عربي21:
2025-06-11@23:16:48 GMT

عام على حرب الإبادة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

على مدار عام من الحرب على غزه ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر ضد عائلات فلسطينية ونازحين فلسطينيين شطبت أسماؤهم من السجل المدني وقد أدت الحرب إلى استشهاد ( 41909 ) من الفلسطينيين وجرح (97303 ) آخرين، 60% منهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف تحت الركام هذه الأعداد من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين لا تقل أهمية عن ما ارتكبه النازيون في الحرب العالمية الثانية بحق اليهود

لقد حول الاحتلال الإسرائيلي مناطق سكنية كاملة إلى أراضٍ غير قابلة للحياة، وسط تدمير واسع للبنية التحتية ، وتُواصل إسرائيل مجازرها في قطاع غزة، في استهانة بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.



تُعتبر المجازر الإسرائيلية من الأفظع حول العالم لناحية أعداد الضحايا ونسبة الأطفال والنساء الشهداء، ونوع الأسلحة المستخدمة وخطورتها، وخصوصية الأمكنة المستهدفة والمقابر الجماعية التي خلّفتها. ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجزرة مستشفى المعمداني ، استشهد أكثر من 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، في قصف الطائرات الإسرائيلية ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة.

ومجزرة كنيسة برفيريوس وتُعدّ كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة مفتوحة في قطاع غزة، وتقع جانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة ،ومجزرة جباليا وأقرّ جيش الاحتلال بشنّه ما أسماها غارة «واسعة النطاق» على مخيم جباليا، زاعمًا أنّه تمكّن من اغتيال إبراهيم البياري، قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لحركة «حماس»، بينما نفت الأخيرة ذلك.

ومجزرة مدرسة الفاخورة وقد قصفت الطائرات الإسرائيلية في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» التي كانت تؤوي آلاف النازحين شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 فلسطيني ، وعشرات من المجازر الموثقه التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سبق إصرار وترصد ودون مسوغ قانوني يبرر ارتكاب هذه المجازر.
المشهد في المنطقة مفتوحا على سيناريوهات عديدة وهي تقترب من مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة
ومع مرور عام كامل على حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة والتي بدأت منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، يبدو المشهد في المنطقة مفتوحا على سيناريوهات عديدة وهي تقترب من مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة، فيما يبرز مشهد الدمار الكامل الذي طال البشر والحجر في قطاع غزة، كدليل على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته في التصدي لأعمال الإبادة والتهجير ألقسري بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة منذ سنوات طويلة.

ومع دخول العام الثاني لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يطرح السؤال التالي، ماذا بعد المحرقة؟ حيث لا تبدو في الافق القريب نهاية لها، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل لوقفها ، بسبب غياب الإرادة السياسية الصادقة، والتقاعس الدولي المتعمد، وإصرار حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم بكل أنواع القوة.

إن استمرار التقاعس الدولي في وقف حرب الإبادة في غزة، سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومؤسساته، التي باتت تفقد مصداقية للشرعية الدولية لتعاملها بسياسة الكيل بمكيالين وأظهرت الأمم المتحدة ومؤسساتها عجزها في التصدي للمهمة الرئيسية لها وهي حفظ الأمن والسلم الدوليين وإغاثة المنكوبين.

عديدة ومتنوعة هي العلامات والمفارقات التي اكتنفت سنة كاملة من حرب الإبادة التي تشنها « إسرائيل « ضدّ قطاع غزة، ويتوسع نطاقها ليشمل الضفة الغربية والقدس المحتلة وجنوب لبنان، وتتخذ صفة تصعيد إقليمية شملت قصف اليمن وممارسة الاغتيالات في قلب طهران، أو حتى استفزاز مصر وانتهاك اتفاقيات كامب دافيد بصدد محور صلاح الدين واستفزاز الأردن وما يحصل في القدس وتدنيس حرمة المسجد الأقصى والمشمول بالوصاية الهاشمية.

