كشف تحقيق لمؤسسة "SourceMaterial" أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم مرتزقة روس لنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان.

ونقلت المؤسسة البحثية عن مجموعة شبه عسكرية وخبراء قولهم إن مجموعة "فاغنر" الروسية، التي كان يرأسها في السابق يفغيني بريغوجين، قامت بتهريب أسلحة إلى السودان عبر جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة لصالح قوات الدعم السريع.



وقال عبدو بودا، المتحدث باسم تحالف الوطنيين من أجل التغيير، أحد أكبر مجموعات الميليشيات في جمهورية أفريقيا الوسطى: "لقد اعترضنا العديد من شحنات الأسلحة القادمة من الإمارات العربية المتحدة عبر جمهورية أفريقيا الوسطى منذ بداية الحرب في السودان. وقد نقل مرتزقة فاغنر هذه الشحنات".


وأضاف بودا أن فصيله اعترض شحنتين من أسلحة "فاغنر" كانتا متجهتين إلى قوات الدعم السريع، كما أسر أربعة مرتزقة. وأضاف أن اثنين منهم قتلا ولا يزال اثنان في الأسر.

وقال بودا: "خلال تحقيقنا مع أسرى فاغنر، أخبرونا أن لديهم تنسيقًا مع الإمارات العربية المتحدة وحكومتي جمهورية أفريقيا الوسطى لإرسال الأسلحة إلى قوات الدعم السريع".


"دعم غير محدود"
ويكشف موقع المؤسسة الالكتروني أنه اطلع على رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من ممثل السودان لدى الأمم المتحدة، تؤكد أن الإمارات العربية المتحدة تقدم مساعدات منهجية لقوات الدعم السريع.

وكتب الحارث إدريس الحارث محمد في رسالة من 78 صفحة بتاريخ 28 آذار/ مارس: "ارتكبت الميليشيات المتمردة انتهاكات وفظائع بدعم غير محدود من الإمارات".

ونفت الإمارات العربية المتحدة بشدة هذه الاتهامات، على الرغم من أن التحقيق الذي أجراه خبراء الأمم المتحدة وصفها بأنها "موثوقة".

ولم تستجب حكومة الإمارات العربية المتحدة وقوات الدعم السريع لطلبات التعليق من الموقع. وقال محمد أبو شهاب، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، لمجلس الأمن هذا الأسبوع إن مزاعم السودان بأنها تزود قوات الدعم السريع كانت "محاولة ساخرة لصرف الانتباه عن إخفاقات القوات المسلحة السودانية".

وتضمنت رسالة حارث محمد قائمة بـ 43 رحلة جوية من الإمارات العربية المتحدة إلى مطار أمجراس في تشاد على الحدود السودانية بين تموز/ يوليو 2023 وآذار/ مارس 2024، قيل إن 25 منها حملت أسلحة إلى المتمردين، مع استخدام العديد من رحلات العودة لإجلاء جرحى قوات الدعم السريع. وتضمنت الرسالة صورة لصندوق من بنادق كلاشينكوف يُزعم أنه تم تفريغه من طائرة إماراتية.

رحلات ليلية
وبالإضافة إلى الطريق الجوي عبر تشاد، يبدو أن الحكومة الإماراتية استغلت علاقاتها مع شركة "فاغنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى لتطوير طريق تهريب بديل عبر بانغي، العاصمة، إلى بيراو بالقرب من الحدود السودانية، حسبما قالت ناتاليا دخان، المتخصصة في شؤون وسط أفريقيا في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.

وأضافت أن "مصادر محلية تحدثت عن وصول طائرات يعتقد أنها إماراتية إلى بانغي ليلا محملة بمعدات عسكرية، وقامت شركة فاغنر بجمع الشحنات ونقلها عبر مروحيات وطائرات عسكرية إلى بيراو، ثم نقلتها إلى قوات الدعم السريع في السودان".

وقال أندرياس كريج، وهو أكاديمي في "كينغز كوليدج لندن" يدرس الصراع، إن بعض الأسلحة التي تتدفق الآن إلى المتمردين عبر جمهورية أفريقيا الوسطى تم تسليمها في الأصل من قبل الإمارات العربية المتحدة إلى شرق ليبيا لدعم فصيل في الحرب الأهلية هناك، قبل تحويلها إلى شركة "فاغنر".

