ماذا حدث في الضاحية الجنوبية لبيروت وما مصير نصر الله؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه قصف ما وصفه بالمقر المركزي لحزب الله في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن طائرات "إف-35" نفذت الغارات بواسطة قنابل خارقة للحصون، في هجوم هو الأعنف منذ الحرب التي خاضها الطرفان صيف 2006.
ماذا جرى؟شنّت إسرائيل سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية مساء الجمعة، ما أحدث دويا هائلا تردد صداه في بيروت ومحيطها، وأثار حالة من الرعب والهلع لدى السكان، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الضربة استهدفت "المقر المركزي" لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف هاغاري أن المقر موجود تحت مبان سكنية بقلب الضاحية في بيروت.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهدف هو مقر هيئة أركان حزب الله والمستهدف الرئيس هو الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وبحسب مصدر مقرب من الحزب، استهدفت الغارات أبنية تقع ضمن منطقة سكنية تضم مؤسسات ومقرات ومكاتب تابعة للحزب ونوابه.
وأوردت القناة الـ12 الإسرائيلية أنه تم التخطيط لاستهداف نصر الله منذ مدة طويلة واليوم وصلت "المعلومة الذهبية" وتم استهداف المقر.
وأشارت إذاعة الجيش إلى أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية لا تستبعد أن تسفر الغارات عن مقتل عدد من كبار قادة فيلق القدس الإيراني.
مصير حسن نصر اللهنقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أنه ليس مؤكدا حتى الآن ما إذا كان حسن نصر الله داخل مقر القيادة المركزي عند القصف.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية منها يديعوت أحرونوت والقناة الـ12 أن الهدف من الغارة كان حسن نصر الله، وأن الجيش يحقق حاليا فيما إذا كان الأخير داخل المكان المستهدف بالغارة أم لا.
ونقلت القناة الـ12 عن مسؤول إسرائيلي كبير تأكيده أن المؤشرات "إيجابية بأن عملية تصفية نصر الله نجحت".
بدوره، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن هناك مؤشرات على أن نصر الله كان في موقع الهجوم، وأن فرص خروجه حيا ضئيلة.
في المقابل، قال مصدر مقرب من الحزب لوكالة رويترز إن الهجوم الضخم أدى إلى تدمير 6 مبان، لكن نصر الله "بخير".
كما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر أمنية بأن حسن نصر الله وهاشم صفي الدين (رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله) في مكان آمن وما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح.
وأحجم متحدث لوزارة الدفاع الأميركية عما إذا كانت العملية استهدفت بالفعل نصر الله، ورفض البنتاغون التكهن حول ما إذا كان نصر الله لا يزال على قيد الحياة.
ضحايا ودمارأفاد مصدر طبي لبناني للجزيرة بأن قتلى ومصابين سقطوا في الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخصين وإصابة 76 آخرين في حصيلة أولية إثر العدوان الإسرائيلي على حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
وقالت الوزارة إن رفع الأنقاض مستمر بمكان الغارات بالضاحية وتوقعات بارتفاع عدد الإصابات.
وقال مصدر مقرّب من الحزب من دون الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن 6 أبنية سُوّيت تماما بالأرض في حارة حريك.
الموقف الأميركيقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم إن الولايات المتحدة لم تتلق إشعارا مسبقا بشأن ضربة إسرائيلية في بيروت، وإن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي بينما كانت العملية جارية.
وقالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة غير ضالعة في هذه العملية، كما امتنعت عن ذكر ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لأوستن عن العملية.
لكن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤول كبير أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة الأميركية بعملية قصف الضاحية.
الموقف اللبنانياعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن العدوان الجديد على الضاحية يثبت تجاهل إسرائيل لنداءات وقف إطلاق النار.
وشدد ميقاتي على أن المجتمع الدولي بات مُطالبا، في ظل ذلك، بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان.
الموقف الأمميقالت الأمم المتحدة الجمعة إنها تتابع بقلق كبير الضربات الإسرائيلية على منطقة "مكتظة بالسكان" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وصرّح المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك في إفادة صحفية بأن "الأمم المتحدة تتابع بقلق شديد" الضربات على بيروت.
