عربي21:
2025-06-10@00:15:50 GMT

عام على حرب الإبادة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

على مدار عام من الحرب على غزه ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر ضد عائلات فلسطينية ونازحين فلسطينيين شطبت أسماؤهم من السجل المدني وقد أدت الحرب إلى استشهاد ( 41909 ) من الفلسطينيين وجرح (97303 ) آخرين، 60% منهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف تحت الركام هذه الأعداد من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين لا تقل أهمية عن ما ارتكبه النازيون في الحرب العالمية الثانية بحق اليهود

لقد حول الاحتلال الإسرائيلي مناطق سكنية كاملة إلى أراضٍ غير قابلة للحياة، وسط تدمير واسع للبنية التحتية ، وتُواصل إسرائيل مجازرها في قطاع غزة، في استهانة بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.



تُعتبر المجازر الإسرائيلية من الأفظع حول العالم لناحية أعداد الضحايا ونسبة الأطفال والنساء الشهداء، ونوع الأسلحة المستخدمة وخطورتها، وخصوصية الأمكنة المستهدفة والمقابر الجماعية التي خلّفتها. ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجزرة مستشفى المعمداني ، استشهد أكثر من 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، في قصف الطائرات الإسرائيلية ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة.

ومجزرة كنيسة برفيريوس وتُعدّ كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة مفتوحة في قطاع غزة، وتقع جانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة ،ومجزرة جباليا وأقرّ جيش الاحتلال بشنّه ما أسماها غارة «واسعة النطاق» على مخيم جباليا، زاعمًا أنّه تمكّن من اغتيال إبراهيم البياري، قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لحركة «حماس»، بينما نفت الأخيرة ذلك.

ومجزرة مدرسة الفاخورة وقد قصفت الطائرات الإسرائيلية في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» التي كانت تؤوي آلاف النازحين شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 فلسطيني ، وعشرات من المجازر الموثقه التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سبق إصرار وترصد ودون مسوغ قانوني يبرر ارتكاب هذه المجازر.
المشهد في المنطقة مفتوحا على سيناريوهات عديدة وهي تقترب من مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة
ومع مرور عام كامل على حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة والتي بدأت منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، يبدو المشهد في المنطقة مفتوحا على سيناريوهات عديدة وهي تقترب من مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة، فيما يبرز مشهد الدمار الكامل الذي طال البشر والحجر في قطاع غزة، كدليل على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته في التصدي لأعمال الإبادة والتهجير ألقسري بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة منذ سنوات طويلة.

ومع دخول العام الثاني لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يطرح السؤال التالي، ماذا بعد المحرقة؟ حيث لا تبدو في الافق القريب نهاية لها، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل لوقفها ، بسبب غياب الإرادة السياسية الصادقة، والتقاعس الدولي المتعمد، وإصرار حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم بكل أنواع القوة.

إن استمرار التقاعس الدولي في وقف حرب الإبادة في غزة، سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومؤسساته، التي باتت تفقد مصداقية للشرعية الدولية لتعاملها بسياسة الكيل بمكيالين وأظهرت الأمم المتحدة ومؤسساتها عجزها في التصدي للمهمة الرئيسية لها وهي حفظ الأمن والسلم الدوليين وإغاثة المنكوبين.

عديدة ومتنوعة هي العلامات والمفارقات التي اكتنفت سنة كاملة من حرب الإبادة التي تشنها « إسرائيل « ضدّ قطاع غزة، ويتوسع نطاقها ليشمل الضفة الغربية والقدس المحتلة وجنوب لبنان، وتتخذ صفة تصعيد إقليمية شملت قصف اليمن وممارسة الاغتيالات في قلب طهران، أو حتى استفزاز مصر وانتهاك اتفاقيات كامب دافيد بصدد محور صلاح الدين واستفزاز الأردن وما يحصل في القدس وتدنيس حرمة المسجد الأقصى والمشمول بالوصاية الهاشمية.