لقد تكشفت حقيقة النفاق الدولي وسياسة الكيل بمكيالين وهي نتاج النفاق السياسي والأخلاقي لدى غالبية ساحقة من الديمقراطيات الغربية التي تتشدق بتمسكها بحقوق الإنسان والقانون الدولي، هذه الدول إذا لم تسكت عن فظائع الإبادة الإسرائيلية فإنها تلجأ إلى حيل لا حصر لها من التواطؤ مع الاحتلال، سواء عن طريق توفير أسلحة التدمير المحرّمة أو ضخّ الأموال والتكنولوجيا أو نشر البوارج وحاملات الطائرات، أو تأمين التغطية الدبلوماسية في المحافل الدولية.

هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني دفعت شرائح واسعة على امتداد الرأي العام العالمي، خاصة في أوساط الشباب وطلبة الجامعات، إلى مراجعة الاحتكار الإسرائيلي لشخصية الضحية الكونية، بحيث افتُضحت أكثر من ذي قبل ما يطلق عليه باحثون إسرائيليون ويهود تسمية « صناعة الهولوكوست».

الجندي الإسرائيلي الذي يقتل ويقصف ويخرب وينهب لم يعد حفيد ضحايا أوشفتز، بل صار جلاد القسوة القصوى في قطاع غزة وسائر فلسطين، ثم جنوب لبنان أيضاً ،هو بالتالي عام على أطوار ما بعد احتكار المحرقة، أو اليوم التالي لصناعة إسرائيلية قديمة عمادها القوة والتي تغولت في استباحة الدم.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي حرب الابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الإبادة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حزب المؤتمر: احتجاز السفينة مادلين انتهاك جديد للقانون الدولي

أدان الدكتور مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر  رئيس المكتب التنفيذي للحزب الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين"، التى كانت متجهة إلى قطاع غزة المحاصر ضمن “أسطول الحرية”.

جريمة قرصنة مكتملة الأركان

وأوضح مرشد – في تصريح اليوم – أن ما فعلته قوات الاحتلال الاسرائيلي يأتي استمرارا  للممارسات الوحشية التي تقوم بها منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، مؤكدا أن الاستيلاء على السفينة  جريمة قرصنة مكتملة الأركان وتعدٍّ سافر على القانون الدولى والإنسانى.

إدانات دولية .. إسرائيل تستفز العالم وتحتجز السفينة مادلينقيادي بمستقبل وطن: استيلاء قوات الاحتلال على السفينة مادلين وصمة عار في جبين الإنسانية

وأشار إلى أن اعتقال طاقم السفينة ومنع السفينة من الوصول، يؤكد على أن حرب الإبادة بالتجويع هي سياسة ممنهجة إسرائيلية جنبا الى جنب تدمير القطاع الصحي ومنع المستلزمات من الوصول الى غزة.

 ممرات إنسانية دائمة وآمنة

وأكد مرشد على أهمية وجود ممرات إنسانية دائمة وآمنة تخضع لإشراف دولي مباشر، لضمان تدفق المساعدات إلى القطاع دون عوائق، مؤكدا أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الصمت الدولي تجاه سياسات الاحتلال، التي تستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتجويعه وحصاره بكل الطرق،مشددا على أن مصر كانت ولا تزال لاعبا محوريا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وتبذل جهودا مضنية على المستوى الدبلوماسي والإنساني لتخفيف معاناة أهالي غزة.

طباعة شارك مادلين غزة قطاع غزة المؤتمر حزب المؤتمر

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تغول الاحتلال الإسرائيلي
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وقف تغول الاحتلال الإسرائيلي
  • حزب المؤتمر: احتجاز السفينة مادلين انتهاك جديد للقانون الدولي
  • أمين تنظيم الجيل: الغضب الدولي يتصاعد ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • تظاهرات في سويسرا احتجاجاً على استمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة
  • حملة إسرائيلية دعائية مدفوعة لتبرير جرائم الإبادة في قطاع غزة
  • “حماس”: العدو الإسرائيلي حول مراكز المساعدات لمصائد موت ممنهجة
  • حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي
  • “الجهاد”: اقتحام العدو الإسرائيلي سفينة “مادلين” انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • العدو الإسرائيلي يُغيّب آلاف الأسرى في سجونه ويواصل تعذيبهم