في اليوم الثاني لإعلان إسرائيل بدء عمليتها البرية الموصوفة بـ"التوغّل المحدود" في الجنوب اللبناني، انفجرت للمرة الأولى معارك الالتحام القتالي المباشر بين الجيش الإسرائيلي و" حزب الله" ومُنيت إسرائيل بضربة موجعة أولى من الخسائر البشرية في صفوف جنودها. اتخذ هذا التطور دلالات بارزة تمثلت، في أن التوغّل الأولي "الاستطلاعي" أول من أمس، بدا بمثابة سبر أغوار إسرائيلي لجاهزية "الحزب" ميدانياً على الأرض قبل التورط في الاجتياح المحتمل أياً يكن حجمه ومسافته.

وورد في افتتاحية" النهار": جاءت حصيلة المواجهات الميدانية التي حصلت أمس لتشكل واقعياً كلفة باهظة إسرائيلية وأول مؤشر إلى كون الحزب مستعداً للفصل البري من الحرب بعدما اهتزت صورة "الردع" لديه بفعل سلسلة طويلة وصادمة من الضربات القاسية التي ألحقتها به إسرائيل بشكل متواصل، بلوغاً إلى تتويج تلك الضربات باغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله. وبدا واضحاً أن الحزب أطلق في الساعات الأخيرة ما بدا أنها رسائل لإثبات استعادة زمام المبادرة، بدليل إصداره عدداً كبيراً غير معتاد من البيانات حول التطورات الميدانية. ولكن الخشية ظلت كبيرة من إقدام إسرائيل على تصعيد أكبر في الغارات والعمليات الجوية المدمرة التي تستهدف عبرها مناطق الجنوب والبقاع و" الصاحية الجنوبية" من بيروت، علماً أن عدد الغارات التي شنتها ليل الثلثاء – الأربعاء على الضاحية كان قياسياً وفاق الـ15 غارة.

وكتبت" الاخبار": ابتداءً من فجر أمس، صار ممكناً القول إن العملية العسكرية البرّية الإسرائيلية المُنتظرة صارت واقعاً على الأرض. فبعد يومين من عمليات الاستطلاع بالنار والاختراقات المحدودة جداً للخطّ الأزرق، دفع جيش الاحتلال، صباح أمس، بقوات من وحدة «إيغوز» الخاصة، تقدّمت من مستوطنة مسكافعام باتجاه خلّة المحافر في بلدة العديسة الحدودية، حيث وقعت مواجهة كان لها ما سبقها. وبحسب مصادر «الأخبار»، فقد أجرى العدو الثلاثاء مناورات استطلاعية في نقاط حدودية عدة، إحداها في خلة المحافر، حيث «تقدمت 3 دبابات ميركافا داخل الأراضي اللبنانية لمسافة تقل عن مئة متر، وانتظرت ردّ فعل لم يأتِ من المقاومة». وبناءً عليه، درست مجموعات استطلاع المقاومة تحرّكات العدو، ورسمت مسارات توغّل متوقّعة، وكمنت للعدو فيها. وفجر أمس، تسلّلت قوات «إيغوز» باتجاه خلة المحافر، حيث كانت تحت انظار المقاومين، ولدى وصولها الى منزل قريب من الحدود، أمطرها المقاومون بالرصاص والقذائف الصاروخية، قبل أن يتقدّموا للاشتباك معها من مسافة قريبة جداً، «وسمع المقاومون صراخ الجنود وعويلهم وطلبهم للإسعاف». في غضون ذلك، كانت مجموعات اخرى من المقاومة تمطر مواقع العدو القريبة وخطوط الإمداد المحتملة بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية. وعلى الاثر، وصلت مروحيات لتأمين غطاء جوّي للقوات التي وقعت في الكمين، وسحب القتلى والجرحى. فيما واصل المقاومون استهداف تجمّعات ونقاط تحشّد قوات العدو في كل من ثكنة الشوميرا وشتولا ومسكفعام وكريات شمونة وزرعيت وأفيفيم وأدميت.في وقت لاحق، حاول جنود العدو التسلل إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، حيث كان كمين آخر للمقاومين، فوقعت اشتباكات عنيفة أدّت الى خسائر مؤكدة في قوات العدو. وفي المنطقة نفسها، استهدف مقاومو حزب الله ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجّهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس، ما أدى الى اشتعالها ومقتل وإصابة من فيها. كما أمطروا قوة إسرائيلية تحرّكت شرق بلدة مارون الراس بالرصاص والقذائف ‏الصاروخية. كذلك، باغت المقاومون قوة للعدو الإسرائيلي كانت تحاول الإلتفاف على بلدة يارون من جهة الحرش، وفجّروا عبوة خاصة بها وأوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيلٍ وجريح. وفي كفركلا، فجّر المقاومون عبوة معدّة ‌‏مسبقاً بقوة مشاة إسرائيلية تسلّلت إلى منزل في خراج البلدة، قبل أن يمطروها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا أفرادها بين قتيل ‌‏وجريح. وفي يارون، فجّر المقاومون عبوة ناسفة بقوة مشاة حاولت التسلل باتجاه البلدة، من جهة مرتفع السلس، ما أدّى إلى وقوع أفرادها بين قتيلٍ وجريح. كما استهدف المقاومون بصاروخ موجّه قوة للعدو بين العديسة ومسكفعام. ومساء أمس، تحدّثت معلومات عن وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة بين مستعمرة المالكية وعيترون، حيث وقعت اشتباكات عنيفة استمرّت لفترة من الزمن.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