وتابع "أي شخص ينظر إلى صور الدخان المتصاعد من منطقة مكتظة بالسكان يجب أن يشعر بالفزع"، مضيفا "نحاول جمع المزيد من المعلومات بينما نتحدث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الضاحیة الجنوبیة الجیش الإسرائیلی حسن نصر الله ما إذا کان
إقرأ أيضاً:
إصابات جلدية تُربك تدريبات البحرية الإسرائيلية… الجيش يوقف الأنشطة ويُطلق تحقيقًا موسّعًا
شهدت البحرية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة حالة استنفار داخلي بعد اكتشاف إصابة نحو 40 طالبًا عسكريًا بأعراض جلدية غير مألوفة، وذلك خلال الفحوصات الطبية الروتينية التي تُجرى لمنتسبي القوات البحرية.
وعلى الرغم من تصنيف الجيش لهذه الحالات بأنها "خفيفة للغاية"، فإن القرار المفاجئ بوقف التدريب لعدة أيام عكس حجم القلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ورغبتها في منع أي انتشار أوسع للأعراض.
وأفادت صحيفة إسرائيل نيوز بأن الطواقم الطبية لاحظت في نهاية الأسبوع الماضي ظهور بقع جلدية واحمرار متفاوت على عدد من الطلاب المتدربين، ما استدعى إجراء فحص شامل لكل المشاركين في البرنامج التدريبي.
ووفقًا للمصادر، لم تُسجل حالات تستدعي دخول المستشفى، إلا أن السلطات العسكرية فضّلت اتخاذ تدابير احترازية واسعة بهدف احتواء الوضع من منبعه.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن الإصابات ظهرت بصورة متزامنة على مجموعة من الطلاب الذين يتدربون في بيئات بحرية وظروف مناخية قاسية، وهو ما فتح الباب أمام عدة احتمالات؛ من بينها التأثر بعوامل بيئية، أو تفاعل جلدي ناتج عن الاحتكاك المستمر بالمياه المالحة والمعدات، أو حتى مواد قد تكون استخدمت داخل المنشآت التدريبية.
وحتى اللحظة، لم تُعلن الجهات الصحية داخل الجيش عن سبب محدد، ما دفعها لبدء سلسلة فحوص إضافية وتحاليل مخبرية لمتابعة تطوّر الأعراض.
قرار وقف التدريبات، بحسب مراقبين، يعكس رغبة القيادة العسكرية في حماية البرنامج التدريبي من أي تعطيل طويل الأمد، إذ يعدّ سلاح البحرية أحد أكثر الأسلحة حساسية من حيث الجهوزية، خصوصًا في ظل التوترات الأمنية الإقليمية.
كما أن أي تراجع في مستوى التأهيل الميداني قد ينعكس مباشرة على قدرة الوحدات البحرية على تنفيذ مهامها العملياتية.
في المقابل، أعربت عائلات بعض الطلاب عن ارتياحها لقرار التجميد المؤقت، معتبرة أنّ الوقاية أهم من الاستمرار في تدريب قد يتسبب في تفاقم أي مخاطر صحية محتملة.
بينما أكدت مصادر داخل الجيش أن جميع المصابين يتلقون متابعة طبية دقيقة، وأن معظمهم أظهر تحسنًا سريعًا.
وتخطط قيادة البحرية لاستئناف التدريب فور التأكد من زوال الإصابات بالكامل وتحديد أسبابها، مع مراجعة البروتوكولات الصحية والبيئية داخل المرافق التدريبية.
ويرى محللون أن الحادثة، رغم محدوديتها، قد تدفع الجيش إلى تعزيز إجراءات الفحص الدوري وتوسيع أنظمة رصد أي مؤشرات صحية غير اعتيادية داخل صفوفه.
بهذا التطور، تظلّ الأنظار متجهة إلى نتائج التحقيق الطبي التي ستحدد ما إذا كانت الواقعة مجرد حادث عابر، أم مؤشرًا على ثغرة أوسع تستوجب معالجة طويلة المدى داخل المؤسسة العسكرية.