اختتمت أعمال القمة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، وقد وضعت "قمة المستقبل" -التي استمر انعقادها في مدينة نيويورك على مدى أسبوع كامل- محددات تجديد المنظمة الأممية، فيما يخص مستقبل الشعوب.

وكان لقارة أفريقيا حضور بارز في هذه القمة، حيث استعرضت فيها أهم القضايا التي تشغل دول القارة السمراء، وتناول الزعماء في خطاباتهم الأجندات الإقليمية والمحلية للدول المختلفة.

أفريقيا حضور تام ونصاب مكتمل

ضمن الأعمال التمهيدية للقمة، تم انتخاب رئيس للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة من أفريقيا، وهو الكاميروني المخضرم فليمون يانغ، خلفا لسلفه دنيس فرانسيس من ترينداد.

ويعتبر يانغ سياسيا ودبلوماسيا مخضرما عمل فترة طويلة ممثلا لبلاده الكاميرون في عدد من المواقع الوزارية والدبلوماسية، كما عمل رئيسا للجنة الشخصيات الأفريقية البارزة المعنية بفحص الترشيحات للمناصب المهمة في الاتحاد الأفريقي، كما مثل بلاده في العديد من الاجتماعات الإقليمية والدولية.

انطلقت القمة وعلى جدول أعمالها 8 بنود رئيسية، مع بنود فرعية لكل منها بلغت 15 صفحة، وجاءت أفريقيا في البند الثالث من جدول الأعمال تحت شعار "تنمية أفريقيا" من أجل تنمية القارة ولتقييم التقدم المحرز في تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة وكيفية تحقيق السلام الدائم.

وخاطبت القمة 190 دولة، وكانت أفريقيا كاملة الحضور بـ54 دولة لم يغب أحد، الجميع كان هناك حيث شكلت ما يقرب من ثلث الحضور، ومن بين 71 رئيسا كان هناك 25 من الرؤساء الأفارقة، بما يفوق 35% من جملة الرؤساء الذين تحدثوا في القمة.

وبالجملة، فإن ملكا واحدا و24 رئيسا و14 وزير خارجية و8 رؤساء وزراء و3 نواب رؤساء وممثليْن دائميْن ونائب رئيس وزراء واحد، جميعهم خاطبوا القمة نيابة عن الشعوب الأفريقية.

قمة المستقبل وأهداف الدورة الجديدة

انعقدت الدورة الـ79 تحت شعار "لا تتركوا أحدا خلفكم: فلنعمل من أجل السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمستقبلية".

وهدفت بشكل رئيسي إلى إعادة تأكيد ميثاق الأمم المتحدة وتنشيط التعددية، وتسريع الجهود الرامية إلى الوفاء بالالتزامات الدولية القائمة، واستعادة الثقة، والاستجابة للتحديات والفرص الناشئة.

وقد سبق ذلك بيومين انعقاد قمة أطلق عليها "قمة المستقبل" لمناقشة التحديات الكبرى التي تواجهها البشرية مجتمعة، ومعالجة تحديات وثغرات الحوكمة العالمية، وخلق إجماع دولي حول كيفية تحسين الحاضر والمستقبل وإنشاء ميثاق للمستقبل يتضمن التمويل والتنمية المستدامة، والسلام والأمن الدوليين، والعلوم والتكنلوجيا والابتكار والتعاون الرقمي، والشباب والأجيال القادمة.

هموم القارة في خطابات الوفود

حملت خطابات القادة الأفارقة في القمة عددا من القضايا الرئيسية التي تشغل القارة السمراء على مستوى الإجماع، إضافة إلى القضايا الإقليمية التي تشغل الكتل السياسية والاقتصادية المختلفة، والهموم الخاصة بالدول الأفريقية كل على حدة، وسيطرت على خطاباتهم عدد من القضايا التي تشكل إجماعا في الرأي والإلحاح منها:

إصلاح المنظومة الدولية

لم يخل خطاب من خطابات الزعماء الأفارقة إلا وكان لمناقشة وطرح قضية إصلاح المنظومة الدولية نصيب وافر، فقد أشاروا إلى أنها تواجه خللا جوهريا قد يُفضي لتآكلها ويهدد بقاءها، بفعل غياب الفعالية، وانعدام المساواة وتفشي المعايير المزدوجة، وأن نزاهة الأمم المتحدة وشرعيتها باتت على المحك.

