أحداث غزة ولبنان| الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط: الكون تحول لـ"شيطان أخرس".. ويشدد على ألا ينزلق اللبنانيون نحو الفتنة
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، حوارا إذاعيا لإلقاء الضوء على الأحداث الساخنة التي يشهدها لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
وتنقل "البوابة نيوز" لكم نص الحوار حيث إستهل الدكتور ميشال حديثه بقوله: لا بد لنا من أن نوضح أنّ التهجير، القائم على العنف، هو خرق للقوانين ولشرعة حقوق الانسان؛ في نفس الوقت، هو بالحقيقة عملية إذلال وخرق يومي وسحق هائل للكرامة الإنسانيّة، اذ إنه إخراج للإنسان من دائرة حياته اليومية، من مدرسته ومؤسساته ورميه بالشارع، وهذا ما يشكل ذروة الإذلال والتفكك المجتمعي.
أشار الدكتور ميشال في حديثه قائلًا : تاريخيًا، كانت لدينا تجارب في الثمانينيات، وها هي اليوم تتكرر في التهجير والإغاثة والايواء وما شابه، لكن البند الأساسي الذي لم ننتبه له في الماضي يجب علينا أن ننتبه إليه اليوم في معضلة التهجير، الا وهو تفكيك للقوى النفسية للإنسان عبر رميه في المجهول وتوقفه عن الإنتاج وتدمير إنتاجه بحيث يقع فريسة الفقر والبطالة والعوز. عندئذ نكون قد وضعنا جزءًا كبيرًا من الشعب في بوتقة الهلاك الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن التهجير والحرب والاعتداء.
هناك قوم لا يروق لهم أن نكون نحن على قيد الحياة وأن نكون موجودين بالأساس، لذلك يهدفون الى إبادتنا ويستعملون شتى الطرق من أجل ذلك. هذا ما يحصل في لبنان ومنطقة المشرق العربي أو ما نسميه المشرق الأنطاكي.
أضاف د.ميشال، أكثر من ذلك، كان مجلس كنائس الشرق الأوسط اول من وصف في الثامن عشر من شهر أكتوبر ٢٠٢٣ حرب غزة "بالإبادة" لأنها حرب إبادة وتطهير عرقي، رغم اعتراضات البعض على هذا الوصف، ولكن سرعان ما وافقوا على التسمية نفسها واعتمدوها.
في هذا السياق، أود أن ألفت النظر بأنني قد شاركت في اجتماع لمجلس كنائس العالمي في أثينا حول موضوع "جدار الفصل العنصري في فلسطين" وهو مقدمة لما يجري في لبنان، لأن نموذج غزة يتكرر تدريجيا في لبنان وهذا ما نخشاه. ان الكلام عن وقف إطلاق النار والمفاوضات والمحاولات الدبلوماسية نراها حتى اليوم مضيعة للوقت، وهذا ما يجعل العدو يتحضر أكثر. وبالتالي نأمل ألا نكون أمام مسار طويل يسير في هذا الاتجاه.
أردف بالقول: إنّ ما يجري هو إبادة، بحيث تصل نسبة القتل يوميا إلى ٥٠٠ قتيل، كما أن مجموع الذين قتلوا هو أكثر من العدد المعتمد إحصائيا في إحصاءات الحروب، والأسوأ من ذلك، أنها تشن على قسم أساسي من اللبنانيين في محاولة لوضعهم في مواجهة القسم الآخر. وهذا ما نخشاه.
على الصعيد الاغاثي، بعثت دائرة الدياكونيا والخدمة الاجتماعية في المجلس نداء للمساعدة وجلب الدعم، وهي تتعاطى بشؤون الإغاثة بكل أبعادها حتى النفسية. لذلك، عقدنا في فريق العمل اجتماعا موسعا أكدنا خلاله أن ما يجري في لبنان قد تخطى مشكلة الإغاثة والتنمية والتأهيل إلى مشكلة وطنية عامة، لذلك شمل الاجتماع ابعاد الإعلام واللاهوت والسياسة والثقافة، واعتبرنا أن العمل الإغاثي هو من اختصاص الأمانة العامة الموسعة.
