غزو لبنان المُحتمل: أهدافُ العدوّ وتحدياتُ المحور
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
عبد الحميد الغرباني
كيانُ العدوِّ يتابعُ بشكل مُكثَّـفٍ خَرْقَ قواعدِ الاشتباك، بل لم يعد يضرِبُ في مساحة الاشتباك الأصلية بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله القائد المجاهد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- وعدد من قادة الصف الأول للحزب، بالإضافة إلى زحف العدوّ باتّجاه لبنان، وهذه الخطوة الأخيرة لم تعد اليوم تحدياً في مساحة التكتيك فقط -خَاصَّة بعد اغتيال أمين عام المقاومة- إنما تهديد مُدمّـر لرأس حربة قوة المحور الهجومية وأحد خَطَّي الدفاع عن الأُمَّــة؛ ما يضع محور المقاومة أمام مفترق طرق يستوجب من الركائز الأَسَاسية في المحور اتِّخاذ قرارات كبرى لناحية ما يجب أن تصل إليه المواجهة مع العدوّ في شكلها وسقفها أَو حدودها، في مقابل ما شهدنا من عدوانية غير مسبوقة تُترجَمُ في لبنان بدرجة رئيسية كما سبق وتُرجمت في قطاع غزة، وفي ظل تطابق إسرائيلي أمريكي في شرق أوسط يظل فيه كيان العدوّ لاعباً مهيمناً بعد (طوفان الأقصى)!
وَهكذا لا يمكن أن تكون سياسة “الصبر الاستراتيجي” هي الحل؛ إنها مُغرية للعدو بشكل متزايد وشواهدها كثيرة ومزدحمة ومؤلمة، وَمخاطرها لا يمكن أن تكون أعلى مما هي عليه الآن في لبنان تحديداً، حَيثُ يمضي العدوّ لهجوم بري؛ بهَدفِ سقفه الأدنى هو فرض تراجع لمجاهدي المقاومة حتى ما وراء نهر الليطاني الممتد بموازاة الحدود اللبنانية الفلسطينية؛ بناء على ما حقّقه من نتائج تحييد وتغييب أصحاب القرارات الكبرى في هيكل حزب الله، وما شاهده من سياسة ضبط النفس، وها قد أتت فرصة قلّ نظيرها للتنكيل بالعدوّ من كُـلّ قوى المحور بأشكال مختلفة دون ترك الأمر فقط لحزب الله، بل يجب البناء على الأسوأ لنواحٍ عدة:
أولاً: لتجسيد وحدة الساحات بشكل متقدم وترجمة، وَ”قاتلوهم كافة كما يقاتلونكم كافة”؛ ليكون الهجوم البري على لبنان الكمين القاتل والمُدمّـر الذي شارك في نصبه للجنود والقوات الصهيونية المتأهبة مجرمو الحرب نتنياهو وغالانت وبايدن ولويد أستن ونشوة ما بعد الاغتيالات الأخيرة.
ثانياً: ترجمة وتنفيذاً لخطة وتهديدات سماحة الأمين العام لحزب الله المرتبطة بحالة فرض الحرب على لبنان والموجبة لقتال “بدون أية قيود ولا قواعد ولا أسقف” لا يكون معها أي مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومسيَّراتنا وأن نأتي العدوّ براً وبحراً وجواً.
ثالثاً: البناء على الأسوأ لناحية النتائج المحتملة؛ فمن الواضح أن العدوّ يبني على المضي بنجاح في الغزو برافعة تسعة شهور من العمليات على جنوب لبنان وَقرابة شهرين من القوة النارية الجوية الهائلة المكثّـفة وتداعياتها على حزب الله في العديد وَالعدة، وما قد يترتب عليها من تأثير على مستوى أداء المجاهدين في ميدان المعركة، وهذا لا يقلل من شأنهم ولا يعبر عن عدم الثقة بهم وشدة إيمانهم وعزيمتهم وصلابتهم فهم سادة المجاهدين ومن حفظوا للأُمَّـة كرامتها..
رابعاً: لإحباط كُـلّ أهداف العدوّ المعلنة وَغير المعلنة من الحرب على لبنان خَاصَّة تلك التي يُعلق عليها فائدة استراتيجية لكيان العدوّ وهو ما أشار إليه بوضوح مجرم الحرب نتنياهو “نعمل بمنهجية على اغتيال قيادات حزب الله وتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله” وثمة إشارة ثانية مفادها أن “تغيير توازن القوى يجلب معه احتمالات بتحالفات جديدة في المنطقة؛ لأَنَّ “إسرائيل” تنتصر، بزعم نتنياهو.
فضلاً عن إشاراته المختلفة فيما وصف بكلمته الموجهة للشعب الإيراني وتكراره القول “كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم” ولإحباط كُـلّ ما سبق يجب أَلَّا يُستبعد في المحور أن يعود العدوّ لاحتلال مساحة محدودة من القرى الجنوبية في الشريط الحدودي اللبناني مع فلسطين المحتلّة، أَو أن يمتد لما بعد الليطاني كورقة ضاغطة على حزب الله لتسليح الدبلوماسية المكثّـفة لواشنطن وباريس بالإنابة عن الكيان -هذا في الحد الأدنى- بما يُفضي لخلق حزام أمنيّ قد يتوفر له خونة عملاء على الأرض برأس يماثل أنطوان لحد وميليشياته بين 1984-2000م، هذا -في الحد الأعلى والأسوأ- لأهداف العدوّ أَو ما يصفه بالعمل بمنهجية على اغتيال قيادات حزب الله وتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله، على المحور أن يباشر استراتيجية تؤكّـد استحالة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في لبنان وَغزة، وتثبت اقترابنا أكثر من حتمية وعد الآخرة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
94 مسيرة جماهيرية حاشدة في المحويت نصرةً لغزة
الثورة نت/..