وأكد القادة أن المنظومة الدولية التي بلغ عمرها الثمانين حولا بحاجة إلى إعادة صياغة أجندتها، وأن القصور الذي تعانيه الأمم المتحدة ينبع من الإحجام وعدم الالتزام والتقيد بالمواثيق، وبالتالي فإنه دون دور جوهري لها يسترشد بمبادئ وميثاق الأمم المتحدة، فهي تتحول بذلك إلى منصة غير ذات جدوى، وفقا لأحد رؤساء الوفود.

وقال وزير خارجية النيجر بكاري ياو سانجاري إن ميثاق الأمم المتحدة بلغ 80 عاما، دون أن تُجرى أي إصلاحات على المنظمة الدولية التي تمثل العالم لجعلها منظمة يشعر الجمع بأنه شريك فيها بحيث تتماشى مع النظام العالمي.

وأضاف أنه قد حان وقت مراجعة الميثاق وإعادة تأسيسها، مع التركيز على إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي تقوده 5 دول، وهو ما تطرحه القارة بقوة وقد يتحقق إذا ما بذل القادة الأفارقة ما يكفي من جهد من أجل نظام عالمي يضمن السلام والاستقرار.

إصلاح مجلس الأمن وتمثيل أفريقيا

كانت قضية إصلاح مجلس الأمن الدولي وأساليب عمله قضية محورية في مجمل مناقشات أجندة القمة، وكانت الوفود الأفريقية أكثر تناولا واستفاضة في عرض القضية أكثر من غيرها من عدة زوايا:

أولها، أهمية إصلاح مجلس الأمن الدولي، من أجل تعزيز مكانة وأهمية ودور الأمم المتحدة ومصداقيتها وتوسيعه بحيث يتوقف احتكار الأعضاء دائمي العضوية للمجلس. ثانيا، إزالة الظلم التاريخي الذي وقع على أفريقيا باستبعادها عن المجلس وهي المؤسسة التي تقرر مصير العالم في قضاياه الرئيسية، وجاءت المطالب بإصلاحات شاملة. ثالثا، البعد الذي تتمتع به أفريقيا جيوسياسيا، إذ إنه من غير المعقول أن يتم استبعاد 54 دولة وهي مواطن لـ1.4 مليار إنسان، بينما يُسمح لدولة واحدة باستخدام حق النقض ضد قرارات الدول الأعضاء والبالغة 191 دولة، وذلك من أجل تمثيل يعكس ما عليه العالم اليوم، وليس ما كان عليه قبل 80 عاما.

والمقترح الذي دفع به الزعماء الأفارقة أن تنال أفريقيا مقعدين دائمين بكامل الصلاحيات، يتمتعان بحق النقض، ومقعدين آخرين غير دائمين، ويرى القادة الأفارقة أن الأمر أصبح حتميا ويتطلب تصحيح المظالم التاريخية وأن يكون للقارة تمثيل عادل.

وكان الاتحاد الأفريقي قد شكل لجنة سماها "لجنة العشرة" بقيادة جمهورية سيراليون في 2005 بناء على إجماع إيزولويني وإعلان سيرت اللذين فوضا اللجنة لتقديم مشروع أفريقيا في مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي ومطالب القارة السمراء في التمثيل العادل فيه.