استشهاد فلسطيني وإصابة 3 بينهم طفل بنيران العدو الإسرائيلي في قلقيلية وجنين

الثورة نت /..

استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخران، مساء اليوم الأحد، برصاص قوات العدو الإسرائيلي، شرقي مدينة قلقيلية، فيما أصيب طفل بجراح متوسطة، إثر استهداف قوات العدو مركبة مدنية غربي مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية بفلسطين المحتلة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في تصريح مقتضب لوكالة “سند” للأنباء، إن طواقمها الطبية قدمت الإسعافات لمصابين بالرصاص؛ قبل أن تحتجزهما قوات العدو قرب بلدة عزون، شرقي قلقيلية.

وأوضح الهلال الأحمر أن طواقمه الطبية وصلت موقع إطلاق النار تجاه مركبة فلسطينية في عزبة الطيب قرب بلدة عزون، وتعاملت مع إصابتين؛ “بينما يوجد شهيد في الموقع لم تسمح لنا قوات العدو الإسرائيلي بالوصول له”.

وأضاف أن جنود العدو أجبروا الطواقم بعد ذلك على مغادرة المكان واحتجزوا جثمان الشهيد والمصابين، مؤكداً أن جراح أحدهما حرجة.

إلى ذلك قال مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، في بيان مقتضب اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن قوات العدو الصهيوني اعتقلت المصاب براء بلال عيسى قبلان (21 عاماً) بعد إطلاق النار عليه قرب بلدة عزبة الطبيب شرق قلقيلية.

على صعيد متصل، أصيب طفل فلسطيني، مساء اليوم الأحد، بشظايا رصاص قوات العدو الإسرائيلي في بلدة برقين، غرب جنين.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر محلية أن قوات العدو اقتحمت البلدة وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين، ما أدى لإصابة طفل (12 عاما) بشظايا رصاص في ركبته، أثناء لعبه على دراجته.

مقالات مشابهة

  • تايلاند: مقتل ثلاثة جنود في المواجهات مع كمبوديا
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على الجنوب اللبناني ويفجر منزلا ويشن غارات
  • العدو الصهيوني يعتقل 42 فلسطينيا خلال اقتحامات واسعة للضفة الغربية
  • العدو الصهيوني يشن حملة اقتحامات واسعة لعدة بلدات في جنين
  • الاحتلال يقتحم عدة بلدات في جنين وينفّذ حملة مداهمات واسعة
  • العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة المحتلة
  • العدو الصهيوني يصيب فلسطينيا بالرصاص في الرام ويشدد إجراءاته العسكرية برام الله
  • استشهاد فلسطيني وإصابة 3 بينهم طفل بنيران العدو الإسرائيلي في قلقيلية وجنين
  • ثلث جنود جيش العدو الإسرائيلي يواجهون مشاكل نفسية منذ 7 أكتوبر2023
  • وزير الخارجية قطر: علاقتنا بحماس بدأت بطلب أمريكي وكل المساعدات إلى غزة بتنسيق مع إسرائيل