لقد تكشفت حقيقة النفاق الدولي وسياسة الكيل بمكيالين وهي نتاج النفاق السياسي والأخلاقي لدى غالبية ساحقة من الديمقراطيات الغربية التي تتشدق بتمسكها بحقوق الإنسان والقانون الدولي، هذه الدول إذا لم تسكت عن فظائع الإبادة الإسرائيلية فإنها تلجأ إلى حيل لا حصر لها من التواطؤ مع الاحتلال، سواء عن طريق توفير أسلحة التدمير المحرّمة أو ضخّ الأموال والتكنولوجيا أو نشر البوارج وحاملات الطائرات، أو تأمين التغطية الدبلوماسية في المحافل الدولية.

هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني دفعت شرائح واسعة على امتداد الرأي العام العالمي، خاصة في أوساط الشباب وطلبة الجامعات، إلى مراجعة الاحتكار الإسرائيلي لشخصية الضحية الكونية، بحيث افتُضحت أكثر من ذي قبل ما يطلق عليه باحثون إسرائيليون ويهود تسمية « صناعة الهولوكوست».

الجندي الإسرائيلي الذي يقتل ويقصف ويخرب وينهب لم يعد حفيد ضحايا أوشفتز، بل صار جلاد القسوة القصوى في قطاع غزة وسائر فلسطين، ثم جنوب لبنان أيضاً ،هو بالتالي عام على أطوار ما بعد احتكار المحرقة، أو اليوم التالي لصناعة إسرائيلية قديمة عمادها القوة والتي تغولت في استباحة الدم.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي حرب الابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الإبادة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي

يدين "حزب الوعي" بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بحق سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين"، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة المحاصر ضمن "أسطول الحرية"، في مهمة إنسانية خالصة تهدف إلى إيصال مواد غذائية وطبية عاجلة إلى المدنيين المحاصرين، في ظل عدوان مستمر تجاوز كل الحدود.

افتتاح مقر لجنة حزب الوعي بمدينة زايد ضمن خطة التوسع التنظيميحزب الوعي: زيارة الرئيس السيسي للإمارات رسالة بثبات السياسة الخارجية لمصرمفتي الجمهورية لرئيس حزب الوعي: دار الإفتاء منفتحة على كل تعاون جاد يخدم الوطنحزب الوعي: التاريخ لن ينسى دور الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية

إن إقدام قوات الاحتلال على السيطرة العسكرية على السفينة المدنية "مادلين"، واحتجاز طاقمها، وتحويل وجهتها قسرًا إلى أحد الموانئ الإسرائيلية وهو ميناء أشدود البحري، يُعد عدوانًا سافرًا على القانون الدولي، وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واعتداءً مباشرًا على جهود الإغاثة الإنسانية والمجتمع المدني العالمي.

لقد جاءت هذه الجريمة لتؤكد مجددًا أن إسرائيل كيان معتدٍ قائم على الجرائم الدولية، والتعدي علي القانون والشرعية، لا يعترف بأي قواعد أو مواثيق، ومستعد لاستخدام القوة ضد كل من يخالف إرادته، حتى وإن كان زورقًا إنسانيًا يقوده نشطاء مدنيون لا يحملون سلاحًا سوى ضمائرهم الحيّة.

إن سفينة "مادلين" تحولت اليوم إلى شاهدٍ صامت على وجه الاحتلال الحقيقي. لقد ضمّت على متنها عددًا من النشطاء الأحرار من أوروبا وأمريكا والعالم العربي، وأبحرت تحت راية الإنسانية لا السياسة. لكنها اليوم باتت شاهدًا حيًا على حقيقة هذا الكيان الذي لا يتورع عن ارتكاب الجرائم حتى في عرض البحر، في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.

لم تكن "مادلين" سوى محاولة من الضمير الإنساني لكسر الحصار، لكنها تحوّلت إلى رمز جديد في هذا الصراع بين العدالة والظلم، بين الكرامة الإنسانية ومنطق الاحتلال.