لجنة العشر للاتحاد الأفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن تعلن وضع خطة عمل لرفع ما تصفه بـالظلم التاريخي بشأن عضوية القارة السمراء في مجلس الأمن الدولي

إليك أهم نقاطها: https://t.co/6EN8XchENt pic.twitter.com/cljv7h5Got

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) June 11, 2024

التضامن مع القضية الفلسطينية

أما بالنسبة للقضية الفلسطينية وإدانة ما يجري من حرب إسرائيلية في غزة، فقد حضرت بشكل كبير في مخاطبات القادة الأفارقة وبشيء من التفاوت، ولم يخل أي من الخطابات من ذكر ما يجري في غزة إلا النذر اليسير تعاطفا مع الفلسطينيين وإدانة لحرب الإبادة الإسرائيلية التي تشنها في تحد سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما جاء في خطابات بعض الوفود، وطالبوا بالوقف الفوري للحرب.

وتحدث رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عن العقاب الجماعي الذي تقوم به إسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة، وهو ما يصدم إنسانيتنا الجماعية، بحسب قوله.

كما تحدث وزير الخارجية المصري سامح شكري عن العدوان الإسرائيلي على غزة، ووصفه بأنه يمثل وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي، وأن الأولوية يجب أن تتركز على وقف فوري لحمام الدم وبشكل دائم وغير مشروط، والوقوف بحزم أمام محاولة تصفية القضية الفلسطينية بمختلف الوسائل.

وشدد معظم الزعماء الأفارقة على حل الدولتين، ورحبوا بدولة فلسطينية حرة ومستقلة وذات سيادة تعيش بسلام مع جيرانها، واعتماد فسلطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة.

رئيس جنوب أفريقيا تحدث عن العقاب الجماعي الذي تقوم به إسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة (شترستوك)

 

إصلاح المؤسسات المالية الدولية

وجاءت قضية إصلاح المؤسسات المالية كأحد القواسم المشتركة لدى الوفود الأفريقية، فقد كانت سقف المطالب كبيرة ولغة الخطاب قوية، إذ شدد الزعماء الأفارقة على إصلاح الهيكل المالي الدولي، وقواعد عمل مؤسساته المالية لضمان التمثيل العادل للدول النامية في صنع القرارات المتعلقة بالحوكمة الاقتصادية الدولية التي تؤثر على مسار تنميتها الوطنية.

وإضافة إلى تعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف، قائم على أسس وقواعد وغير تمييزي ومفتوح وعادل وشامل وشفاف، وأهمية تقديم المساعدات المالية للدول النامية بشروط مواتية.

عبء الديون والتنمية المستدامة

تحدث الأفارقة بقلق بالغ عن التنمية المستدامة، باعتبار أن إستراتيجية التنمية المستدامة في الإطار الأممي كان مقدرا لها أن تنجز بحلول 2030.

وأكد عدد من القادة الأفارقة أن القمة الـ79 تنعقد وهم على مسافة 6 سنوات فقط من نهاية الخطة، ولم تتحقق الأهداف المرجوة.

وأشاروا إلى الحاجة الماسة إلى تدابير شاملة، لتخفيف عبء الديون، لتمكين التمويل المستدام، وأنه لا يمكن لبلدان الجنوب العالمي أن تحقق تقدما اقتصاديا ذا مغزى دون تنازلات خاصة ومراجعة عبء ديونها الحالية، ذلك لأن تحدي التمويل لا يزال ماثلا، ويعتبر من أكبر التحديات التي تقوض جهود البلدان النامية في طريق التنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة 2030، وتحقيق أهدافها الـ17.

تحديات التغيرات المناخية

نالت تداعيات التغيرات المناخية وآثارها حيزا كبيرا في خطابات القادة الأفارقة، لما يمثله من تهديد حقيقي لمستقبل القارة وأجيالها الحالية والمستقبلية، ودعوا إلى تنفيذ مقررات مؤتمرات المناخ بشجاعة وفعالية، خاصة أن التغير المناخي المضطرب أصبح يهدد بعض البلدان والمناطق الساحلية، إذ ينضم النازحون بسبب المناخ إلى النازحين واللاجئين بسبب الحروب.

