المحكمة العليا في البرازيل تسمح باستئناف عمل موقع "إكس" في البلاد
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت المحكمة العليا في البرازيل قرارا يسمح باستئناف عمل موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي بعد حجبه في البلاد لعدم التزامه بالقواعد الخاصة بالرقابة على خطاب الكراهية.
وأشار القاضي في المحكمة العليا، أليشاندري دي مورايس، في قراره، أمس الثلاثاء، الذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من لحظة صدوره، إلى أن منصة "إكس" تمكنت من تلبية جميع المتطلبات لاستئناف عملها في البرازيل فورا.
وجاء ذلك بعد إفادة ممثل النيابة العامة أمام المحكمة، يوم الثلاثاء، الذي أيد السماح باستئناف عمل "إكس" في البرازيل.
وجدير بالذكر أن السلطات البرازيلية حجبت موقع "إكس" ("تويتر" سابقا) في أواخر أغسطس الماضي، متهمة المنصة بعدم تنفيذ المطالب الخاصة بالرقابة على خطاب الكراهية على الموقع، وعدم تحديده الممثل الشرعي في البلاد، كما يتطلب القانون البرازيلي.
واستنكر مالك منصة "إكس"، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك قرار حجب الموقع، وأعلن عن رفضه مطالب السلطات البرازيلية، ولكن في الأسابيع الأخيرة غيرت المنصة سياساتها، حيث تم حجب عدد من الحسابات التي طالبت السلطات بحجبها، وتعيين الممثل في البلاد، ودفعت "إكس" كذلك الغرامات المفروضة عليها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المحكمة العليا البرازيل موقع إكس البلاد فی البرازیل فی البلاد
إقرأ أيضاً:
هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد
هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد
بقلم: د. مي خالد بكليزي
في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق.
تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟
مقالات ذات صلةدخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد ذلك تجاوز حدود الفخامة إلى تجربة شعورية كاملة.
انطفأت الأضواء، سكن الصمت، وخرج فجأة من بين المقاعد فتى يرتدي السواد، كأنه خرج من عتمة الذاكرة أو من قاع الحكاية. صرخته الأولى لم تكن مجرد صوت؛ كانت إعلانًا عن بداية المونودراما.
“أين أنا؟ وأي مكان هذا؟”
كانت هذه الجملة مفتاح الدخول إلى عالم “ياسر”، البطل الذي سُمِّي على اسم عمه الشهيد، والذي يجسد وحده، بجسده وصوته وتعبيره، كل ما يمكن أن تقوله الشخصيات الأخرى دون أن تظهر.
في هذا العرض، لم يكن الممثل يتكلم بلسانه فقط. جسده كله كان ينطق:
تعابير وجهه، وقع خطواته على الأرض، تقطّع أنفاسه، وحتى ارتجاف يديه. كل تفصيلة جسدية كانت تؤدي وظيفتها التعبيرية في سرد حكاية طويلة ومكثفة عن الوطن، الأم، الأبناء، الاعتقال، الحلم، الانكسار، والاشتباك اليومي مع الاحتلال والذاكرة.
لقد تقمّص الممثل أدوارًا عدة، بلا تغيير ملابس أو استراحة أو أدوات.
كان مرةً الأم التي تُزوّج ابنها، ومرةً الأب الحنون، ومرةً الثائر، ثم الأسير، ثم السجين في مواجهة سجّانه، ثم الإنسان الذي ينهار ويقوم، يضعف ويشتد، يغني ويصرخ، ويقاوم.
إنه عرض يستحق أن يُقال عنه:
مونودراما مكتملة العناصر النفسية والبصرية والصوتية.
سحر الانتقال بين المونولوج الداخلي والحوار المتخيل، بين الصوت والسكوت، بين الحضور والغياب.
والأهم من كل ذلك:
ساعة كاملة، لم يهدأ فيها الممثل، ولم يتململ الجمهور. حتى الأطفال في القاعة ظلوا مشدودين تمامًا أمام المشاهد المتتابعة، التي تخللتها أغانٍ ثورية وإضاءة مركّزة ولغة جسدية عالية التوتر والانفعال.
في هذا العرض، لم يكن المسرح مجرد منصة، بل وطنٌ صغيرٌ تدور فيه الحياة كلها.
وكان الممثل الواحد شعبًا كاملًا من الأصوات والأدوار والنداءات.
المونودراما: اختبار القدرة والصمود
هذا العرض يذكّرنا بأن المونودراما ليست فقط اختبارًا لمرونة الممثل، بل اختبار لقدرة الجمهور على الإنصات، على التقمّص، وعلى الصمود ساعة كاملة أمام فيض من المشاعر المتلاحقة.
إنها تجربة تتجاوز الفرجة، لتصبح مشاركة وجدانية وجمالية في آن، تجعلنا نرى أنفسنا في كل صرخة، ونراجع قصصنا في كل مشهد.