يبدو أن الشاعر الذي أطلق بيت الشعر المعنون به هذا المقال كان قد تعب في إقناع من حوله رغم أنه على صواب إلا أنهم كانوا يجادلون ويعاندون كما هو حالنُا اليوم مع المرتزقة والعملاء في الداخل اليمني والدول أو الجماعات التي لا تزال تعاند وتعتبر أن ما قامت به حماس وبعد ذلك حزب الله مغامرات غير محسوبة، كما وصفها في 2006م سعود الفيصل، وهي حالة مُشينة جداً تجعلُنا نعود بالذاكرة إلى تلك الأيام الخالدة حينما كانت قضية الشعب الفلسطيني تتصدر كل القضايا العربية وتحتل صدارة اهتمامات كل الأقطار، لكن يبدو أن أمريكا وبريطانيا بالذات استطاعتا خلخلة مبدأ الانتماء إلى العروبة والدين، فأصبحا مجرد شعارات موضوعة في الرفوف يتباهون بها دون أن يعرفوا معناها، وهذا ما يجري الآن من قبل قنوات الزيف والبهتان وعقول وأفئدة المزايدين من أبناء جلدتنا العرب والمسلمين، لأن هذه النفوس أصبحت مريضة بشيء اسمه الوهم الذي يوحي لهم أن أمريكا والكيان الصهيوني دول لا تُغلب، لذلك تعتبران أي فعل ضد هذا الكيان وتلك الدويلة مصدراً لعواقب وخيمة على الفاعل، وبالتالي يتندرون على الأعمال الأسطورية البطولية التي قام ويقوم بها الفلسطينيون في غزة والمجاهدون الأبطال في لبنان من أتباع أعظم وأقدس الشهداء في الزمن الحاضر، السيد حسن نصر الله طيب الله ثراه والأبطال من أبناء اليمن الميامين ، فالشهيد حسن نصر الله أصبح محفوراً في أذهان وأدمغة الصهاينة وصورة تفزع كل من في الغرب وفي المقدمة الصهاينة العرب، مع أنه ظل دائماً مدافعاً عن الحق كل همه أن ينتصر لقضية الأمة الأساسية قضية فلسطين التي في الأخير قدم روحه العظيمة رخيصة في سبيلها ومعه كوكبة من الشهداء الذين استهدفتهم دويلة الكيان الصهيوني، أقول الكيان الصهيوني وأرددها عشرات المرات كي يفهمها بقية الإعلاميين العرب والمسلمين، فهذه الثوابت اتفق عليها وزراء الإعلام العرب في دمشق عقب انتصارات أكتوبر 1973م، فلقد عقدوا اجتماع خاص وحددوا فيه المصطلحات التي يجب أن تُطلق على كل ما يتعلق بهذا الكيان الغاصب، ومنها عدم ذكر دولة إسرائيل في أي مناسبة من المناسبات وتُستبدل بكلمة الكيان الصهيوني الغاصب، إلى غير ذلك من المصطلحات التي وزعت في تلك الأيام على عدد من مؤسسات الإعلام العربية باستثناء دول الخليج والسعودية، وكان الموزع مُصيباً في ذلك، فهاهي هذه الدول تستبسل في الدفاع عن ما يُسمى دولة إسرائيل، وتبالغ في انتصاراتها الوهمية بشكل يفوق كلياً ما يقوم به الإعلام الصهيوني أو الأمريكي، فلو عدنا قليلاً فقط لمتابعة قناة الحدث الأكبر أو العبرية “العربية” كما يسمونها زوراً وبهتاناً لعرفنا حقيقة هذا الإعلام ودوره الخبيث في تثبيط الهمم والإمعان في تمزيق أشلاء الأمة مذهبياً أو مناطقياً أو حزبياً وبكل الوسائل غير الشريفة فقط خدمة لدويلة الكيان الصهيوني، لو عدنا كذلك لعرفنا أين مصدر الخطر القائم الآن على الأمة ولوجدنا أن الصهاينة العرب هم الأكثر خطراً على هذه الأمة ومستقبل أجيالها الصاعدة، مهما تحدثنا عن هذه القنوات الزائفة فإننا لن نصل إلى وصف ما تقوم به من أعمال خبيثة وما تكنّه من حقد للأمة، وكيف تحولت إلى مصادر دعم وإسناد لدويلة الكيان الصهيوني وهو ما يجعلنا نحذّر من دور هذه القنوات والأخرى التي تسير على نهجها وتُسمي نفسها بالعربية .
يا إخوة.. الصراع همجي والأمة أمام مُنزلق خطير تُريد من خلاله أمريكا ودول الغرب أن تطوع كل ما هو عربي وإسلامي ليصبح أسيراً لها وطوع بنانها، مع ذلك لا تزال أفكار الكثيرين محنطة وغير قابلة للفهم ومعرفة المخططات الإجرامية الخبيثة وهو ما يجعل شطر بيت الشعر السابق ينطبق عليهم كل الانطباق، بل إن البقر أحياناً تفهم حركات المشرف عليها، أما هؤلاء فلقد بات الفهم عصياً على أذهانهم، ولم يعُد هناك مجال لإعادتهم إلى الصواب، لكن ضربات الأبطال وقوة بأسهم ستجعل كل شيء يعود إلى طبيعته وتؤكد فوز الأمة أخيراً باستعادة مكانتها وقوتها بتحرير الأرض المغتصبة من قبل الصهاينة الأشرار .
وفي الأخير.. أقول لقادة حزب الله ما قاله المتنبي العظيم قبل مئات السنين:
ومن الروم خلف ظهرك رومٌ فعلى أي جانبيك تميلُ
والله من وراء القصد ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نصرة لرسول الله وللأقصى ولغزة.. صعدة تخرج في عشرات المسيرات الكبرى
الثورة نت/وكالات خرج أبناء محافظة صعدة في مظاهرات مليونية في 36 ساحة نصرة لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ووفاء له، ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، ونصرة للشعب الفلسطيني. وفي المسيرات التي حملت شعار “لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان”؛ رفع المتظاهرون الأعلام اليمنية والفلسطينية ورايات الحِرْبِ واللافتات المنددة بالجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، والمؤكدة على ثبات الشعب اليمني على موقفه المساند لفلسطين. وشهدت ساحة المولد النبوي الشريف غرب مدينة صعدة المسيرة المركزية بالمحافظة، فيما خرجت بقية المسيرات في ساحات الشهيد القائد، وشعارة، وبني صيّاح، والحِجْلَة، وبني القم، وغربي الشوارق، وبرازح، والسهلين، والعقلين، والبُرقة بآل سالم، وعرو، وجمعة بني بحر، والعين، والقهرة، والسَرْو، والبراك، وساحة لبني سعد والرقة بالظاهر، ورُبوع الحدود ومدينة جاوي، وساحة لولد عمرو وبني عبّاد بمجز، وساحات الجرشة وبقامة والرحمانين بغمر، وقطابر، ويسنِم بباقم، وكتاف، وأملح، والعقيق، وذويب، ومذاب، وآل مقنع، ونيد البارق، والخميس بمنبه، وشدا، والجُفْرَة، وعُضْلَة بالحشوة، وآل ثابت بقطابر. وفي المظاهرات الغاضبة، استنكر المحتشدون تدنيس آلاف اليهود للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الفائت، وإساءتهم لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وهتف المحتشدون بعبارات منها (يومُ جهادٍ يومُ نفير.. يا أمـّتـَنا الوضع خطير)، (جُمعتنا غضبٌ لله.. ووفاء لرسول الله)، (يا ختام الأنبياء.. عهداً مِنـّا بالوفاء)، (تدنيس الأقصى المتكرر.. يكفي الأمة أن تستنفر)، (يا أمة هذا أقصاكم.. أين الغيرة أين إباكم)، (غزة شرَّفت الإسلام.. بسراياها والقسَّام)، (مع غزة يمنُ الشرفاء.. غضبٌ ونفير ووفاء)، (مع غزة والقادم أعظم.. وكيانُ الإجرام سيندم)، (واستمعوا لبيانٍ هام.. القادمُ أكثر إيلام)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. أنتــم لـسـتم وحدكـم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك). وجدد المتظاهرون الولاء لخاتم الأنبياء والمرسلين، وأنهم أمام إساءات اليهود الصهاينة لن يكتفوا بالتنديد، بل بالنفير والعمليات العسكرية وبالمقاطعة الاقتصادية. ودعوا شعوب الأمة للتحرك في مواجهة العدو، والاقتداء بغزة التي تقاوم كيان العدو المدعوم من أمريكا ومن الغرب الكافر، مطالبين شعوب الأمة بنصرة نبيها الخاتم وعدم السكوت على إساءات اليهود. وأكدوا أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم المساند والمناصر لغزة، وأن العدوان الصهيوني على المطارات والموانئ والمرافق المدنية يؤكد إجرام العدو وصوابية الموقف المواجه والمتصدي له. ودعوا قواتنا المسلحة إلى تصعيد عملياتها ضد الكيان ما دامت غزة تحت العدوان والحصار، مؤكدين مساندتهم وإسنادهم للقوات المسلحة. وشدد المحتشدون على أن صبر وثبات الشعب الفلسطيني في غزة، ومساندة الشعب اليمني ستثمر نصرا مؤزرا يخزي الأعداء والمنافقين.