سودانايل:
2025-06-21@22:59:39 GMT

هجوم عسكري ودبلوماسي

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

أثار تزامن الهجوم الشامل والمفاجئ الذي شنَّه الجيش السوداني على مواقع تحتلها «قوات الدعم السريع» في مدن العاصمة الخرطوم، بأضلاعها الثلاثة، من محاور متعددة، مع وجود الفريق عبد الفتاح البرهان في نيويورك، ولقاءاته مع عدد من الزعماء ورؤساء الدول، كثيراً من الأسئلة والتحليلات التي حاولت قراءة الحدثين من مناظير مختلفة ومتباينة.



التحليل الأول والأقرب للمنطق لذهن كثير من المتابعين أن هذا الهجوم تم التخطيط له من الأساس لكي يتزامن مع وجود البرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكي يرسل رسالة أن الجيش السوداني لا يزال متماسكاً ويستطيع قلب الطاولة على «قوات الدعم السريع»، ولهذا يجب أن توضع ملاحظاته وتحفظاته على مسارات التفاوض في أذهان الوسطاء، وتقابل بالاهتمام اللازم. وكانت الفكرة باختصار وبشكل مباشر ومختصر... «نحن هنا ولا يزال لدينا قوة وتأثير على الأحداث.... فلا تهملونا»؛ فهل وصلت الرسالة وحققت هدفها...؟

قد يختلف الناس في قراءة الموقف وقراءة النتائج، لكنني ممن يعتقدون أن الرسالة قد وصلت بدرجة ما، وأثارت الاهتمام، وأجبرت العالم على المتابعة من جديد للأحداث في السودان. وليس بالضرورة أن تصل الرسالة بالقوة ذاتها التي كان يأملها مَن خططوا لها، لكنها أيضاً لا يمكن أن تقابل بالإهمال الكامل.

هناك أيضاً قراءات لآخرين تستحق الانتباه والمراجعة، وهي من بعض المراقبين، ومنهم ناشطون في مجال «السوشيال ميديا»، ويدعمون موقف الجيش وحلفائه السياسيين. وقد قدم هؤلاء تفسيراً مغايراً يشير إلى أن هذا الهجوم خطَّطت له ونفذته عناصر داخل الجيش بالتنسيق مع هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات وكتائب الحركة الإسلامية المتحالفة مع الجيش، من دون علم البرهان. ويقول هؤلاء إن الرسالة الحقيقية موجَّهة من هذه المجموعات للفريق البرهان، ومفادها أنهم يريدون أن يقطعوا عليه الطريق حتى لا يقدم تنازلات للوسطاء خلال لقاءاته في نيويورك. ويتهم هؤلاء الفريق البرهان بأنه لا يريد أن يقاتل، وأنه السبب في تعطيل حراك الجيش لاستعادة المدن التي سقطت في يد «الدعم السريع».

ومضى آخرون في تقديم صورة درامية أكثر مما هو متوقَّع، وهي أن هذا الهجوم هو محاولة انقلابية لم تكتمل، لأن النتائج المتوقَّعة منها لم تأتِ كما كان متوقَّعاً، إذ كان المخطَّط أنه بعد أن تنتصر قوات الجيش وتحتل قلب الخرطوم، أن يتم الإعلان عن عزل البرهان، وتكوين قيادة جديدة.

الواقع يقول، حسب المعلومات المتوفرة، إن قوات الجيش وحلفائه شنوا هجوماً متزامناً من أم درمان عبر جسري النيل الأبيض والفتيحاب للدخول إلى وسط مدينة الخرطوم؛ حيث القصر الجمهوري والقيادة العامة للقوات المسلحة ومعظم مباني الحكومة، وأنهم عبروا الجسرين ووصلوا إلى منطقة المقرن، لكن تم صد الهجوم وعادت قوات الجيش إلى مواقعها في أم درمان، بعد خسائر كبيرة ومؤلمة في صفوف الطرفين. كما شنَّت قوات الجيش هجوماً آخر من شمال الخرطوم بحري في منطقة الكدرو، واستطاعت القوات التوغل في المنطقة حتى الحلفايا، لكنها تعرضت لمقاومة شرسة ولم تستطع التقدم كثيراً.

كل هذه السيناريوهات التي حاولت شرح ما حدث تواجه تحديات حقيقية لتثبت مصداقيتها، ولتكون أقرب للواقع وللحقيقة، كما أنها تسبب آلاماً للبعض. فالسيناريو الأول الذي يقول إنه هجوم تم الإعداد له من قبل القيادة السياسية والعسكرية ليتزامن مع وجود البرهان في دهاليز الأمم المتحدة يسبب حرجاً للبعض حين يقولون إن هذا ربما يكون آخر أوراق الجيش ومنتهى قدراته، ويفضلون بالتالي أي سيناريو آخر.

