ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يشهد مهرجاناً شبابياً كشفياً احتفاءً بالعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
يمانيون/ صنعاء شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، مساء اليوم، مهرجاناً شبابياً كشفياً احتفاءً بالعيد العاشر لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة.
وفي المهرجان الذي بُدئ بآي من الذكر الحكيم والسلام الجمهوري، بحضور وزيري الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، والشباب والرياضة محمد علي الموّلد، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، ونائب وزير الشباب نبيه أو شوصاء والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري، ووكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات اللواء علي حسين بدر الدين الحوثي، استأذن قائد العرض الكشفي محمد الشيخ بدخول طابور الاستعراض لشباب الكشافة الذين قدّموا عرضاً كشفياً شبابياً مصحوباً بالموسيقى العسكرية والمعزوفات الوطنية.
وعبر العرض عن الفرحة والابتهاج بحلول العيد العاشر لثورة 21 سبتمبر التي مثلت عنواناً للحرية والاستقلال والتخلص من قوى الهيمنة والوصاية وتصويب المسار الوطني، ونقلت اليمن إلى آفاق جديدة من العزة والكرامة كتجسيد حقيقي لإرادة الشعب اليمني العظيم في التحرر والاستقلال.
وردّد الشباب المشاركون في الاستعراض الكشفي هتافات، معبرة عن عظمة هذه الثورة التي تأتي الاحتفالات بها هذا العام متزامنة مع الاحتفالات الكبرى التي شهدها اليمن بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وألقى وزير الشباب والرياضة – رئيس جمعية الكشافة والمرشدات، كلمة رفع من خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائدِ ثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، السيد عبدِالملك بدرِ الدين الحوثي، وإلى فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط رئيسِ المجلس السياسي الأعلى ولأعضاءِ المجلس السياسي الأعلى ولرئيسِ حكومة التغييرِ والبناء ولكلِّ أبناء الشعب اليمني العزيز بهذه الذكرى المباركة.
وقال الدكتور المولد: “يأتي العيد العاشر لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، ونحن نحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبِه وآلِه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم، فكما كان احتفالُنا بميلادِ رسولِ اللهِ صلواتُ الله عليه وعلى آله احتفالًا بالقيمِ والمبادئ الإيمانية الإلهية السامية، التي بعثَه اللهُ بها ورسَّخها في الوجودِ الإنساني، نحتفي اليوم بالذكرى العاشرة لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، ثورةِ الحقِ والعدلِ والحريةِ والمساواةِ والقيمِ والمبادئ”.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر انطلقت من رَحِم معاناة الشعب، وانبثقت من صميم آلامه وتطلعاته وآماله، وشكَّلت تحركاً جماهيريًا شاملًا، غايتُهُ تغييرُ الأوضاعِ القائمةِ تغييرًا جذريًا، وبناءُ دولةٍ يمنيةٍ مستقلةٍ قويةٍ وعادلةِ، بهُويةٍ يمنيةٍ، متحررةٍ من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية، عبَّر عنها كلُّ أبناء الشعب اليمني بمختلِفِ مكوناته”.
وأضاف: “إن الحالةَ التي كان يعيشها شعبُنا قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، مزريةً وسيئةً للغاية، بسب التدخلات الأجنبية وإدخال البلد تحت وصاية الدول العشر وعلى رأسها أمريكا، وبموجب تلك الوصاية أصبح السفير الأمريكي يتحرك بكامل الحرية في اليمن؛ كونه المعنيَّ الأولَ بشؤون اليمن، وصاحبَ القرار، وهذا يعني مصادرةَ استقلالِ الشعبِ اليمني وكرامتِه وحريتِه، والسيطرةَ على الشعب واحتلالَ أراضيه بشكل مباشر وتلقائي”.
واستطرد قائلاً: “تحرك أولئك وفق سياستهم التدميرية؛ لأنه لا يهمهم شأنُ اليمن أو مصلحتُه، بل كان همُّهم تحقيقَ مآربِهم ومصالحهم، وكذا وفق سياسةٍ تدميريةٍ وصلت بالبلد إلى حالةِ الانهيار في كلِّ المجالات، سواء على المستوى العام، أو الأمني، أو الاقتصادي، أو المستوى العسكري”.
وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أن التردي والانهيار رغمَ عدمِ وجودِ حربٍ أو حصار، بل على العكس كانت الهباتُ الماليةُ والقروضُ والثروةُ النفطيةُ والغازيةُ متوفرة، ومع ذلك كان الشعبُ يعاني أزماتِ متتالية، يمكن تلخيصُ الوضعِ بالانهيار الكامل والشامل والفوضى والوصايةِ الخارجية على البلد، وتفكُّكِ النسيج الاجتماعي بشكلٍ يفوق ما في بعض الدول.
وأكد أن الشعب اليمني تحرك في ظلِّ ذلك الواقع المرير والمؤلم، وكان التحركُ ضروريًا وحتميًا؛ لأنه تحركٌ نحوَ الأفضل، ينشدُ الحرية والاستقلال، وتميز ذلك التحرك بأنه عبَّر عن وعي وقيمِ الشعب اليمني، والخطابَ الثوريَّ والشعاراتِ كانت صادقةً ونقية وناطقة بالحق، فلم تتضمن أيَّ خطاب فئوي أو عرقي.
وتطرق الوزير الموّلد إلى منجزات ثورةِ الـ 21 من سبتمبر، ومنها: تحررُ أبناءِ اليمن من الوصايةِ الأجنبية ونيلُ الحرية والاستقلال، وإعادةُ بناءِ الجيش والأمن على أسس صحيحة، والتقدمُ في مجالِ التصنيع العسكري، ابتداءً من المسدس مرورًا بالكلاشنكوف ووصولًا إلى الصاروخ الفرطِ صوتي، بالإضافة إلى الدفاعُ عن هُويةِ الشعب اليمني، وتحقيقُ الأمنِ والاستقرار، وتعزيزُ الروابطِ بين أبناءِ شعبنا العزيز.
ولفت إلى أن من المنجزاتِ المهمة أيضًا الحفاظُ على توجه الشعب ومواقفه المبدئية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضيةُ الشعب الفلسطيني المظلوم، وتجلَّت مصاديقُ هذا التوجهِ بنصرةِ الشعب اليمني لإخوانهم في غزة.
وأوضح أن التحرك الشعبي لم يقتصرْ على المظاهرات والمسيْرات المناصرةِ لأهل غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة من أول يوم للعدوان الصهيوني على غزةَ، فحسب، بل كانت المشاركةُ أكثرَ إيلامًا للعدوِّ عبْرَ إطلاقِ الصواريخ الباليستية والمسيَّرات إلى مواقعِ العدوِّ في فلسطين المحتلة، وكان الحصارُ الاقتصاديُّ عبرَ منعِ السفن التجارية المتجهةِ إلى موانئ العدو الصهيوني من المرور من باب المندب والبحر الأحمر.
وجدّد وزير الشباب والرياضة – رئيس جمعية الكشافة والمرشدات العهدَ للسيدِ القائد بالتمسك بكتاب اللهِ والعملِ به، والحفاظ والدفاع عن الدين والوطن والأمة والثورة.
عقب ذلك قدّم عدد من الشباب لوحة فنية بعنوان “في ظلال المولد المصطفى المختار ثورتنا ضد قوى الاستكبار” فكرة وسيناريو المفوض العام للكشافة، عبدالله عبيد، وتنفيذ فرقة الأصالة والمعاصرة، وإخراج وتصميم علي المحمدي.
تكونت اللوحة الفنية التي أداها أعضاء الفرقة متوشحين بالعلم الوطني، مصحوبة بعدد من الألوان الفنية اليمنية من مختلف المحافظات وأناشيد وزوامل شعبية، من جزئين، الأول جسد فرحة اليمنيين واحتفالهم بالمولد النبوي، فيما عبر الجزء الثاني عن الابتهاج بالعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر والإنجازات والمكاسب التي تحققت خلال عشر سنوات من عمر الثورة.
