موقع 24:
2025-07-12@21:14:00 GMT

كيف تتواصل أمريكا وإيران عبر القنوات الخلفية؟

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

كيف تتواصل أمريكا وإيران عبر القنوات الخلفية؟

عام 2013، كانت ويندي شيرمان، كبيرة المفاوضين للرئيس الأسبق باراك أوباما في المحادثات النووية، في حالة توتر شديدة، إذ لم تكن هناك مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران منذ الأيام الأولى لأزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

كانت القناة الخلفية السويسرية القديمة هي التي لجأت إليها إيران


بعد أن رفض آية الله الخميني السماح للمفاوضين الأمريكيين بالدخول، طار هاملتون جوردان، مساعد الرئيس كارتر آنذاك، إلى باريس وهو يرتدي زياً كاملاً من شعر مستعار وشارب مستعار ونظارات للتوصل إلى اتفاق سري مع وزير الخارجية الإيراني.


وتذكر صحيفة "التايمز" البريطانية بأنه فشل، واشتعلت الأزمة من خلال مجموعة غير متوقعة من الوسطاء، من محام فرنسي ورجل أعمال أرجنتيني غامض عبر منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة البنمية، قبل أن تشرف الجزائر في النهاية على الصفقة لإطلاق سراح الرهائن.

خلال الأزمة، قطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع إيران، تاركة سويسرا المحايدة كممثل وحيد للمصالح الأمريكية من خلال سفارتها في طهران. وعملت سويسرا بموجب "تفويض القوة الحامية" الذي لا يزال سارياً حتى يومنا هذا.

أفغانستان

 عام 2001، تم استخدام تلك القناة الخلفية لإبرام اتفاق سري وافقت فيه طهران على مساعدة الجنود الأمريكيين المنتشرين في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر(أيلول)، إذا ضلوا طريقهم عبر الحدود إلى إيران عن طريق الخطأ. ووافقت إيران بعد تأكيدات على أن الولايات المتحدة ستحترم سلامة أراضيها، بما في ذلك مجالها الجوي.

 

A backchannel warning that Iran was preparing to fire ballistic missiles at Israel was the latest in a long line of secret US measures to avert disaster ⬇️ https://t.co/h9m4KcGPOQ

— The Times and The Sunday Times (@thetimes) October 9, 2024


كما استخدمت إيران القناة الخلفية السويسرية للتواصل مع واشنطن، بعد غزو الحلفاء الغربيين للعراق عام 2003، باقتراح إجراء محادثات شاملة تشمل اعترافها بإسرائيل، واتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية العاملة في إيران.

ولكن إدارة بوش رفضت العرض، وعندما انكشف الأمر، أشارت إلى أنه لم يكن أكثر من "تمرين إبداعي" من جانب السفير السويسري.
ولكن السفير السويسري تيم غولديمان أصر على أنه لم يتصرف إلا باعتباره "ساعي بريد". وقال: "كلما كان هناك شيء من جانب واحد، يريد أحد الجانبين أن يعرفه الجانب الآخر، فإنه يستخدم هذه القناة. والتفويض يتعلق فقط بكونه ساعي بريد".
وبعد مرور 10 سنوات، وجدت شيرمان، المديرة السياسية في وزارة الخارجية، نفسها جالسة على الطاولة أمام وفد إيراني غريب عنها، كما كانت غريبة عليهم.

 استغرق الأمر سنوات للوصول إلى هذه المرحلة: قناة سرية، ولكنها مباشرة، للتفاوض مع الإيرانيين وسط مخاوف عالمية متزايدة بشأن طبيعة برنامجهم النووي. وفي جولات سابقة، التقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي مع الإيرانيين في جنيف. ولكن واشنطن كانت اللاعب الرئيسي الذي بدونه لن يكون لأي اتفاق معنى.

 

 

Fine story about the????????Swiss connection. The ????????????????soldiers at Ain Al-Asad in 2020 propbably does not subscribe to this:

“a retaliatory, bloodless Iranian attack on empty American bases in Iraq”

Dial T for Tehran: how Iran secretly talks to the Great Satanhttps://t.co/wEUkZ3Q3Ns

— Hans Tino Hansen (@HthHans) October 10, 2024


بدأت القناة برئاسة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، على الرغم من عدائه العلني للغرب. ويتذكر شيرمان هذه القناة باعتبارها "قطعاً محرجة" يتحدث الإيرانيون فيها بالفارسية والأمريكيون بالإنغليزية، ولا يحققون سوى القليل من التقدم.
تغيرت الأمور بعد انتخاب الرئيس الأسبق حسن روحاني، على خلفية برنامج للإصلاح  الاقتصادي والسعي إلى التقارب مع الغرب الذي قد يرفع العقوبات. وقد صُدم روحاني عندما اكتشف أن مثل هذه القناة الخلفية السرية كانت موجودة بالفعل.

 في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة، مازحت شيرمان محاوريها الجدد حول حقيقة أنها كامرأة لا تستطيع مصافحتهم وتذكرت تقاليد مماثلة في المجتمع اليهودي الأرثوذكسي الذي نشأت فيه. وعلى الرغم من وجود "آلاف النقاط الشائكة" في مفاوضاتهم، فإن التواجد في نفس الغرفة غير كل شيء.
وقالت مازحة في مقابلة أجريت عام 2021: "حتى وزير الخارجية (محمد جواد)  ظريف، عندما كنت غاضبة منه حقًا، كان يعلم ذلك لأنني كنت أسميه الوزير ظريف. في أوقات أخرى، عندما كنا نعمل بجد نيابة عن مصالحنا الخاصة، كنت أسميه جواد".

أصبحت شيرمان جدة في نفس الوقت الذي أصبح فيه أحد المفاوضين، عباس عراقجي، جدًّا، وتبادلا صور أحفادهما الجدد. واكتشفت أن الإيرانيين كانوا مهووسين بتدوين أي شيء على الورق لأنه قد يتمزق عندما يعودون إلى طهران للمناقشة، لذا رتبت لتركيب لوحاً أبيض لتدوين كل عنصر جديد في الاتفاق حتى يتمكن كل جانب من تدوين ملاحظاته.

وعندما اشتكى الإيرانيون من أنهم لن يتمكنوا من تمرير الاقتراحات إلى رجال الدين في طهران، أشارت شيرمان إلى الرسالة الصادرة عن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين طالبوا بدور للكونغرس لإظهار أنهم في نفس القارب.
انهارت الصفقة عندما انسحب الرئيس  دونالد ترامب في عام 2018 دون إعادة فتح المفاوضات. وازدادت التوترات بشكل كبير. ومع ذلك، بعد ساعات من الضربة الصاروخية الأمريكية في بغداد التي قتلت الجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، لجأت إدارة ترامب إلى القناة الخلفية السويسرية برسالة عاجلة لإيران: "لا تصعّدوا".
في الأيام التي تلت ذلك، تبادل البيت الأبيض والقادة الإيرانيون سلسلة من الرسائل أكثر تحفظًا من الخطاب العام الناري، مما ساعد في تهدئة التوترات وإنهاء الأزمة بهجوم إيراني انتقامي غير دموي على قواعد أمريكية فارغة في العراق.

تحرير الأمريكيين


  لجأت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى القناة الخلفية السويسرية لبدء المفاوضات لتحرير الأمريكيين المحتجزين كرهائن في إيران في عام 2023. لكن قطر هي التي لعبت الدور الأكثر أهمية، حيث كانت تتنقل من طهران إلى واشنطن كوسيط.
في يناير(كانون الثاني)، كانت عُمان هي التي قامت بالدبلوماسية المكوكية بين المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين الذين استضافهم معًا في مسقط، حيث سعت واشنطن إلى إقناع طهران بالضغط على المتمردين الحوثيين في اليمن لإنهاء هجماتهم على الشحن العالمي عبر البحر الأحمر.
على الرغم من المحاورين الأكثر حداثة، كانت القناة الخلفية السويسرية القديمة هي التي لجأت إليها إيران على ما يبدو لتحذير الغرب من أنها تستعد لإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل. سمح هذا التحذير لواشنطن بتجهيز الأصول وإعداد الإسرائيليين، مما أتاح لإيران  لرد دون التسبب في دمار كبير وتصعيد الموقف.
.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل عام على حرب غزة غزة وإسرائيل الانتخابات الأمريكية إسرائيل وحزب الله هی التی

إقرأ أيضاً:

تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل

(CNN)-- طُرد أكثر من نصف مليون أفغاني من إيران خلال 16 يومًا منذ انتهاء الصراع مع إسرائيل، وفقًا للأمم المتحدة، فيما قد يكون أحد أكبر عمليات التهجير القسري للسكان هذا العقد.

ولشهور، أعلنت طهران عن نيتها ترحيل ملايين الأفغان غير الموثقين الذين يعملون بأجور زهيدة في جميع أنحاء إيران، وغالبًا في ظروف صعبة.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن 508,426 أفغانيًا غادروا إيران عبر الحدود الإيرانية الأفغانية بين 24 يونيو و9 يوليو.

وعبر 33,956 أفغانيًا، الأربعاء، و30,635، الثلاثاء، بعد أن بلغ العدد ذروته، الجمعة، عند 51,000، قبل انتهاء المهلة التي حددتها إيران، الأحد، لمغادرة الأفغان غير الموثقين.

وازدادت وتيرة عمليات الترحيل، وهي جزء من برنامج أعلنته إيران في مارس/ اذار بشكل كبير منذ الصراع الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل، مدفوعةً بمزاعم لا أساس لها من الصحة عن تجسس أفغان لصالح إسرائيل قبل الهجمات وأثناءها.

ولم تظهر أدلة تُذكر تدعم مزاعم مساعدة المهاجرين الأفغان لإسرائيل، مما دفع المنتقدين إلى القول إن إيران تُحقق ببساطة طموحًا راسخًا لتقليص عدد سكانها الأفغان غير الشرعيين وتركيز المعارضة الداخلية على أقلية ضعيفة.

ويعيش العائدون ظروفا قاسية، حيث تصل درجات الحرارة إلى 104 درجة فهرنهايت، أو 40 درجة مئوية، في حين تكافح مراكز الاستقبال على الحدود الأفغانية من أجل تلبية الاحتياجات.

وصرحت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، ميهيونغ بارك، لشبكة CNN ، الثلاثاء: "هناك آلاف الأشخاص تحت الشمس - وأنتم تعلمون مدى شدة الحر في هرات، إنه أمرٌ مُريع، كان الأسبوع الماضي حافلاً للغاية"، مضيفة أن نصف العائدين هذا العام وصلوا منذ الأول من يونيو، حيث وصل 250 ألفًا في أسبوع واحد من يوليو.

وكانت باريسا، البالغة من العمر 11 عامًا، تقف مع والديها وهي تصف خبر إخبارها بعدم قدرتها على الالتحاق بالمدرسة هذا العام، مما يُنذر بترحيل عائلتها، إذ يُحظر تعليم الفتيات في أفغانستان في ظل حكم طالبان، وقالت: "قضينا ست سنوات في إيران قبل أن يُطلب منا التقدم بطلب للحصول على خطاب الخروج ومغادرة إيران. كانت لدينا وثيقة إحصاء رسمية، لكنهم طلبوا منا مغادرة إيران فورًا".

وقد أثار الارتفاع المفاجئ في عمليات الترحيل ومزاعم تجسس الأفغان إدانة دولية، إذ نشر المقرر الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، ريتشارد بينيت ، على منصة إكس (تويتر سابقا) هذا الأسبوع: "احتجز مئات الأفغان وأفراد الأقليات العرقية والدينية في إيران بتهمة التجسس، كما وردت تقارير عن تحريض على التمييز والعنف في وسائل الإعلام التي تصف الأفغان والأقليات بالخونة وتستخدم لغة مهينة".

من جهتها قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في الأول من يوليو/ تموز، وفقًا لرويترز: "لطالما سعينا جاهدين لنكون مضيفين جيدين، لكن الأمن القومي أولوية، ومن الطبيعي أن يعود المقيميون غير الشرعيين"، في حين بثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لـ"جاسوس" أفغاني مزعوم لإسرائيل يعترف بالعمل مع أفغاني آخر كان يقيم في ألمانيا.

وأضافت: "في الأسبوع الماضي، كان هناك حوالي 400 طفل غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم - وهذا عدد كبير".

وتُظهر لقطات من معبر إسلام قلعة الحدودي مئات المهاجرين ينتظرون إجراءاتهم ونقلهم، غالبًا في ظل حرارة الصيف الأفغانية اللافحة، وعاش الكثيرون منهم لسنوات في إيران، غالبًا في ظروف شبه دائمة رغم افتقارهم إلى الوثائق، ووجدوا أن حياتهم قد هُزمت في دقائق معدودة في حملة القمع الأخيرة.

وقال بشير، وهو في العشرينيات من عمره، في مقابلة من بلدة حدودية في غرب أفغانستان، إن الشرطة احتجزته في طهران واقتادته إلى مركز احتجاز، قائلا: "في البداية، أخذوا مني عشرة ملايين تومان (حوالي 200 دولار أمريكي)، ثم أرسلوني إلى مركز الاحتجاز حيث احتُجزتُ ليلتين وأجبروني على دفع مليوني تومان إضافيين (50 دولارًا أمريكيًا)، في مركز الاحتجاز، لم يُقدموا لنا طعامًا أو ماءً للشرب، كان هناك حوالي 200 شخص، وكانوا يضربوننا ويعتدون علينا".

ويدعي الجاسوس المزعوم: "اتصل بي ذلك الشخص وقال إنه يحتاج إلى معلومات عن مواقع معينة، طلب ​​بعض المواقع، فزودته بها، كما تلقيت منه 2000 دولار"، لم يُحدد التقرير هوية الجاسوس المزعوم أو يُقدم أدلة تدعم ادعائه.

كما نشرت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لشرطة طهران وهي تُلقي القبض على مهاجرين، حددهم المراسل على أنهم في الغالب أفغان، بينما كان ضباطها يطاردون المشتبه بهم في الحقول المفتوحة.

ويُنقل المُرحّلون المحتملون إلى حافلات ويُقتادون قسراً من المركبات إلى جهة مجهولة.

ويسأل مراسل التلفزيون الرسمي في اللقطات أحد أصحاب عمل المهاجرين غير الشرعيين المزعومين في طهران: "لماذا وظفت الأفغاني؟ إنه مخالف للقانون"، فيُجيب صاحب العمل المزعوم: "أعلم! لكن عليّ أن أدفع لهم حتى يتمكنوا من العودة، إنهم يريدون العودة وينتظرون الحصول على رواتبهم".

مقالات مشابهة

  • إيران تبدي استعدادها للتفاوض وتتمسك بقدراتها العسكرية
  • طهران تطالب واشنطن بضمانات لا حرب مقابل استئناف المفاوضات
  • عراقجي: لا قبول بأي اتفاق لا يعترف بحق إيران في التخصيب
  • إيكاد: سفينة "إترينتي سي" التي استهدفها الحوثيون كانت متجهة لميناء جدة السعودي وليست إلى إسرائيل
  • تعويضات الحرب.. إيران تخوض معركة قانونية في متاهات النظام الدولي
  • خطيب جمعة طهران: أي خطأ جديد ضد إيران سيقابل برد حاسم
  • تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل
  • بعد نتنياهو - كاتس إلى واشنطن الأسبوع المقبل
  • حرب الأعصاب.. إسرائيل تهدد وإيران تحت ضغط الحسم
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: إيران أولاً.. خطاب خامنئي والصراع حول تعريف الثورة