ترفيه المسنين.. حياة جديدة ومفتاح لتحسين الصحة
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
- يقلل من الملل والشعور بالوحدة وينشّط الوظائف الجسدية والدماغية
- تبنّي المبادرات التي تناسب اهتمامات المسنّ وتضمن مشاركته
-الأسرة تقوم بدور كبير في إيجاد بيئة داعمة للترفيه
تعد سنوات الشيخوخة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، ولكنها قد تكون مصحوبة بتحديات نفسية واجتماعية، ويقوم الترفيه بدور فعال في تحسين جودة الحياة لدى كبار السن، حيث يسهم في تقليل الشعور بالوحدة والاكتئاب، ويعزز الصحة النفسية والعقلية لهم، وهو وسيلة لتحقيق السعادة والرضا عن الحياة، "عمان" تناولت أهمية الترفيه في حياة كبار السن، وكيف يمكن للأسرة والمجتمع أن يساهما في توفير بيئة داعمة ونشطة لكبار السن من خلال استطلاعٍ مع أفراد المجتمع.
اكتشاف الهوايات
تقول نوال بنت حمدان اليوسفية: عادةً ما يعتبر كبير السن فردًا أساسيًا في بناء الأسرة وارتباط أفراد الأسرة به بشكل قوي وذلك لأنه يعد المؤسس الأول لهذه الأسرة، كما يعد كبير السن رمزا للوقار والحكمة والنضج بين أفراد الأسرة بصورة خاصة والمجتمع الإسلامي بشكل عام، فمن أدوار الأسرة تجاه كبار السن توفير أجواء أسرية يملؤها روح الدعابة والسعادة والرحمة والإكرام والتقدير، مما يجعل كبير السن يشعر بسعادة الانتماء وخاصة عند رؤية أفراد أسرته يلتفون حوله وهم يتبادلون الأحاديث المسلية وتتعالى الضحكات فيما بينهم، كما يمكن للأسرة عمل رحلات خاصة لهم أو السفر معهم أو أخذهم إلى أحد أصدقائهم الذين كانوا معهم في السابق، كما يمكن أن تكتشف الأسرة بعض الهوايات لدى كبار السن وذلك عن طريق سؤالهم عن أهم الهوايات التي يفضلونها في السابق وهل بإمكانهم الاستمرار في ممارستها في وقتهم الحالي، أما بالنسبة عن التحديات، عادة ما يكون انشغال الأسرة في أعمالها الخاصة بالدخل هو السبب الأكثر الذي تواجهه لتوفير الوقت الكافي والجهد لكبار السن أو الانشغال في الأمور الخاصة بأفراد الأسرة.
الزيارة
وقال سعيد بن محفوظ اليحيائي: إن توفير البيئة الداعمة لكبار السن لا يقتصر على الوالدين فقط، وإنما على الأبناء والأحفاد دور في الرعاية والاهتمام بكبير السن كزيارتهم بين الفترة والأخرى والجلوس والتحدث معهم وملاطفتهم وسماع قصصهم الجميلة وإشراكهم في أمور حياتهم، حتى يشعروا أنهم مصدر اهتمام كما كانوا قبل مرحلة الشيخوخة، كذلك إن كان كبير السن له هواية ومهارات فنية ورياضية كأن يمارس الرماية مثلا، فعلى الأهل أن يفسحوا له المجال بأن يشارك في بعض الأنشطة ذات الاهتمام، وقد علمنا من بعض كبار السن أنهم كانوا يشاركون في ميادين الرماية، ويمارسون رياضة المشي في المرتفعات، والرحلات البرية والتخييم.
الاهتمام
وأفادت أميمة عاشور مجزح بأن دور الأسرة في مجتمعنا العماني أساسي في رعاية كبير السن، حيث تقدم العائلات لكبير السن الرعاية الجميلة والألفة، لطالما وضعت لهم مساحات خاصة في المجالس وغرف المعيشة، وتهتم الأسر العمانية بتوفير كراسٍ مريحة يستطيع كبير السن إسناد قدميه وذراعيه وكذلك التمدد وسط التجمعات العائلة، كما تجد العائلات في مخططاتها للبناء تضع بعين الاعتبار بناء سلالم قصيرة لأحد المداخل أو منزلق لتكون تنقلاتهم سهلة، كما تراعي الأسر تقديم وجبات غذائية تناسب كبير السن كوجبات لينة ومهروسة بمقادير دقيقة مخففة من التوابل والملح والسكر لدعم صحتهم، وغالبًا يتناوب الأبناء على رعاية الكبير في السن وضبط أدويته.
وحول التحديات التي تواجه الأسرة في توفير وقت وجهد كاف للترفيه عن كبار السن، أوضحت أن أعمال الأسر اليومية والتزاماتها قد تلهيها عن رعاية كبير السن ولكن يبقى التحدي الأكبر هو المشكلات الصحية المعقدة والحاجة إلى رعاية خاصة، حيث تعاني الكثير من الأسر باستغراق الكثير من الوقت في المواعيد الطبية المتكررة مع صعوبة التنقل بالكبير في السن، والكثير من العائلات تواجه تحديات في الرعاية السريرية للمقعدين منهم.