احتشد أبناء محافظة المحويت اليوم، في 94 مسيرة جماهيرية نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار ” ثباتا مع غزة وفلسطين.. ورفضاً لصفقات الخداع والخيانة”.
ورفع المشاركون في المسيرات التي أقيمت في مختلف مديريات المحافظة، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين الهتافات المنددة بجريمة الابادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء غزة، واستنكروا حالة الصمت والخذلان العربي والإسلامي المخزي تجاه ما يتعرض له أبناء غزة من تجويع وحرمان من الغذاء والدواء والماء.
وأكدوا جاهزيتهم لخوض المعركة المباشرة مع العدو الصهيوني وتنفيذ أي خيارات تتخذها القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وجدد أبناء المحويت في المسيرات التأكيد على الوفاء لتضحيات الشهداء والمضي على دربهم ومواصلة الجهاد في سبيل الله نصرة للشعب الفلسطيني الشقيق.. مستنكرين مواقف بعض الأنظمة العربية الداعمة للعدو الصهيوني.
وحيوا العمليات العسكرية التي تنفذها القوة الصاروخية والقوات البحرية ضد الكيان الصهيوني.. مطالبين القوات المسلحة بمواصلة استهداف كل مقدرات العدو إلى أن يتحقق النصر المؤزر بإذن الله.
وأكد بيان صادر عن مسيرات المحافظة أنه واستشعاراً للمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية، يستمر الشعب اليمني في خروجه الأسبوعي في مسيرات مليونية جهاداً في سبيل لله وابتغاءً لرضاه، نصرة لغزة وكل فلسطين في مواجهة الطغاة والمستكبرين، ورفضا لصفقات الخداع والخيانة.
وأشار إلى أنه وأمام الإجرام الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً في غزة والذي بلغ مستويات لم يوثق التاريخ البشري لها مثيل بالصوت والصورة – وخاصة موت الناس جوعاً – تبقى البشرية بكلها شعوباً ومكونات وأنظمة ومنظمات أمام اختبار صعب وحاسم في سلامة إنسانيتها والأمة الإسلامية في سلامة إنسانيتها وإسلامها، أما الأمة العربية فاختبارها أصعب في إنسانيتها وإسلامها وأخوتها العربية.
ولفت إلى أن ذلك لا يعفى أحد لا شعوباً ولا أنظمة ولا أحزاب وحركات مهما طال الوقت ونتائج هذا الاختبار سيسجلها الله في صحف الأعمال وسيكتبها التاريخ في ذاكرة الأجيال وسيجازي عليها الله في الدنيا والآخرة.
وأضاف البيان “نعلن نحن كشعب يمني عن تمسكنا بموقفنا المتقدم رسمياً وشعبياً، عسكرياً ومدنيا، وأننا بالتوكل على الله والاعتماد عليه والثقة به لن نتراجع عن هذا الموقف، ولن نقبل بأن يُسجلنا الله في قوائم المتخاذلين، ولا التاريخ في صفحات الخزي”.
وبارك إعلان القوات المسلحة قرار تفعيل المرحلة الرابعة واعتبره جزءا مما يعتصر قلوب الشعب اليمني من ألم وقهر.. داعيا مجاهدي القوات المسلحة إلى تنفيذه دون رحمة ضد أي شركة تابعة لأي دولة عديمة الإنسانية ما تزال تتعامل مع أبشع وأقبح مجرمي هذا العصر الصهاينة.
وحيا البيان استمرار أبطال المقاومة في غزة بعملياتهم الفعالة والأسطورية والتي تستمر رغم ما بلغت بهم الظروف من صعوبة.. معتبرا هذه العمليات المباركة بالإضافة إلى عمليات القوات المسلحة وأي جهد حقيقي وفعلي هو ما يمكن التعويل عليه بعد الله في تغيير واقع الحال في غزة.
وأشار إلى أن البيانات والمجاملة والمخادعة التي ليس خلفها جدية وجهد حقيقي وفعل ملموس لم تنقذ عبر التاريخ مظلوماً ولم تطعم جائعاً ولم تسق عطشاناً.. مؤكدا أنه “مهما قل جهدنا العسكري أمام آلة العدو الإجرامية المدعومة من كل طغاة الأرض وأذرع الصهيونية في العالم؛ فإن الله وعدنا بالنصر وتوعدهم بالخسارة والخزي في الدنيا والآخرة والله لا يخلف الميعاد”.
وحذر البيان كل من تسول له نفسه من أدوات الخيانة المدمنة على الذل والهوان لإثارة الفوضى والفتنة لإضعاف موقف شعبنا في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي والاسناد للشعب الفلسطيني وتحت أي عنوان.
وأكد استعداد اليمنيين لما هو أكبر من ذلك حتى تحقيق الفلاح والعزة للشعب والأمة في الدنيا والآخرة ومن يفكر أن بإمكانه استهداف هذا المجد والعز وأن يعيدنا إلى مربع الخنوع والذل والتخاذل والخيانة والخضوع للأعداء فإنه إنما ينحر نفسه ويهلكها على أيدينا في الدنيا ويرميها إلى الدرك الأسفل من النار في الآخرة.
وأعلن البيان أن أبناء الشعب اليمني في أعلى درجات الجاهزية بالملايين من المجاهدين المخلصين الصادقين الثابتين المتوكلين على الله والمعتمدين عليه لمواجهة أي مؤامرة أو عدوان أو خيانة.. داعيا الجميع رسمياً وشعبياً إلى اليقظة العالية والاستنفار والتحرك والتعبئة والاستعانة بالله.