كيف سترد إيران على اغتيال نصر الله؟.. تقرير لـMiddle East Eye يُجيب
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "القيادة الإيرانية أصدرت بيانات مدروسة بعناية في أعقاب اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث انقسم المحافظون والمعتدلون بشدة حول كيفية الرد على العملية. وترددت موجات الصدمة من الضربة الجوية التي اغتالت نصر الله يوم الجمعة في كل أنحاء إيران على مدار عطلة نهاية الأسبوع، حيث يخشى الإيرانيون العاديون من اندلاع حرب شاملة بين الحزب وإسرائيل والتي قد تشمل الجمهورية الإسلامية.
وبحسب الموقع، "أصدر كل من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان بيانات صيغت بعناية بشأن عملية الاغتيال، ولم يشر أي منهما إلى ما إذا كانت طهران ستتورط بشكل مباشر في الصراع. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنه يستعد لاحتلال محتمل لجنوب لبنان، وأرسل لواءين إلى شمال إسرائيل للتدريب على غزو بري محتمل. وفي رسالة نشرت على موقعه الرسمي، بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن اغتيال نصر الله، قال خامنئي: "إن الضربات من جبهة المقاومة ضد الجسد المنهك والمتدهور للنظام الصهيوني، بمساعدة وقوة الله، ستكون أكثر سحقا". وأضاف خامنئي "من واجب جميع المسلمين دعم الشعب اللبناني وحزب الله الغيور بإمكانياتهم ومساعدتهم في مواجهة النظام الغاصب والظالم والخبيث". وقد ردد بزشكيان هذا الرأي قائلاً: "لقد تعلمنا أن الأمر لله، وأن الطريق الإلهي لا يخلو أبدًا من قائد وزعيم، وهذه الأرض سوف يرثها عباد الله الصالحون"."
وتابع الموقع، "قال علي ذو العلم، وهو مسؤول كبير في مكتب القيادة الإيرانية، إن الجزء الأخير من بيان المرشد الأعلى كان بمثابة حكم إسلامي عام موجود عبر التاريخ، وليس بيانا جديدا واضحا يشير إلى مرحلة جديدة في الحرب. وأضاف ذو العلم أن أغلبية علماء المسلمين أكدوا أنه إذا تعرضت أي شريحة من المجتمع الإسلامي للظلم فإن من واجب المسلمين الآخرين الدفاع عنها ودعمها بكل ما في وسعهم. وتابع قائلاً: "إن هذا الالتزام كبير بما يكفي لخلق تأثير رادع. وما دامت هذه الهجمات الخبيثة والوحشية مستمرة، فمن المؤكد أن من الواجب الديني على جميع الأفراد القادرين أن يعبروا ويعلنوا دعمهم من خلال وسائل مختلفة". وأضاف أنه "يبدو أنه لا يوجد أي غموض في تصريحات القائد بهذا الخصوص، وبالتالي فإن المسلم الحقيقي والمجتمع الإسلامي الأصيل سيكونان بالتأكيد حساسين تجاه هذه القضايا"."
المحافظون يلقون باللوم على الإصلاحيين
بحسب الموقع، "منذ استشهاد نصر الله، يبدو أن إيران شهدت استقطاباً سياسياً شديداً، حيث ألقى بعض المتشددين باللوم على الرئيس الإصلاحي وإدارته في تصعيد الصراع. وقد زعم كثيرون أن بزشكيان أظهر ضعفاً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك، الأمر الذي شجع إسرائيل على ما يبدو على اغتيال نصر الله. وتحدث بزشكيان بلهجة معتدلة خلال أول خطاب له أمام المنظمة الدولية، قائلا إن إيران تريد إجراء المزيد من المحادثات مع الغرب والقوى العالمية الأخرى بشأن برنامجها النووي والعقوبات الأميركية".
