عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
لا إنقاذ لحزب الله
إلا بقطف رأس نتنياهو سريعًا
الحزب فقد سمعته السياسية وكوادره العسكرية وعانى من الاختراقات الأمنية ولعبة الصمت الاستراتيجى الإيرانية الاستخبارات الإسرائيلية قصقصت ريش «نصر الله» باغتيال مساعديه الكبار والصغار ثم تخلصت منه عملية الاغتيال استغرقت ثوانى وشاركت فى تجهيزها ثلاث فرق عسكرية
أطلقت إسرائيل على عملياتها فى لبنان «سهام الشمال» للرد على صواريخ «حزب الله».
استهلكت فى هذه العملية ٣٥٠٠ قنبلة وصاروخ ومسيرة أدت إلى ترك نحو مليون لبنانى منازلهم.
لكن ما إن اغتالت أمين عام الحزب «حسن نصر الله» حتى غيرت الاسم إلى «ترتيبات جديدة».
كأنها تعلن أن التخلص من الرجل الأول فى الحزب تحت أنقاض مقره فى «الضاحية الجنوبية» من بيروت بداية سيناريوهات مختلفة فى الحرب على لبنان.
كانت ساعة الصفر الساعة السادسة والعشرين دقيقة من مساء يوم الجمعة حين انطلقت ثلاث طائرات «إف ١٥» من قاعدة «حتسريم» الجوية القريبة من مدينة «بئر سبع» فى طريقها إلى الهدف الذى لا يبعد أكثر ٢٩٣ كيلومترا.
أطلقت الطائرات ثلاثة صواريخ فى ثانية واحدة وألقت ٨٠ قنبلة من طراز «هايفى هايد» التى تزن الواحدة منها طنا وتخترق التحصينات حتى ٧٠ مترا تحت الأرض.
لم يزد التوقيت عن عشر ثوان.
نفذت العملية الوحدة «١١٩» فى سلاح الجو الإسرائيلى المعروفة باسم «بات» بعد معلومات سيبرانية أكدتها مصادر بشرية على الأرض.
تدرب الطيارون على العملية ثلاثة أيام ولم يعرفوا شخصية الضحية إلا قبل ساعة من التوقيت المحدد.
قبل ثلاثة أيام أيضا بالتحديد يوم الأربعاء ضغط وزير الدفاع «يواف جالنت» وقيادات الجيش فى اجتماع مجلس الوزراء المصغر «الكابنيت» ليحظوا بالموافقة على تنفيذ العملية لرفع معنويات الضباط والجنود الذين يحاربون فى غزة وهم فى حالة نفسية سيئة بعد نحو السنة من القتال الذى بدا بلا نهاية.
لكن اعترض الوزراء الأكثر تشددا على العملية.
رفضها وزير المالية «بتسلئيل سموتريش» ووزير العدل «ياريف لافين» وانسحب «نتنياهو» دون التصديق على العملية.
فى الاجتماع أثيرت أسئلة تتعلق بشكل العملية وطريقة تنفيذها وحدود التنسيق مع الولايات المتحدة.
استمرت المباحثات يوم الخميس التالى وامتدت المشاورات بين «نتنياهو» و«جالنت» عبر التليفون ثم كانت مشاورات أخرى بين «نتنياهو» ورئيس هيئة الأركان «هرتسى هاليفى» وبينه وبين مدير الموساد «ديفيد برنباع» ومدير المخابرات العسكرية «شلومى بيندر».
سافر «نتنياهو» إلى نيويورك ليلقى كلمة إسرائيل أمام الجمعية العامة دون أن يصدق على العملية.
كان فى الفندق حين أعطى إشارة البدء ثم اتجه إلى مبنى الأمم المتحدة القريب ليلقى خطابه وما إن انتهى منه حتى تلقى تمام المهمة وفى هذه اللحظة بدأ حالة نشوة لم يخفف منها سوى المظاهرات التى طالبت باعتقاله كمجرم حرب بسبب ما يفعل فى غزة.
ولكن الشرطة الأمريكية لم تعتقله وإنما اعتقلت ٢٨٤ ناشطا مسلما ويهوديا تضامنوا معا ضده.
سارع بالعودة إلى تل أبيب وفى لحظات هبوط طائرته تعرض مطار «بن جوريون» إلى صاروخ أطلقه الحوثيون فى اليمن لكنه لم يصب شيئا.
شارك «نتنياهو» أيضا فى خطة الخداع التى سبقت العملية حين تحدث عن مناقشة جدية لوقف القتال فى غزة بينما هو فى الحقيقة أمر بتوسيع الحرب فى لبنان.
فى صباح يوم الجمعة وقبل التنفيذ بساعات التقى «جالنت» بقائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء «أورى جوردين» ليطمئن منه على استعداد قواته لخوض عمليات كاملة فى لبنان تحسبا لرد فعل اغتيال «نصر الله».
بعد وقت قصير أبلغه رئيس الأركان أن كل الظروف متاحة للتخلص من الرجل الذى هجرت صواريخه نحو ١٥٠ ألف إسرائيلى من بيوتهم وأجبرتهم على الإقامة فى الملاجئ ثم كان ما كان.
حسب صحيفة «يديعوت أحرنوت» فإن التخطيط لعملية الاغتيال تمتد إلى عقد من الزمن وساهمت فى تنفيذها ثلاث وحدات عسكرية.
الوحدة ٩٩٠٠ التى تجمع المعلومات البصرية وتحدد إحداثيات المكان.
الوحدة ٥٠٤ المتخصصة فى جمع المعلومات من العملاء.
والوحدة ٨٢٠٠ التى تعتمد على التكنولوجيا المتطورة.
لكن أخطر معلومة سربتها إسرائيل عن العملية وجود جواسيس على الأرض جندهم الموساد أبلغوا بدقة عن توقيت اجتماع «نصر الله» مع مساعديه كما قدموا رسومات تفصيلية عن مقر إقامته وعاداته اليومية ومواعيد تناول الطعام.
إن عملاء إسرائيل هم أهم أسباب سلسلة الاغتيالات التى نفذتها إسرائيل ضد قيادات حزب الله وتصاعدت وتيرتها قبل أسبوعين انتهت باغتيال «الرجل الكبير».
لقد تأسس الحزب فى عام ١٩٨٢.
أعلن أنه حزب سياسى إسلامى شيعى مسلح ليكون جزءًا من المقاومة فى المحور الذى تقوده إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما فى الشرق الأوسط.
فى عام ١٩٨٩ انتخب الحزب قيادته من ثلاثة أمناء عامين وهم من رجال الدين الشيعة المعتمدين يعتمر أولهم «صبحى الطفيلى» عمامة بيضاء بينما يضع الآخران وهما «عباس الموسوى» و«حسن نصر الله» العمامة السوداء التى يعتمرها من يحملون لقب «السيد» نسبة إلى امتداد نسبهم للسلالة النبوية.
كان «صبحى الطفيلى» أول أمين عام للحزب ولكنه أبعد بعد عامين ليتولى المنصب «عباس الموسوى».
فى ١٦ فبراير ١٩٩٢ وبعد أقل من عام فى المنصب اغتالته إسرائيل بطائرة مروحية تربصت بموكبه وأطلقت صواريخ حرارية حارقة على سيارته فقتل هو وزوجته (سهام) وولدهما الصغير (حسين) وتحول مرقده إلى مزار.
لكن ما إن انتصر الحزب فى حربه ضد إسرائيل التى استمرت من ١٢ يوليو إلى ١٤ أغسطس ٢٠٠٦ حتى بدأ الموساد فى تصفية القيادات العسكرية للحزب.
بدأت المخابرات الإسرائيلية بأهم قائد عسكرى وهو «عماد مغنية».
