أعلنت مؤسسة النفط عن استئناف الإنتاج بعد رفع حالة “القوة القاهرة” عن جميع الحقول والمواني النفطية.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي إدريس احميد، أن “رفع حالة القوة القاهرة واستئناف عمل المواني وحقول النفط سيسهم في تعزيز الجانب الاقتصادي في ظل التحديات الصعبة التي تواجهها ليبيا”.

وأضاف لوكالة “سبوتنيك” أن “أي تعطيل سيزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى الاستفادة من الإصلاحات والإيرادات الناتجة عن قطاع النفط، وكذلك البحث عن بدائل لهذا القطاع بسبب تذبذب أسعار النفط في السوق العالمية”.

وأشار إلى أن “دخل النفط الحالي غير كافٍ لإعادة بناء الاقتصاد الليبي”، مشددًا على “أهمية استئناف عمل الحقول النفطية، خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها منطقة الخليج والشرق الأوسط، مما سيزيد من الطلب على النفط الليبي”.

وتوقع احميد، “أن تشهد ليبيا نوعاً من الاستقرار الجزئي مع إعادة تشغيل قطاع النفط وتعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة الاقتصادية”، مؤكّدا “أن ليبيا بحاجة إلى توافقات أكبر بين الأطراف المختلفة وتجاوز الخلافات”، ومشيرًا إلى أن “الحلول الحالية مؤقتة وتتطلب استقرارًا وحكومة موحدة”.

وأضاف أن هذه “الخطوة تأتي في توقيت مهم، ويجب تدارك الخسائر الكبيرة التي تكبدتها البلاد في الفترة الأخيرة”.

وذكر أن “قطاع النفط، باعتباره المورد الوحيد للبلاد، يحتاج إلى استقرار وحوكمة فعالة ليتمكن من الإسهام في نهضة الدولة”، كما شدد “على ضرورة الاستفادة من الطلب المتزايد على النفط نتيجة الاضطرابات في المنطقة”.

وأشار إلى أهمية “توزيع عائدات النفط بشكل عادل لتحقيق التنمية في مختلف المدن والمناطق الليبية”.

وبيّن أن أي “خلافات بين الأطراف السياسية في البلاد تؤثر سلبًا على الوضع الاقتصادي وتزيد من حجم الخسائر”، مؤكداً “حاجة ليبيا لتغيير السياسات بهدف تعزيز الثقة الدولية بقطاعي النفط والمصرف المركزي وضمان استمرارية التعامل الدولي معهما”.

وأشاد “بالتوافقات الأخيرة بين مجلسي النواب والدولة، معتبراً إياها خطوة إيجابية قد تسهم في تأسيس حكومة جديدة”، مؤكدا “ضرورة استمرار التوافقات لمعالجة الأزمات التي عانى منها المواطن الليبي”، داعياً إلى “الاستفادة من الخبراء لتقديم حلول اقتصادية جادة تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد”.

من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي علي المحمودي، “أن الإعلان عن رفع حالة القوة القاهرة كان يجب أن يصدر من المؤسسة الوطنية للنفط، وليس من الحكومات، لأن هذه المؤسسة هي الجهة المخولة بالتعاقدات الدولية وإدارة القطاع النفطي”.

وأكد أن “استئناف الإنتاج في قطاع النفط سيكون له تأثير إيجابي على البلاد، خاصة أنه المصدر الرئيسي للدخل، ورغم الخسائر التي تكبدتها ليبيا، فإن استمرار الإنتاج سيسهم في الحفاظ على استقرار الاقتصاد ويحد من خطر الانهيار” مشددا على “ضرورة البحث عن مصادر دخل جديدة وزيادة معدلات الإنتاج لضمان انتعاش الاقتصاد على المدى الطويل”.

وأشار المحمودي لوكالة “سبوتنيك”، إلى أن “إغلاق النفط كان نتيجة خلافات بين الأجسام السياسية، ومع التوافق الأخير، انتهى دور الجهات التي كانت وراء الإغلاق”، وأكد أن “جميع الأطراف الليبية بحاجة ماسة إلى عائدات النفط لتمويل مشاريعها، ولذلك لا يرغب أي طرف في إطالة فترة تعطيل الإنتاج”، لافتا “إلى أن بعض الشركات بدأت بالفعل في استئناف الإنتاج تدريجيًا”.

وأضاف “أن “الاقتصاد الليبي في حاجة ملحة لكل قطرة نفط”، مشيرًا إلى أن “العجز المتوقع قبل الإغلاق كان 13 مليار دولار، ولكن مع إغلاق النفط وحقل الشرارة، وصلت الخسائر إلى ثلث الإنتاج”.

وأوضح أن “النفط الذي سيتم إنتاجه في الفترة المتبقية من العام قد لا يكفي إلا لسداد المرتبات والمصاريف الأساسية”، مشيرا “إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط تحتاج إلى اتخاذ خطوات واضحة لزيادة الإنتاج، على الرغم من صرفها مبالغ كبيرة لهذا الغرض، إلا أن الإنتاج تراجع بدلاً من الزيادة، لافتا إلى أن “الاقتصاد الليبي يعاني بشكل كبير نتيجة الأحداث الأخيرة في قطاع النفط”.

