلس القروي في أم صفا، إن عناصر من مستوطنة "عطيرت" المقامة على أراضي قرية أم صفا وقرى مجاورة "جرّفوا مساحات من أراضي القرية ونصبوا عليها خياما، مما يهدد بمصادرتها".
ولفت إلى أن "المنطقة المستهدفة تسمى جبل الرأس، وتبلغ مساحتها نحو 500 دونم، وأن المستوطنين قاموا بعمليات التجريف ونصب الخيام تحت حماية جيش الاحتلال".
مستوطنون يقتحمون قرية أم صفا بحماية قوات الاحتلال#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/eVlih7ixN2
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 14, 2024
ذرائع مختلفةوبيّن رئيس المجلس القروي في أم صفا أن "السلطات الإسرائيلية سبق أن صادرت نحو 4 آلاف دونم من أراضي القرية، على مدار عدة سنوات، وبذرائع مختلفة" لافتا إلى أن القرية مصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو.
وصنفت اتفاقية أوسلو-2 لعام 1995 أراضي الضفة 3 مناطق: "أ" وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، "ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، "ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وهي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة المحتلة.
وناشد صباح بتدخل دولي لمنع المستوطنين من مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها.
كما نُظمت وقفة اليوم السبت في القرية تنديدا بهجمة المستوطنين ودعم الجيش الإسرائيلي لهم.
????#شاهد | قوات الاحتلال تعتدي على الصحفيين والمتضامنين الفلسطينين و الاجانب في بلدة ام صفا قضاء رام الله pic.twitter.com/22Rm2SIrCF
— قناة عودة الفضائية (@AwdehTV) September 14, 2024
اعتداءاتووفق معطيات هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان" فإن اعتداءات المستوطنين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت إلى استشهاد 19 فلسطينيا بالضفة وإصابة أكثر من 785 بجراح وتهجير 26 تجمعا بدويا.
وبحسب تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف عنصر في مستوطنات بالضفة المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أم صفا
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان وفق نتائج المواجهة مع حزب الله
رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال ولبنان في نوفمبر، تتزايد الدعوات الاسرائيلية لإعادة النظر في مستقبل الحدود الشمالية، بعد أن شكلت جبهة استراتيجية متفجرة في العقود الأخيرة، ووصلت لذروة جديدة من التوتر بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وكشف عوديد عيلام المسئول السابق في جهاز الموساد، عما أسماها "الإخفاقات المتأصلة في الترتيبات الحدودية الحالية، مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وقوات اليونيفيل غير الفعالة، التي سمحت لحزب الله بترسيخ نفسه كقوة عسكرية مهيمنة في جنوب لبنان، وتهديد أمن مستوطنات الشمال، وبناء على إنجازات الحملة العسكرية الحالية، يمكن اقتراح نموذج جديد لتنظيم الحدود من خلال مخطط تدريجي يتضمن إنشاء منطقة أمنية موسعة ومنزوعة السلاح، تحت إشراف قوة متعددة الجنسيات فعالة بقيادة الولايات المتحدة، مع الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلية حتى يستقر الوضع".
وأضاف عيلام الكاتب في مركز القدس للشئون الخارجية والأمن في مقال ترجمته "عربي21" أن "الانتصار العسكري الذي حققه الاحتلال ضد حزب الله في الحرب الحالية، خلق رافعة فريدة تسمح للحكومة اللبنانية، بدعم دولي، باستعادة سيادتها في الجنوب، مما سيكون له آثار بعيدة المدى على مطالب الاحتلال بتغيير الوضع القائم، لأن هجوم السابع من أكتوبر، والحرب التي اندلعت في عقابه، لم تكشف فقط عن مدى الضعف الشديد الذي تعاني منه حدود الاحتلال في الجنوب مع غزة، بل أظهرت بشكل دراماتيكي التهديدات المتصاعدة على حدودها الشمالية مع لبنان".
وأوضح أن "المعارك العنيفة التي اندلعت ضد حزب الله، وتضمنت إطلاق صواريخ كثيفة وطائرات بدون طيار ومناورات برية، أدت لإخلاء واسع النطاق للمستوطنات الشمالية، وأثبتت أن مفهوم الأمن القائم المستند لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، انهار تماما، وأصبح الخط الأزرق، الذي مثّل الانسحاب من لبنان، ويضمن نزع السلاح في جنوبه، بمثابة خط أمامي نشط في الواقع، مما يتطلب إعادة النظر بشكل شامل في الافتراضات الاستراتيجية التي شكلت سياسة الاحتلال تجاه لبنان في العقود الأخيرة".
وأشار إلى أن "الضعف الاستراتيجي للمستوطنات الشمالية مثل المطلة وكريات شمونة وشلومي والمنارة وغيرها عاشت ظروفا مأساوية منذ أكتوبر 2023، وأصبحت نيران مضادات الدبابات والصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار روتينا يوميا، ما تسبب بأضرار جسيمة للممتلكات، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية، وشل حياة المستوطنين، وقد شكل إخلاء عشرات الآلاف منهم من منازلهم لعدة أشهر ضربة قوية لسيادة الاحتلال، مما كشف عن إخفاقات أساسية في ترتيبات الحدود الشمالية، وفشل منهجي لتثبيتها".
وأردف أن "الاحتلال دخل حرب الشمال بموقف مفاده أن الوضع الذي ساد مساء السابع من أكتوبر لن يستمر، والافتراض أن هذه الحملة انتهت بإنجازات عسكرية كبيرة، بما فيها إبعاد حزب الله عن الحدود، وإلحاق أضرار كبيرة بقدراته العسكرية، وتقليص كبير في هيمنته على لبنان، واستعادة الشعور بالأمن لدى مستوطني الشمال، صحيح أن هذا النصر لم يؤد للقضاء الكامل على الحزب، لكنه خلق واقعاً استراتيجياً جديداً له آثار قانونية وسياسية بعيدة المدى، مما يستدعي الحاجة لتغييرات جذرية في الترتيبات الأمنية الحدودية".
كما دعا الكاتب للقيام جملة مراحل تدريجية لتثبيت الوقائع الحدودية بما يتناسب مع نتيجة المواجهة العسكرية، تقوم أولاها على خلق واقع أمني جديد وضمان حرية عمل الاحتلال في لبنان، وتطبيقاً صارماً للتحرك العسكري بطريقة تضمن إبعاد كل قوات حزب الله وبناها التحتية العسكرية لمسافة كبيرة من الحدود، على الأقل حتى نهر الأولي، وأبعد من ذلك، وتدمير كافة بناه التحتية السرية، ومخازن الأسلحة الاستراتيجية في مختلف أنحاء لبنان، وصولا لإنشاء آلية أمنية بديلة ذات مصداقية، لمنع الحزب من إعادة تأسيس نفسه".
ولفت إلى أن "المرحلة الثانية تتمثل بإنشاء منطقة أمنية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف بقيادة قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، أوسع بكثير بدءاً من الخط الأزرق، الممتد من خط الحدود الدولية شمالاً، على الأقل حتى نهر الليطاني وما بعده في المناطق ذات الأهمية الطبوغرافية، وإعلانها منزوعة السلاح تماما من أي وجود عسكري أو مسلح، باستثناء الجيش اللبناني وقوة متعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة ودول الخليج والأردن ومصر، بجانب منطقة دفاع متعددة الطبقات داخل دولة الاحتلال".