الجدير ذكره، أن دائرة الدياكونيا كانت قد بدأت منذ عام بإرسال المساعدة إلى الجنوب الى مراكز تجمع النازحين، وهنا لا بد من التوضيح ان المجلس ليس كسائر المؤسسات الاغاثية، حيث انه لا يستطيع أن يرفد مراكز الايواء بالمساعدة السريعة. المجلس يؤمن حاجات اعمال الإغاثة من السوق المحلية، لذلك أطلقنا النداء اذ اننا نتطلع لمرحلة ما بعد الإغاثة، أي أعمال التأهيل وبداية التنمية، أي اننا نهتم بحاجة الناس في المرحلة التي تلي الاغاثة.، خصوصا التأهيل المهني والمسكن.
في خط مواز، نرى وبكل وضوح، أن الكون قد تحول إلى " شيطان أخرس"، ساكت عن الحق، يعرف الحق، ويسكت عنه أيضا، وما شهدته بلادنا والعديد من الدول من قتل وتهجير، خير دليل على ذلك.
وتابع، نعم، لدى البشرية معايير مزدوجة، ومصالح شركات السلاح والنفط وغيرها من الشركات المتعددة الجنسيات، مرتبطة ببعضها البعض من ضمن منظومة عالمية تتخذ القرارات التي نرى تبعاتها قتلاً ودماراً وانتهاكاتٍ لأبسط القواعد الإنسانية.
ليس السياسيون هم الذين يتخذون القرارات، إنما من يأخذها هم من يهدفون الى وضع أيديهم على ثروات العالم والمواد الأولية واستغلالها لمصالحهم الخاصة. هم يسيرون وراء مصالحهم التي بموجبها تدار الدول في هذا العالم، حيث يتجند الفقراء والمعوزين، وترسل الجيوش ويستغلون من أجل السيطرة على مصالح الشعوب وزيادة الثروات. والأخطر من ذلك، مشاكل البيئة الناتجة عن الحروب واستعمال مواد الوقود الأحفورية التي تشكل عبئا على حياة الإنسان في مجتمع الحداثة. ما هذه "الصدفة" أن من يقيمون تلك المؤتمرات البيئية العالمية هم أنفسهم من يستخرجون مواد الوقود الأحفورية؟
أما على الصعيد الوطني اللبناني، فقد وجدنا الرجاء في مشهدية الإلفة والمؤازرة والتضامن الإنساني الوطني بين ابناء الشعب اللبناني، لكن ذلك يبقى رهن المدة الزمنية للحرب والازمة التي نتجت عنها، اذ إن التضامن المحب والعفوي قد لا يستمر إذا ما طالت مدة الأزمة.
إضافة الى ذلك، لا بد لنا من التوضيح أن المبادرات التي نشهدها اليوم ليست كافية، لا في لبنان ولا في العالم برمته. فما تقوم به الهيئات هي بمثابة " البحصة التي تسند الخابية"، وهذا وضع توازن هش. إن كل ما تقوم به الهيئات ليس كافيا أمام قدرات الدولة التي هي بحالة إفلاس، مقابل دولة قادرة عند المعتدين.
رغم كل ذلك، نرى بأن العمل على الأرض هو أمر ضروري، كما أن الكلمة في بعدها المعنوي لها تأثير إيجابي، لذلك عندما نصدر البيانات الكنسية وتتصدر مواقع التواصل العالمية يكون لديها فعل مناصرة ونداء انساني اجتماعي وسياسي. تأتي إلى جانب هذه البيانات مروحة من الاتصالات لتشكل جميعها وسيلة ضغط على قرارات معينة. لكن المجلس لا يتدخل الا في القرارات التنموية.
ختم قائلًا: "أن زمننا هو زمن النفاق وإزدواجية المعايير القائمة على أمرين أساسيين، غسل دماغ منهجي على المستوى العالمي وبعض من السذاجة عند بعض الفئات نتيجة لنظرة الدول المتقدمة إلى هذه الشعوب الفقيرة النامية.
