يمانيون:
2025-07-30@18:02:02 GMT

لبنان الكرامة وضريبة المقاومة

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

لبنان الكرامة وضريبة المقاومة

مقالات:

بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس

الحديث عن المقاومة الإسلامية اللبنانية المتمثلة في حزب الله ، هو حديث عن بنية متكاملة وأساس متين لحزب عريق تأسس في العام 1982 على يد كوكبة من القادة المجاهدين الأفذاذ الذين حملوا على عاتقهم واجب الجهاد المقدس والمقاومة المشروعة لكيان العدو الإسرائيلي المحتل ، حيث شكل الحزب إضافة نوعية للعمل السياسي والجهادي على الساحتين اللبنانية والعربية ، حيث اعتمد قادته على الأساليب الإدارية الحديثة في الإعداد والبناء والتنظيم والتخطيط ، ولم يتركوا أي شيء للمصادفة، أو بحسب ما يستجد ، ولكنهم عملوا حساب كل شيء .


ولذلك ظل وما يزال حزب الله قويا ومتماسكا وثابتا على الأرض رغم الإستهدافات الصهيونية الممنهجة لقيادته ، والتي وصلت إلى حد استهداف العمود الفقري للحزب وقائده الكبير وأمينه الأمين سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله سيد الشهداء رضوان الله عليه ، ورغم فداحة هذا المصاب ، وما سبقه من عمليات اغتيال للقادة العظماء ؛ والتي تعد بمثابة الضريبة التي يدفعها حزب الله مقابل دعمه وإسناده للقضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب أبناء قطاع غزة والضفة وبقية المدن الفلسطينية في مواجهة آلة القتل والإجرام والتوحش الصهيونية التي ترتكب في حقهم المجازر والمذابح الوحشية على مدى عام كامل ؛ إلا أن حزب الله تجاوز هذه المحنة وهذه المرحلة الخطيرة وتداعياتها ، بقوة إيمان وثبات وتوكل على الله ، بعد أن راهن العدو على إنهياره ، وروج ومعه أبواب الشقاق والنفاق، والعمالة والإرتزاق لإنشقاقات مزعومة ، وهروب للمقاتلين ، و تسليم للأسلحة ، وإعلان للإستسلام حد زعمهم ، ولكن العدو وزبانيته صعقوا وهم يتعرضون للبأس الشديد الذي عليه عناصر حزب الله ، من خلال المواجهات المباشرة في المناطق الحدودية، وإستمرار الضربات الصاروخية والمدفعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بوتيرة عالية.
وأمام هذا التنكيل الذي يمارسه المجاهدون في جنوب لبنان يواصل كيان العدو الصهيوني عربدته وإجرامه في حق المدنيين الأبرياء ، ويتعمد تدمير البنية التحتية، وتهجير الأهالي من منازلهم بذرائع وحجج كاذبة ، ظنا منه بأن ذلك سيسهل عليه عملية الإجتياح البري الذي قوبل بمقاومة باسلة ، وجهت لجنوده ضربات حيدرية مخلفة المئات بين قتيل وجريح بالإضافة إلى إعطاب عدد من الآليات والمعدات العسكرية الصهيونية ، مما دفع بهم إلى التراجع للوراء ، بغية دراسة الموقف من جديد ، بعد أن وجد جنودهم أنفسهم في مرمى نيران أبطال حزب الله .
بشائر إخفاق الاجتياح الصهيوني البري المحدود للمناطق الحدودية اللبنانية ، جاء بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي الصهيوني على مناطق الحدود اللبنانية وجنوب لبنان ، من أجل التغطية على الفشل الميداني لما يسمى بقوات النخبة في جيش هذا الكيان ، التي وجدت نفسها صيدا سهلا للمجاهدين ، بعد أن ظنت أنها حسمت المعركة لصالحها ، وأن عمليات الاجتياح ستكون سهلة جدا ، بناء على تقديرات غرف العمليات والأجهزة الاستخباراتية الصهيونية ، التي وضعت قواتها في مأزق ، بعد أن اتضح زيف وكذب تلكم التسريبات والمعلومات التي حملها لهم الجواسيس والخونة بانهيار صفوف المقاومة اللبنانية عقب استشهاد أمينها العام ، وإذا بها تواجه ذات الرجال الأفذاذ ، الذين واجهتهم في حرب 2006.
إنها لبنان المقاومة ، إنها لبنان العزة والكرامة ، إنها لبنان سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله، إنها لبنان حزب الله ، إنها لبنان الشموخ والإباء ، والتضحية والفداء ، لبنان العصية على الصهاينة الأرجاس وكل الأعداء ، لبنان الحاضرة بمقاومتها دعما وإسنادا لغزة ومجاهديها ، ونصرة لفلسطين وأهلها ، وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة ضد كيان العدو الصهيوني ، منذ السابع من أكتوبر 2023وحتى اليوم ، لبنان التي ضربت أروع الأمثلة في تضحيتها وجهادها على طريق القدس .
بالمختصر المفيد، لبنان المقاومة هي فخر كل الأحرار الشرفاء في العالم ، لها ترفع القبعات تقديرا وإجلالا ، بما قدمته من قرابين على طرق القدس دعما وإسنادا لغزة في معركة الحرية التي تخوضها مقاومتها الباسلة ضد الغدة السرطانية الإسرائيلية ، ولا يمكن لمقاومة قائدها وقدوتها السيد المجاهد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه ، أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع أو تتراجع عن مبادئها ومسارها الجهادي مهما بلغت التضحيات ، حزب الله باق على العهد والوعد ، وفاء لدم السيد حسن نصر الله ورفاقه الشهداء العظماء ، ووفاء لفلسطين والقدس وللمستضعفين في المنطقة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حسن نصر الله إنها لبنان حزب الله بعد أن

إقرأ أيضاً:

زياد!

#زياد!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

يقال في لبنان: زياد هو زياد!! لا يمكن تعريفه بأي صفة لاحقة. كأن تقول: لبناني، أو رحباني، أو مسلم، أو مسيحي، أو عبقري، أو مفكر، أو أي شيء.يكفي أن تقول: زياد!!. فهو نسيج وحده، ويُعرف زياد بذاته!مات زياد ، فوحّد لبنان طوائفَ، وسياسيين، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار! الحكومة والمعارضة، المقاومة وغير المقاومة، الكبار والصغار! لم يُذكر زياد في لبنان إلّا بصفاته الإيجابية.

(١)

مقالات ذات صلة رؤساء الجامعات… وإشكالية التغييرات.. والتعيينات..! 2025/07/29

لماذا يحبون “زياد”؟
من متابعتي لما قيل في وفاته، ومتابعتي له قبل وفاته، هناك إجماع على أنه: فنان ، تلقائي، صريح يقول ما لا يقال في السياسة، والطائفية، والتدين!
صادق، عاش فقيرًا مع الفقراء،
ولذلك أحبه الجميع، وشارك في عزائه جميع السياسيين من مختلف التيارات! فهو بإنسانيّته
كان عابرًا للطوائف، والأحزاب مع أنه كان شيوعيّا! أو شيوعيّ التفكير. اتخذت الدولة قرارًا بإعطائه وسامًا من أعلى الرتب.
شارك في عزائه الرؤساء الثلاثة: عون، وبرّي، وسلام. أعلن وزير الثقافة تكريم زياد بما يستحق بتخليد تراثه، وفتح متاحف لبنان ومسارحه، واتخاذ الخطوات لتخليد ذكراه.
(٢)
الأردنيون و “زياد”!
خلافًا لما جرى في لبنان، انقسم الأردنيون: حبًا وكرهًا، حزنًا وشماتة. “تفلسف ” بعضنا وقال:
رجل كريه، وقال بعضهم: إنه شيوعيّ! وبعضهم إنه مع المقاومة، دون أن يجرؤوا على القول: إنه من أنصار فلسطين والقدس!!!
إنها هواية أردنية ربما شارك فيها الذباب الإليكتروني، والكلاب الإليكترونية لتشويه كل ما له صلة بالمقاومة!
صحيح أن لكل عظيم مثالبَ، وكل الشخصيات التاريخية من سقراط، ونابليون، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين، وغيرهم كانت لهم أخطاء، وعيوب! لكن لا يمكن القول: إن سقراط، وإفلاطون كانا ضدّ المرأة، وضد الشعر، وأن نابليون كان يغازل النساء! أما خالد بن الوليد، فقصته ذائعة مع مالك بن نويرة.
لكن لا يمكن الإساءة لعظمة هذه الشخصيات كما يفعل “بعض المتفلسفين!
زياد، إنسان قابل للنقد، ولكن لا ينقد بالشتائم في أيام الحزن عليه!

(٣)

من أقوال زياد:
اشتهر زياد بالحديث بلغة الشارع، بل عبّر عن هموم الشارع، وتناقل اللبنانيون، والسوريون، وبعض غير “المتحذلقين” الأردنيون، تناقلوا كلماته، وأقواله، وأغانيه أمثالا شعبية، أذكر منها:
-فيه ناس كثير ملاح، ما فيه منهم! وفيه ناس كثير مليح ما فيه منهم!
-قال لعصفور في القفص : كيف أفهّمك يا عصفور أنني مش زي أهلي اللي حطوك هنا.
-أنا ما عم أجرب أغيّر البلد! فقط أحاول أن لا ينجح البلد في تغييري!
-كل فستان نسائي حلو ما دام هناك من صمّمه ومن اختارته، ومن لبسته!
-حين تولد، يقررون إعطاءك اسمًا، ودينًا، وطائفة، ومذهبًا، وهُويةً؛ وعليك أن تناضل طوال عمرك؛ دفاعًا عن أشياء لم تخترها!
-قال للسيد حسن نصر الله: جئتك كي أبقي: أصلي، وأصوم معك! قال له حسن نصر الله: أحببناك لأنك مسيحي!!
-قال لإحداهن: اعتني بنفسك جيدًا لأنك حمارة!!
قال أحد اللبنانيين: أقواله كأقوال جبران خليل جبران!! يتداولها الجميع!
“ليش بعض الكتاب عندنا زعلانين”؟!!
فهمت عليّ؟!!

مقالات مشابهة

  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله
  • بحضور السيدة الولى... توقيع مذكّرة تعاون بين الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وجامعة هايكازيان
  • زياد!
  • متعاقدو اللبنانية في رسالة إلى عون: نطالب بحل فوري لملف التفرغ
  • قماطي خلال افتتاح النصب التذكاري لفؤاد شكر: أعداء المقاومة يضعون كل ثقلهم لأجل استسلامها
  • السرايا اللبنانية تودع زياد الرحباني: صوت الكرامة والمقاومة يغيب
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • المشترك يبارك المرحلة الرابعة من التصعيد البحري ضد العدو الصهيوني
  • أحزاب المشترك تبارك انطلاق المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو
  • مأتم رسمي لزياد الرحباني اليوم واجماع لبنان عليه في زمن الانقسامات