المولدُ النبوي: إحياءُ القيم النبوية والتضامن مع فلسطين في زمن المحن
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
شاهر أحمد عمير
يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلا أن الشعب اليمني يتميز بأنه الأكثر فرحًا وحماسًا في إحياء هذه الذكرى العظيمة، يتجدد في اليمن حب الرسول كُـلّ عام، حَيثُ تتزين المدن وتُرفع الشعارات وتُقام الفعاليات التي تعبر عن ارتباط اليمنيين العميق برسول الله ورسالته.
هذه المناسبة ليست مُجَـرّد احتفال عابر، بل هي فرصة يتطلع من خلالها الشعب اليمني إلى استلهام القيم النبيلة التي جاء بها الرسول الأعظم، خَاصَّة في ظل التحديات التي تواجهها الأُمَّــة الإسلامية اليوم، وعلى رأسها قضية فلسطين.
إن ذكرى المولد النبوي ليست مُجَـرّد مناسبة دينية، بل هي لحظة تتجلى فيها معاني العدل والرحمة والجهاد في سبيل الله، وهي القيم التي جسدها الرسول في حياته وحملها كرسالة عالمية، وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الظلم والاحتلال الإسرائيلي، تتعزز في نفوس المسلمين –وخَاصَّة اليمنيين– مشاعر التضامن والوقوف إلى جانب الحق، مستلهمين من سيرة النبي محمد كيفية مواجهة الظلم ومناصرة المستضعفين.
لم يكن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مُجَـرّد قائد عسكري أَو زعيم سياسي، بل كان رمزًا للنضال؛ مِن أجلِ الحق والعدالة، مدافعًا عن الفقراء والمظلومين، وخاض العديد من المعارك ليس طمعًا في السلطة أَو الجاه، بل لتأسيس نظام قائم على الإيمان والقيم الإنسانية.
واليوم، بينما تعاني فلسطين من احتلال طويل الأمد وعدوان مُستمرّ، يصبح الاحتفال بمولد النبي فرصة لتذكر تلك القيم السامية، وللتفكير في كيفية مواصلة مسيرته في نصرة المظلومين والوقوف في وجه الطغاة.
إن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي يعزز فينا روح الإيمان ويربطنا بالرسول الكريم كقُدوة ومثل أعلى، ولكن لا يقتصر هذا الربط على مظاهر الاحتفال الخارجية، بل هو تعبير عن إيماننا العميق بأن رسالة النبي مُستمرّة في حياتنا اليومية وفي مواقفنا السياسية والاجتماعية، وما يجري اليوم في فلسطين يتطلب منا استحضار قيم النبي في التضامن والوقوف مع الحق.
إذَا كنا نحتفل بذكرى مولده، ألا يحق لنا أن نعبّر عن شكرنا وامتناننا لله عبر دعم المستضعفين ونصرة الحق في كُـلّ مكان؟ وكيف يمكن لنا أن نقتدي برسول الله إن لم نكن جزءًا من هذا الجهاد الأخلاقي؟
لقد ادّعى البعض على مر العصور حب النبي واتخذوا من اسمه شعارًا لهم، لكن سرعان ما فضح الله زيفهم عندما رأيناهم يتبعون أهواء أمريكا و”إسرائيل”، ويفتحون المراقص والكافيهات في أراضٍ يفترض أن تكون مقدسة، هؤلاء الذين يدعون حب النبي كذبًا وزورًا، هم من باعوا القيم الإسلامية الحقيقية، متبعين الغرب الضال والمضل في كُـلّ ما يعاكس تعاليم رسول الله؛ فهل هؤلاء هم من نقتدي بهم؟ أم نقتدي برسول الله الذي جاء ليكون رحمة للعالمين، والذي واجه الكفر والطغيان بكل قوة وثبات؟
وعلى من في قلبه مرض ويعارض الاحتفال بذكرى المولد النبوي أن يراجع نفسه جيِّدًا، وأن يدرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء برسالة عالمية للإسلام والإيمان، وليس لفرقة أَو جماعة بعينها، الاحتفال بذكرى مولده يعبر عن محبتنا له، وتجديد ارتباطنا بسيرته العطرة، ومن يحارب هذا الاحتفال، سواء بدافع العداء لأنصار الله أَو لأسباب أُخرى، فَــإنَّه يحارب أجمل ما في اليمن، وهو حب النبي محمد والارتباط العميق به.
اليمنيون لطالما كانوا معروفين بهذا الارتباط الوثيق بالنبي وبمحبته، وهذا جزء لا يتجزأ من هُــوِيَّتهم.
إن إحياء ذكرى المولد النبوي في ظل الظروف الراهنة هو فرصة للوقوف وقفة تأمل وتفكير في كيفية العودة إلى قيم رسول الله في وقتٍ تزداد فيه التحديات والمصاعب على الأُمَّــة الإسلامية، يجب أن نحتفل بهذه المناسبة بروح من التضامن والتمسك بالحق، وأن نتعلم من سيرة النبي كيف نقاوم الظلم، ونسعى لبناء عالم يسوده العدل والمساواة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المولد النبوی النبی م
إقرأ أيضاً:
فعالية ثقافية في مديرية معين بذكرى المولد النبوي
الثورة نت/..
نظم مكتب التعبئة العامة في مديرية معين بأمانة العاصمة، اليوم، فعالية ثقافية ابتهاجاً واحتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وخلال الفعالية، استعرض وكيل أول أمانة العاصمة، خالد المداني، مراحل نشر الدعوة الإسلامية إلى أصقاع المعمورة، وما تعرض له رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من مؤامرات من قِبل أعداء الإسلام.
وأشار إلى دور اليمنيين في نصرة الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وآله – ونشر رسالة الإسلام السامية إلى أصقاع الأرض، وجهادهم ومواقفهم البطولية في مواجهة قوى الكفر والباطل منذ فجر الإسلام وحتى اليوم.
وأكد الوكيل المداني ضرورة تحلٍّي أهل اليمن بالوعي والبصيرة، والتمسك بالمنهج المحمدي والهوية الإيمانية لمواجهة قوى العدوان والاستكبار ومرتزقته، وإفشال مؤامراتهم الإجرامية التي تستهدف وحدة الصف والجبهة الداخلية، وثني موقف اليمن عن نصرة غزة والشعب الفلسطيني المسلم العزيز.
ولفت إلى أن الارتباط بالله تعالى ورسوله، والتمسك بالسنة الصحيحة للنبي الخاتم، والسير على نهجه وجهاده أعداء الإسلام، كفيل بتجاوز الأمة التحديات التي تواجهها، وتحقيق النصر والتمكين على أعدائها، وإخراجها من حالة الخنوع والذل.
وتطرق وكيل أمانة العاصمة إلى أهمية ذكرى المولد النبوي كمحطة مهمة لتوحيد الأمة الإسلامية وتغيير واقعها السيئ والمشين، مشيراً إلى أهمية إقامة الفعاليات والأنشطة التي تعكس عظمة الاحتفال بمولده الشريف – صلى الله عليه وآله وسلم – والاقتداء به قولاً وعملاً.
حضر الفعالية وكيل أمانة العاصمة المساعد لقطاع الوحدات سامي شرف الدين، ومديرا المديرية عبدالملك الرضي، وشؤون الأحياء في الأمانة شرف الوريث، وقيادات محلية وتنفيذية، وشخصيات اجتماعية، وجمع غفير من المواطنين.