الآن جاء الموعد يا أماه.. مشهد مثير في رواية السنوار يلقى تفاعلا واسعا
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
أثار نص في رواية الشوك والقرنفل، التي كتبها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد يحيى السنوار، إبان فترة سجنه لدى الاحتلال، تفاعلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في روايته، حديث يوجهه إلى أمه ويقول فيه: "الآن جاء الموعد يا أماه، فلقد رأيت نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد، ورأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وهو يهتف بي مرحى بك، مرحى بك!".
وتفاعل معلقون مع النص الذي يشبهونه بنهاية السنوار، بعد عملية طوفان الأقصى، التي أطاحت بكتيبة غزة التابعة لجيش الاحتلال بالكامل، بعد اقتحام مواقعهم، ثم خاتمة استشهاده مشتبكا مع جنود الاحتلال.
هذا ما كتبه #يحيى_السنوار في روايته التي أطلق عليها اسم " الشوك والقرنفل " والتي أصدرها من داخل سجنه قبل ٢٠ عاما بالتمام والكمال
"الآن جاء الموعد يا أمّاه، فلقد رأيتُ نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد. ورأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات… pic.twitter.com/h4solqc2Vg — Tamer Almisshal | تامر المسحال (@TamerMisshal) October 18, 2024
وقال نشطاء إن السنوار، كان يرسم حتى نهايته قبل عقود وهو خلف جدران سجون الاحتلال، ويرى الخاتمة من بعيد، وعلق آخرون:
لقد رسم المشهد الأخير أيضا — Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) October 18, 2024
الله أكبر بشرى نبينا له بطوفان الاقصى وبشرى استشهاده وترحيب نبينا له في جنات النعيم ????????
رحمك الله ياسنوار ملك من ملوك الجنة العظماء بإذن الله تعالى. — فتى الظلام (@Omani70s) October 18, 2024
حتى طريقة استشهاده جعلها نصب عينيه... قائد فذ... صدق الله في النية فصدقه الله بالإجابة — ilham (@oumlkhayat) October 18, 2024
كما باغتهم يوم الطـوفان
بالعبـــــور والإقتحــــــام
باغتهم يوم استشــــهاده
بالإشتبــــاك والإلتحــــام
`نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت` — alkhatibpal (@alkhatibpal) October 18, 2024
كتب المشهد وتخيله وتمناه ودعى الله الاستجابة فكان المشهد حقيقة ومنقول على يد العدو من حيث لايعلم — Soumaya (@bnsomaya) October 18, 2024
يشار إلى أن الشوك والقرنفل" هي رواية سيرة ذاتية، تستند حبكتها إلى ذكريات السنوار، ولكن تم استكمال العديد من التفاصيل من خياله، وتحكي الرواية قصة عائلة من مخيم الشاطئ في غزة، على مدار 35 عامًا تقريبًا: من حرب الأيام الستة حتى الانتفاضة الثانية.
البيت في الرواية يمثل إلى حد كبير البيت الوطني الفلسطيني، ويكتب السنوار بصيغة المتكلم ويسمي نفسه أحمد، أحد أبناء العائلة، ويعيش في البيت أيضًا شقيقاه محمد ومحمود وابنا عمه حسن وإبراهيم، اللذان استشهد والدهما في الحرب وتبنتهم عمّتهم.
يمثل الرجال الخمسة، كلٌ بحسب شخصيته، جوانب مختلفة من الوطن الفلسطيني. اثنان منهما يمثلان منظمة التحرير الفلسطينية، الأب المؤسس، العلماني، ذو الوجه المتعجرف. أما الآخران فيمثلان التيار المتمرد، الديني، الذي تمثله حماس والجهاد. الخامس هو الراوي. في كل زوج من الرجال، هناك من انضم إلى الكفاح المسلح، مر بالتحقيقات والاعتقالات، وتبنى موقفا أيديولوجيا صارما.
تسيطر أم العائلة القلقة على الجميع بيد من حديد، وتقوم بتأمين العيش وتتخذ المبادرات وتزوج الأبناء، وعند الضرورة تبني أيضًا.