فى ١٢ فبراير ٢٠٠٨ قتلته فى حادث انفجار سيارة فى حى كفر سوسة فى دمشق.
بعد الحادث ساد هدوء بين الطرفين وبدا أنهما اتفقا على هدنة غير معلنة بينهما.
كان السبب تورط حزب الله فى السياسة الداخلية والخارجية فى لبنان وتحكمه فى اختيار الرئيس نفسه.
ثم امتد الانشغال إلى دول الإقليم المجاورة وعلى رأسها سوريا والعراق ثم فلسطين ليتحول من قوة مقاومة إلى قوة سيطرة.
ولا شك أن هذا التحول الذى أفسد الحزب وأفسد الحياة فى الدولة اللبنانية وجيرانها كان أحد أسباب انهيار الحزب التى ستظهر فيما بعد.
حاول الحزب أن يسترد ما فقد من هيبة وشعبية بمساندة المقاومة فى غزة بعد عملية «طوفان الأقصى» التى بدأت يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وردت عليها إسرائيل بإعلان حرب على غزة استمرت نحو العام دون توقف لتسجل أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ فرضها على المنطقة العربية عام ١٩٤٨.
لكن حزب الله لم يساند المقاومة الفلسطينية كما يجب واكتفت بإطلاق دفعات صواريخ من وقت إلى آخر لم تحقق خسائر تذكر للطرف الإسرائيلى الذى بدأت التخطيط لإضعاف الحزب بالعودة إلى تصفية قياداته العسكرية كما حدث من قبل.
فى ليلة ٤ ديسمبر ٢٠١٣ أطلق مسلحون النار على رأس القائد العسكرى فى الحزب «حسان اللقيس» من مسافة قريبة عند وصوله إلى بيته.
وفى يوم الثلاثاء ٣٠ يوليو استهدفت غارة إسرائيلية «فؤاد شكر» المستشار العسكرى للأمين العام للحزب.
وفى ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ اغتيل «إبراهيم عقيل» عضو مجلس الجهاد فى الحزب ومسئول وحدة الرضوان (وحدة النخبة) فى غارة جوية إسرائيلية على بيروت وقتل معه عشرة من القيادات العسكرية المساعدة.
وبعد أربعة أيام استهدفت إسرائيل «إبراهيم قبيسى» قائد منظومة الصواريخ فى غارة جوية على الضاحية الجنوبية.
وبعد يومين اغتيال «محمد حسين سرور» قائد القوة الجوية فى غارة نفذتها طائرة إسرائيلية (إف ٣٥) أطلقت ثلاثة صواريخ على مبنى يسكنه فى الضاحية الجنوبية.
وفى الفترة ذاتها أجهزت إسرائيل على نحو خمسة آلاف عضو فى الحزب بتفجيرات البيجر وأجهزة اللاسلكى.
وبدا واضحا أن خطة الاغتيال لم تكن عشوائية وإنما استهدفت القيادات العسكرية العليا والوسطى والصغرى قبل التخلص من الرأس الكبير «حسن نصر الله».
قصقصت ونتفت ريشه حتى أصبح عاريا ثم فجرته ليصبح الحزب فى أزمة صعبة ومعقدة يصعب الخروج منها بعد اغتياله.
ولكن الحقيقة أنه هو من بدأ الأزمة حين شعر «نصر الله» أنه السلطة العليا فى لبنان يأمر وينهى فى البلاد كما يشاء.
وبمساهمته فى عمليات عسكرية فى سوريا والعراق واليمن صنفت الولايات المتحدة الحزب منظمة إرهابية واعتبرت اغتيال «نصر الله» تحقيقًا للعدالة بعد اتهامه بقتل جنود من مشاة البحرية الأمريكية فى لبنان.
بل اعتبرت الولايات المتحدة مقتله لا يقل أهمية عن مقتل «أسامة بن لادن».
يضاف إلى ذلك الاختراقات الأمنية المتوالية التى تعرض لها الحزب بصورة يصعب تصديقها وبتكلفة متدنية تحملتها إسرائيل وكأن جزءًا من التجسس على الحزب هو الكراهية التى تحملها جماعات كثيرة فى لبنان وما حولها.
لكن هناك سببًا أهم وراء انهيار الحزب وهو موقف إيران الذى يوصف بالصمت الاستراتيجى الذى لجأت إليه حتى لا ترد على اغتيالات علمائها المسئولين عن برنامجها النووى واغتيال رئيسها «إبراهيم رئيسى» واغتيال «إسماعيل هنية» على أرضها وسرقة الأسرار النووية باختراقات سيبرانية.
بل أكثر من ذلك تركت أذرعها فى المنطقة تحارب وحدها وراحت تتفرج عليها.
وكانت حجتها أنها لا تريد أن تتورط حتى تنتهى من القنبلة النووية وساعتها ستكون قادرة على الردع النووى بينها وبين إسرائيل.
والحقيقة أن هذه سذاجة استراتيجية فى التحليل السياسى فالردع النووى لا يوقف الصراعات الإقليمية مثل الهند وباكستان وروسيا وأوكرانيا.
وعندما تصل إيران إلى ما تحلم به ستكون إسرائيل قد حققت كل ما تريد عسكريا وسياسيا لتصل بالمنطقة إلى نظام إقليمى جديد لن يكون لنظام آيات الله فى طهران تأثير يذكر فيه.
ويبدو الحديث عن مستقبل حزب الله المرشح لقيادته «هاشم صفى الدين» حديثا مؤسفا فقد أصابه الضعف ويعانى من صورة ذهنية سيئة.
ولن تقوم له قيامة إلا إذا نجح فى تغيير الصورة الذهنية السيئة بعدم التدخل فى شئون الدول مهما كان وجوده فيها.
بجملة أخرى يجب تغيير سياساته الداخلية والإقليمية.
لكن الأهم لا بد من عمليات عسكرية نوعية قوية حاسمة ومؤلمة وسريعة ضد إسرائيل تعادل اغتيال «نصر الله» ومساعديه الكبار والصغار.
دون هذه العمليات الموجعة غير القابلة للانتظار لن يثق أحد فى الحزب وسينتظر الجميع مراسم دفنه.
ليكن «صفى الدين» عند كلمته عندما أعلن أنه سيقصف بيت «نتنياهو» ولكن بشرط أن يقتله كما توعد وإلا اعتذر عن قيادة الحزب.
ولن تكون هذه العمليات مجرد انتقام فقط وإنما ستوقف المخطط الإسرائيلى عند حده.
إن إسرائيل حاصرت لبنان بعد اغتيال «نصر الله» ومنعت طائرة إيرانية من الهبوط فى مطار بيروت كما حذرت السفن الإيرانية من الرسو فى موانئ لبنان.
وعندما تغير إسرائيل اسم عمليتها فى لبنان إلى «تقديرات جديدة» فإنها تفتح جميع السيناريوهات للتعامل معها ومنها الغزو البرى واحتلال خطوط استراتيجية فاصلة آمنة لها.
لقد حاربت «حماس» إسرائيل سنة كاملة ولا تزال صامدة ونجحت فى وضع مؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية فى حرج شديد وأشعلت الغضب فى شعوب العالم ضدها واستردت القضية الفلسطينية وجودها رغم الثمن الفادح الذى دفعه الشعب فى غزة والضفة الغربية.
لكن بمشهد اغتيال «حسن نصر الله» الذى سيطر على الدنيا كلها قبل أن تكمل الحرب سنتها الأولى بدأت إسرائيل تسترد بعضا من هيبتها وسمعتها وقدرتها المفقودة على الردع.
إن الضربة للأسف جاءت للمقاومة من جهة المساندة.
على أن عواصف النار لم تهدأ بعد.
ولا أحد يعرف من سيحترق بها فى بداية السنة الثانية من الحرب.