بالمقابل، فإن سيناريو التحرك المنفرد من بعض الفصائل وحكاية الانقلاب على البرهان تحتاج لدلائل وبراهين أكثر مما تم تقديمه حتى تجد نصيبها من التصديق، كما أنها بالضرورة ستشوه صورة الجيش وتشير لفقدان الانضباط، وهذه صورة لا يريدها البعض أن تنتشر فتضعف معنويات الجنود.

لم يحقق الهجوم النتائج المتوقَّعة، وسبَّب خسائر كثيرة، لكنه أيضاً أوصل رسالة بأن المحاولات ستتواصل، وأن على «قوات الدعم السريع» ألا تظن أن المعركة قد انتهت تماماً، لكنه أثار أيضاً القلق حول وضع القوات المسلحة وقدراتها القتالية ومدى انضباط وحداتها والتزام المجموعات المتحالفة معها.

أهم رسالة أرسلتها هذه المعارك للعالم أن الأحداث في السودان لم تنتهِ بعد، وأن أي قراءة سياسية له تحتاج للتحديث والتجديد المستمر، فكل يوم جديد ليس مثل سابقه.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع قوات الجیش

إقرأ أيضاً:

«وول ستريت جورنال»: ترامب وافق سرا على الهجوم على إيران

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس دونالد ترامب وافق سرًا على خطط لشن هجوم أمريكي مباشر على إيران، لكنه لم يصدر الأمر بالمضي قدمًا بعد.

يذكر أن ترامب وجه تهديدات مباشرة ضد إيران في الأيام الأخيرة، بينما كرر مزاعم إسرائيل بأن الجمهورية الإسلامية تطور سلاحًا نوويًا. وأصرت إيران مرارًا وتكرارًا على أن برنامجها النووي سلمي تمامًا.

الرئيس الأمريكي أعرب عن أمله أن تجبر احتمالية انضمام الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية التي استمرت قرابة أسبوع طهران على تلبية مطالبه بالاستسلام غير المشروط.

ترامب أبلغ كبار مساعديه في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أنه أيد خططًا لشن هجوم على إيران، لكنه ينتظر إصدار الأمر النهائي حتى يتضح ما إذا كانت طهران ستوافق على إنهاء برنامجها للتخصيب النووي تمامًا، حسبما كتبت وول ستريت جورنال نقلاً عن 3 مصادر مطلعة على المناقشات.

علاوة على ذلك، سأل الرئيس الأمريكي مستشاريه عما إذا كانت قنابل الاختراق الهائلة الأمريكية (MOP) قادرة على اختراق وتدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية، المدفونة في أعماق جبل، حسبما ذكر موقع أكسيوس يوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤول لم يُكشف عن هويته.

الجدير بالذكر أن العدو الصهيوني يفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات، التي يبلغ وزنها 13600 كجم (30 ألف رطل)، ولا تملك طائرات قادرة على حملها. ومع ذلك، أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم لن ينهوا الصراع طالما بقيت فوردو سليمة.

بحسب فاينانشيال، هناك ست قاذفات أمريكية من طراز بي-2 سبيريت، وهي القاذفات الوحيدة القادرة حاليًا على حمل قنابل الاختراق الهائلة، منتشرة ضمن مدى هجوم إيران في قاعدة دييغو غارسيا البريطانية الأمريكية المشتركة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ سلسلة غارات على موقع عسكري جنوب غرب إيران
  • تركوا جثثهم وهربوا.. درموت يسرد تفاصيل معركة الجيش السوداني ضد الدعم السريع
  • الأمم المتحدة تحذّر من تداعيات "الأعمال العدائية المتصاعدة" في السودان
  • إسرائيل تشن هجومًا جديدًا شمال إيران والدفاعات الجوية ترد
  • «وول ستريت جورنال»: ترامب وافق سرا على الهجوم على إيران
  • بكري عن «إسرائيل التي لا تستحي»: دمرت مستشفيات غزة وتتباكى على مستشفى عسكري لعلاج قتلة الفلسطينيين
  • متحدث عسكري إسرائيلي: الجيش قصف مواقع نووية في بوشهر وأصفهان ونطنز
  • أبرز المنشآت التي ضربها أعنف هجوم إيراني منذ بدء الحرب
  • خبير عسكري: هجوم إيران الأخير تطور نوعي ويؤكد أن إسرائيل كلها لا تزال تحت النار
  • هجمات انتقامية وحصار ومجاعة.. النزاع في السودان يزداد حدة