البنتاغون يرصد تحركات مجهولة فوق قواعده الجوية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، رصدها لعدد من الرحلات "غير المصرح بها"، لطائرات بدون طيار العام الماضي، في المجال الجوي المحظور فوق قاعدة فيرجينيا، التي تضم أكثر الطائرات المقاتلة تقدماً في البلاد.
وحسب ما ذكرت صحيفة "الهيل" الأمريكية، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أول من ذكر أن أسطولاً من الطائرات المجهولة حلق لمدة 17 يوماً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فوق قاعدة لانغلي الجوية، وكذلك فوق المنطقة التي تضم قاعدة فريق "سيل سيكس" التابع للبحرية، وقاعدة نورفولك البحرية، أكبر ميناء بحري في العالم.
Pentagon confirms ‘incursions’ of unauthorized drones over Air Force base https://t.co/yT0pTEQXZ8
— The Hill (@thehill) October 16, 2024 توغلات مشبوهةوأكدت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، سابرينا سينغ، أن "قاعدة لانغلي شهدت عمليات توغل لأنظمة جوية بدون طيار غير مصرح بها، في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي".
وأضافت أن "عمليات التوغل لا تظهر أي نية عدائية"، موضحة "إنه شيء كنا نراقبه، لكن ليس لدي المزيد لأقدمه في هذا الشأن"، وعندما سُئلت عن سبب عدم إسقاط هذه الطائرات، أشارت إلى أن أي قائد لأي قاعدة لديه السلطة اللازمة لحماية القوات، والمرافق والبنية التحتية والقدرات هناك.
وتابعت سينغ "أعلم أن كل هذه التوغلات، بما أنها على الأراضي الأمريكية، تتطلب مستوى آخر من التنسيق بين الوكالات. لكن القائد كان يتمتع بصلاحيات مطلقة للتعامل مع أي أنظمة تشكل تهديداً للقاعدة".
قلق أمنيوقد أثارت الأجسام التي تحلق في المجال الجوي المحظور قلق مسؤولي الأمن القومي، وكانت الحالة الأكثر شهرة هي التي حدثت في أوائل العام الماضي، عندما حلق بالون تجسس صيني فوق الولايات المتحدة لمدة أسبوع، قبل أن يسقطه الجيش الأمريكي قبالة سواحل كارولينا.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، حلقت 5 طائرات بدون طيار فوق موقع حكومي يستخدم لإجراء تجارب على الأسلحة النووية، لمدة 3 أيام. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن موقع الأمن القومي التابع لوزارة الطاقة في نيفادا خارج لاس فيغاس، رصد الطائرات بدون طيار لكنه لم يعرف من كان يديرها.
وأكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة هذا الشهر، أن أسراب من الطائرات مجهولة الهوية تم رصدها في الأشهر الأخيرة، بالقرب من قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا، شمال لوس أنجلوس. ولم يعرف المسؤولون من كان يقوم بتشغيل الطائرات، لكنهم لم يسقطوها لأن القانون الفيدرالي يحظر على القوات الأمريكية إسقاط أي طائرة ما لم تشكل تهديداً وشيكاً.
وأفادت الصحيفة أن البنتاغون، نقل التقارير الخاصة بالطائرات إلى البيت الأبيض، وعلى مدى أسبوعين، تشاور مسؤولون من وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي مع بعضهم البعض، ومع الخبراء لمعرفة من هو المسؤول وكيفية الرد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية للبنتاغون الولايات المتحدة أمريكا البنتاغون المنطاد الصيني العام الماضی بدون طیار
إقرأ أيضاً:
مجلة بريطانية تكشف سلسلة إخفاقات محرجة لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان “في البحر الأحمر
يمانيون../
في تقرير تحليلي مطوّل حمل نبرة نقد لاذعة، كشفت مجلة The Economist البريطانية تفاصيل مثيرة ومقلقة عن مهمة حاملة الطائرات الأمريكية USS Harry S. Truman، التي انتهت مؤخرًا بخروجها من البحر الأحمر وانتقالها إلى المتوسط، بعد سلسلة من الحوادث التي وصفتها المجلة بأنها “أحد أكثر الفصول البحرية إثارة للجدل والفشل في تاريخ البحرية الأمريكية الحديث”.