بالاشتراك مع: الحسين محمد
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب الله نتنياهو نصر الله لبنان حسن نصر الله غزة عادل حمودة الولایات المتحدة حسن نصر الله على العملیة حزب الله فى لبنان فى الحزب فى غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
في الأسابيع الأخيرة، بدأ المشهد الإقليمي يشهد تحولًا لافتًا لا يمكن التعامل معه كمسألة عابرة أو مجرد تبدّل في اللهجة. بات واضحًا بما لا يقبل الشك أنّ ثمة تغييرًا فعليًا في الخطاب والسلوك الرسمي العربي، وكأن العواصم اتخذت قرارًا غير معلَن بإعادة تموضع سريع بعد الضربة التي استهدفت قطر.هذا الحدث لم يمر مرور الكرام، بل أطلق سلسلة ردود فعل ما زالت تتفاعل، وتترك أثرها على طريقة التحرك العربي في الملفات الحساسة.
اللافت أنّ هذا التبدل لم يبقَ محصورًا في البيانات أو القنوات الدبلوماسية التقليدية، بل ظهر في طريقة التواصل مع إيران، التي انتقلت من الخطاب الحاد أو المتحفّظ إلى مقاربة تحمل قدرًا أكبر من الجدية. قد لا يكون العرب في وارد الذهاب إلى مواجهة مباشرة أو فتح صفحة جديدة كليًا، لكن حجم التواصل الإيجابي والمنتظم يدل على أن شيئًا ما يتغيّر بعمق، وأنّ التنسيق ـ ولو بقي في الظل ـ يزداد اتساعًا.
ورغم أن هذا الانفتاح لا يعني بالضرورة فتح باب مباشر بين السعودية وحزب الله في المدى القريب، فإن المنطق السياسي والقراءة الهادئة للمشهد تقول إن هذا المسار سيقود في مرحلة لاحقة إلى نوع من التفاهم أو التهدئة، لأن مصالح الأطراف لم تعد تسمح برفع منسوب التوتر إلى الحد الذي كان قائمًا قبل أشهر قليلة فقط. ومن الواضح أن الحسابات الجديدة لم تعد محكومة بالشعارات التقليدية، بقدر ما باتت مرتبطة بالقلق من الصراعات المفتوحة التي يمكن أن تخرج عن السيطرة.
لكن التطور الأكثر حساسية يتمثل في الموقف التركي. أنقرة باتت تنظر إلى إسرائيل كعامل تهديد مباشر لأمنها القومي، وهذا الشعور لم يعد خافيًا على أحد. لذلك فتحت قنوات تواصل مع حزب الله بصورة أوضح وأكثر علنية مما كان يحدث سابقًا، في محاولة لإعادة رسم خريطة تحالفات قادرة على كبح التقدّم الإسرائيلي في المنطقة. تركيا تدرك أن بقاء الساحة مفتوحة سيضعها في مواجهة مع واقع جديد قد يفرض عليها أثمانًا سياسية وعسكرية غير قادرة على تحملها.
ومن الطبيعي أن يشمل هذا التحرك التركي الساحة السورية، خصوصًا أن النظام في دمشق دخل في مرحلة تقارب لافت مع أنقرة، تتقدم بشكل واضح على علاقته مع واشنطن أو تل أبيب. هذا الميل السوري نحو تركيا ليس تفصيلًا صغيرًا، بل خطوة تعكس قراءة جديدة لتوازنات المنطقة، وفهمًا لتغيّر أولويات القوى الإقليمية. وإذا استمر هذا المسار بالزخم الحالي، فمن المرجّح أن نشهد مشهدًا سياسيًا مختلفًا خلال عام واحد فقط، يقوم على تفاهمات جديدة بين أطراف كانت تعتبر نفسها في مواقع متناقضة تمامًا قبل وقت قصير.