وفي مرحلة ما، توسع البيت وأضيف له طابق، لم يكن من قبيل الصدفة أنه بعد فترة وجيزة بدأ الجناح العسكري لحماس في النمو، ويوجد أيضًا سر عائلي: الأب حارب في عام 1967 واختفى من حياتهم في بداية القصة، بعد عقود من الزمن، في نهاية الرواية، يتضح مصيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الشهيد السنوار الاحتلال غزة غزة الاحتلال شهيد السنوار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صلاة القلق.. رواية اللسان المقطوع
كنتُ قلقًا وأنا أهمّ بقراءة صلاة القلق للروائي محمد سمير ندا؛ بسببٍ من كبر حجمها أوّلا، وبسببٍ من فوْزها بجائزة البوكر العربيّة التي لا أثق كثيرًا في مُخرجاتها، وبسببٍ من العنوان الشعريّ الذي قد يُخفي عطالة سرديّة. ولكنّ أغلب ظنوني قد تبدّدت وتهاوت وأنا أشرع في قراءة رواية لها ماءٌ وسمتٌ، وفيها اجتهادٌ وقلقٌ. روايةٌ اختار صاحبُها أن يبنيها على كسْرِ ما يُمكن أن يتأتّى من أحاديّة النسق السرديّ، فيُفصِّل الأصوات الراوية، ويُنجِّم المناظير والمنظور واحدٌ، عددٌ هم الراؤون الحاكون، والمحكيّ وتدٌ جامعٌ، بسيطة هي الحكاية في أصْلها، غير أنّ أوراقها تتفتّح عبر مراحل. صلاة القلق روايةٌ دافعةٌ للتفكُّر، باعثة على التركيز والنظر، عمل فيها صاحبها على المخاتلة وهجْر النفس السردي الواحد؛ فقد بُنيت على مصادر للرواية متنوّعة، إذ لا يستبدُّ الراوي بالرواية، وإنّما يأخذ منها قسْطًا ويعهد إلى شخصيّاته بأقساطٍ، لنُدرك من بعد ذلك أنّ أصوات الشخصيّات هي من تأليف شخصيّةٍ واحدة، هي المنبتُ والمنبع، شخصيّة كانت ظلاًّ وارفًا في أغلب مراحل الرواية، عمل الراوي على إخفائها، وإضاءتها بنزْرٍ يسير من الضياء، هي شخصيَّةٌ قابعة في صمتها، يُنْظَر إليها بشفقةٍ أحيانًا، وبتعاطُفٍ أحيانًا، وبعملٍ على بيان غموضها أحيانًا أخرى، هي شخصيّةٌ صامتةٌ لا تقدر على الكلام، غير أنّها متمكّنة من الكتابة. تسيرُ الرواية إلى حدود الفصل الأخير المعنون بـ«هوامش كاتب الجلسات»، بشكل عاديّ مراوحةٌ غير متوازنة بين رواية الشخصيّات للأحداث، ورواية الراوي الذي اتّخذ له زاويةً واحدة منها يروي في خمسة فصول. القسم الأوفر منها جلاءٌ لحكاية الشيخ أيوب الذي خُصِّصت له ثلاثة فصول، هي: «سهم اللّه في عدوّ الله»، «سهم اللّه لم يصب عدوّ الدين»، «مناسك صلاة القلق»، وفصلان أحدهما لبيان الثورة التي أحرقت النجع -المكان الذي احتوى أحداث الرواية-، وعُنوِن بـ«الثورة تلتهم الثوار»، وثانيهما روايةٌ للحوار الدائر بين الطبيب النفسي وحكيم كاتب جلسات الرواية وهوامشها، وعنوانه «استشارة طبية». وهذه الفصول التي هيمن فيها الراوي على الرواية كانت تتخلَّل فصولاً تعهّدت الشخصيّاتُ فيها الرواية، وهي شخصيّاتٌ أغلبها مسمّاةٌ، ومُعرَّفة بمهنها. نوح النحّال الذي يُعرِّف ذاته ويروي ما حدث في النجع من زاوية نظره، وهو بؤرةُ المعارضة، والوقوف ضدّ السلطة السياسيّة المتضامنة مع السلطة الدينيّة، وهو شخصيّةٌ لا يقصر الراوي ظهورها على فصلها الذي به تختصّ، بل يُشظّيها على فصولٍ أخرى، لتتحدّد من زوايا نظرٍ متعدّدة، وهو كأغلب أهل النجع، مرتبط بزوجته هنادي، منتظرٌ لعودة ابنه من حربٍ وهميّة، مشدودٌ إلى الشخصيّة التي تصل كلّ أهالي النجع، المرأة الغجريّة. ونفس بنية الشخصيّة تتكرّر مع محروس الدبّاغ صاحب الابنة المعوقة، الذي أذهب الأفيون عقله. وزكريا النسّاج، وجعفر الوليّ، الوليّ الصالح والشيخ الممثّل لسلطة الدين، الذي تسامح مع الغجريّة شواهي وبارك خمّارتها، وعاكف الكلاف مربّي المواشي وعاشقها، ومحجوب النجار، صانع الخلاص المرجوّ، باني سفينة نوح المنقذة من الغرق، في نجع لا ماء فيه، الحالم بتمام النفق.
إضافةً إلى هذه الشخصيّات؛ هنالك شخصيّتان نسائيّتان غاويتان مغويتان، إحداهما وداد المحيية المميتة، القابلة ومغسّلة الموتى، المرتبطة بالموت والحياة، المتّهمة بالسحر والشعوذة، المنهية حياة المواليد الذين يمكن أن يواجهوا صعابًا في حياتهم، وهي حامية وحاضنة الشخصيّة الأنثوية، الفاتنة المفتنة الثانية. وشواهي التي يشتهيها كلّ أهل النجع، مَن عمر قلبه بالإيمان ورابَط في المسجد، ومَن عاقر الخمر لا يفارقها، وهي شخصيّة تكاد تكون حاضرة في كلّ فصلٍ من فصول الرواية، كأنّها الواصل الرابط بين متفرِّق الشخصيّات، وهي أيضًا الناجية من المسخ، ومن التحوّل إلى رأس سلحفاة، صحبة شخصيّة أرجأتُ الحديث عنها إلى آخر المقال، كما فعل صاحب الرواية؛ إذ خصّص لها فصلاً أخيرًا كاشفًا ما تخفّى وما ظهر. هي شخصيّة حكيم الولد الأبكم، مقطوع اللّسان نُطقًا، ممدود اللّسان كتابةً.
