يمثل موسم العودة إلى المدرسة تحديا كبيرا لمعظم الآباء، إذ يشعرون بعبء كبير بسبب العدد الهائل من المهام التي ينبغي عليهم إنجازها، إضافة إلى الأعباء المالية التي يتطلبها العام الدراسي، ووفق مسح جديد أجراه موقع "لايف 360" فإن هذه الأعباء تدفع 60% من الآباء إلى حد البكاء.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "هاريس بول" عام 2023 أن موسم العودة إلى المدرسة غالبا ما يكون أكثر أوقات العام إرهاقا للآباء، ووجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 550 أميركيا تقل أعمار أطفالهم عن 18 عاما أن حوالي 9 من كل 10 آباء (87%) قالوا إن موسم العودة إلى المدرسة يسبب لهم التوتر والقلق.

دوافع قلق الآباء

"إذا كان القلق المدرسي أمرا طبيعيا لدى الأطفال، فإن الآباء كذلك يمكن أن يعانوا من القلق نفسه" هذا ما قالته الطبيبة النفسية دكتورة كاثرين نوبيل، وأوضحت لموقع "ويل آند جود" أن التحديات والمخاوف المتعلقة بالقلق المدرسي لمعظم الآباء تنحصر في 3 عوامل رئيسية: الوقت والمال والقلق بشأن رفاهية الأبناء.

الضغوط المرتبطة بالوقت

تقول الطبيبة النفسية إن الآباء يشعرون وكأنهم في سباق مع الزمن ويجدون أنفسهم تحت ضغط مستمر لضمان سير الأمور بسلاسة، ما بين توصيل الأطفال إلى المدرسة باكرا والانتظار في طابور لاستلامهم نهاية اليوم الدراسي، ومحاولات التوازن بين المسؤوليات اليومية ومتطلبات أبنائهم الدراسية، إلى جانب مسؤوليات المنزل والعمل.

وأضافت "يحاول الآباء إجراء تغييرات جذرية على جداولهم اليومية للتكيف مع روتين الدراسة الجديد إلا أنها تستهلك الكثير من الوقت" وهذا ما كشف عنه استطلاع جديد للرأي لموقع "لايف 360" شمل ألف شخص تتراوح أعمار صغارهم بين 5 و14 عاما، إذ وجد أن الآباء يقضون ما يصل إلى 17 ساعة أسبوعيا (أي ما يعادل يومي عمل كاملين) في إدارة جداولهم العائلية والتحقق منها، ويستمر الوضع طوال العام الدراسي.

الآباء يحاولون إجراء تغييرات جذرية على جداولهم اليومية للتكيف مع روتين الدراسة الجديد (غيتي إيميجز) الضغوط العاطفية

يثير موسم العودة إلى المدرسة مجموعة كاملة من المخاوف لدى الآباء بشأن سلامة أطفالهم، وهذه المخاوف وفق ما نقله موقع "هيلثي بليس" على لسان المستشارة النفسية تانيا بيترسون تتضمن:

قلق الانفصال: من المفترض أن تكون المدرسة مكانا آمنا للأطفال، ولكن الحال ليس كذلك دائما، ولذلك غالبا ما يسيطر على الآباء التفكير السلبي بمجرد إرسال أطفالهم إلى المدرسة ويتخيلون العديد من السيناريوهات السيئة مثل: ماذا لو حدث مكروه لطفلي ولم يتمكن أحد من مساعدته، وماذا لو تعرض للتحرش ولم يخبرني، أو تشاجر مع زميل وتطور الموقف، كذلك فإن أسوأ مخاوف الآباء هو اكتشاف تعرض طفلهم للتنمر.

قلق الأداء الأكاديمي: يقلق الآباء بشأن ما إذا كان أبناؤهم سيحصلون على معلمين جيدين أم لا؟ ويشعرون بالقلق بشأن مستوى أطفالهم الدراسي وقدرتهم على التحصيل والتعامل مع المقررات الدراسية.

مخاوف السلوك: يؤمن كل والد أن طفله يتعرض يوميا للعديد من المواقف الاجتماعية في المدرسة، ويظل قلقا بشأن ردود فعل طفله وكيفية تعامله ومدى قدرته على تكوين صداقات أو تقبل الأطفال الآخرين له.

الضغوط المالية

تشكل قوائم اللوازم والأدوات المدرسية ونفقات العام الدراسي عبئا ماديا على الآباء وبشكل خاص الأسر محدودة الدخل أو التي لديها أكثر من طفل في مراحل دراسية مختلفة، وبحسب دراسة جديدة أجراها موقع "والت هوب" فإن 79% من الآباء يعتقدون أن المدارس تطلب منهم شراء الكثير من الأغراض بما يسبب ضغطا عليهم، ووجد أيضا أن 86% من الآباء يعتقدون أن تكاليف التعليم تخرج عن السيطرة وخاصة مع ارتفاع الأسعار المطرد على مدار 3 سنوات الماضية مما دفع 77% للقول إن تعليم أطفالهم قد يدفعهم إلى الاستدانة والاقتراض مقارنة بنسبة 72% العام الماضي.

كيف يتجنب الآباء قلق العودة إلى المدرسة؟

قد يكون القلق بشأن أطفالنا وأدائهم التعليمي وتلبية احتياجاتهم أمرا طبيعيا، غير أنه ربما يتحول إلى اضطراب قلق خطير يصعب التعامل معه، وفيما يلي بعض النصائح العملية لإدارة قلق العودة إلى المدرسة بالنسبة للآباء:

تسوق مستلزمات العودة للمدرسة بشكل تدريجي: يمكنك شراء القوائم واللوازم المدرسية شيئا فشيئا طوال الصيف عندما يتوفر عروض جيدة وخصومات في المتاجر الكبيرة.