وفي المهرجان الذي حضره قيادات عسكرية وأمنية وشبابية ورياضية وثقافية وإدارية، والمفوض العام للكشافة عبدالله عبيد، قرأ نائب المفوض العام، علي إبراهيم المؤيد وثيقة العهد والوفاء لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي مرفوعة من شباب الحركة الكشفية والإرشادية جاء فيها:
السيدُ المجاهد/ عبدُالملك بدرِ الدينِ الحوثي قائدُ ثورةِ الحريةِ والاستقلال حفظَكم الله
ونحنُ في رحاب ذكرى المولدِ النبويِّ الشريف – على صاحبِه وآلِه أفضلُ الصلواتِ وأتمُّ التسليم – يسرُّنا أن نرفعَ لكم أسمى آياتِ التهاني وأجلَّ التبريكات، بمناسبةِ العيدِ العاشر لثورةِ الـ21 من سبتمبرِ المباركة، ثورةِ الحرِّيةِ والاستقلالِ؛ إيمانًا منَّا بأن هذه الثورةَ الشعبيةَ حرَّرت بلادنا من وصايةِ قوى الاستكبارِ العالمي بقيادةِ أمريكا وإسرائيل، وأصبحنا بحمدِ اللهِ وفضلِه، نمتلكُ حرِّيتَنا وقرارَنا المستقل، في ظلِّ قيادتِكم الحكيمةِ التي واجهت قوى الاستكبار بكل ثقة واقتدار وعزة وكرامة، وأصبحنا نمتلك قوة لا يستهان بها لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني، واستطعنا أن نحقق المنجزات الاستراتيجية.
السيد القائد
إننا نجدد العهد والولاء لكم بالسيرِ على منهجِ المسيرةِ القرآنية المباركة، متوكلون على الله سبحانه وتعالى ومستعينين به وواثقين من النصر المؤزر ومؤكدين لكم بأننا جنود مجندة لنصرة إخواننا في فلسطين إلى جانب محور الجهاد والمقاومة، ونحن مستمرون في الصف الثاني للجيش والأمن في التعبئة العامة ودورات طوفان الأقصى حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة، وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم ودمتم ذخرا ليمن الإيمان والحكمة اليمانية ولجميع أحرار الأمة العربية والإسلامية.
الرحمةُ والخلودُ للشهداءِ .. الشفاءُ للجرحى.. الحريةُ للأسرى .. ولا نامت أعين الجبناء والجواسيس والعملاء.
أبنائكم شبابُ جمعيةِ الكشافة والمرشدات.
بعد ذلك سلّم سكرتير عام جمعية الكشافة والمرشدات القائد مطهر السواري، ومفوض تنمية الموارد للجمعية محمد الحملي، وثيقة العهد والوفاء إلى الدفاع والإنتاج الحربي والشباب والرياضة وأمين العاصمة، ليتم تسليمها إلى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.
وفي ختام المهرجان قام وزيرا الدفاع والإنتاج الحربي، والشباب والرياضة وأمين العاصمة، ووكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات، برفع علم الجمهورية اليمنية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ثورة الـ 21 من سبتمبر الکشافة والمرشدات من سبتمبر المجیدة الشباب والریاضة ثورة 21 سبتمبر العاشر لثورة الشعب الیمنی وزیر الشباب
إقرأ أيضاً:
قواعد اشتباك جديدة : الإمارات تنقل الحرب إلى ميدان الاقتصاد.
1 وقف الرحلات الجوية المباشرة بين السودان والإمارات ليس لا انسانى فقط بل هو قرار سياسي، اقتصادي، بل عسكري بامتياز، يتعلق بمجريات الحرب ووقائعها وأساليب خوضها عبر أوجه متعددة. كيف؟ ،
تعلم الإمارات أن الأطنان التي تتدفق على أسواق الذهب بدبي من السودان إنما تسلك في أغلبها طريقاً واحداً ظل سالكاً لعشرات السنوات دون أن يتأثر بأي تغييرات سياسية، وذلك الطريق كان عبر الجو… إذ يُصدَّر الذهب بيسر وترجع عوائده بالسرعة اللازمة ليلعب دوره في الاقتصاد. وهاتان الميزتان جعلتا السودان يقرر استمرار تصدير الذهب للإمارات رغم عدوانها. ولكنها ، مع إخفاقها في كسب الحرب في الميدان العسكري، احتاجت لنقل الحرب إلى المجال الاقتصادي، متجاوزةً قواعد الاشتباك الاقتصادي، وهي بالطبع غيرها من قواعد الاشتباك العسكرية.وهذه هى البداية قد تطور الإمارات حربها لتصبح حربا تجارية واقتصادية شاملة تصل إلى النقل البحرى أو مجالات البنوك والتمويل المصرفى او اى تعاملات اخرى.
الغريب أن دولة الإمارات إلى عهد قريب كانت لا تخلط بين التجارة والسياسة على مستوى اقتصادها الداخلي، ورغم الضغوط والاتهامات بأن دبي مركز لغسيل الأموال وأن الذهب الذي يرد إليها من المليشيات في إفريقيا هو ذهب معجون بالدم، فإنها ظلت ترفض تسييس التجارة، ولكن في حالة السودان استخدمت السلاح الاقتصادي والتجاري لأول مرة منذ بداية الحرب!!.
