سيدتي بعد التحية والسلام،سعيد أنني اليوم أقف وقفة الشجاعة هاته وأنا بين يديك عبر منبر فضاء قلوب حائرة، حيث أنني إستجمعت طاقتي وقوتي حتى أزيل هما آرقني وحرمني لذة العيش.

سيدتـي، لا أخفيك أنني رجل محبط والحزن يقتلني ويجتث من قلبي الكثير. علما أنني عريس جديد وعوض أن أحيا السعادة فأنا في تعاسة أشدّ وأقوى مما تتتصورين.

حتى أضعك في الصورة سيدتي، فزواجي تمّ بطريقة تقليدية حيث أنني أوكلت بحكم العادات والتقاليد مسألة إختيار العروس لواداي اللذان إختارا لي فتاة في قمة الرقة والجمال.

عدا ذلك فهي سليلة أسرة طيبة ومحافظة، توسمت الخير فيمن منحتها إسمي وعاهدت نفسي أنني سأكون عنوانا للوفاء والحب.

لكنني وفي لحظة صدق مع من أعطيها من الإهتمام والإحتواء ما أعطيه صارحتني رفيقة دربي أن زواجها مني لم يكن سوى لتتخلص من العوز والفقر الذي عاشته في بيت أهلها.

وقد أشارت أن الأيام أبدا لن تكون كفيلة بأن تغير مشاعرها تجاهي. حيث وعدت أن تصون شرفي وأنها لن تخذلني إلا أن الحب لديها أمر غير وارد.

وساوس كثيرة تشغل بالي وتفكيري سيدتي، فأنا رجل مهووس بزوجتي وأتمنى كأي زوج أن أحظى بحبها وإهتمامها.

كما أنني أريد أن أفهم إن كان ما إعترفت به لي مجرّد رأي قد يتغير أم أنه سيكون عنوان واقع سأحياه على مر الحياة؟.

أنيري دربي سيدتي فأنا رجل مسكين تحول من شخص عادي إلى شخص ذي وساوس وإرهاصات.

أخوكم ج.يوسف من الشرق الجزائري.

الردّ:

هون عليك بني وتيقن من أنك لن تأخذ في الدنيا إلى نصيبك، سواءا حزن أو فرح، شقاء أو رخاء.

أخطأت كثيرا حين إرتبطت بمن إختارها لك والداك من دون أن تتوغل في فترة الخطوبة لقلب من هي اليوم زوجتك.

حيث كان بإمكانك أن تجسّ نبضها وتعرف نواياها لتتمكن من كبح جماح مشاعرك التي ترى اليوم أنك إستثمرت كل ما لديك من دون أن تجني أنت شيئا.

من جهة أخرى، تسرعت كثيرا حين حكمت على حياتك بالفشل، حيث أنه لا زال لديك متسع من الوقت لتذيب كتل الجليد التي بينك وبين زوجتك التي لم تكتشف بعد حبك وهيامك بها.

حيث أنه وبمرور الأيام ومع العديد من المواقف سيتحول تجهمها إلى حب ودنوّ.

تقرب إلى زوجتك وإعطها من الإهتمام ما يليق بك وبها، وهون على قلبك التعب بالتفكير في مستقبل لا يعلمه إلا الله. فهو وحده مقلب القلوب.

ولتدرك أخي أنك على الأقل حضيت بإنسانة صارحتك بما في قلبها ولم تكذب وتمثل دور الولهانة بك. وهي لم تذق بعد صفاء قلبك وطيبة سريرتك.

لا تتهاون في مدّ جسور المودة والطيبة في تعاملك مع زوجتك وأهلها، وأسمو بأخلاقك إلى أبعد مدى. وترفع عن كل ما سيسيء لسمعتك وقلبك الصافي من خيانة أو سوء معاملة أو حتى طلاق.

وتأكد من أنك لا محالة ستكسب قلب من تحب.

ردت:”ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

ماذا يفعل المسلم إن أصابه هم أو بلاء؟.. الأزهر يوضح

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن أمور ينبغى على المسلم فعلها إذا أصابه هم أو بلاء.

