ميدان التحرير بصنعاء يشهد حفل ايقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
وفي الحفل، الذي بُدئ بآيات من الذكر الحكيم، والسلام الجمهوري بحضور وزيري الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، والشباب والرياضة الدكتور محمد علي الموّلد، وأمين العاصمة الدكتور حمود عُباد، تقدّم قائد الاستعراض الشبابي الكشفي، محمد المطري، بالاستئذان لبدء العرض.
عقب ذلك قام أشبال وشباب الكشافة بالمرور من أمام منصة الاحتفال، على هيئة استعراض جسّد فيه المشاركون أهداف الثورة اليمنية الستة، ومبادئها العظيمة، وهتفوا بشعارات الحرية المعبّرة عن عظمة ومكانة هذه الثورة الوطنية في نفوس اليمنيين ووجدانهم.
وعبرت فقرات العرض الشبابي الكشفي، مصحوباً بالموسيقى العسكرية والمعزوفات الوطنية، عن المدلولات العظيمة لأفراح الشعب اليمني وابتهاجه بحلول هذه المناسبة الخالدة، وفرحته بالعيد الـ62 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة. وعكس العرض الشبابي والكشفي، مستوى التنظيم والانضباط لأبناء الحركة الكشفية الذين أكدوا مضيهم في تحقيق أهداف الثورة اليمنية في ظل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة التي أخرجت اليمن من الوصاية والتبعية للخارج.
وفي الحفل، ألقى وزير الشباب والرياضة الدكتور الموّلد، كلمة أشار فيها إلى أن إحياء هذا المهرجان الشبابيِّ الكشفي، حفل إيقاد الشعلة العيد الـ62 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، بعد أيام من الاحتفال بالعيد العاشر لثورة ٢١ سبتمبر المجيدة، يأتي في خِضَم الانتصاراتِ المتوالية، التي يجسدها الصمود اليمني في مواجهة قوى الاستكبارِ وطغاة العالم، أعداء الحقِّ والحياة، المعتدين الآثمين على أحرار الأمة في فلسطين واليمنِ ولبنانَ والعراق.
وأكد أن الاعتداءات على دول محور المقاومة جاءت نتيجة رفضها للمشاريع الاستعماريةِ الاستيطانيةِ الأمريكيةِ، البريطانية، الصهيونية، وتقف في خندقِ المواجهة والتصدي لها.
وذكر الدكتور المولد أن الجميع يعلم ما عاناه اليمن جرَّاء العدوان الإقليمي الدولي الهمجي عليه طيلة عشر سنوات، بقيادة أمريكا وبريطانيا خدمة لإسرائيل بأيادٍ سعودية، إماراتية، ارتضى حكامها أن يكونوا خاضعين، ومنقادين يحاربون بالإنابة لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي المعادي الذي يستهدف أحرار الأمة.
وأشار إلى العدو يطمع في خيرات اليمن اقتصاديًا، ويسعى لتدمير القيم ثقافيًا وإعلاميًا، وهو مشروع استعماري، تدميري يعي كلُّ يمنيٍّ غايته وأهدافه وممارساته، ويعلمون أنه يستهدف كلَّ اليمن دون استثناء ..
وقال "ونحن نحتفل بهذه الذكرى، علينا أنْ ندرك عددا من الحقائق، ونعي الكثير من المعطيات الماثلة للجميع، التي عايشها أبناء اليمن لعقود تَلَت قيام ثورة 26 سبتمبر".
وأضاف :"فبعد إعلان أهداف ثورة 26 سبتمبر الرامية للتغيير والتطوير، ورفض الاستبداد والتجهيل، والاستعمار، وهي آمال طموحة تنشد واقعًا أفضل يسوده الاستقلالُ والحرية والتنمية والازدهار، سعت الأدوات المرتهنة للخارج، لإفراغ أهداف الثورةِ من مضمونها ومحتواها، ليظلّ اليمن فاقدا للسيادة، ضعيفًا خانعًا تابعًا للخارج الذي صار يتحكم في مقاليدِ الحكم، وسعى لمصادرة السيادة وتدمير المقدرات، وتفكيك النسيج الاجتماعي".