2
وقف الرحلات الجوية يربك تجارة الذهب سريعاً لكنه لا يوقفها،كما من شأنه أن يضعف منافسة الذهب السوداني في سوق دبي، لأن أرباح التجار عادة لا تتجاوز 1% أو 2% من سعر البورصة العالمية.انقطاع مسار الشنط اليدوية (Hand-Carry) الذي كان ينقل جزءاً كبيراً من الذهب مع المسافرين على رحلات تجارية إلى دبي، يوقف هذا المسار فوراً، ويرفع كلفة النقل ويطيل زمن التسليم. ومن ناحية أخرى، سيضغط على السيولة والأسعار المحلية لقلة المشترين الفوريين (الكاش)، وتباطؤ الشحن يوسّع فرق السعر بين بورتسودان وسعر دبي، فيُباع “الذهب السوداني” بسعر أقل مقارنة بالسعر العالمي بسبب صعوبة التصدير، فيهبط سعر الشراء من المنقّبين ويسبب خسائر كبيرة لهم.
3
كل ذلك يعني أن تجارة الذهب الآن تتعرض لمخاطر ودخلت ساحة الحرب وأصبحت إحدى أدواتها . تهدف الإمارات بهذه الخطوة إلى الإضرار بالاقتصاد السوداني، وبالتالي قدرة الدولة على الاستفادة من مواردها في الدفاع عن البلاد. تعلم أبوظبي أن السودان يعتمد الآن على الذهب في ميزانيته بشكل كبير ، بعض الخبراء الاقتصاديين رجحوا أن الاعتماد الفعلي على الذهب بعد الحرب قد يتجاوز 65–75% من الإيرادات القابلة للتسييل السريع في السوق الدولية.
إجمالي الذهب رسمي وغير رسمي في تقديرات الفايننشيال تايمز تشير إلى أنه قد يبلغ 80 طنًا بقيمة تفوق 6 مليارات دولار، مع تهريب أكثر من نصف الكمية.في عام 2024، أفاد بنك السودان ان الصادرات الرسمية من مناطق سيطرة الجيش أن نحو 97% من الذهب المُصدَّر رسمياً اتجه إلى الإمارات، بإيراد حوالي 1.8 مليار دولار.
4
توقف صادرات الذهب فجأة إلى السوق الرئيسي التي كانت الدولة السودانية تتعامل معه يسبب إرباكاً ونقصاً كبيراً في واردات النقد الأجنبي للدولة،وبالتالي سيؤثر على سعر الصرف المتدهور أصلاً، وكذلك على قدرة الدولة بالايفاء بالتزاماتها الخارجية،وخاصة المشتريات العسكرية التي تتطلب عملات صعبة و تدفقات مستمرة حتى تتمكن القوات المسلحة التي تحارب على الأرض استكمال تجهيزاتها والتعويض المستمر لخسائرها واحتياجاتها. ولذا، فإن هذا القرار يستهدف ضرب المقدرات العسكرية للجيش السوداني، وخاصة أنه جاء بعد عملية نيالا التي أجهزت على 40 مرتزقاً كولومبياً كانوا على متن طائرة إماراتية، مما حدا بالمراقبين إلى الإشارة إلى أن الضربة كانت قوية ومؤثرة لدرجة جعلت الإمارات تتخلى عن سياستها المعهودة بعدم الربط بين التجارة والسياسة والحروب.
الإمارات تستورد بين 47٪ و95٪ من الذهب الأفريقي — وهذا يشمل الذهب الرسمي والمهرب من السودان، جنوب السودان، الكونغو، وجمهورية أفريقيا الوسطى.، والسودان يورد 97% من ذهبه للإمارات ولكن قيمته ليست كبيرة
( 6 مليارات اذا حسبنا الذهب المهرب)، تجارة أبوظبي تبلغ ما بين 50 إلى 130 مليار دولار كقيمة موثوقية لحجم تجارة الذهب في الإمارات. عليه فان أبوظبي قد لا تتأثر كثيراً، ولذا تستخدم تجارة الذهب أداة اقتصادية / عسكرية لإضعاف الجيش السوداني من خلال إضعاف عوائده وبالتالي مقدرته على إدارة اقتصاد حرب موفور الموارد.