وأضاف أن "بعض هذه الأسلحة نقلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى جواً قبل العام الماضي ثم تركت هناك. ثم نقل بعضها إلى السودان في نيسان/ إبريل، في بداية الحرب".

تم تغيير اسم "فاغنر" إلى "فيلق أفريقيا" وتم دمجها في وزارة الدفاع الروسية بعد وفاة بريغوجين في حادث تحطم طائرة بعد وقت قصير من تحديه علنًا لبوتين في آب/ أغسطس 2023. كانت قواتها في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2018، حيث قاتلت الجماعات المتمردة نيابة عن الحكومة. كما استولت المجموعة على مناجم ذهب.



وقال مسؤول غربي مطلع على المنطقة إن عمليات تسليم الأسلحة المشتبه بها من قبل مجموعة المرتزقة إلى المتمردين السودانيين تبدو بطيئة مع تقدم موسكو في المحادثات مع الحكومة بشأن بناء ميناء روسي على البحر الأحمر.

وفي الوقت نفسه، تظل الحكومة الإماراتية ملتزمة بتسليح المتمردين، في تحد واضح للعقوبات الدولية - على الرغم من أنها أبقت قناة سرية مفتوحة مع الحكومة السودانية في حالة فشل وكيلها، كما قال كريج.

وأضاف أن "الإمارات ألقت بكامل ثقلها اللوجستي والمالي والدبلوماسي والسياسي والعسكري خلف قوات الدعم السريع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الإمارات الدعم السريع السودان فاغنر السودان الإمارات فاغنر الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات العربیة المتحدة جمهوریة أفریقیا الوسطى إلى قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب

أكّد قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أن سيطرة قواته على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر تهدف إلى تأمين الحدود ومحاربة الفساد والتهريب والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى مكافحة تهريب المخدرات.

وفي خطاب مسجل بثه عبر منصة “تلغرام”، شدد حميدتي على أن قواته لا تعادي أي دولة مجاورة، وتسعى إلى تعزيز التعاون مع كافة دول الجوار.

وأوضح أنه لا يحمل أي خصومة تجاه مصر، مؤكداً تمسكه بالحوار والمفاوضات كسبيل لحل الخلافات، متهماً ما أسماها بـ”مجموعة بورتسودان” بمحاولة زرع الفتنة بين الطرفين.

وكانت قوات الدعم السريع قد فرضت سيطرتها مطلع يونيو الجاري على المثلث الحدودي الاستراتيجي، وسط تقدّم ميداني نحو مناطق في الولاية الشمالية، مما أثار قلقاً إقليمياً ودولياً نظراً للأهمية الجغرافية والعسكرية والاقتصادية للمنطقة.

وفي السياق ذاته، شنّ حميدتي هجوماً لاذعاً على “مجموعة بورتسودان” الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، واتهمها بالتخطيط للحرب منذ سنوات، واصفًا قادتها بـ”القتلة والمجرمين”.

وأكد أن الحرب فُرضت على قواته، متوعدًا بالدفاع عن مواقعها واستعادة المناطق التي خسرتها في الخرطوم وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى “تحرير الشمال من قبضة الإسلاميين”، بحسب تعبيره.

كما توعّد قائد “الدعم السريع” بتدمير الطائرات المسيّرة التي تستهدف قواته، مشيراً إلى أن القوات الموالية للبرهان في “أضعف حالاتها” ولا تمتلك كتائب جاهزة للقتال.

وتُثير سيطرة “الدعم السريع” على المثلث الحدودي تساؤلات حول فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023، في ظل مخاوف من توسع الصراع جغرافياً، وتزايد التدخلات الإقليمية والدولية، فيما تواصل جهود الوساطة العربية والأفريقية والدولية تعثرها في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الأثار بمنزل أوسيم: هدفنا تحقيق الثراء السريع
  • الخارجية السودانية: ألسنة نيران “الدعم السريع” تتمدد وتطال دول الجوار الإقليمي
  • السودان يطالب المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية
  • الخرطوم تصعّد ضد كينيا والإمارات.. وتشدد على حماية سيادتها
  • جنوب كردفان.. مصرع قائد ميداني بارز بالدعم السريع
  • حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب
  • إسرائيل والدعم السريع
  • مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع
  • تقرير أوروبي: قاعدة الخادم مركز لتوزيع الأسلحة الروسية بالساحل الإفريقي
  • بسبب فضيحة أخلاقية.. العلاقة بين الحلو و”الدعم السريع” على كف عفريت