وطالبت الدول الأفريقية بأن تأخذ البلدان المتقدمة زمام المبادرة كما تنص اتفاقية باريس في السعي لتحقيق صفر انبعاثات، وتقديم الدعم بما في ذلك تمويل البلدان النامية، وتعويض البلدان المتضررة من الانبعاثات بمقدار 100 مليار دولار للتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.

وانتقد عدد من القادة الأفارقة قضية فرض العقوبات الأحادية من طرف واحد، التي لا تسهم في الحفاظ على السلام والأمن، وأن البلدان يجب ألا تملي حلولا على الآخرين، لأن الحلول موجودة في البيئة الأفريقية، ودعوا إلى رفض الهيمنة والإكراه والترهيب والتخلي عن التسول وذل المعونات.

كما جاءت مطالب الوصول العادل إلى التكنولوجيا للجميع بما يحقق مصلحة الجميع، وألا تكون احتكارا على الأقلية التي تتحكم في الأغلبية، لأن المستقبل محكوم بالتطور التكنولوجي، وطالبوا بالعدالة والتغلب على الأنانية من أجل تحقيق التضامن والشعور بالمسؤولية الجماعية.

وزير خارجية النيجر يتحدث خلال اليوم الأخير من المناقشة العامة للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (شترستوك) الأوضاع الأمنية

برزت بوضوح منطقتي الساحل والقرن الأفريقي بهموم خاصة، إذ شهدت المنطقة سلسلة من التغييرات في ظل التحديات الأمنية التي عاشتها، وتحدث قادتها عن تطلعاتهم في تحقيق الأمن والاستقرار.

وطرح وزير خارجية النيجر أنهم أسسوا تحالف دول الساحل الثلاثي من أجل مواجهة التحديات المشتركة، كما تحدثوا عن التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة وأهمية إعادة النظر في منهج حل الصراعات في منطقة الساحل.

أما ممثلو شرق أفريقيا، فقد تناولوا الأوضاع الأمنية المضطربة في البحر الأحمر والمنطقة عموما، وما تشكله المنظمات المتطرفة من خطر على المنطقة، وضرورة بذل الجهود لكبحها.

ودعا ممثل إثيوبيا إلى إعادة رسم مسار جديد للمشاركة الشاملة في الأمن البحري من الدول ذات المصلحة على جانبي البحر الأحمر بشكل متساو.

الرئيس التركي أردوغان تحدث عن الحاجة الماسة لإنهاء الحرب في السودان (شترستوك) أفريقيا في خطابات زعماء العالم

كان الرئيس الأميركي جو بايدن في مقدمة المتحدثين عن دعمهم لأفريقيا في مواجهة وباء الكوليرا الذي اجتاح عددا من الدول الأفريقية، إضافة إلى دعوته مجلس الأمن الدولي للقيام بواجبه تجاه منطقة القرن الأفريقي ومنع تدفقات السلاح إليها.

وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الحاجة الماسة لإنهاء الحرب في السودان، كما تناول دعم بلاده للجهود الأفريقية من أجل السلام والاستقرار والتنمية لشعوب القارة، وأنها تعمل مع أفريقيا على أساس مبادئ الشراكة المتساوية والاحترام المتبادل.

كما وتحدث ممثل الاتحاد الأوروبي عن الحرب في السودان، والتي وصفها بكارثة إنسانية هائلة، حيث قتل 20 ألف شخص، ويعيش حوالي 25 مليونا في حالة طارئة، ونزوح نحو 8 ملايين، كما تحدث عن القرن الأفريقي قائلا إنه بأكمله معرضا للفوضى، واقترح أن يكون للقارة مقعدان دائمان وتجهيز آليات عمل لذلك بشكل عاجل.

