هل تخلت إيران عن حزب الله.. أحد أذرعها القوية في الصراع مع إسرائيل؟ خاصة مع التطورات المتسارعة التي تسير بها الحرب في المنطقة، وتصعيد إسرائيل المستمر لضرباتها المتتالية ضد حزب الله.

محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، علق على الأنباء التي تشير إلى تخلي إيران عن حزب الله، قائلا، إن حزب الله يعتبر الحليف الأقوى لإيران في المنطقة، مشيرا إلى عدم تخليها عنه بالكامل، ولكن إيران تبحث عن مصالحها دائما.

وأوضح محمد الرز في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: اليوم أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت بأن إسرائيل ستوجه إلى إيران ضربة قاتلة ودقيقة، وقيل سابقا إن إسرائيل ستوجه ضربة إلى المنشآت النفطية ومقرات الحرس الثوري، ومركز ومقر المرشد الأعلى، لذلك لاحظنا أن المرشد الأعلى انسحب من هناك وتم وضعه في مكان آمن، على أساس أن الولايات المتحدة الأمريكية موافقة على هذا الأمر، لكنها عدلت من موضوعها لأنها وجدت أن ضرب المنشآت النفطية في إيران سوف يؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار النفط بالمنطقة، وبالتالي هذا يضر اقتصاديا.

وأضاف «الرز»: اليوم تحدث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، لمدة 50 دقيقة، وتركز الحديث بمعظمه عن الرد على إيران، ولم يتسرب حتى الآن شيئا من هذا الحديث، وقال: أعتقد أن نتنياهو سوف يتجاوز إرادة بايدن وإرادة البيت الأبيض بالكامل مستفيدا من انشغال الأمريكيين الآن بالانتخابات الرئاسية، وسوف يحاول أن يضرب أماكن كثيرة في إيران قد تطال حتى المفاعل النووي الإيراني.

قوات حربية

وتابع أن: المنطقة على قاب قوسين أو أدنى من الحرب الشاملة وتوسيع الحرب، لافتا إلى أن «نتنياهو يريد توسعة هذه الحرب وبالتالي يجر ويستدرج إليها الولايات المتحدة الأمريكية لكي تتطورط معه في هذه الحرب الشاملة».

خريطة الشرق الأوسط الجديد

وأشار المحلل السياسي اللبناني محمد الرز في تصريحاته لـ «الأسبوع»، إلى أن المخطط الذي يتحدث عنه نتنياهو قاله بعد عملية طوفان الأقصى مباشرة ثم عاد وقاله الآن في اجتياح لبنان، وقال البداية في لبنان لكننا نتجه لتشكيل شرق أوسط جديد، موضحا: هذا يعني أنه عندما تشتعل حرب إقليمية وموسعة سوف تصل إلى نتائج وأهداف، بناء على هذه الأهداف سيكون هناك بحث في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط.

وواصل: هذا الأمر مردود عليه، لأن أمريكا و 45 دولة أوروبية حاولت أن تنفذ مشروع الشرق الأوسط الجديد في فترة الفوضى الخلاقة بعد 2011 في مصر والدول العربية لكن ثورة 30 يونيو حطمت العمود الفقري لهذا المشروع، وكسرته ليس فقط في مصر وإنما أيضا في المنطقة العربية كلها، لأن هذا المشروع يعمل على تفكيك الوحدات الوطنية، مبينا أن «المشروع كان يهدف إلى أن تصبح الدولة ثلاث دول، وإعادة رسم خرائط، وأن يتم تدمير القدرات عند الجيوش الوطنية، بالإضافة إلى توسع إسرائيل والسيطرة على كل فلسطين وتكون هي الدولة الكبرى أو إسرائيل الكبرى، ويكون أمامها أو في محيطها دول صغيرة أو مجزأة ومقسمة متناحرة مع بعضها البعض، هذا فحوى الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدثون فيه».