بهذا الشكل، يبدو أن التحولات الجارية ليست مجرد ضوضاء سياسية، بل مسارًا كاملًا يفرض نفسه بهدوء، ويغيّر قواعد اللعبة ببطء وثبات.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة وزير الخارجية الإسرائيلي: في تركيا أردوغان أصبحت السلطة القضائية أداة لإسكات الخصوم السياسيين واعتقال الصحفيين Lebanon 24 وزير الخارجية الإسرائيلي: في تركيا أردوغان أصبحت السلطة القضائية أداة لإسكات الخصوم السياسيين واعتقال الصحفيين 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تفكك وحدة النطاق الجغرافي لقطاع غزة وتحوله إلى مناطق معزولة غير قابلة للحياة Lebanon 24 المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تفكك وحدة النطاق الجغرافي لقطاع غزة وتحوله إلى مناطق معزولة غير قابلة للحياة 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 أخطاء خصوم "حزب الله" تعزز موقعه شيعياً Lebanon 24 أخطاء خصوم "حزب الله" تعزز موقعه شيعياً 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة 12/12/2025 11:01:27 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 الإسرائيلي حزب الله دبلوماسي السعودية السورية تل أبيب واشنطن تابع قد يعجبك أيضاً اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية Lebanon 24 اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية 03:55 | 2025-12-12 12/12/2025 03:55:51 Lebanon 24 Lebanon 24 للفارّين من الخدمة.. بيان من قوى الأمن Lebanon 24 للفارّين من الخدمة.. بيان من قوى الأمن 03:38 | 2025-12-12 12/12/2025 03:38:15 Lebanon 24 Lebanon 24 مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا Lebanon 24 مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا 03:32 | 2025-12-12 12/12/2025 03:32:48 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي Lebanon 24 بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي 03:31 | 2025-12-12 12/12/2025 03:31:55 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد عام من "وقف إطلاق النار".. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟ Lebanon 24 بعد عام من "وقف إطلاق النار".. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟ 03:30 | 2025-12-12 12/12/2025 03:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان Lebanon 24 بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان 13:34 | 2025-12-11 11/12/2025 01:34:13 Lebanon 24 Lebanon 24 شقيقة المبدع جورج خباز.. ممثلة لبنانية تتعرض لحادث سير مروّع (فيديو) Lebanon 24 شقيقة المبدع جورج خباز.. ممثلة لبنانية تتعرض لحادث سير مروّع (فيديو) 08:38 | 2025-12-11 11/12/2025 08:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟ 11:21 | 2025-12-11 11/12/2025 11:21:06 Lebanon 24 Lebanon 24 حالات تسمّم في بلدة لبنانية.. أكثر من 70 مصابا بينهم راهبات Lebanon 24 حالات تسمّم في بلدة لبنانية.. أكثر من 70 مصابا بينهم راهبات 07:14 | 2025-12-11 11/12/2025 07:14:37 Lebanon 24 Lebanon 24 مداهمة في الأشرفية… وتوقيف مجموعة داخل منزل مُشتبه به Lebanon 24 مداهمة في الأشرفية… وتوقيف مجموعة داخل منزل مُشتبه به 04:39 | 2025-12-11 11/12/2025 04:39:36 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب علي منتش Ali Mantash @alimantash أيضاً في لبنان 03:55 | 2025-12-12 اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية 03:38 | 2025-12-12 للفارّين من الخدمة.. بيان من قوى الأمن 03:32 | 2025-12-12 مخاوف فرنسية بشأن لبنان: التصعيد الاسرائيلي ليس مستبعدا 03:31 | 2025-12-12 بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي 03:30 | 2025-12-12 بعد عام من "وقف إطلاق النار".. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟ 03:19 | 2025-12-12 خطة لحل أزمة اللجنة الأولمبية.. بايراقداريان: هدفنا استعادة الوحدة في الرياضة اللبنانية فيديو هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 12/12/2025 11:01:27 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24