وأوضح المحمودي، “أن انتعاش الاقتصاد لا يعتمد فقط على تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، بل على وضع خطط واستراتيجيات واضحة، فالمصرف المركزي دوره هو كبح التضخم وتقوية العملة، وليس إنعاش الاقتصاد، الذي هو من مهام السلطات التنفيذية”.

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط، أعلنت أمس عن “رفع حالة القوة القاهرة في كافة حقول وموانئ النفط الخام”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاقتصاد الليبي مؤسسة النفط الليبية القوة القاهرة قطاع النفط استقرار ا رفع حالة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. الدبيبة يطرح “مبادرة سياسية” للخروج من الأزمة

 

البلاد – طرابلس
في خطوة جديدة تهدف إلى كسر حالة الجمود السياسي المستمرة في ليبيا منذ سنوات، كشف رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، عن مبادرة سياسية شاملة يسعى من خلالها إلى إنقاذ البلاد من الأزمة المتفاقمة التي تعيشها، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء عقد امس الثلاثاء.
وأكد الدبيبة أن المبادرة، التي يعتزم إطلاقها رسميًا خلال الأيام المقبلة، تتضمن ثلاثة مسارات رئيسة، تعكس رؤية الحكومة لتجاوز الأزمة السياسية التي أدت إلى احتجاجات شعبية واسعة تطالب برحيل السلطة الحالية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
تنطلق المبادرة، وفقًا لتصريحات الدبيبة، من إعادة هيكلة الحكومة الحالية بناءً على معايير الكفاءة بعيدًا عن المحاصصة السياسية أو التأثيرات الخارجية والموازية، في محاولة لإنهاء الفوضى السياسية التي تغذيها الصراعات الداخلية بين الفاعلين السياسيين.
المسار الثاني يتركز على إطلاق مشروع الاستعلام الوطني، الذي يعد بمثابة منصة شاملة تعبر عن إرادة الشعب الليبي، حيث تهدف إلى جمع وتوحيد المطالب الشعبية وتوفير قاعدة موثوقة لإجراء الانتخابات القادمة، مما يعزز من الشفافية والمشاركة السياسية. أما المسار الثالث فيركز على وضع آلية واقعية وفعالة لتأمين إجراء الانتخابات بشكل منظم وإنهاء الذريعة التي تستخدمها الأطراف المختلفة بشأن وجود حكومة موازية تعرقل سير العملية الانتقالية.
تأتي هذه المبادرة في ظل توترات متصاعدة تشهدها ليبيا، حيث يتصاعد الصراع على السلطة والموارد المالية بين الجهات السياسية في شرق وغرب البلاد، مع فشل الحوار الوطني في تحقيق تقدم ملموس. وتفاقمت المخاوف من انزلاق البلاد إلى نزاع مسلح، خاصة بعد تحريك الجيش الوطني قواته باتجاه مدينة سرت، وإعلان قوات غرب ليبيا حالة التأهب والدخول في تدريبات قتالية مكثفة.
وفي هذا الإطار، تعيش ليبيا أزمات متعددة الأوجه بين مطالب شعبية بإسقاط حكومة الدبيبة، والبرلمان الليبي الذي أقر مؤخرًا ميزانية خاصة لصندوق الإعمار، في خطوة لاقت اعتراضًا من رئيس الحكومة.
ومن غير المتوقع أن تلقى المبادرة قبولًا من كافة الأطراف، خصوصًا في شرق ليبيا، حيث يطالب البرلمان بتغيير الحكومة ويشرع في إجراءات تشكيل حكومة بديلة عن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق توافق وطني يضمن استقرار البلاد. ومع ذلك، فإن مبادرة الدبيبة تبرز كإحدى المحاولات الجدية لكسر الجمود السياسي وتقديم حلول وسطى قد تساهم في إحياء العملية السياسية وتلبية المطالب الشعبية بالاستقرار والانتقال السلس للسلطة.

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار النفط بعد زيادة إنتاج مجموعة أوبك+
  • ليبيا.. الدبيبة يطرح “مبادرة سياسية” للخروج من الأزمة
  • رئيس غرفة تجارة حلب : رفع العقوبات الأمريكية على سوريا خطوة مهمة لدفع الاستثمار المحلي والأجنبي في البلاد
  • النفط يرتفع 1% بدعم مخاوف تأثير التوترات الجيوسياسية على الإمدادات
  • مؤسسة النفط: أكثر من 1.3 مليون برميل إنتاج الخام خلال 24 ساعة
  • استئناف التداول في البورصة السورية بعد توقف نحو 6 أشهر
  • أسعار النفط ترتفع بأكثر من دولار للبرميل بعد قرار أوبك+ زيادة الإنتاج
  • أوبك+ تقر زيادة جديدة في الإنتاج بـ411 ألف برميل يوميا خلال يوليو
  • مصر تستهدف رفع إنتاج حقول الغاز لسد احتياجاتها من الطاقة.. وخبراء يعلقون
  • الملف الليبي.. حضور متزايد في أجندة واشنطن