وتابع :"مضتْ عقود من عمر الثورة، وأصبح الواقع مؤسفًا ومُرًّا، وظلَّت عدد من أهداف الثورة حبرًا على ورق، وحكام نظام الجوار، يتحكمون في كلِّ تفاصيل المشهد اليمني، ويُحيكون المؤامرات، ويجنّدون العملاء الذين تمرغوا في وحل الخيانة، مقابل أموال مُدنَّسة، وتوسعتْ دائرة التدخلات، وتغلغلتْ في مفاصل الحُكم، وتحوّل اليمن إلى دولة مسلوبة القرار، منهوبة الثروات، مفصولة عن هُويَّتها وتاريخها الإسلامي، فأصبح اليمن في ذيلِ القائمة في كلِّ المجالات، وصار السفير الأمريكي الحاكم الفعلي، وصاحب، القرارِ والنفوذ".
ولفت الدكتور المولد إلى أن ثورة 21 سبتمبر انطلقت كضرورة ملحة لتصحيح مسارِ الثورات السابقة، منبثقة من وعي الشعبِ وإدراكِه لحتمية التغيير والتحرر من التبعيةِ والوصاية الخارجية، تقودها قيادةٌ ثورية مؤمنة مخلصة، بقيادةِ السيِّدِ المجاهد عبدِالملك بدرِ الدينِ الحوثي، ومعه القيادة السياسيةُ برئاسةِ المشير الركن، مهدي المشَّاط، وَوفق رؤية ومنهج قرآني، يحميها شعب عظيم تشبَّع بالهُويَّة الإيمانية.
وأشار إلى أن هذه الثورة الوليدة استطاعت خلال العشر السنواتِ الماضية، أن تصحح مما علِق بالثورات السابقة، وتضع حدًّا للهيمنة والارتهان للوصاية الخارجية، وأنهتْ حِقبة من التبعية لقِوى الهيمنة الإقليمية والدولية، وتمكنتْ من بسط السيادة الوطنية، واستقلال القرار، وترسيخ الهُوية الإيمانية، وبناء جيش وطني قوي، وصناعة أسلحةِ ردعٍ متطورة، ومواجهةِ العدوانِ وتلقينه دروسًا بالغة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وبدء عملية التغيير الجذري.
كما أكد وزير الشباب والرياضة أن ثورة 21 سبتمبر دعمت وساندت الأشقاء في غزَّة وكلِّ فلسطين، عبر الحصارِ الاقتصادي البحري للعدوِّ الإسرائيلي الأمريكي البريطاني، والضربات العسكرية المؤلمة لأهداف استراتيجيةٍ في عمق الأراضي المحتلة، ومواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، وإنجازات أُخرى.
وقدّمت جمعية الكشافة والمرشدات وثيقة وفاء وعرفان مرفوعة من شباب الجمهورية اليمنية إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى - القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرأها القائد الكشفي غليس علي غليس جاء فيها: نيابةً عن شبابِ الجمهورية اليمنية يسرُّنا أن نرفعَ إلى فخامتِكم أطيبَ التهاني، ومن خلالِكم لأعضاءِ المجلسِ السياسيِّ الأعلى، ومجالسِ النوابِ، والوزراءِ، والشورى، والقضاءِ الأعلى، وإلى قواتنا المسلحة والأمن البواسل، وإلى جماهيرِ شعبِنا اليمنيِّ الأبيِّ؛ بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورةِ السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، متمنِّين لكم دوامَ التوفيقِ والنجاحِ في مهامِكم الوطنيةِ.