تخصيص ميزانية لنفقات المدرسة مبكرا: أفضل طريقة لتجنب صدمة ارتفاع الأسعار هي التخطيط مقدما، فراجع ميزانيتك قبل بدء العام الدراسي وحدد حدودا لنفسك ولأطفالك. وقم بتصميم جدول عائلي كبير لتتبع الأحداث المدرسية، والأنشطة بعد المدرسة، والواجبات المنزلية، والمهام الأخرى، وضرورة تثبيته في مكان واضح في المنزل.

مراعاة نصائح السلامة الشخصية: ذكّر طفلك بنصائح ركوب الحافلة المدرسية، وإذا كان يمشي إلى المدرسة فحدد المسار الأكثر أمانا والذي يحتوي على أقل عدد من المعابر وتدرب على الطريق مع طفلك، وذكره بإشارات الشارع، وتأكد من أنه يعرف ما يجب فعله إذا اقترب منه شخص لا يعرفه.

إنشاء شبكة من الآباء الذين يمكنهم التناوب على نقل الأطفال من وإلى المدرسة: هذه الطريقة لن تقلل ضغوطك المتعلقة بالقيادة فقط بل ستعمل كذلك على تعزيز الشعور بمزيد من الدعم والاطلاع بشكل دائم على المستجدات من خلال التواصل مع آباء يتعاملون مع نفس ضغوطك.

دراسة: 86% من الآباء يعتقدون أن تكاليف التعليم تخرج عن السيطرة (غيتي إيميجز)

التحدث إلى معلم الفصل قبل بدء العام الدراسي: إذا كانت مخاوفك تتركز حول قضايا الفصل الدراسي مثل قلق الانفصال، أو مخاوف السلوك، فيمكنك التحدث إلى المعلم قبل بدء العام الدراسي.

ممارسة التأمل الذهني لبضع دقائق يوميا: يمكن البدء بخطوات صغيرة مثل الاستمتاع برائحة قهوتك الصباحية لتعزيز اليقظة الذهنية وتقليل التوتر وتحسين التفاعل مع طفلك، ويمكنك أيضا ممارسة الأنشطة أو ممارسة التنفس العميق أو الاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب لتقليل مخاوفك بشأن العودة إلى المدرسة.

اطلب المساعدة من اختصاصي الصحة النفسية: وذلك إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع مخاوفك أو تحول قلقك إلى انفعال مستمر وتقلبات مزاجية متكررة يصاحبها أعراض جسدية مثل الصداع وتوتر العضلات وآلام المعدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العام الدراسی من الآباء

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يبحث اليوم تصاعد الانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة

صراحة نيوز- يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم مناقشته السنوية المفتوحة حول الأطفال والنزاعات المسلحة، حيث ستقدم الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بهذا الملف، فيرجينيا غامبا، التقرير السنوي للأمين العام عن عام 2024.

ويستعرض التقرير ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في 25 حالة دولية، إلى جانب ترتيب رصد إقليمي واحد يغطي منطقة حوض بحيرة تشاد. وتشمل هذه الانتهاكات: تجنيد الأطفال واستخدامهم، القتل والتشويه، الاختطاف، العنف الجنسي، الهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

وبحسب التقرير، فإن ارتكاب أي من الانتهاكات الخمسة الأولى قد يؤدي إلى إدراج الجهة المسؤولة في ما يعرف بـ”قائمة العار السوداء” السنوية.

ويكشف التقرير أن عام 2024 شهد “مستويات غير مسبوقة” من العنف ضد الأطفال، حيث تم التحقق من 41,370 انتهاكًا جسيمًا، من بينها 36,221 وقعت خلال العام، و5,149 ارتُكبت سابقًا لكن جرى التحقق منها في 2024.

ويمثل هذا الرقم زيادة صادمة بنسبة 25% مقارنة بالفترة السابقة، وهو الأعلى منذ إنشاء آلية الرصد والإبلاغ عام 2005، كما يعد العام الثالث على التوالي الذي تُسجل فيه زيادات حادة في الانتهاكات ضد الأطفال في مناطق النزاع.

مقالات مشابهة

  • غدا بدء العام الدراسي الجديد
  • بدء العام الدراسي الجديد ..همّ إضافي على كاهل أولياء الأمور
  • مدارس WE للاتصالات.. بديل ذكي للثانوي العام يؤهل الطلاب لكلية الهندسة وسوق العمل
  • ???? حمدوك يثني على الامارات ولكنه قال أن السعودية طردت السودانيين والكويت أيضا !
  • محافظ القاهرة يشهد فعاليات المؤتمر الأول لمستشفي شبرا العام لطب الأطفال وحديثي الولادة
  • كارثة إنسانية تتفاقم في غزة: آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية
  • مجلس الأمن يبحث اليوم تصاعد الانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة
  • الخرطوم.. مراجعة موقف المدارس تمهيدا للاستعداد للعام الدراسي الجديد
  • بحضور لفيف من الأساقفة.. حفل استقبال نيافة الأنبا أولوجيوس في قطاع كنائس عين شمس
  • نقابة المعلمين في شبوة تهدد بإضراب شامل مع بداية العام الدراسي الجديد