وقال مركز الأزهر عبر موقعه الرسمي، إذا أصاب المسلم هم أو بلاء فعليه أن يفعل ذلك:

يذكر الله ويسترجعيتأسى بسير الأنبياء والصالحينيعلم أن الله قادر على دفع البلاء عنهيحتسب أجر الصبر والتسليم اللهينظر للحكمة من البلاء ويتعلم منهيلجا إلى الله بالدعاءيوقن أن رب الخير لا يأتي إلا بالخيريعلم أن مع العسر يسراحث عليها النبي .. أفضل الدعوات لا يعادلها شيءهل يقبل قيام الليل قبل الفجر بـ 5 دقائق؟ما الأحكام المترتبة على عودة الدم بعد انقطاع الحيض؟.. الإفتاء تجيبما يجب على أهل مات ولم يحج مع أنه كان ميسور الحال؟.. الأزهر يجيب

ما ينبغي على المسلم فعله للنجاة من مهالك الدنيا والآخرة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من أخبث مهالك اللسان في أيامنا هذه، هي القول على الله بغير علم، ويتمثل ذلك في القول في الدين وأحكامه بمجرد الرأي دون إلمام بعلومه، وعليه فنرى غير المتخصصين يقحمون أنفسهم للإفتاء في دين الله بغير علم.

وتابع علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك: لذا فإن من العبارات الشائعة في كتب الفتوى قولهم: (خذ بفتواه ولا تلتفت إلى تقواه) وهي قاعدة جليلة تنبه على الفرق بين علم الدين وبين التدين العملي، وأن علم الدين هو علم كسائر العلوم، له مبادئ وقواعد ومصطلحات ومناهج وكتب وترتيب ومدارس وأسس وتاريخ و.... إلخ.

وأضاف علي جمعة أن علم الدين يحتاج أيضًا إلى أركان العملية التعليمية، التي لا يتم العلم إلا بها، وهي: الطالب، والأستاذ، والكتاب، والمنهج، والجو العلمي، وأن طريق التعلم له درجات مختلفة كدرجات التعليم العام ثم التعليم الجامعي ثم الدراسات العليا بدرجاتها المختلفة، وله أيضًا أساليبه المختلفة للتمكن منه، بعضها نظري، وبعضها تطبيقي، وبعضها حياتي وعملي، كما أن أداءه يختلف من رسالة علمية إلى كتاب مقرر، إلى بحث في مجلة محكمة، إلى بحث للمناقشة أو كمحور في مؤتمر للجماعة العلمية يخبر فيه صاحبه تلك الجماعة بنتائج.

واستطرد علي جمعة: سيظل أمر الجماعة العلمية دائما مختلفًا تبعًا للمنح الربانية، والعطايا الصمدانية، والمواهب التي يمنحها الله لكل شخص يتميز بها على الآخرين، وسيظل أمر التخصص العام مُراعى والتخصص الدقيق مطلوب، وسيظل هناك فارق بين من ينجح في تحصيل الدروس ولا ينجح في الحياة، ومن ينجح فيها ومن وصل إلى مرتبة الحجة والمرجعية، ولا يحسن التعامل مع الحياة أو يحسن التعامل معها كما قال شوقي في أواخر قصيدة (كتابي):

وكم مُنْجِبٍ في تلقي الدروس

** تلقَّى الحياةَ فلم يُنْجِبِ

وذكر علي جمعة أن كل هذه المعاني نراها في كل مجال، ولعل أقرب مجال ينطبق عليه ما ينطبق على علم الدين هو مجال الطب، وعلم الطب، انظر إلى كل ما ذكرناه وكأننا نتكلم عن علم طب الأبدان، في حين أنني كنت أؤكد على علم حفظ الأديان، وكل ذلك يختلف عن حق الناس في رعاية صحتها والوقاية من الأمراض والعلاج منها، ومبادئ الحياة الصحية الصحيحة التي يتمناها كل إنسان، بل هي من حقه، كما يختلف علم الدين عن التدين الذي هو لازم لكل إنسان ويحتاجه كل أحد من الناس، بل يحتاجه الناس على مستوى الفرد والجماعة والأمة.