واستدرك محمد الرز، «لكن الذي ظهر الآن على الأرض، هو أن نتنياهو لم يستطع مواجه حركات المقاومة، مثل حماس وحزب الله، ولم يستطع في مواجهتم أن يسجل إنجازا بعد مرور سنة، وعدم قدرته القضاء على حماس وتحرير الأسرى المحتجزين البالغ عددهم حوالي 100 أسير، ولم يستطع أن يصفي القضية الفلسطينية وأن يهجر أهالي غزة، لافتا إلى أنه إذا اعتمد نتنياهو الذهاب باتجاه الشرق الأوسط، فسوف يواجه دولا وليس حركات مقاومة وبالتالي لن يستطيع أن يتجاوز هذه الدول لأنه سوف يعود إلى حجمه الطبيعي».

اقرأ أيضاًخاص| هل دعا حزب الله إلى وقف الحرب دون الارتباط بـ غزة؟ محلل سياسي لبناني يجيب

برشقة صاروخية.. حزب الله يستهدف تحركات لقوات الاحتلال تجاه ميس الجبل ومحيبيب

حزب الله يهدد بتوسيع استهدافه لحيفا مع مواصلة القصف الإسرائيلي للبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إيران جنود حزب الله حزب الله حزب الله اللبناني حزب الله لبنان حزب الله وإسرائيل حزب الله وإيران حزب الله واسرائيل حزب الله يقصف إسرائيل طهران قوات حزب الله مسيرات حزب الله مشروع الشرق الأوسط الجديد الشرق الأوسط حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

مساع منذ 10 أعوام.. هكذا يطوّع نتنياهو الصحافة في إسرائيل

قالت لجنة حماية الصحفيين إن حرية الصحافة في إسرائيل توشك على الانهيار، مشيرة إلى حديث صحفيين هناك عن تكثيف الرقابة وتزايد القمع والمضايقات ضد الصحافة التي لا تتماشى مع رواية حكومة بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.

ووصف صحفيون إسرائيليون للّجنة الدولية الإجراءات الحكومية بأنها "جزء من جهود الحرب"، بعد مرور عامين على الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرىend of list

وأشارت اللجنة إلى انخفاض التقارير الصحفية المستقلة بشكل حاد، مما ترك للجمهور الإسرائيلي صورة مشوهة عن الحرب، واستحضرت تقريرا صدر عن مركز الأبحاث الإسرائيلي "مولاد" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي خلص إلى أن 3% فقط من تغطية القناة 12 في الأشهر الستة الأولى من الحرب تحدثت عن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وأن 2 فقط من 206 صورة متعلقة بالحرب أظهرت ضحايا مدنيين فلسطينيين.

وحدث هذا التراجع -بحسب لجنة حماية الصحفيين- وسط ضغوط حكومية متصاعدة، وقيود أمنية ورقابة عسكرية، وهجمات جسدية مباشرة وعبر الإنترنت، قيّدت وصول الجمهور إلى المعلومات الحقيقية بشأن الإبادة الجماعية التي أقرت بها منظمات حقوق الإنسان وخبراء الأمم المتحدة.

اتّبع روايات حكومة نتنياهو وإلا..

وتعكس تغطية الحرب التي تقدمها وسائل الإعلام الإسرائيلية الوسطية واليمينية، مثل القناة 12 والقناة 14، الترويج لروايات الجيش الإسرائيلي والحكومة، والتي ظلت تسعى إلى تبرير الإبادة في سياق الرد على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقناة 14 الإسرائيلية هي فضائية إخبارية مؤيدة لنتنياهو وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المشاهدين في البلاد، ولها سجل خاص في استخدام الخطاب التحريضي والدعوة إلى مزيد من التدمير في غزة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن وسائل إعلامهم تقدم تغطية متوازنة للحرب حتى في الوقت الذي غالبا ما تُحرّف فيه الأحداث والتطورات الرئيسية في غزة للتقليل من أهمية الخسائر المدنية، أو عند تغطيتها لملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.