أمام كل ذلك، أشدد "ألا ينزلق اللبنانيون نحو الفتنة، وهنا قد يكونوا قد خدموا من قام بالحرب عليهم".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجلس كنائس الشرق الاوسط كنائس الشرق الأوسط كنائس لبنان ميشال عبس الشرق الأوسط فی لبنان وهذا ما هذا ما
إقرأ أيضاً:
FT: تحول في الرأي العام الإسرائيلي تجاه حرب غزة
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفي نيري زيلبر، قال فيه إنّ: "بضع عشرات من الأشخاص، مرتدين قمصانا أرجوانية داكنة، تجمعوا في وسط تل أبيب، الأسبوع الماضي، في محاولة نادرة في إسرائيل للتشكيك في أخلاقيات حرب غزة، التي لطالما اعتبروها عادلة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "بدلا من الاكتفاء بترديد المطالب القديمة بإنهاء القتال وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، أشار المتظاهرون أيضا إلى محنة سكان غزة، والدمار الشامل الذي لحق بالقطاع الفلسطيني".
"قالت شوهام سميث، كاتبة قصص أطفال، وهي ترفع ملصقا لطفل فلسطيني شهيد: هذا مستحيل، هذا القتل المستمر. تحت وجه الطفل، كُتبت رسالة تدعو طياري سلاح الجو الإسرائيلي إلى "رفض" الخدمة" تابع التقرير نفسه.
وأضاف: "حكومة بنيامين نتنياهو ليست غريبة على الاحتجاجات. يخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع كل سبت، للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفعل أي شيء -بما في ذلك إنهاء الحرب- لاستعادة الأسرى. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حوالي 60 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون هذا الموقف".
وأكد التقرير: "في الأسابيع الأخيرة، تغير شيء ما"، مردفا: "تعرض قنوات الإعلام الإسرائيلي الرئيسية، وإن كان ذلك في لقطات قصيرة، الخسائر البشرية في غزة. ويتساءل بعض السياسيين عما إذا كانت إسرائيل لا تزال تخوض حربا عادلة. وعلى هامش مظاهرات الأسرى، يقف نشطاء مناهضون للحرب وقفات احتجاجية على أرواح ضحايا فلسطين. وقد ازدادت أعدادهم، وساروا حاملين الشموع وصور الأطفال القتلى في موكب صامت يوم السبت".
واسترسل: "شرعت جماعة سميث اليسارية "نقف معا" الأسبوع الماضي، في مسيرة مناهضة للحرب لمدة ثلاثة أيام، من تل أبيب جنوبا إلى حدود غزة، وهو احتجاج اعتقدت أنه كان مستحيلا في المرحلة الأولى من الحرب. وقالت: لقد انتزعوا الملصقات من أيدينا".
وأورد التقرير نفسه: "بعد حوالي 20 شهرا من الحرب، أصبحت محنة المدنيين في غزة، عاملا في النظرة المتصلبة والمصدومة للتيار الإسرائيلي السائد"، مردفا: "يُعد رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، من بين مجموعة من السياسيين الذين بدأوا في تناول هذا المحظور، مدركين أنهم سيُدانون علنا على الأرجح بسببه".
وأشار إلى أنه في مقال رأي نُشر في أيار/ مايو في صحيفة "هآرتس" اليسارية العبرية، كتب أنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي "ترتكب جرائم حرب في غزة"، واصفا إياها بـ "حرب إبادة، شملت قتل المدنيين بلا هوادة ووحشية وإجرامية".
وأضاف: "قبل ذلك، أثار يائير غولان، وهو زعيم سياسي يساري ونائب رئيس أركان سابق، عاصفة من الجدل بتحذيره من أن إسرائيل على وشك أن تصبح "منبوذة" لأنها "تقتل الأطفال كهواية" في غزة. وأوضح لاحقا أن انتقاده كان موجها إلى خطاب وسياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، وليس إلى تصرفات الجنود الإسرائيليين".
ومضى بالقول إنّ: "مثل هذه التصريحات، كانت نادرة خارج أوساط اليسار الإسرائيلي المتطرف طوال معظم فترة الحرب. وكان مصير الأسرى، واستنزاف القوات، والمكانة الدولية يُستشهد بها عادة كحجج أكثر أهمية -أقل إثارة للجدل- لوقف القتال".