5
إذن، ما العمل وما هي الخيارات البديلة…؟ هناك مسارات وأسواق أخرى تصدير الذهب السوداني إليها وعبرها، ولكنها معقدة وبها إشكالات لابد من إيجاد أفكار وسبل حلها. المشكلة الرئيسية التي تواجه كل المسارات انها تزيد التكلفة بنحو 3/5%، وزمن التسليم 5–10 أيام، للشحنات المتجهة للإمارات عبر مطارات وسيطة أو البحر.
مثلاً، يمكن تصدير الذهب عن طريق مصر، وهي الآن تستقبل الذهب المهرَّب بكل أريحية، ولكن هناك مخاطر وتعقيدات مالية وبيروقراطية اشتهرت بها الدولة المصرية، والأهم أن ذلك يرفع تكلفة التصدير ويمكن أن يعرض التجار لخسائر ومخاطر شتى. كذلك يمكن التصدير عبر إريتريا، ولكن ذلك أيضاً يرفع التكلفة، و الزيادة في التكاليف تجعل سعر الذهب السوداني أعلى من أسعار البورصة العالمية.
6
يمكن لكبار التجار أن يصدروا ذهبهم بطرود عبر طائرات خاصة بتكلفة عالية وتتطلب ترتيباً قانونياً أدق وامتثالاً أعلى في الإمارات، وخاصة أن الذهب القادم عبر أطراف ثالثة غالباً ما يواجه تدقيق “اعرف عميلك/مصدر الذهب” في مصافي وتجار الإمارات، ما قد يعطل التصفية والدفع.
7
هناك أيضاً خيار تصدير الذهب إلى استطنبول، لكن تركيا بها تعقيدات إدارية ومالية، ولفترة رفضت استقبال الذهب السوداني بسبب سياسات البنك المركزي التركي. وهناك أيضاً فرصة لتصدير الذهب إلى قطر، ولكن السوق القطري من ناحية لا توجد به مصافٍ كبيرة للذهب، وإلى الآن هناك مصفاة واحدة فقط بطاقة إنتاجية محدودة، ولا تبدو السياسات الاقتصادية القطرية منفتحة على الدخول إلى سوق تجارة الذهب بشكل كبير، لأن تلك التجارة بها مخاطر وارتبطت بصراعات سياسية في إفريقيا وغيرها، ولا تود الدوحة أن تخلط سياستها الخارجية الداعية للسلام والتفاوض بدم الحروب وذهبها.
8
يمكن التصدير عبر الشحن البحري من بورتسودان إلى الخليج/آسيا، لكن هذا المسار أبطأ ويستلزم توثيقاً وشركات لوجستية موثوقة، ولا يخلو من مخاطر، وقد تصدر الإمارات أيضاً قراراً بوقف البواخر القادمة من السودان.
هناك مسار آخر وسوقه أكثر انفتاحاً، وقد بدأ بالفعل قبل أن تبدأ حرب الذهب هذه، وهو مسار مسقط.
عُمان دولة نامية ومنفتحة على تجارة الذهب وبها سوق متطور. وفق بيانات حتى نوفمبر 2024، بلغ إجمالي واردات الذهب في عُمان حوالي 372 مليون ريال عُماني (نحو 966 مليون دولار أمريكي). وهو مبلغ هامشي لا يعتد به في تجارة الذهب ولكنها البدايات.السودان في المرتبة الثالثة ضمن المصدرين للذهب إلى عُمان، بقيمة تقارب 6.4 مليون ريال عماني.
هذه التجربة المحدودة في تصدير الذهب إلى عُمان،كانت ناجحة رغم الصعوبات التي اكتنفتها في بدايتها، وخاصة من جهة سرعة التحويلات البنكية والإجراءات. ولكن عموماً سوق عُمان كبير وآمن ومنفتح على تجارة الذهب، وكانت هناك محاولة سودانية قبل عام لفتح مصرف في محافظة ظفار لم تنجح، ينبغي إحياء الفكرة والاسراع في تطبيقها. مسقط يمكن، وبسرعة، أن تكون سوقاً بديلاً لدبي.
9
في الأثناء، لابد من بحث جاد عن بدائل سريعة بحل الاشكالات التي تواجه تجارة الذهب في أربعة دول صديقة وهى مصر، تركيا قطر، عُمان وإلا ترتب على التلكؤ آثار اقتصادية وسياسية وعسكرية تعمق الأزمة وتقود إلى تداعيات خطيرة. ولنتذكر دائماً أن 75% من مواردنا الحالية من الذهب.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب