الجزيرة:
2025-06-22@13:42:47 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

ربما لم تُباغت إسرائيل في تاريخها بشكل جدي إلا مرتين يفصل بينهما نصف قرن من الزمان، الأولى بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، والثانية عند فجر السابع من أكتوبر عام 2023.

فمنذ إعلان قيامها على أرض فلسطين عام 1948، بدعم هائل من القوى الغربية الكبرى، وإسرائيل هي الطرف الذي يمتلك غالبا زمام المبادرة، فيفاجئ ويعربد ويحتل ويتمدد.

أما الطرف الآخر الذي شاءت رغبة الدول الكبرى أن تقتطع من أرضه جزءا لإقامة دولة يهودية، وهو العرب ممثلا بالأساس فيما عرف بدول المواجهة فكان نصيبه في الغالب الهزيمة، وفي أحسن الأحوال الحديث عن انتصارات جزئية أو معنوية.

نكبة ثم عدوان ثم نكسة

وإذا بدأنا بالحرب الأولى في مايو 1948 فإن أكبر اختصار لوصفها ووصف نتيجتها هو الإشارة إلى أنها كرست قيام دولة إسرائيل وجعلتها حقيقة على أرض الواقع، بينما اختصر العرب الأمر بوصفها بـ"النكبة" دون تحقيق حقيقي يجيب على سؤال مفاده كيف تذهب أرض فلسطين بهذه السهولة وكيف تخسر كل هذه الدول بجيوشها أمام العصابات الصهيونية؟.

الحرب الكبرى الثانية كانت في عام 1956 حيث بدأت إسرائيل بالهجوم على مصر في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وسرعان ما انضمت إليها بريطانيا وفرنسا لتتعرض الدولة العربية الأكبر إلى قصف جوي أدى إلى تدمير قواتها الجوية.

أعقب ذلك عمليات إنزال استهدف العدوان الثلاثي من ورائها احتلال منطقة قناة السويس، لكن تدخل الاتحاد السوفياتي الذي كان قطبا عالميا آنذاك أنقذ الموقف، حيث وجه إنذارا شديد اللهجة إلى إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، دعمته الولايات المتحدة لاحقا بدعوتهم إلى الانسحاب.

أما الحرب الثالثة فكانت في يونيو/حزيران 1967، ودون كثير كلام فإن اسمها المشهور يختصر أمرها حيث وصفها المصريون والعرب بـ"النكسة".

إسرائيل كانت في جانب، وفي الآخر مصر ومعها سوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، لكن النتيجة كانت احتلال إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة تقدر تقريبا بـ3 أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

فقد احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية وهما ما كان قد تبقى من أراضي فلسطين، كما احتلت أيضا شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.

خلت سنوات ما بعد النكسة من الحروب الكبرى، وإن استمر بعض العرب في المواجهة، واحتفوا كثيرا بما فعلوا، سواء ما سمته مصر حرب الاستنزاف أو ما سمته الأردن والفصائل الفلسطينية معركة الكرامة، لكن الحقيقة أن الأمر لم يتجاوز إشارات كأنها تقول إن العرب لم يموتوا وإن المقاومة مستمرة.

وفي 1970 رحل جمال عبد الناصر دون أن يلقي إسرائيل في البحر كما وعد، وخلفه محمد أنور السادات الذي لم يأخذ الناس وعيده لإسرائيل على محمل الجد بالنظر إلى تجربتهم مع سلفه، وما دعّم ذلك لديهم أنه وصف عام 1972 بأنه عام الحسم ثم انتهى العام ولا حسم بل ولا محاولة للحسم.

في السادس من أكتوبر 1973 نجحت مصر في مباغتة إسرائيل بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الدفاعي المنيع (مواقع التواصل) عبور

هذا الوضع المصري والعربي العام جعل إسرائيل تشعر بالاطمئنان ورسخ ما زرعته النكسة في النفوس من أن دولة الاحتلال تبدو وكأنها قوة لا تقهر، خصوصا والدعم الأميركي يتزايد باضطراد حتى اعتبرها البعض بمثابة الولاية 51 للولايات المتحدة.

وبينما كان الإسرائيليون في سبتهم، جاءتهم المباغتة من الجيش المصري هذه المرة، عندما نفذ قرار الحرب الذي اتخذه الرئيس السادات فعبرت القوات قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع وقضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ربما كانت أرقام الخسائر لا تشير إلى نصر كبير للجانب العربي بقيادة مصر، لكن مباغتة عدو اعتاد المبادرة وإلحاق الهزيمة بالعرب من نكبة إلى نكسة، كان أمرا فارقا ومحوريا جعل من حرب أكتوبر 1973 حدثا لا يمكن نسيانه.

بعد 50 عاما ويوم واحد أو بعض يوم، جاءت المباغتة الثانية والتي انطلقت من ظروف مشابهة.

فالعدو يواصل تجبره: يواصل حصار غزة وانتهاك المقدسات ويتقدم في مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد الأرض، والجديد أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع دول عربية بعد لقاءات كثيرة بعضها في السر وبعضها في العلن.

المقاومة فاجأت إسرائيل بتجاوز الأسلاك الشائكة وقتل جنود وتدمير آليات عسكرية (وكالة الأناضول) طوفان

ولذلك أصبح التحرك ضروريا مهما كان الثمن، وهو ما اتضح أن المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام خططت له بعناية، كما أنها شرحت أسبابه وملابساته لاحقا في بيان مهم قدمت فيه روايتها.

المسمى كان طوفان الأقصى، أما الواقع فكان هجوما هو الأكبر على إسرائيل منذ عقود، وحصيلة ساعاته الأولى كانت قتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين فضلا عن أسر أكثر من مئتين آخرين.

ربما كانت المقارنات جائزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيوش العربية التي حاربته في السابق، لكن في حالة طوفان الأقصى كانت هناك دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ ومدفعية فضلا عن دعم من كل القوى الكبرى في العالم تقريبا، وفي المواجهة حركة مقاومة وتحرر لا تمتلك أيا من هذه الأسلحة المتطورة، بل وتفتقد حتى لدعم الأشقاء.

بل أكثر من ذلك، فحتى الشجب والتنديد الذي كان محل سخرية، لم تعد الدول العربية وجامعتها قادرة عليه، بل إن بعض الدول منعت حتى مظاهرات التعاطف مع فلسطين وقوى المقاومة بها.

ومع ذلك كانت المباغتة التي أكدت كما أكد عبور أكتوبر 1973 من قبل، أن إسرائيل ليست كما تروج لنفسها ويروج لها آخرون بأنها دولة لا تقهر، كما تؤكد أن المقاومة هي الحل، حبذا فقط لو نالت دعم الأشقاء ولا نقول الأعداء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أکتوبر 1973 ما کان

إقرأ أيضاً:

قبلان: ترامب شخصية زئبقية تهوى الكوارث الكبرى

 ألقى المفتي الجعفري الممتاز  الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى أن "المنطقة تعيش زلزالاً لا سابق له، وهي في دائرة مخاطر هائلة وقد تطال كل الشرق الأوسط، وأي خطأ نووي قد يطال المنطقة كلها من دون فرق بين حزب وطائفة وموالي ومعارض، والمخاطر غير محصورة، وكل شيء ممكن، لذلك اللحظة للتضامن الوطني ولتعزيز ثقتنا ببعضنا".



وأكد أن "لبنان معني بحماية عائلته الوطنية ومصالحه السيادية بعيداً من لعبة الأرباح الحزبية والمنافع السياسية الضيّقة، لأن العدوان الإسرائيلي يضع المنطقة كلّها في قلب كارثة غير محدودة، والشراكة الأميركية لإسرائيل تشعل نار الحرب الإقليمية، وتدفع المنطقة نحو إبادة غير مسبوقة، ولا مصلحة للعرب وللدول الإسلامية بترك طغيان أميركا في الشرق الأوسط، لأنه سيُحرق المنطقة وينهب كل ثرواتها،  فالأمر يحتاج الى كلمة، إلى موقف صلب وشجاع".



واعتبر  أن "إيران بلد قوي وقدرات استراتيجية، وإرادته لا تعرف الهزيمة، وأمام العالم أجمع طهران لم تبادر للحرب، بل ترد على العدوان الاسرائيلي الذي يدمّر الحجر ويذبح البشر، أطفال ونساء وعُزّل منذ عشرات السنين ولم يحرك أحد ساكناً في وجهه، وترامب شخصية زئبقية تهوى الكوارث الكبرى، ولا تعي نار المخاطر، والعرب والدول الإسلامية معنيةٌ بموقف يحمي مصالح المنطقة من طاحونة قد تطال كل شبر من منطقة الشرق الأوسط، والمملكة العربية السعودية وتركيا وباكستان ومصر معنيون بمبادرة تسابق الزمن لحماية المنطقة من كارثة إقليمية لا مثيل لها من قبل، والعين على هذا الثقل الإقليمي العربي الإسلامي ليضع حداً للكارثة التي تسبّبت بها إسرائيل بعدوانها الإرهابي، فالخشية من خطأ استراتيجي كبير، والوقت إلى نفاد، وفتيل انفجار المنطقة فوق نار آبار النفط الشرق الأوسطية". مواضيع ذات صلة المفتي قبلان: مطالبون بتدشين ارادة وطنية تعيد بناء هوية البلد Lebanon 24 المفتي قبلان: مطالبون بتدشين ارادة وطنية تعيد بناء هوية البلد 20/06/2025 13:23:35 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الجامعة الإسلامية في لبنان نظمت احتفالا لتوزيع جوائز المسابقة البيئية الكبرى"بيئتنا هويّتنا" Lebanon 24 الجامعة الإسلامية في لبنان نظمت احتفالا لتوزيع جوائز المسابقة البيئية الكبرى"بيئتنا هويّتنا" 20/06/2025 13:23:35 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قبلان: المطلوب سياسة دفاعية تليق بأكبر بطولات المقاومة Lebanon 24 قبلان: المطلوب سياسة دفاعية تليق بأكبر بطولات المقاومة 20/06/2025 13:23:35 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 هاتفها الشخصي تعرض للقرصنة... انتحال شخصية كبيرة موظفي البيت الأبيض Lebanon 24 هاتفها الشخصي تعرض للقرصنة... انتحال شخصية كبيرة موظفي البيت الأبيض 20/06/2025 13:23:35 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً توماس براك في بيروت.. ملءٌ للفراغ وانطباعات "إيجابية"! Lebanon 24 توماس براك في بيروت.. ملءٌ للفراغ وانطباعات "إيجابية"! 06:00 | 2025-06-20 20/06/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عن غارة العباسية... بيان من "الصحة" Lebanon 24 عن غارة العباسية... بيان من "الصحة" 06:14 | 2025-06-20 20/06/2025 06:14:44 Lebanon 24 Lebanon 24 نائب "حزب الله": إيران نجحت في فرض توازن ردع وهي في موقع قوة Lebanon 24 نائب "حزب الله": إيران نجحت في فرض توازن ردع وهي في موقع قوة 06:00 | 2025-06-20 20/06/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع لـ"الشيخ نعيم": لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسبا Lebanon 24 جعجع لـ"الشيخ نعيم": لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسبا 05:58 | 2025-06-20 20/06/2025 05:58:47 Lebanon 24 Lebanon 24 كريمة استقبل وفد المجلس الإسلامي العلوي في طرابلس Lebanon 24 كريمة استقبل وفد المجلس الإسلامي العلوي في طرابلس 05:57 | 2025-06-20 20/06/2025 05:57:26 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بالفيديو.. نانسي عجرم تُبهر متابعيها برقص هستيري في أحدث ظهور لها Lebanon 24 بالفيديو.. نانسي عجرم تُبهر متابعيها برقص هستيري في أحدث ظهور لها 13:20 | 2025-06-19 19/06/2025 01:20:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جريمة قتل مروعة في الأشرفية.. إليكم ما حصل ليلا Lebanon 24 جريمة قتل مروعة في الأشرفية.. إليكم ما حصل ليلا 23:12 | 2025-06-19 19/06/2025 11:12:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بعيدًا عن التمثيل.. فنانة عربية وابنتها تؤسسان مدرسة للرقص Lebanon 24 بعيدًا عن التمثيل.. فنانة عربية وابنتها تؤسسان مدرسة للرقص 09:48 | 2025-06-19 19/06/2025 09:48:29 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... هل احتفلت منى شلبي بخطوبتها من هذا "الشاب الوسيم"؟ Lebanon 24 بالصورة... هل احتفلت منى شلبي بخطوبتها من هذا "الشاب الوسيم"؟ 09:34 | 2025-06-19 19/06/2025 09:34:12 Lebanon 24 Lebanon 24 تركيا بعد إيران: تسريبات إسرائيلية تفتح باب الاحتمالات Lebanon 24 تركيا بعد إيران: تسريبات إسرائيلية تفتح باب الاحتمالات 10:01 | 2025-06-19 19/06/2025 10:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:00 | 2025-06-20 توماس براك في بيروت.. ملءٌ للفراغ وانطباعات "إيجابية"! 06:14 | 2025-06-20 عن غارة العباسية... بيان من "الصحة" 06:00 | 2025-06-20 نائب "حزب الله": إيران نجحت في فرض توازن ردع وهي في موقع قوة 05:58 | 2025-06-20 جعجع لـ"الشيخ نعيم": لا تستطيع التصرُّف بما تراه مناسبا 05:57 | 2025-06-20 كريمة استقبل وفد المجلس الإسلامي العلوي في طرابلس 05:52 | 2025-06-20 بري التقى القائم بأعمال السفارة الإيرانية وبقرادونيان... هذا ما تم بحثه فيديو نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) 01:13 | 2025-06-19 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) 00:46 | 2025-06-19 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) 00:09 | 2025-06-19 20/06/2025 13:23:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • صحفي يهودي: مشروع إسرائيل الكبرى هدفه محو الشرق الأوسط
  • علي جمعة يوضح علامات يوم القيامة الكبرى.. بدأت تقترب
  • ظاهرة عصابة أبو شباب في غزة بعد 7 أكتوبر
  • «باحث»: إسرائيل كانت تستهدف إسقاط النظام الإيراني باغتيالات وضربات جوية منسقة
  • الغرابلي: البعثة الأممية تقسم مصالح الدول الكبرى
  • ما قصة صاروخ الكشري المصري الذي أغضب إسرائيل؟
  • الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
  • قبلان: ترامب شخصية زئبقية تهوى الكوارث الكبرى
  • الزهراني: الهلال يتألق في المناسبات الكبرى
  • ما مميزات الصاروخ متعدد الرؤوس الذي استخدمته إيران ضد إسرائيل؟