سواليف:
2025-08-01@13:11:56 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. حتى في غيابك!

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

حتى في غيابك!

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 21 / 3 / 2017

تنظرين في عينيّ التائهتين طويلاً فأشفى منّي واهتدي الى سبيلي..حتى في غيابكِ لم تتركيني لحظة واحدة..كلما ضاقت بي الدنيا ونزفتُ قلقاً على الوسادة ،تدلّيت من بين عناقيد الحلم قطفاً من نور..تمسحين على شعري ،تجلسين على كرسيكِ أمامي وتؤنسيني بوجودك حتى تهدأ روحي المضطربة.

.

مقالات ذات صلة الاحتلال يغتال صاحب الصورة الأشهر في انتفاضة الأقصى 2024/10/03

أتعبتك في حياتك وفي رحيلك يا غالية فسامحيني..سامحيني لم أكن أعي قيمة صوت أقدامك البطيء على درجات غرفتي أثناء « التوجيهي» الا عندما عزّ الزائرون في غيابك..لم أكن أعي ماذا يعني أن تــُقرّبي عود الثقاب من عينيك الغائمتين لتريه ،فتشعلين النار تحت إبريق الشاي وتحضريه لي في مساءات الشتاء الطويلة الا عندما تجرّعت الوحدة الباردة!!…سامحيني لم أكن أعي ما معنى أن تصمتي وأنتِ تشاركيني السماع لإذاعة الشرق قبيل امتحان الانجليزي بليلة..كان صمتك يتمنى أن أغلق الراديو وأركزّ في كتابي جيّداً..لكنك خجلت أن تقوليها وأنا لم التقطها في حينها..

قلت لكِ في مقالٍ سابق ..أنتِ لم ترحلي لكنّك غيّرت مكان الإقامة فقط ، ما زالت غرفتك العسلية عامرة بأنفاسك ..نتحلّق كل مساء حول مكانك الفارغ ، نسهر نتكلم ،نصمت..لكننا لا نجرؤ على نسيانكِ..ما زال كل شيء يحترم اختيارك ويرفض غيابك..الروزنامة في مكانها ،نجددها كل عام ونحتفظ بــ»الجلدة»القديمة ، سخّانة قهوتك، فناجينك الثلاثة ، حرامك البٌنّي ما زال الحِرام الوحيد الذي يداري غفوتي المسائية أو يدفئني إذا ما تسللت إلىّ قشعريرة آذار ..صور الأحفاد المعلّقة على الخزانة وقرب الستارة ما زالت تبتسم لمكانك ..ولأنها من اختيارك؛ أحفاد البرواز لم يكبروا بعد..كرسيّك الأبيض ما زال شاغراً كعروش الملوك لا يعتليه أحد ..إصدارات كتبي التي كنتِ أهديكِ إياها ما زالت في «الساطرة» قرب مطحنة القهوة و»البنوّرة» وساعتك المتوقفة عند العاشرة..

ما زال رقم ملفّكِ الطبي مخزّنا على هاتفي، وما زلت أحتفظ بأرقام أطبائك المختصين أتصل بهم كل عيد فيذكروني ويذكرونك يا أمي، وما زال اسمك برغم كثرة الأسماء على رأس القائمة «أأأمي» كتبته بهذه الطريقة كي لا يسبقك بالترتيب أحد وكي لا تضيعي في زحمة الأسماء ،صحيح أن هاتفك «لا يمكن الاتصال به»..لكنك تتصلين بي كل ليلة وكل حلم ودون انقطاع او تشويش ..

ما زال كيس الدواء في نفس الزاوية ، وما زلت أحفظ أسماء أدويتك عن ظهر قلب وتدرّج الجرعات..أنت لم تغيبي لحظة عنا صدقيني ..أنت تقضين مناوبتك في الرحيل فقط..

سامحيني يمّه ، أن اختلف شكل الهدية ،أو قطعت أغاني الأم في الراديو وغيّرت الموجة ، أو حاولت الالتهاء بأي شيء عند سماع «إعلانات ست الحبايب» فلن استطيع أن أهديك ما يقترحون ..ولن تستطيع أن تلامس شفتاي جلد يديك الرقيق…سامحيني ان شغلت نفسي هذا المساء بأي شيء..فوقت «اللمّة « الليلية وتقديم الهدايا والتناوب في الجلوس على سريرك ورفع اليدين في الأدعية..كل هذا يرميني على حافة الحزن فسامحيني!…

هذا المساء وحسب توقيتي اليومي في زيارتك..سأطبع قبلة على رخام الضريح وأقول ..كل عام وأنتِ بألف ألف خير!..عندما تبقى أشياؤك أجراس ذكرى لنا..فأنت بخير..عندما لا تغيبين لحظة عنّا وعن الأولاد فأنت حتماً بخير..عندما تتوهّج غرفتك قنديلاً في عتمتنا فأنت بألف ألف خير..عندما أمسح العشب الطري عن جبهة قبرك فأنت بخير..عندما تفتحين باب الحلم كل ليلة وتضيئين زوايا الغياب فأنت بخير..عندما أزرع «زنبقة» في مفرق القبر وأرويها ماء وأدعية كل مساء حتى تتفتح أكفها كأكفّك فأنا بخير..

ظلّي قربي..حتى في غيابك ..فأنا نقطة من»حِبرك» انا زفرة من صبرك..أنا فاصلة في هامش الأيام ..وأنت «ترويسة» العمر!

#93يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن أحمد حسن الزعبی ما زال

إقرأ أيضاً:

لص يسرق هاتف مراسلة قبل لحظات من ظهورها في بث مباشر.. فيديو

خاص

تعرضت المراسلة البرازيلية، كلارا نيري، لموقف مرعبة قبل ثوان من خروجها في بث مباشر لأحد القنوات التلفزيونية.

وكانت نيري تتصفح شيئا ما على هاتفها استعدادا للبث لكن لص يقود دراجة نارية جاء من ورائها وخطف بسرعة الهاتف من يدها.

وأفادت مراسلة شبكة “باند” التلفزيونية أنها كنت تقف على أحد الأرصفة في حي بوتافوجو جنوب ريو دي جانيرو، عندما سُرق هاتفها قبيل لحظات من ظهورها على الهواء ضمن برنامج “بورا برازيل” الصباحي.

وأضافت أنها تمكنت من الإمساك بالمجرم ولم تتركه إلا عندما ترك هاتفها، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية لم تتمكن من العثور على الجاني.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/X2Twitter.com_Uq25SvPFOvruxm4U_720p.mp4

مقالات مشابهة

  • عُمان .. عندما تُعشق الشوكولاتة!
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • لص يسرق هاتف مراسلة قبل لحظات من ظهورها في بث مباشر.. فيديو
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم
  • الأردنيين في الصين بخير
  • هذا ما نعنيه عندما نتحدث عن حق العودة
  • لكن يبدو أنهم تعاملوا مع موضوع (شفشفة العربات) بنظرية أكل التمر
  • بالصور.. بدء تصوير وتر حساس الجزء الثاني
  • تنظيم الاتصالات
  • الدبيبة يلتقي الكاتب «محمود البوسيفي» ويبحث دعم الإعلام الوطني وترسيخ حرية التعبير