وأشار إلى أنه على الرغم من وضوح الفرق بين علم الدين والتدين، أو علم الطب ومراعة الصحة العامة، إلا أن هذا الفرق غير معترف به في غالب ثقافتنا، ونرى خلطًا ضارًّا له صور منتشرة في جميع القطاعات لم ينج منه إلا من رحم الله- وهم قلة في ثقافتنا السائدة- وأرجو الله أن يفتح البصائر بهذه الدعوى لمراجعة جد مهمة لمواقف كثير من علمائنا ومفكرينا بشأن موقفهم من هذه البدهية.

واستطرد: إننا نرى ما يؤكد أنه ليس هناك اعتراف بالفرق بين علم الدين والتدين، من ذلك أن أستاذ العلوم أو الزراعة أو الصحافة أو الهندسة أو الطب صار يتكلم في شأن الفقه، ويناقش الفتوى التي صدرت ممن تخصص وأمضى حياته في المصادر وإدراك الواقع، وما هذا إلا لأنه مثقف ديني، أو لأنه لا يعرف، أو لم يقتنع بالفرق بين علم الدين وبين التدين، ويرى أن الأمر مباح ومتاح للجميع.

وكذلك نرى عدم إدراك لمعنى الفتوى؛ حيث يتم الخلط بينها وبين السؤال أو الرأي والذي يكون حظ السؤال الجواب، وحظ الرأي إبداؤه ثم مناقشته، فالفتوى مثل حكم القاضي لا يتتبعه القاضي بعد صدوره وليس قابلاً للنقاش، ولكن هو قابل للاستئناف عند محكمة أعلى أو للنقض أو الإبرام عند محكمة أكبر، وعلى ذلك فعدم الرضا بالفتوى يتطلب فتوى من جهة أعلى، ولا يتطلب اعتراضًا من هنا أو من هناك، وعدم الرضا بأمر الطبيب، لا يعني إهمال الأمر، بل يستلزم الاستشارة ممن هم أكثر منه مرجعية أو علمًا أو خبرة ولا يحق لأحد من الناس أن يناقش الطبيب في رأيه ويكتفي بذلك لرفض الطب والجلوس بلا علاج.

إن كثيرًا من الناس يفزع إذا ما نبهناه إلى هذا المثال ويبادر برفضه ويدعي أن ذلك حجرًا على الرأي أو على حريته، والأمر لا يتعلق برأي ولا بحُرِّية بقدر ما يتعلق بمنهج للفكر المستقيم يجب اتباعه بدلا من هذه المهزلة السخيفة بأن يَهْرِف كل أحد بما لا يعرف.

لذا فينبغي على المسلم حتى ينجو بسلام من مهالك الدنيا والآخرة أن يحفظ لسانه، ويمسكه عن الباطل والحرام والقول على الله بغير علم.

طباعة شارك الأزهر ماذا يفعل المسلم إن أصابه هم أو بلاء الكرب الهم البلاء

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح؟.. 10 عجائب
  • شاهد ما فعلته الصواريخ الإيرانية بزوجة المجرم نتنياهو
  • دعاء المرور على المقابر للرجال والنساء .. وارد في السنة النبوية
  • ستونز: اعتقدت أنني لن أعود لكرة القدم مرة أخرى
  • ودخلت أمريكا الحرب.. ماذا بعد؟
  • ماذا تعرف عن مفاعل ديمونة في إسرائيل؟
  • بيان.. ماذا قال عون بعد الضربات الأميركية على إيران؟
  • ماذا يفعل المسلم إن أصابه هم أو بلاء؟.. الأزهر يوضح
  • مفيش مقارنة | قشقوش: إيران عندها قوة بشرية ضخمة وإسرائيل لن تستطيع الصمود
  • بيان إسرائيلي عن لبنان.. ماذا قيلَ عن حزب الله؟