ولي عمومًا في هذه الرواية ملاحظتان من محاسنها، ومثلها من معايبها؛ فأمّا المحاسن فيمثل أوّلها في تخيّر خطّة سرديّة قائمة على التنويع والمفاجأة، والعمل على تعديد الأصوات الراوية، واللّعب بتوقّع القارئ؛ إذ تهزّ خواتم الرواية مبادئها، فلا هدْأة، ولا يقين، ولا ثبات، وتبقى الأسئلة قائمة، هل هي حالةٌ من الجذام التي أصابت سكّان القرية، أو هو نجعٌ حقيقيّ ورواية الراوي الشخصيّة هي حكاية النجع الحقّ. ناهيك أنّ الطبيب رافع التقرير النهائيّ هو ابن شخصيّة من شخصيّات الرواية، أم أن الحكاية كلّها في ذهن شخصيّة مرتبكة نفسيّا تقيم في مستشفى الأمراض العقليّة؟ ثاني المحاسن اللّغة السرديّة التي أعملها الكاتب، وهي لغةٌ نقيّة عالية المستوى قد تصل حدّ الشعريّة أحيانًا دون إخلال بقدرتها التخييليّة. وأمّا ما أراه من معايب الرواية؛ فأوّلها التكرار السردي الثقيل وعديم الجدوى. يبدو ذلك في الشخصيّات وفي الأحداث. فالشخصيّات أغلبها متعاودة لا جدّةَ في معاودتها تُذكَر في الفصل الخاصّ بها؛ إذ تظهر رؤيتها للشخصيّات وللنجع ولحوادثه، وتظهر منظورًا إليها في الفصول المخصَّصة للشخصيّات المجانبة، دون إرباكٍ أو إضاءات إضافيّة قد تهزّ صورة الشخصيّة. ولعلّ أهمّ الشخصيّات المتعاودة الحاضرة بصورة لافتة المرأة شواهي التي يشتهيها الجميع. وهي شخصيّة ترتبط بهذه الشهوة، وبصورة نمطيّة للمرأة الغجريّة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى شخصيّة الثائر نوح النحّال، أو شخصيّة شيخ النجع المتواطئ مع سلطة السياسة القامعة المخاتلة الموهمة. وحتّى إن كشف الراوي في نهاية الرواية وعيه بالتكرار والمعاودة تناسقًا مع شخصيّة مقطوعة اللّسان مصابة في نفسها بأمراضٍ حبيسة مشفى الأمراض العقليّة -ومن البديهيّ أن تكرّر وأن تفقد المنطق-؛ فإنّ الإفاضة النمطيّة في الاستعادة معطِّلة للقراءة. لقد كشف الروائيّ شخصيّاته، وأماط عنها اللّثام، وبقي يعيد سيرتها الأولى، وحتّى ما تخفّى منها، مثل أعمال الخوجة مع ابنه أو مع زوجته المفقودة، والكتابة على الحيطان؛ فإنّ تقدير القارئ يصل بيسر إلى مناطق تقرّها أواخر الرواية، أمّا ثاني المعايب فيخصّ الممكن السرديّ في العمل على توظيف العجيب الذي بان باهتًا لا صلةَ له بالمسخ ولا بتحويل الشخصيّات وتغريب ملامحها، فتحويلها إلى سلاحف في هيئة رؤوسها لم يُعْمَل حكائيّا، وبقي في نطاق الشكل فحسب، وكذلك توظيف التمثال فعلاً في البشر، أو عزْل النجع، مستوى التخييل إمكانًا سرديّا كان ضعيفًا، فانشدّت الرواية إلى واقع وسَم الرواية المصريّة في ارتباطها بمواضيع كلاسيكيّة بانت متكرّرة، وبلغت أحيانًا في الرواية درجة السفور، مرحلة عبد الناصر، وواقع الهزيمة أو النكسة، وصلة الناس بالسلطة القامعة، والرغبة في الحريّة والانعتاق، والسجن الكبير، عقلاً واعتقادًا الذي يقبع فيه العرب، وأصداء المعركة مع الكيان الإسرائيليّ، وتضامن الثلاثي المقدّس في تحديد مصائر البشر: المال والسياسة والدين، كلّها قضايا ظاهرة بشكل بيّن في الرواية. عمومًا «صلاة القلق» استعادةٌ لتراث روائيّ مصريّ حامل لقضايا لم يتخلّص منها في تاريخه المعاصر، وهي روايةُ الإمكان، كان يُمكن أن تُحرَّر تخفيفًا من التكرار النمطيّ، وتوسيعًا لدوائر توليد السّرد، ومنطقَةً أكثر للممكن الروائيّ.
محمد زرّوق ناقد وأكاديمي تونسي