جنرال أمريكي كبير يتوجه إلى إسرائيل لتنسيق الرد على إيران
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
وكالات:
أفاد موقع “واينت” السبت، بأن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، سيصل خلال الساعات المقبلة إلى إسرائيل بهدف تنسيق الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني
وقال الموقع إن كوريلا “صاحب تأثير كبير على إسرائيل، وقد زارها أكثر من 15 مرة خلال العامين الماضيين”.
وكان كوريلا تحدث عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في الأول من أكتوبر، مع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حينها إن الجيشين الإسرائيلي والأمريكي عملا معا في الدفاع والتعاون، قبل أيام من الهجوم الإيراني وأثناءه وبعده.
في غضون ذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة CNN إن إسرائيل لم تقدم لإدارة بايدن ضمانات بأنها لن تهاجم المنشآت النووية ردا على الهجوم الإيراني.
وأضاف “الأمر ليس مطروحا على الطاولة، نأمل ونتوقع أن نرى بعض الحكمة بالإضافة إلى القوة، لكن ليس لدينا ضمان بذلك”.
وفي هذا الصدد، نقل موقع “واينت” عن مسؤولين أمريكيين تقديراتهم بأن الرد الإسرائيلي على إيران وشيك، لكن “لا يبدو أن طائرات أمريكية ستشارك في الهجوم، فيما هناك بلا شك تنسيق بين إسرائيل وواشنطن، وهو ما ينعكس أيضا في زيارة كوريلا المرتقبة”.
وشنت إيران في الأول من أكتوبر الجاري، هجوما صاروخيا على إسرائيل هو الثاني من نوعه في تاريخ البلدين، استهدفت فيه منشآت عسكرية للجيش الإسرائيلي بصواريخ فرط صوتية تستخدم للمرة الأولى.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن هذا الهجوم يأتي ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
جنرال الأخلاق الطيبة بشهادة التاريخ
ناصر بن حمد العبري
بداية اقتبس من مقال أستاذي ومعلمي حاتم بن حمد الطائي هذه المقدمة: "تحدَّثنا مرارًا عن أهمية أن يكون في وطننا الحبيب مركز أبحاث على مستوى عالمي، يطرح الأفكار والرؤى بكل مهنية واحتراف ووعي عميق بأبعاد الأزمات؛ سواء محلية أو إقليمية أو دولية، وذلك من منطلق القوى الناعمة التي تتمتع بها سلطنة عُمان بفضل نهجها القائم على الحياد الإيجابي ونصرة القضايا العادلة والتوسط النزيه في عديد من الملفات".
وهنا أرى أن من الواجب الوطني وبكل فخر تسليط الضو على البطولات والتضحيات التي قام بها العُمانيون وبشهادة التاريخ الذي لا يقبل التهميش أو التحريف من جهات خارجية وهنا يبرز جنرال الأخلاق؛ ففي عام 133 هـ (750م)، قام التاجر العُماني أبو عبيدة عبدالله بن القاسم برحلة تاريخية إلى الصين، ليصبح بذلك أول عربي مسلم يخطو نحو هذا البلد البعيد. كانت تلك الرحلة بداية فصل جديد في العلاقات التجارية والثقافية بين العرب والصينيين، حيث أصبح بن القاسم رمزًا للتواصل الحضاري بين الشرق الأوسط وآسيا. ومن أبرز إنجازاته أنه أسس مسجدًا في الصين، وهو أول مسجد أقيم في الصين، ولقبه الإمبراطور الصيني "سون سين زون" بـ"جنرال الأخلاق الطيبة"، وساهم في تعزيز العلاقات بين الثقافتين العربية والصينية، مما أدى إلى تبادل المعرفة والسلع.
وكان رئيسًا لمنطقة سكنى العرب والأجانب الآخرين في مدينة قوانغتشو. وتعد رحلة أبو عبيدة عبدالله بن القاسم من أقدم رحلات العرب إلى الصين، فقد أظهرت قدرة العُمانيين على التجارة والملاحة في ذلك الوقت؛ إذ ساهمت في نشر الإسلام في الصين.
ودفاعًا عن الحقائق التاريخية وفي مؤتمر حوار الحضارات الذي عقد في بكين، حاول بعض الأكاديميين الخليجيين- للأسف- طمس حقائق هذا البطل العُماني؛ حيث قال أحدهم إن أول من وصل إلى الصين كان من شبه الجزيرة العربية، ولم يذكر أنه من سلطنة عُمان. وبعد المؤتمر اصطحبته جانبًا وأخبرته، أننا في حوار حضارات، يجب أن نُسمّي الشخصيات بمسماها الحقيقي ونذكر تلك الشخصيات والدول التي ينتسبون إليها. إن أبا عبيدة عبدالله بن القاسم هو عُماني الأصل، والمراجع والتاريخ الصيني ذكره، بل كل الصينيين يعرفون هذه الشخصية العُمانية.
وهذه الرحلة التاريخية تعكس أهمية التواصل بين الشعوب والثقافات، وتبرز دور العُمانيين في تعزيز العلاقات الدولية. إن أبا عبيدة عبدالله بن القاسم يظل رمزًا للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب، ويجب علينا أن نتذكر إنجازاته ونستلهم منها الدروس والعبر.
لذلك أناشد الجهات ذات الاختصاص في وطني الناصع البياض بتاريخه القديم وحاضره المشرق، بعقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات لتسليط الأضواء على هذه الشخصية المهمة، وإدراجها في المناهج الدراسية حتى يطلع عليها أبناؤنا من الجيل الحالي والقادم، والحفاظ على الحقائق التاريخية وتوثيقها لضمان عدم طمسها أو تحريفها.
إن أبا عبيدة عبدالله بن القاسم هو فخر للعُمانيين، ويجب علينا أن نتذكره ونحتفي به، ونستلهم من رحلته التاريخية الدروس والعبر.
رابط مختصر