وهكذا تشكل المشاركة القوية والمطالب الأفريقية الواضحة -التي تأتي في مقدمتها العدالة والإنصاف- علامة فارقة في بحث أفريقيا عن نفسها وموقعها الصحيح الذي تستحقه بعيدا عن الاعتماد على القوى الكبرى، فهل تتكاف دولها لإزالة الظلم التاريخي، أم تظل كفة الميزان مائلة وإلى الأبد؟ وكما قال وزير خارجية النيجر "ويل لأولئك الذين تركوا وراءهم غير القادرين على تأكيد كرامتهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إصلاح مجلس الأمن الدولی وزیر خارجیة النیجر التنمیة المستدامة الزعماء الأفارقة القادة الأفارقة القارة السمراء الأمم المتحدة أفریقیا فی فی خطابات من الدول عدد من من أجل فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الري يكرم ٢٤ من المتدربين الأفارقة من دول حوض نهر النيل

كتب- أحمد عبدالمنعم:

شهد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، حفل تكريم ٢٤ من المتدربين القدامى من دول حوض النيل والقرن الإفريقي الذين شاركوا منذ سنوات عديدة في الدورات السنوية التي ينظمها ويستضيفها مركز التدريب الإقليمي التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومي لبحوث المياه، والممثلين عن ٧ دول هي (مصر - السودان - كينيا - تنزانيا - رواندا - الكونغو الديمقرطية - الصومال)، والحاصلين على المنح المقدمة من وزارة الموارد المائية والري والمبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل تحت اشراف الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية.

وقام وزير الري، بتسليمهم شهادات إتمام البرنامج التدريبي الذى تم عقده تحت عنوان "الحلول المبتكرة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتحقيق الحوكمة والإدارة المستدامة للمياه" خلال الفترة (١٨ - ٢٢) مايو ٢٠٢٥.

شارك بالحفل كل من الدكتور/ شريف محمدي رئيس المركز القومي لبحوث المياه، والدكتور سامي سعد مدير معهد بحوث الهيدروليكا.

وفي كلمته بالحفل، توجه الدكتور هاني سويلم بالتهنئة للمتدربين الأفارقة، مؤكدًا حرص الوزارة الدائم على تعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة وخاصة من أبناء دول حوض النيل والقرن الإفريقي في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط مصر بأشقائها من الدول الإفريقية.

واستعرض الدكتور سويلم في كلمته حجم التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر نتيجة لمحدودية الموارد المائية والزيادة السكانية والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتي تؤثر على مصر داخليا وخارجيا مثل التأثير الغير متوقع لتغير المناخ على منابع نهر النيل، وتأثير تغير المناخ على سواحل مصر الشمالية والنوات والسيول الومضية والظواهر المناخية المتطرفة، بالإضافة لما تواجهه الدول الإفريقية من تحديات في مجال المياه والتي تتزايد نتيجة للتغيرات المناخية التي تواجه العديد من دول القارة.

وأشار إلى أن هذه التحديات تتطلب المزيد من التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية ، وبناء قدرات المتخصصين الأفارقة فى مجال إدارة المياه من خلال من خلال "مركز تدريب معهد بحوث الهيدروليكا" و "المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخى" PACWA، مشيراً لاستعداد مصر الدائم لتبادل الخبرات المتميزة والتجارب الناجحة في مجال إدارة المياه مع أشقائها الأفارقة بما يُسهم في التعامل مع هذه التحديات.

وأشاد الدكتور سويلم بالدور البارز للمركز القومي لبحوث المياه الذراع البحثية للوزارة ، مؤكدا على دعمه الدائم للمركز إيمانا بأهمية البحث العلمي والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة للوصول لحلول فعالة قابلة للتطبيق العملي على الأرض للتعامل مع تحديات المياه في مصر وتسهم في تحقيق خطة الوزارة بتعظيم العائد من وحدة المياه وإنتاج غذاء أكثر من أقل كميات من المياه.