واستطرد: "مع ذلك، بالنسبة لعدد متزايد من المعارضين، أصبحت أخلاقية الحملة العسكرية برمتها الآن موضع تساؤل. فيما طالب أكثر من 1300 ضابط عسكري كبير متقاعد الشهر الماضي، بإنهاء ما أسموه: الحرب السياسية في غزة، والتي قد تهدد الجنود الإسرائيليين: بارتكاب جرائم حرب".
"انتقدت عريضة مماثلة أصدرها أكثر من 2,500 فنان وكاتب وناشط سلام الشهر الماضي "حرب الخداع" المستمرة، مضيفة أنّ: الحرب التي يُقتل فيها أكثر من 15600 طفل ليست أخلاقية" بحسب التقرير ذاته الذي نشر في الصحيفة الأمريكية.
وأضاف: "حتى وقت قريب، كان من النادر رؤية صور في وسائل الإعلام الإسرائيلية لمدنيين فلسطينيين مصابين أو قتلى. وبدلا من ذلك، كانت وسائل الإعلام تعرض مقاطع فيديو لمبان مُدمرة وأحياء مُدمرة -عادة ما تكون خالية من السكان. والآن، حتى وسائل الإعلام الرئيسية الناطقة باللغة العبرية بدأت، على هامشها، في كسر تعتيمها الذاتي المفروض على الدمار البشري".
وبيّن أنّ: "موقع Ynet، أكبر بوابة إخبارية إلكترونية، قد نشر مؤخرا قصة مترجمة من وكالة أسوشيتد برس في أعلى صفحته الرئيسية بعنوان: لا مستشفى يستطيع المساعدة: عندما مات الرضيع جوعا. القصص التي يراها العالم من غزة. وحملت القصة صورة لحشد غزاوي مصطف أمام تكية، يحملون أوان فارغة".
واستدرك: "بعد أربعة أيام، بثّ برنامج الأخبار المسائية الأكثر شعبية في إسرائيل، على القناة 12، قصة عن الأهوال التي ظهرت في التغطية الدولية للصراع. واستهل البرنامج بغارة إسرائيلية على خان يونس، الشهر الماضي، قُتل فيها تسعة أطفال -تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر و12 عاما- من عائلة واحدة".
"تخلل التقرير المصور عن آثار الحرب الضارية صور للأشقاء مبتسمين من قبل الحرب، تلتها مقابلات مع أصدقاء وزملاء لأفراد العائلة الناجين" تابع التقرير، مردفا: "وعرض البرنامج أيضا جزءا من تقرير لليندسي هيلسوم من قناة الأخبار البريطانية الرابعة، انتقدت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة، بالقول: من الممكن تماما أن يختار الإسرائيليون تجاهل ما يُرتكب باسمهم، وعدم معرفة المعاناة والألم والجوع في غزة".
ونقلا عن المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هاريل، الذي دأب على انتقاد التغطية الإعلامية المحلية منذ الأيام الأولى للحرب، قال التقرير إنّه: "أقرّ بوجود بعض التغيير في التغطية"، مضيفا: "هناك عدد أكبر من الناس يتحدثون عن [الخسائر في الجانب الفلسطيني]، وهو جزء أكثر شرعية من ذي قبل. لكن لا يزال الحديث يدور عادة حول العواقب الدولية على إسرائيل وفشل الدبلوماسية الإسرائيلية".
وأضاف أنّ: "هذا التحول قد يكون راجعا أيضا إلى الحجم الهائل للخسائر الفلسطينية، والتي تستمر في الارتفاع يوميا وأسبوعيا وشهريا"، متابعا: "الواقع يحدق بك وجها لوجه... الأعداد هائلة. فقد قُتل ما يقرب من 55000 فلسطيني خلال الحرب المستمرة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين".
واختتم التقرير مبرزا أنّه: "إلى جانب أكثر من ثلاثمئة جندي احتياطي إسرائيلي آخرين التحقوا بالخدمة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وقّعت الآن عريضة ترفض الاستمرار في الخدمة".