وحول أهمية الترفيه في حياة كبار السن من الناحية النفسية والاجتماعية، أجاب الدكتور حمد بن ناصر السناوي استشاري أول طب نفسي المسنين ورئيس قسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس: يعد الترفيه من الأدوات الأساسية في تحسين الصحة النفسية والجسدية للمسن، فإلى جانب أنه يقلل من الملل والشعور بالوحدة فإنه ينشّط الوظائف الجسدية والدماغية ويساهم في تحسين المزاج والوقاية من الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية، وأما عن سؤال علاقة الترفيه المتوفر لدى كبير السن ومدى رضاهم عن الحياة، أوضح السناوي بقوله: نعم، حيث تشير الدراسات العلمية إلى ارتباط مستوى الترفيه وجودة الحياة و شعور الأفراد بالسعادة، مفيداً بأن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في إيجاد بيئة داعمة للترفيه خاصة مع انشغال الأغلبية بالأعمال ومواقع التواصل الاجتماعي مما يعرّض المسن إلى الإهمال والشعور بعدم التواصل مع الآخرين خصوصا في المدن الكبرى، حيث تكون العلاقات مع الجيران ليست بنفس عمق تلك التي نجدها في القرى.
كما تطرق الدكتور إلى العقبات التي تواجه الأسر في توفير الوقت والجهد الكافي للترفيه عن كبير السن من ضمنها عدم وجود منافذ الترفيه المجهزة لاستقبال المسن الذي قد يعاني من صعوبة في الحركة والتنقل، وعدم توفر مراكز الأنشطة الاجتماعية التي تناسب اهتمامات المسن مثل المشاغل التراثية التي تعيد ذكريات الماضي وتمكن المسن من تدريب الشباب على بعض الأعمال الحرفية مثل التي تستخدم سعف النخيل أو الفخار، كما أن طبيعة الجو الحار السائد في معظم أوقات العام يقلل من فرص ممارسات الأنشطة الرياضية في الطبيعة.
كما أشار إلى ضرورة زيادة الوعي بأهمية الترفيه للمسن وتبني المبادرات التي تناسب اهتمامات المسن وتضمن مشاركته، كذلك إيجاد برامج تجعل المسن يشعر بقيمته كتمكين المسن من تدريب الشباب على بعض المهارات الحرفية، على أن تكون هذه البرامج دائمة ولا تقتصر على المهرجانات والمواسم الثقافية، حيث يجد المسن في هذه البرامج متنفسا لمقابلة أصدقائه ومن هم في عمره، كذلك الاستفادة من التجارب الناجحة من دول الخليج التي تشترك معنا في التراث والثقافة السائدة، ولا ننسى أهمية إشراك المسنين في التخطيط لمثل هذه البرامج والمبادرات فهم أدرى بما يناسب اهتماماتهم وقدراتهم.
كما أن إقامة تجمعات لكبار السن يلاقي بعضهم بعضا يتبادلون الحديث، تحسن من الصحة النفسية لديهم وتجعلهم متلهفين لهذه اللقاءات ويمكن أن تكون مثل هذه اللقاءات منظمة ومخطط لها بحيث يتضمنها بعض البرامج الترفيهية المسلية ويمكن أن تعقد بعض المسابقات، فتجعل كبير السن يشعر بقيمة يومه، ويتعلم أشياء جديدة، وبالتالي فهذا لا ينعكس فقط على الصحة النفسية بل حتى على الصحة الجسدية؛ فالروح والجسد عالم مجتمع يؤثر في الآخر، كما أن مثل هذه البرامج تحسن ذاكرة المسن وبالتالي يكتسب شخصية قوية مؤثرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصحة النفسیة هذه البرامج لکبار السن کبیر السن کبار السن کبیر ا
إقرأ أيضاً:
عاجل| رئيس الوزراء يقوم بزيارات ميدانية لتحسين جودة حياة المواطنين
ترأس الدكتور مدبولي اليوم الاجتماع الأسبوعي للحكومة بمقرها في العاصمة الإدارية الجديدة حيث ناقش عددًا من الملفات المهمة، إلى جانب الإشارة إلى جولاته الميدانية الأخيرة التي عكست اهتمام الدولة بقطاعات النقل الحضري وتطوير المناطق الأثرية والترفيهية.
جولة ميدانية لمتابعة تشغيل مشروع BRT
أكد الدكتور مصطفى مدبولي خلال الاجتماع قيامه مطلع الأسبوع الحالي بجولة ميدانية لمتابعة التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT، الذي يعد أحد الحلول الذكية والمستدامة للنقل الجماعي.
وتمتد المرحلة التي تم تفقدها من محطة تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وحتى محطة أكاديمية الشرطة. ويعد هذا المشروع خطوة محورية في استراتيجية الدولة لتطوير منظومة النقل العام الحضري وتقليل الزحام والتلوث وتوفير وسائل نقل متطورة وآمنة للمواطنين.
تفقد مشروع حدائق تلال الفسطاط
وفي ذات الجولة، قام رئيس الوزراء بتفقد سير الأعمال بمشروع حدائق تلال الفسطاط، أحد أهم المشروعات التراثية والترفيهية التي تهدف إلى إحياء وتطوير منطقة الفسطاط التاريخية وتحويلها إلى وجهة سياحية وثقافية متميزة.
ويعد هذا المشروع ضمن خطة أشمل لإبراز الملامح الحضارية لمصر القديمة، ودمجها بالمفاهيم الحديثة للتنمية المستدامة.
تأكيد على المتابعة الميدانية وتحسين الخدمات
شدد الدكتور مصطفى مدبولي خلال الاجتماع على استمرار التحرك الميداني لكافة الوزراء والمسؤولين بمختلف المواقع في جميع أنحاء الجمهورية، بهدف متابعة تنفيذ المشروعات القومية والخدمية والعمل على تسريع وتيرة الإنجاز.
وأوضح أن الحكومة تولي أهمية خاصة لتخطي أي عقبات قد تؤثر على سير العمل، بما يضمن تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير خدمات أكثر كفاءة وعدالة في مختلف القطاعات.