إعلان

وتواجه وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية تحديات متزايدة في مساعيها لتغطية الخسائر المدنية الناجمة عن الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.

وتقول أيالا بانيفسكي الباحثة الإعلامية في مركز "مولاد" إن الصحفيين غالبا ما يعدلون لغتهم في التقارير، مثل الامتناع عن استخدام كلمة "احتلال"، لتجنب وصفهم بـ"الخونة اليساريين".

جهود 10 أعوام في تطويع الصحافة

وبينت لجنة حماية الصحفيين أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين في إسرائيل هو الرقابة الذاتية، موضحة أن جزءا كبيرا منها يعود إلى حملة استمرت 10 سنوات شنها نتنياهو في سبيل تقويض حرية الصحافة.

ويقول الصحفي هاجاي ماتار من مجلة +972 "لدى نتنياهو تاريخ طويل في استهداف وسائل الإعلام، محاولا التسلل إليها أو تقويضها عبر الاستحواذ عليها وإغلاقها، وفتح وسائل إعلام جديدة، والتدخل في ملكيتها أو محاولة زرع محللين ومحررين موالين له في فرق مختلفة".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ازدادت هذه الضغوط حدة، حيث سعى الوزراء الإسرائيليون إلى فرض حظر دائم على وسائل الإعلام التي رأت أنها تنتقد العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما قامت بخصخصة وإضعاف البث العام، وتوجيه الإعلانات الحكومية نحو المنصات المتوافقة معها سياسيا.

الرقابة العسكرية.. إرث الاستعمار البريطاني

وفي الوقت ذاته يتعين على الصحفيين كذلك التعامل مع الرقابة العسكرية التي يفرضها جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية.

وتتمتع الرقابة العسكرية -وهي إرث من الاستعمار البريطاني- بسلطة قضائية واسعة، وتلزم الصحفيين قانونا بتقديم أي مقالات تتعلق بالأمن لمراجعتها قبل النشر.

ووجدت مجلة +972 الإسرائيلية المستقلة أن الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام بلغت أعلى معدل لها منذ أكثر من عقد في عام 2024، حيث سحبت الرقابة أو عدّلت 21 تقريرا إخباريا يوميا في المتوسط.

وهذا الانتهاك غير مرئي للناس، إذ يُحظر على وسائل الإعلام الإشارة إلى حالات الرقابة على التقارير الإخبارية، في حين تشير تسريبات نادرة إلى أن هذه التقارير تضمنت تفاصيل عمليات عسكرية ومعاملات مالية لعائلة نتنياهو.

كيف ترهب إسرائيل الصحفيين؟

وتتعرض وسائل الإعلام والصحفيون الذين يشاركون في أي تغطية ناقدة للحكومة الإسرائيلية إلى مضايقات واعتداءات واعتقالات من قبل قوات الأمن وإسرائيليين مدنيين بهدف ردعهم وإسكاتهم.

ولطالما واجه الصحفيون الفلسطينيون مثل هذه التهديدات في ظل حالة الطوارئ المفروضة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك الاعتقالات وتقييد الوصول.

وتقول الصحفية المستقلة إيمان جبور إن المدنيين بدؤوا "يأخذون القانون بأيديهم" لإسكات الصحفيين الفلسطينيين، حيث يهددونهم لفظيا أثناء البث المباشر، ويحاولون مصادرة أو إتلاف معداتهم.

أما الصحفي المستقل سمير عبد الهادي، فيقول "كل صحفي عربي مذنب، لا يهم إذا كنت تعمل في الإذاعة الإسرائيلية أو تعمل في قناة آي24 التلفزيونية الإسرائيلية، طالما أنك تتحدث العربية فأنت مذنب".

وتعرض كذلك صحفيون إسرائيليون يهود للاستهداف في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حيث واجه الصحفي غاي بيليغ من القناة 12 هجمات منظمة من قبل سياسيين ونشطاء يمينيين بسبب نشره مقطعا مصورا يوثق تعذيب جنود إسرائيليين أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة في معسكر سدي تيمان السيئ السمعة العام الماضي.

إعلان

وأظهر المقطع -الذي أدى تسريبه إلى الإطاحة بالمدعية العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، ووصفه نتنياهو بأنه "أكبر هجوم على العلاقات العامة" تتعرض له إسرائيل منذ تأسيسها- اعتداء 5 جنود بوحشية، جنسيا وجسديا، على أسير فلسطيني مكبل اليدين.

وتلقى يوفال أفرهام، الصحفي في مجلة +972 والمدير المشارك للفيلم الفلسطيني الحائز على جائزة الأوسكار "لا أرض أخرى"، تهديدات بالقتل ضده وعائلته بعد خطاب ألقاه في فبراير/شباط 2024 شجب فيه الفصل العنصري، ودعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

كما يتعرض الصحفيون الإسرائيليون ووسائل الإعلام التي تتحدث عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية للتشويه والتشهير من قبل مسؤولي الحكومة وزملائهم الصحفيين.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، على سبيل المثال، عندما صوّت مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على فرض عقوبات على صحيفة هآرتس وإنهاء جميع الإعلانات الحكومية وإلغاء اشتراكات الحكومة في الصحيفة، عزا وزير الاتصالات شلومو كارهي هذه الخطوة إلى دعوات هآرتس إلى "فرض عقوبات على إسرائيل ودعم أعداء الدولة في خضم الحرب".

يعمل لدى حماس.. تحريض على المغردين خارج السرب

ويُتهم الصحفيون الإسرائيليون على الفور بالتغطية لصالح حركة حماس إذ استخدموا تقارير فلسطينية عن غزة، أو عبروا عن تأييدهم لزملائهم الفلسطينيين.

ويقول الصحفي حغاي مطر من مجلة +972 إن حظر قناة الجزيرة، ومنع الصحفيين الأجانب من دخول غزة، خطوات ليست مرتبطة رسميا بوسائل الإعلام الإسرائيلية، لكنها رسالة غير مباشرة لها، مضيفا أن الرسالة تفيد بأن "هؤلاء الصحفيين الذين قد تميلون إلى اعتبارهم زملاء، أو تعتمدون على تقاريرهم، غير شرعيين، إنهم مجرمون".

وسعت إسرائيل على مدى عامين إلى السيطرة على الرواية المتعلقة بغزة عبر مجموعة من الإجراءات غير المسبوقة مثل اغتيالات الصحفيين الفلسطينيين والهجمات على مرافق وسائل الإعلام وحظرها.

وحتى اليوم، سجل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استشهاد 257 صحفيا قتلتهم إسرائيل عبر اغتيالات وغارات مباشرة.

مقالات مشابهة

  • عبد الحليم قنديل: الحرب الروسية الأوكرانية تتحول لأزمة عالمية نتيجة دعم الغرب لـ كييف
  • محلل سياسي يتساءل عن إلزامية توصيات الحوار المُهيكل
  • ضابط لبناني سابق يكشف عن صفقات سرية بين إسرائيل وسوريا!
  • مساع منذ 10 أعوام.. هكذا يطوّع نتنياهو الصحافة في إسرائيل
  • حادثة سيدني : إسرائيل تهاجم استراليا وتلميحات بمسؤولية إيران أو حزب الله
  • إيران تردّ على لبنان.. إسرائيل توقف ضربة بعد وساطة أمريكية!
  • نائب سابق:نرفض التدخل الأمريكي في حسم مرشح رئيس الحكومة المقبلة
  • إيران للبنانيين: للتركيز على التفاهم
  • كيف ساعد «الفيتو الرئاسي» في تغيير المشهد بانتخابات النواب؟ محلل سياسي يجيب
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي