لجريدة عمان:
2025-07-09@01:40:29 GMT

ترفيه المسنين.. حياة جديدة ومفتاح لتحسين الصحة

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

ترفيه المسنين.. حياة جديدة ومفتاح لتحسين الصحة

- يقلل من الملل والشعور بالوحدة وينشّط الوظائف الجسدية والدماغية

- تبنّي المبادرات التي تناسب اهتمامات المسنّ وتضمن مشاركته

-الأسرة تقوم بدور كبير في إيجاد بيئة داعمة للترفيه

تعد سنوات الشيخوخة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، ولكنها قد تكون مصحوبة بتحديات نفسية واجتماعية، ويقوم الترفيه بدور فعال في تحسين جودة الحياة لدى كبار السن، حيث يسهم في تقليل الشعور بالوحدة والاكتئاب، ويعزز الصحة النفسية والعقلية لهم، وهو وسيلة لتحقيق السعادة والرضا عن الحياة، "عمان" تناولت أهمية الترفيه في حياة كبار السن، وكيف يمكن للأسرة والمجتمع أن يساهما في توفير بيئة داعمة ونشطة لكبار السن من خلال استطلاعٍ مع أفراد المجتمع.

اكتشاف الهوايات

تقول نوال بنت حمدان اليوسفية: عادةً ما يعتبر كبير السن فردًا أساسيًا في بناء الأسرة وارتباط أفراد الأسرة به بشكل قوي وذلك لأنه يعد المؤسس الأول لهذه الأسرة، كما يعد كبير السن رمزا للوقار والحكمة والنضج بين أفراد الأسرة بصورة خاصة والمجتمع الإسلامي بشكل عام، فمن أدوار الأسرة تجاه كبار السن توفير أجواء أسرية يملؤها روح الدعابة والسعادة والرحمة والإكرام والتقدير، مما يجعل كبير السن يشعر بسعادة الانتماء وخاصة عند رؤية أفراد أسرته يلتفون حوله وهم يتبادلون الأحاديث المسلية وتتعالى الضحكات فيما بينهم، كما يمكن للأسرة عمل رحلات خاصة لهم أو السفر معهم أو أخذهم إلى أحد أصدقائهم الذين كانوا معهم في السابق، كما يمكن أن تكتشف الأسرة بعض الهوايات لدى كبار السن وذلك عن طريق سؤالهم عن أهم الهوايات التي يفضلونها في السابق وهل بإمكانهم الاستمرار في ممارستها في وقتهم الحالي، أما بالنسبة عن التحديات، عادة ما يكون انشغال الأسرة في أعمالها الخاصة بالدخل هو السبب الأكثر الذي تواجهه لتوفير الوقت الكافي والجهد لكبار السن أو الانشغال في الأمور الخاصة بأفراد الأسرة.

الزيارة

وقال سعيد بن محفوظ اليحيائي: إن توفير البيئة الداعمة لكبار السن لا يقتصر على الوالدين فقط، وإنما على الأبناء والأحفاد دور في الرعاية والاهتمام بكبير السن كزيارتهم بين الفترة والأخرى والجلوس والتحدث معهم وملاطفتهم وسماع قصصهم الجميلة وإشراكهم في أمور حياتهم، حتى يشعروا أنهم مصدر اهتمام كما كانوا قبل مرحلة الشيخوخة، كذلك إن كان كبير السن له هواية ومهارات فنية ورياضية كأن يمارس الرماية مثلا، فعلى الأهل أن يفسحوا له المجال بأن يشارك في بعض الأنشطة ذات الاهتمام، وقد علمنا من بعض كبار السن أنهم كانوا يشاركون في ميادين الرماية، ويمارسون رياضة المشي في المرتفعات، والرحلات البرية والتخييم.

الاهتمام

وأفادت أميمة عاشور مجزح بأن دور الأسرة في مجتمعنا العماني أساسي في رعاية كبير السن، حيث تقدم العائلات لكبير السن الرعاية الجميلة والألفة، لطالما وضعت لهم مساحات خاصة في المجالس وغرف المعيشة، وتهتم الأسر العمانية بتوفير كراسٍ مريحة يستطيع كبير السن إسناد قدميه وذراعيه وكذلك التمدد وسط التجمعات العائلة، كما تجد العائلات في مخططاتها للبناء تضع بعين الاعتبار بناء سلالم قصيرة لأحد المداخل أو منزلق لتكون تنقلاتهم سهلة، كما تراعي الأسر تقديم وجبات غذائية تناسب كبير السن كوجبات لينة ومهروسة بمقادير دقيقة مخففة من التوابل والملح والسكر لدعم صحتهم، وغالبًا يتناوب الأبناء على رعاية الكبير في السن وضبط أدويته.

وحول التحديات التي تواجه الأسرة في توفير وقت وجهد كاف للترفيه عن كبار السن، أوضحت أن أعمال الأسر اليومية والتزاماتها قد تلهيها عن رعاية كبير السن ولكن يبقى التحدي الأكبر هو المشكلات الصحية المعقدة والحاجة إلى رعاية خاصة، حيث تعاني الكثير من الأسر باستغراق الكثير من الوقت في المواعيد الطبية المتكررة مع صعوبة التنقل بالكبير في السن، والكثير من العائلات تواجه تحديات في الرعاية السريرية للمقعدين منهم.

وحول أهمية الترفيه في حياة كبار السن من الناحية النفسية والاجتماعية، أجاب الدكتور حمد بن ناصر السناوي استشاري أول طب نفسي المسنين ورئيس قسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس: يعد الترفيه من الأدوات الأساسية في تحسين الصحة النفسية والجسدية للمسن، فإلى جانب أنه يقلل من الملل والشعور بالوحدة فإنه ينشّط الوظائف الجسدية والدماغية ويساهم في تحسين المزاج والوقاية من الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية، وأما عن سؤال علاقة الترفيه المتوفر لدى كبير السن ومدى رضاهم عن الحياة، أوضح السناوي بقوله: نعم، حيث تشير الدراسات العلمية إلى ارتباط مستوى الترفيه وجودة الحياة و شعور الأفراد بالسعادة، مفيداً بأن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في إيجاد بيئة داعمة للترفيه خاصة مع انشغال الأغلبية بالأعمال ومواقع التواصل الاجتماعي مما يعرّض المسن إلى الإهمال والشعور بعدم التواصل مع الآخرين خصوصا في المدن الكبرى، حيث تكون العلاقات مع الجيران ليست بنفس عمق تلك التي نجدها في القرى.

كما تطرق الدكتور إلى العقبات التي تواجه الأسر في توفير الوقت والجهد الكافي للترفيه عن كبير السن من ضمنها عدم وجود منافذ الترفيه المجهزة لاستقبال المسن الذي قد يعاني من صعوبة في الحركة والتنقل، وعدم توفر مراكز الأنشطة الاجتماعية التي تناسب اهتمامات المسن مثل المشاغل التراثية التي تعيد ذكريات الماضي وتمكن المسن من تدريب الشباب على بعض الأعمال الحرفية مثل التي تستخدم سعف النخيل أو الفخار، كما أن طبيعة الجو الحار السائد في معظم أوقات العام يقلل من فرص ممارسات الأنشطة الرياضية في الطبيعة.

كما أشار إلى ضرورة زيادة الوعي بأهمية الترفيه للمسن وتبني المبادرات التي تناسب اهتمامات المسن وتضمن مشاركته، كذلك إيجاد برامج تجعل المسن يشعر بقيمته كتمكين المسن من تدريب الشباب على بعض المهارات الحرفية، على أن تكون هذه البرامج دائمة ولا تقتصر على المهرجانات والمواسم الثقافية، حيث يجد المسن في هذه البرامج متنفسا لمقابلة أصدقائه ومن هم في عمره، كذلك الاستفادة من التجارب الناجحة من دول الخليج التي تشترك معنا في التراث والثقافة السائدة، ولا ننسى أهمية إشراك المسنين في التخطيط لمثل هذه البرامج والمبادرات فهم أدرى بما يناسب اهتماماتهم وقدراتهم.

كما أن إقامة تجمعات لكبار السن يلاقي بعضهم بعضا يتبادلون الحديث، تحسن من الصحة النفسية لديهم وتجعلهم متلهفين لهذه اللقاءات ويمكن أن تكون مثل هذه اللقاءات منظمة ومخطط لها بحيث يتضمنها بعض البرامج الترفيهية المسلية ويمكن أن تعقد بعض المسابقات، فتجعل كبير السن يشعر بقيمة يومه، ويتعلم أشياء جديدة، وبالتالي فهذا لا ينعكس فقط على الصحة النفسية بل حتى على الصحة الجسدية؛ فالروح والجسد عالم مجتمع يؤثر في الآخر، كما أن مثل هذه البرامج تحسن ذاكرة المسن وبالتالي يكتسب شخصية قوية مؤثرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصحة النفسیة هذه البرامج لکبار السن کبیر السن کبار السن کبیر ا

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يهنئ الجزائريين وموظفي القطاع بحلول عاشوراء

تقدم وزير الصحة، عبد الحق سايحي، بمناسبة يوم عاشوراء، بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى أبناء الشعب الجزائري الكريم، وإلى كافة أفراد الأسرة الصحية.

وجاء في رسالة تهنئة الوزير “بمناسبة يوم عاشوراء، يتقدم وزير الصحة، الأستاذ عبد الحق سايحي. أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة إطارات وزارة الصحة. بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى أبناء الشعب الجزائري الكريم، وإلى كافة أفراد الأسرة الصحية”.

وأضاف سايحي “إن هذا اليوم العظيم الذي يحمل في طياته معاني الإيمان والصبر والتضحية و يمثل محطة للتأمل في دروس الإخلاص. كما يُعد مناسبة لتجديد العهد على التمسك بالقيم النبيلة وتعزيز روح التسامح والتكافل في مجتمعنا”.

وفي ختام التهنئة قال الوزير “نسأل الله تعالى أن يُعيد هذه المناسبة المباركة على الجميع بالخير واليمن والبركات. وأن يديم على وطننا الأمن والإستقرار، وعلى شعبنا السلام والوئام”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • مبادرات جديدة لتحسين جودة حياة كبار المواطنين
  • لتحسين جودة الخدمات.. وكيل الصحة بالأقصر يتابع انتظام العمل بوحدات إدارة إسنا
  • ضوابط وإجراءات صرف الدعم النقدي المشروط بقانون الضمان الاجتماعي
  • بروتوكول تعاون بين التمريض والباقيات الصالحات لدعم رعاية المسنين ومرضى الزهايمر
  • نقابة التمريض توقع بروتوكول تعاون لدعم خدمات رعاية المسنين ومرضى ألزهايمر
  • «الصحة» تتابع جودة خدمات الرعاية الصحية الأولية بمحافظة القاهرة
  • مشاكل الكلى الأكثر شيوعا لدى كبار السن والوقاية منها
  • مع استمرار الحرب..التهاب السحايا مأساة جديدة تهدد حياة أطفال غزة
  • دراسة جديدة: الكلاب والقطط قد تحمي كبار السن من التدهور المعرفي
  • وزير الصحة يهنئ الجزائريين وموظفي القطاع بحلول عاشوراء