فخامة الأخ الرئيس: لقد تابعنا بكلِّ تقديرٍ واعتزاز خطوات التغيير الجذري التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدِالملك بدرِ الدينِ الحوثي - يحفظُه الله - بتشكيل حكومة التغيير والبناء، والتغييرات في السلطة القضائية، والتي تعد المرحلة الأولى من مراحل التغيير الجذري الذي يهدف إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة، وكذا الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، بعمليات بطولية نوعية من خلال فرض الحصار البحري على طرق امدادات العدو الإسرائيلي، ووصول طائراتنا المسيرة وصواريخنا البالستية إلى عمق تواجد المحتلين الصهاينة في يافا وحيفا وغيرها من البلدات المحتلة، والتي جسدت حكمة وشجاعة السيد القائد، نصرة لغزة والشعب الفلسطيني، وأكدت للعالم بأسره أن هنا شعباً مؤمناً قوياً مقتدراً عصياً على السعودية والإمارات، ومرتزقتهم الحالمون بعودة عهد الوصاية والارتهان بعد أن صححت ثورة الـ21 من سبتمبر الشعبية الظافرة مسار الثورات السابقة وكسرت كل رهانات ومؤامرات الأعداء، وأعلنت الحرية والاستقلال وعززت صمود وثبات الشعب اليمني في مواجهة أعداء الأمة.
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم. عاش اليمنُ حراً أبيا مستقلا موحداً.
الرحمةُ والخلودُ للشهداء..
الشفاءُ للجرحى..
الحريَّةُ للأسرى..
الخزيُ والعارُ للخونةِ والعملاء.
اخوانكم شباب الحركة الكشفية
عقب ذلك قام القائدان الكشفيان عباس النمري وسمير البدوي، بتسليم وثيقة الوفاء والعرفان إلى وزيري الدفاع والإنتاج الحربي والشباب والرياضة وأمين العاصمة، لتسليمها إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى.
وفي الاحتفال الذي حضره نائب وزير الشباب والرياضة نبيه أبو شوصاء وقيادات عسكرية وأمنية وشبابية ورياضية وثقافية، وقيادات أمانة العاصمة، ومفوض عام الكشافة عبدالله عبيد، وسكرتير عام مفوضية الكشافة مطهر السواري، وأعضاء وقيادات الحركة الكشفية، قُدّمت لوحة استعراضية بعنوان "شموخ وطن"، أداء فرقة "وعد الآخرة" بإشراف دائرة العلاقات العامة بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي.
وشملت اللوحة عرض لمهارات شباب الكشافة في الفنون القتالية، وعبرت عن دور الشباب في الثورة واستعدادهم للحفاظ عليها والمشاركة في النهوض والتنمية بالوطن وحمايته من الأخطار المحدقة به في كل المراحل بما في ذلك الأعوام التي يمر بها اليمن من عدوان وحصار.
كما قُدمت لوحة فنية استعراضية بعنوان "الولاء وتصحيح المسار"، فكرة وسيناريو مفوض الكشافة عبدالله عبيد، وإخراج وتصميم علي المحمدي ومتابعة ميدانية لمفوض كشافة الأمانة علي شملان، عبرّت عن عزيمة اليمنيين وقوتهم وصلابتهم في بناء وطنهم في ظل قيادة ثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وتضمنت اللوحة التي قدم فيها المشاركون بأزياء يمنية تقليدية، أناشيد وأهازيج وزوامل شعبية وطنية مصحوبة برقصة البرع، عكست الموروث الثقافي العميق للشعب اليمني، وأكدت صموده في وجه الأعداء والانتصار عليهم، ومساندته للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع الجرائم والمجازر الصهيونية.
ووسط هتافات وطنية لشباب وأشبال الكشافة وابتهاج وفرحة جموع الحاضرين والجماهير الغفيرة في ميدان التحرير بصنعاء والمعزوفات الوطنية للموسيقى العسكرية، قام وزيرا الدفاع والشباب والرياضة وأمين العاصمة، وأمين عام المجلس الأعلى لمناضلي الثورة اليمنية اللواء الركن لقمان باراس، ومعهم القائد الكشفي علي الجرموزي، بإيقاد شعلة العيد الـ 62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
واختتم حفل إيقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر بخروج طابور العرض على هيئة استعراض للفرق الكشفية وسط المعزوفات العسكرية والوطنية ومن ثم السلام الجمهوري.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشباب والریاضة ثورة 26 سبتمبر أهداف الثورة الثورة ا
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)