ذكرى أُكتوبر المجيدة.. شتَّانَ ما بين الأحرار وعملاء الاستعمار
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
الشيخ عبد المنان السنبلي
أليس العَلَمُ بألوانه الثلاثة (الأحمر، والأبيض، والأسود) هو العَلَمَ الذي رفعه أبطالُ ثورة أُكتوبر واختاروه رايةً لهبَّتِهم المباركة تلك؟!
أليس هو العَلَمَ نفسَه الذي، وكلما كان يراه البريطانيون في شوارع وأحياء عدن وعلى سطوح المنازل، يجن جنونهم ويبدأون على الفور حملة اعتقالاتٍ ومداهماتٍ واقتحاماتٍ واسعة؛ بحثاً عن ثائرٍ هنا، أَو مناضلٍ حُرٍّ هناك؟
أليس هو، أَيْـضاً، العَلَمَ الذي رفعته جماهيرُ هذه الثورة المجيدة والتفت به جثامين شهدائها الأبرار.
فقط افتحوا قبرَ الشهيد راجح بن غالب لبوزة وانظروا بأي علمٍ سُجِّي جثمانُه الطاهر..!
فكيف إذن يحق لمن داسوا هذا العَلَمَ بأقدامهم اليوم، ومزّقوه وأنزلوه من سواريه بأيديهم أن يحتفلوا بثورةٍ لم يعرفْ قاداتُها وأبطالُها العظامُ وجماهيرُها العريضة لهم رايةً سِواها؟
كيف يحق لمن أحلوا محلَّه أعلامَ الإمارات والسعوديّة ولبسوا عقالاتِهم وعباءاتِهم، وهم أنفسهم من وقفوا موقفاً معادياً من هذه الثورة المباركة، وسعَوا إلى إجهاضها ووأدها، كيف يحق لهم أن يحتفلوا بها اليوم؟!
كيف، بالله عليكم، يَحِقُّ لمن يتغنى اليوم بالتواجُدِ والاحتلال الأجنبي، ويتبرّك بحَمْلِ صُور قياداته على صدره، أن ينصِّبَ نفسَه اليوم وريثاً شرعياً لثوارٍ أبَوا وآلوا على أنفسهم يوماً أَلَّا تطأ هذه الأرض الطاهرة قدَمُ أجنبي بعد ذلك اليوم؟!
اسألوهم..
اسألوا قياداتهم العليا عن رأيهم في هذا العلم،
لَوِّحوا به أمامهم..
وانظروا كيف ستكون ردةُ فعلهم..!
وأيةُ نوبة هستيريا وجنونٍ ستصيبُهم حال رؤيته..!
فلماذا إذن يتحدثون عن ثورة أُكتوبر المجيدة وعن أبطالها وشهدائها، وعن جبال ردفان، وعن عدن الحرة، وَ…؟
لماذا، وهم الذين يمثّلون اليوم بمبادئهم وسلوكياتهم دورَ أُولئك الذين كانوا يساندون الجيش البريطاني ويقاتلون ضمن صفوفه من العملاء والمرتزِقة الموالين للاستعمار..؟!
لماذا كُـلُّ هذا التنكر والجُحود لمبادئ وأهداف الثورات اليمنية المجيدات الثلاث:- سبتمبر الأولى والثانية وأُكتوبر؟!
لماذا..؟ ولماذا..؟ ولماذا؟
لا أدري بصراحة..
على أية حال، عيد أُكتوبر مجيد.
وكل عام وأنتم واليمن وفلسطين وسائرُ أحرار الأُمَّــة بألف ألف خيرٍ وعافية.
وعاشت اليمنُ حرةً أبيةً موحَّدة..
ولا نامت أعينُ الجبناء.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة: يعلن افتتاح واحة الثقافة في ذكرى ثورة 30 يونيو
وزير الثقافة يعلن افتتاح واحة الثقافة في ذكرى ثورة 30 يونيو لتفتح فصلًا جديدًا في مسيرة الإبداع المصري.
رئيس الأوبرا: 37 عامًا تجملت بتاريخٍ مشرف من الفنون الجادة والريادة الثقافية
شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الاحتفاليةَ الكبرى التي أقامتها دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام بمناسبة عيدها السابع والثلاثين، وذلك بحضور السيد فوميو إيواي سفير اليابان بالقاهرة، وجمهورٍ غفير من محبي الفنون الراقية.
وفي كلمته، أعلن وزير الثقافة أن احتفال ثورة الثلاثين من يونيو القادم سيُقام من واحة الثقافة بمدينة السادس من أكتوبر التابعة لدار الأوبرا المصرية، تلك المنارة الجديدة التي تفتح فصلًا جديدًا في مسيرة الإبداع المصري.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن دار الأوبرا المصرية كانت ولا تزال رمزًا للقوة الناعمة، وسفيرًا دائمًا لوجه مصر الحضاري أمام العالم، مشيرًا إلى أن الأوبرا صرح أعاد لمصر مكانتها الفنية الرفيعة، ومنح جمهورها نافذةً يطلّون منها على أرقى ما في الإبداع الإنساني من موسيقى وغناء وباليه وأوبرا.