المهمة التي كانت تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم، تحوّلت – بحسب المجلة – إلى “دراما عملياتية عرّت ثغرات بنيوية في أداء البحرية الأمريكية”، وذلك بعد تتابع وقائع كارثية، من بينها فقدان ثلاث مقاتلات من طراز F/A-18، واصطدام مباشر مع سفينة تجارية، وفشل في نظام إيقاف الطائرات، أدى إلى إقالة قائد الحاملة وفتح تحقيقات موسعة داخل البنتاغون.
وأكدت The Economist أن الحاملة، وخلال فترة انتشارها، نفذت عمليات قتالية جوية معقدة، وشاركت في الحفاظ على وجود أمريكي في مياه تعتبر من أخطر بؤر التوتر، ضمن ما أسمته “استراتيجية الاحتواء البحري الأمريكية” لمواجهة تصاعد الهجمات اليمنية وتنامي التهديدات في الشرق الأوسط.
غير أن هذه الاستراتيجية اصطدمت بواقع ميداني مرتبك. ففي فبراير الماضي، وأثناء وجود الحاملة قرب ميناء بورسعيد المصري، اصطدمت بسفينة تجارية ضخمة، مخلّفة أضرارًا في الهيكل أجبرت الحاملة على الرسو في قاعدة أمريكية لإجراء إصلاحات عاجلة، أعقبتها إقالة قائد السفينة وسط تكتم رسمي لافت حول تفاصيل الاصطدام.
وفي حادث ثانٍ وقع في أبريل، وبينما كانت الحاملة تعود إلى البحر الأحمر، انزلقت مقاتلة F/A-18 ومركبة جرّ إلى البحر خلال عملية نقل روتينية، بعد أن كانت السفينة تقوم بمناورة تفادي مفاجئة. وقد نجا الطيار من الموت بأعجوبة، بعد أن قفز من الطائرة قبل لحظات من سقوطها.
ثم توالت الكوارث، ففي الأسبوع نفسه، فشل نظام الكابل الخاص بإيقاف الطائرات على متن الحاملة في الإمساك بمقاتلة أخرى أثناء محاولة هبوط، ما أدى إلى تحطم الطائرة وسقوطها في البحر، إلا أن الطيارين تمكنا من القفز والنجاة عبر قذف طارئ.
هذه الحوادث، وفق المجلة، سلّطت الضوء على اهتراء في أنظمة السلامة والتشغيل داخل البحرية الأمريكية، خصوصًا أن كل طائرة من طراز F/A-18 تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، ناهيك عن الحاملة نفسها التي تقدر تكلفتها بما يفوق 6 مليارات دولار.
وتؤكد المجلة أن الضغط الشديد الذي تعرض له الطاقم على مدار شهور طويلة من الانتشار، في ظل تصاعد عمليات الاستهداف اليمنية والمخاطر الإقليمية المتصاعدة، شكّل بيئة مثالية لوقوع هذه الإخفاقات، ما دفع دوائر داخل البنتاغون للمطالبة بمراجعة جذرية للمهمة بأكملها، بما في ذلك إجراءات القيادة، وأنظمة السلامة، وأهلية الطواقم.
وبحسب التقرير، فإن عودة الحاملة إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا ستكون بداية لمسار طويل من المراجعات والتقييمات، وسط دعوات لتحديث بروتوكولات السلامة والاعتماد على أنظمة متقدمة، وربما غير مأهولة، لتقليل الخسائر البشرية والمادية.
وفي ختام التقرير، خلصت The Economist إلى أن مهمة USS Truman، التي كان يُراد لها أن تكرّس التفوق الأمريكي في البحار، تحوّلت إلى فضيحة مؤسسية تُظهر حجم الترهل في البحرية الأمريكية، وقد تترك أثرًا بعيد المدى على مستقبل نشر حاملات الطائرات الأمريكية في بؤر التوتر، في ظل تصاعد التحديات من خصوم واشنطن، وعودة الأسئلة الجوهرية حول فاعلية هذه السفن العملاقة في حروب القرن الحادي والعشرين.