وتابع الموقع، "في هجوم مباشر على الرئيس، اتهم أمير حسين صابتي، وهو عضو متشدد في البرلمان، بزشكيان بأنه "مخدوع من قبل أميركا"، وادعى أن الرئيس سهّل اغتيال نصر الله من خلال عصيان أوامر المرشد الأعلى ووقف خطة الانتقام بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وقال محلل محافظ تابع لمؤسسات مؤثرة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "أولئك الذين نصحوا بعدم الانجرار إلى الحرب يجب أن يواجهوا الآن سؤالاً بالغ الأهمية: أين حدود العدوان الإسرائيلي؟". وأضاف: "إذا استمرت إسرائيل في حملة الاغتيالات، فإلى أي مدى ستذهب؟ لقد أصيب الجميع بالذهول من اغتيال نصرالله، وهذا النهج أصبح الآن تحت التدقيق. حتى أنا كنت في السابق ضد التدخل العسكري، ولكن من المرجح أن يكون رد إيران جادًا بالتأكيد"."
وأضاف الموقع، "قال دبلوماسي محافظ سابق في المنطقة للموقع شريطة عدم الكشف عن هويته: "بعد رسالة المرشد الأعلى التي دعت إلى دعم المقاتلين الفلسطينيين، أصبح الطريق إلى الأمام محدداً بوضوح. ولا شك أن إيران سترد وفقاً لهذه التوجيهات، وسوف يتضح شكل هذا الرد في الأيام المقبلة". وأضاف المصدر أن "هذه حرب معقدة وهجينة، وإيران ستتعامل معها باستراتيجيات دقيقة وذكية". وقال نائب محافظ سابق، تحدث إلى الموقع بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسيات المحيطة بالقضية، إن "إسرائيل أصبحت كلبًا مسعورًا يجب السيطرة عليه". وأضاف المسؤول السابق "إذا كان لإيران أن ترد على إسرائيل، فيتعين عليها أن تفكر في امتلاك القنبلة الذرية. وإذا كانت إيران وإسرائيل ترغبان في إشعال المنطقة، فيتعين على إيران أن تعمل على تطوير قدراتها النووية"."
إيران "تعيد تقييم نهجها"
بحسب الموقع، "حثت أصوات أخرى إيران على اتخاذ رد صارم في أعقاب عملية الاغتيال. فقد أعلن آية الله حسن أختري، السفير الإيراني السابق في سوريا، أن التسجيل لإرسال قوات تطوعية إلى لبنان سيبدأ في الأيام المقبلة. وقال: "إن النظام الصهيوني والولايات المتحدة يحاولان خلق انقسام بين قوى المقاومة وإيران، بزعم أن إيران لا تدعمهم". وأضاف أن "هذه الفرصة متاحة الآن، خاصة وأن الوصول إلى لبنان ومنطقة الجولان في سوريا أصبح مؤمنا، مما يسمح بنشر القوات". وقال محلل سياسي للموقع إن هذه الاغتيالات لو حدثت قبل عقد من الزمان، لكان من شأنها أن تثير غضبًا واسع النطاق بين الإيرانيين. وأشار إلى أن حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي انخرطت في حملات قمع اجتماعي، وأذلت مواطنيها ونسائها، وانخرطت في القمع السياسي، كما أدت العزلة الاقتصادية للبلاد إلى توسيع الانقسامات داخل المجتمع. ومع ذلك، قال إن حزب الله احتفظ بقاعدة دعم قوية في طهران".
وتابع الموقع، "على النقيض من ذلك، قال محلل معتدل في السياسة الخارجية للموقع إن "إيران تحاول إحياء حزب الله، ولكن حتى الآن، لم تكن هناك أي مؤشرات على رد عسكري". وقال المحلل: "إن تجارب اغتيال هنية في طهران وحسن نصر الله تظهر أن إيران تعيد تقييم نهجها". وأضاف: "إن إعادة التقييم هذه لا تعني التخلي الكامل عن الخيار العسكري، بل إنها تشير إلى إدراك متزايد للحاجة إلى منظور أكثر شمولاً للردع". وقال محلل معتدل آخر للسياسة الخارجية للموقع إنه "على الرغم من الضغوط الكبيرة من المتطرفين، بما في ذلك التلفزيون الحكومي والأصوليين، على القيادة الإيرانية للرد بقوة على إسرائيل، فإنني أتوقع أن يصبح سلوك إيران أكثر حسابية، وهذا يمثل فرصة لتحسين ظروفها الاقتصادية".
وأضاف: "في ظل سياسات الحكومة الحالية، هناك أمل في حدوث تحولات نموذجية، وإعطاء الأولوية لتنمية إيران. إن الصراعات المطولة تسبب الضرر الأكبر لتنمية إيران. وبدون التقدم، فإن موقف إيران سوف يضعف في المستقبل"." المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اغتیال نصر الله المرشد الأعلى قال محلل أن إیران
إقرأ أيضاً:
صناع السلام في شرم الشيخ ونتنياهو يختار عزلة إسرائيل .. تقرير
في مشهد يلخص موازين القوى الجديدة في الشرق الأوسط، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا لإقناع القاهرة بالسماح لبنيامين نتنياهو بالمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، في محاولة لإنقاذ صورة إسرائيل الدبلوماسية بعد شهور من الحرب المدمرة على غزة.
وأجرى ترامب اتصالًا مباشرًا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تل أبيب أمس طالبًا منه السماح بحضور نتنياهو، وهو ما وافقت عليه القاهرة في النهاية بدافع احترام العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن لكن المفارقة أن نتنياهو نفسه هو من تراجع عن الحضور في اللحظة الأخيرة بذريعة الأعياد الدينية اليهودية.
تناقضات داخل إسرائيلهذا الغياب لم يكن مجرد قرار شخصي، بل انعكاسًا لتناقضات داخلية عميقة داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم. فنتنياهو، المحاصر من شركائه في اليمين المتطرف الذين يرفضون أي حديث عن "سلام" أو "حل الدولتين"، وجد نفسه أمام معادلة مستحيلة: إما إرضاء واشنطن والعالم، أو الحفاظ على بقاء حكومته المتشددة.
نتنياهو يختار العزلةوفي لحظةٍ إقليمية مشحونة بالتوتر، بدت صورة الشرق الأوسط في قمة شرم الشيخ للسلام أكثر وضوحًا من أي وقت مضى: الجميع حاضر باستثناء نتنياهو.
الغياب لم يكن مجرد حدث عابر، بل رسالة سياسية صريحة تعكس تراجع مكانة إسرائيل الدبلوماسية وتزايد عزلتها في المنطقة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن القاهرة تجنبت في البداية دعوة نتنياهو إلى القمة التي شارك فيها قادة عرب وأجانب، لأن "استقبال نتنياهو في شرم الشيخ كان سيكون خطوة محرجة دبلوماسيًا على أقل تقدير"، في ظل تصاعد الغضب الشعبي في مصر والعالم العربي تجاه إسرائيل بعد حربها الدموية على غزة.
حسابات خاصة لنتنياهووأوضحت الصحيفة العبرية أن العداء الشعبي تجاه إسرائيل بلغ ذروته، لكن المسألة لا تتعلق فقط بالحسابات الشعبية. فبحسب يديعوت أحرونوت، فإن الإطار الكامل لإنهاء الحرب وصفقة الأسرى صيغ أساسًا بواسطة إدارة ترامب، لا بواسطة نتنياهو، ما جعل حضوره بلا جدوى سياسية تذكر.
فالاجتماع بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ركز على إحياء حل الدولتين ووضع تصور لإعادة إعمار غزة عبر دعم عربي ودولي واسع، وهي ملفات يرفض نتنياهو الاقتراب منها، خشية أن تحرجه أمام ائتلافه اليميني المتطرف في الداخل.
حكومة نتنياهو عاجزةوفي الوقت الذي يزعم فيه ترامب بأنه "صانع السلام"، تظهر حكومة نتنياهو عاجزة ومربكة، تخسر حلفاءها واحدًا تلو الآخر. حتى داخل إسرائيل، تتعالى الأصوات التي ترى في غيابه عن القمة دليلًا على تآكل نفوذه الدولي، وتدهور صورته كزعيم قادر على تأمين مكان لإسرائيل في خريطة التحالفات الإقليمية الجديدة.