وأوضح أن دار الأوبرا المصرية، منذ افتتاحها، غدت أيقونةً ثقافية وبيتًا للفن الراقي ورسالةً متجددة تؤكد أن مصر ستظل دائمًا حاضنةً للجمال ومركزًا للحضارة. وأشار إلى أن تاريخ مصر الفني يشهد أنها كانت سبّاقة حين دشّن الخديوي إسماعيل “الأوبرا الخديوية” كأول دار أوبرا في القارة الأفريقية والعالم العربي، لتصبح منذ ذلك الحين مرآةً تُطلّ بها مصر على العالم ورسالةً حضارية تعبّر عن انفتاحها على الفنون الرفيعة.
وأضاف أن الأوبرا الخديوية، رغم رحيلها في ستينيات القرن الماضي، ظل حضورها حيًا في الذاكرة حتى تجسّد من جديد في دار الأوبرا المصرية الحديثة، التي أعادت للقاهرة نبضها الفني وصوتها العالمي.
وتوجّه الوزير بالتحية والتقدير إلى الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، صاحب فكرة إنشاء الأوبرا الجديدة، وإلى دولة اليابان الصديقة التي أسهمت في إقامة هذا المنجز الثقافي العظيم، كما ثمّن جهود كل من شارك في البناء من مهندسين وفنانين وعاملين، ولكل من تولّى رئاسة دار الأوبرا وأسهم في إثراء رسالتها وإعلاء شأنها.
وقال الوزير:"على مدى نحو عامٍ ونصف منذ تولّيت مهام وزارة الثقافة، شهدتُ هنا، على خشبة هذا المسرح وبين أروقته، لحظاتٍ غالية لا تُنسى… لحظاتٍ حفرت أثرها في القلب والذاكرة: يوم الثقافة، وتكريم المبدعين، والحاصلين على جوائز الدولة، وتلك اللحظة المفعمة بالامتنان حين وقف السير مجدي يعقوب بيننا، رمزًا للعطاء الإنساني الذي لا يعرف حدودًا.
ومن هنا أيضًا عشتُ سحر مهرجان الموسيقى العربية، وبهجة المسرح القومي والتجريبي، ووهج مهرجان القاهرة السينمائي، وبراءة المبدع الصغير، وروحانية المولد النبوي، وحماسة انتصارات أكتوبر.”
ومن جانبه، وجّه الدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا المصرية تحيةَ تقديرٍ لوزير الثقافة على دعمه المستمر لأنشطة وعروض الأوبرا، مؤكدًا أن الأوبرا نجحت خلال 37 عامًا في أن تكون منارةً للفنون الرفيعة وجسرًا يصل بين التراث المصري وروح المعاصرة العالمية، بفضل إيمان الدولة المصرية بأهمية الفنون في بناء الهوية الثقافية، وجهود الفنانين والعاملين وشركاء النجاح من الإعلام والجمهور المحب للفن.
وأشار إلى أن فرق الأوبرا المصرية تقدم عروضًا متنوعة من الموسيقى العربية والكلاسيكية والأوبرالية والباليه، تسهم في إعداد أجيالٍ جديدة تحمل حب الفن الراقي، كما تمتد رسالة الأوبرا إلى التعليم والتأهيل الفني من خلال مركز تنمية المواهب الذي يتيح فرصًا لاكتشاف ورعاية المبدعين الصغار.
وأكد رئيس الأوبرا أن هذا الصرح الثقافي سيواصل مسيرته نحو تقديم الأفضل، ليبقى منارةَ إشعاعٍ فني وثقافي تفخر بها مصر.
وانطلقت العروض الفنية من البهو الرئيسي، حيث قدّم كورال أطفال مركز تنمية المواهب بقيادة الدكتور محمد عبد الستار باقةً من الأغاني التراثية والمعاصرة، أعقبها على المسرح الكبير عرضٌ فني متكامل برؤيةٍ وإخراج الفنان وليد عوني، والمخرج المنفذ مهدي السيد، وتقديم الإعلامي شريف نور الدين، جسّد ثراء الفنون الراقية التي تختص بها دار الأوبرا المصرية.
وتضمّنت الفقرات عروضًا للموسيقى العربية بإشراف أماني السعيد، بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمي والمايسترو أحمد عامر، بمشاركة كورالي الموسيقى العربية وأوبرا القاهرة، ثم أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو أحمد فرج الذي قدّم معزوفاتٍ من التراث العالمي والموسيقى المصرية الخالدة.
كما شاركت فرقة الرقص المسرحي الحديث في عرضٍ من باليه شهرزاد بتصميم وليد عوني، واختُتمت الأمسية بمشهد النصر من أوبرا عايدة للموسيقار الإيطالي فيردي، بمشاركة فرقتي أوبرا القاهرة وباليه أوبرا القاهرة وعددٍ من نجوم الأوبرا المصرية.
وتخللت الاحتفاليةَ عرض فيلمٌ وثائقي استعرض تاريخ دار الأوبرا المصرية منذ نشأتها وحتى اليوم، متضمنًا مشاهد نادرة من الأوبرا الخديوية، من إعداد استوديو المونتاج وإخراج سامر ماضي.
كما وجّهت الأوبرا الدعوة لعددٍ من أبناء جمعية قلوب الخير للمكفوفين لحضور الأمسية، تأكيدًا على دورها المجتمعي في نشر الفنون بين مختلف فئات المجتمع