وإذ يعبر "حزب الوعي" عن موقفه، انطلاقًا من تمثيله لأعضائه، وكونه جزءًا من النسيج السياسي والحزبي في مصر والعالم العربي، فإنه يُحمّل المجتمع الدولي، بكافة مؤسساته، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المسؤولية الكاملة عن إستمرار وإستدامة صمته المُخجل إزاء هذه الممارسات الإرهابية المتكررة.

وندعو في هذا السياق، كل منظمات حقوق الإنسان الدولية، وهيئات المجتمع المدني، والضمائر الحرة حول العالم، إلى:

- إعلان التضامن الكامل مع طاقم سفينة "مادلين" وجميع المشاركين في "أسطول الحرية"، والتأكيد على مبدأ: "لا صمت أبدًا أمام الظلم".

- إطلاق حملة دولية لحماية السفن الإنسانية المتجهة إلى غزة من القرصنة الإسرائيلية.

- فرض آلية دولية لمساءلة إسرائيل بوصفها دولةً تنتهك القانون الدولي، وتستهدف الإغاثة والمدنيين بلا أي رادع.

- الاستمرار في تنظيم أساطيل المساعدات الإنسانية، وعدم الرضوخ لمحاولات الاحتلال بث الرعب واليأس في نفوس المتضامنين.


كما نوجّه رسالة صادقة إلى النشطاء الأحرار في كل أنحاء العالم وإلي كل الشعوب الشريفة:

"لا تخافوا.. ولا تتوقفوا."

ونؤكد في هذا البيان:

- إذا أوقفوا "مادلين"، فلن تتوقف العدالة.
وإن أوقفوا ألف "مادلين"، فستولد ألف روح جديدة تبحر في سبيل الحق والحرية.

- لا تركنوا إلى الصمت، ولا تسمحوا للاحتلال أن يختطف الإنسانية من البحر، كما اختطفها من البر.

- إن استمرار هذا العدوان هو أكبر دليل على أن إسرائيل لا تخشى فقط المقاومة المسلحة، بل تخشى كذلك صوت الإنسانية حين يعلو بالحق، وتخشى أن يُفضَح وجهها أمام العالم وهي تواجه نشطاء مدنيين عُزّل بالبارود والنار والاعتقال.

هذا، وإذ يجدد "حزب الوعي" دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، فإنه يؤكد أن العدالة لقضية فلسطين لا تتحقق فقط عبر السلاح، بل أيضًا من خلال المواقف الحرة والشجاعة التي تتبناها شعوب العالم ضد الاحتلال والعنصرية وانتهاك الكرامة الإنسانية.

وستبقى "مادلين" أيقونةً تذكّرنا جميعًا أن الصمت خيانة، وأن الطريق إلى غزة ليس مجرد خطٍّ بحري، بل هو طريق نحو الحرية.

طباعة شارك حزب الوعي العبارات الجريمة الجديدة قوات الاحتلال الإسرائيلي المساعدات الإنسانية مادلين

مقالات مشابهة

  • تظاهرات في سويسرا احتجاجاً على استمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة
  • حملة إسرائيلية دعائية مدفوعة لتبرير جرائم الإبادة في قطاع غزة
  • “حماس”: العدو الإسرائيلي حول مراكز المساعدات لمصائد موت ممنهجة
  • حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي
  • “الجهاد”: اقتحام العدو الإسرائيلي سفينة “مادلين” انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • العدو الإسرائيلي يُغيّب آلاف الأسرى في سجونه ويواصل تعذيبهم
  • ابن سلمان يدعو المجتمع الدولي إلى انهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 
  • العدو الإسرائيلي يصعد مجازر الإبادة الجماعية بحق المدنيين بغزة في 3 أيام العيد .. فيديو
  • شاهد.. المدرب مانشيني يطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية على غزة
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يشدد على ضرورة تقصير أمد الحرب في غزة