وأشار الدكتور سويلم إلى أن موضوع الدورة التدريبية والمعنية بسبل الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لوضع حلول مبتكرة تحقق مبادئ الحوكمة والاستدامة فى إدارة المياه يتماشى مع رؤية الوزارة فى تعزيز الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة فى إدارة المياه تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري المصرية 2.0، والتي تتضمن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والنماذج الرياضية وصور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي في إدارة وتوزيع المياه، وهو ما حققت الوزارة فيه العديد من النجاحات خلال الفترة الماضية.

وأضاف أن مشاركة المتدربين القدامى من خريجي معهد بحوث الهيدروليكا من دول حوض النيل والقرن الإفريقي في هذا البرنامج التدريبي يأتي في إطار الحرص على تحقيق التواصل والترابط بين المتدربين القدامى وتبادل الخبرات وتقييم مدى الاستفادة من البرامج التدريبية السابقة والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه.

وفى كلمته بالحفل .. توجه الدكتور/ شريف محمدي بالشكر للدكتور هاني سويلم على الدعم الذى يقدمه للمركز القومي لبحوث المياه والذي يُعد أحد المراكز البحثية الهامة على المستوى العربي والإفريقي، معرباً عن أمنياته بأن يكون هذا البرنامج التدريبي قد حقق الهدف منه في تعزيز التعاون بين الأشقاء الأفارقة وتبادل الأفكار والمقترحات وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه ، وتحقيق التواصل بين المتدربين من مختلف الدول.

ومن جانبهم عبر المتدربين الأفارقة عن شكرهم لمصر على الدعم المتواصل للقارة الإفريقية في مجال تحسين إدارة المياه، والاشادة بما قدمه معهد بحوث الهيدروليكا من دورات تدريبية متميزة منذ تأسيسه وحتى الآن.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

المتدربين الأفارقة دول حوض نهر النيل وزير الري الدكتور هاني سويلم معهد بحوث الهيدروليكا

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزير الري يوجه بتسريع صرف التعويضات والتحول الرقمي الشامل أخبار وزير الري يبحث إضافة مواقع سياحية جديدة لمنظومة السد العالي -صور أخبار 10 صور ترصد تفقد سويلم أعمالَ صيانة رفع كفاءة خزان أسوان أخبار وادي الصعايدة| بالصور.. وزير الري يتفقد مشروعات الموارد المائية في أسوان أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

وزير الري يكرم ٢٤ من المتدربين الأفارقة من دول حوض نهر النيل

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

ماذا تمتلك إسرائيل في ترسانتها لاستهداف منشآت إيران النووية؟ وهل يكفي؟ 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • ملياردير سوداني يدعم الحوكمة الأفريقية بـمؤشر وجائزة مالية تفوق نوبل
  • إصلاح هبوط أرضي بشارع المدارس بحي شرق كفر الشيخ | صور
  • خبير اقتصادي: اختفاء عبارة المحروقات من تقارير المركزي مؤشر إصلاح
  • الإمارات تدعو إلى إتخاذ تدابير عاجلة تلزم إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي وتضمن مساءلتها عن الانتهاكات
  • خارجية جنوب أفريقيا توضح حقيقة إبادة البيض التي تحدث عنها ترامب
  • روسيا تستضيف الاجتماع الدولي الـ13 لكبار مسؤولي الأمن بمشاركة ممثلين من أكثر من 150 دولة
  • بالتزامن مع يوم أفريقيا.. جامعة القاهرة تطلق مؤتمرا دوليا بشأن الاستثمار في القارة
  • تجهيز قرية أفريقية بالدارالبيضاء استعداداً لكأس أفريقيا (صور)
  • لهذا السبب.. مطار القاهرة يخصص 10 مسارات لركاب دول أفريقيا
  • وزير الري يكرم ٢٤ من المتدربين الأفارقة من دول حوض نهر النيل