الآن ستواجه إسرائيل مقاومة لا يمكن السيطرة عليها أبدًا
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
في يوم الخميس، 17 أكتوبر/ تشرين الأول، قتلت إسرائيل قائد حركة حماس، يحيى السنوار، في قطاع غزة، وهو أحدث "هدف ذي قيمة عالية" في حرب إبادة جماعية تسببت في إنهاء حياة أكثر من 42,000 فلسطيني خلال أكثر من عام بقليل، والتي امتدت الآن إلى لبنان.
بالطبع، فإن القضاء على السنوار لا يعني نهاية الإبادة الجماعية، كما أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إعلانه بعد الاغتيال: "اليوم سوينا الحساب.
ولحسن الحظ بالنسبة لأصحاب السلطة في دولة يرتكز وجودها ذاته على المجازر المستمرة، فإن "المهمة" الإسرائيلية لن تكتمل أبدًا- على الأقل ما دام هناك فلسطينيون وعرب آخرون ملتزمون بمقاومة المساعي الدموية لإسرائيل.
ومع ذلك، فإنّ قتل السنوار سيجعل من الصعب على إسرائيل تبرير حربها الحالية على غزّة، ليس لأن التبرير مهم حقًا بالنسبة للداعم الدولي الأساسي لإسرائيل، الولايات المتحدة الأميركية.
في الواقع، فإنّ تورط الولايات المتحدة في الإبادة الجماعية كان منذ فترة طويلة يشمل المساعدة في تحديد موقع السنوار؛ ففي أغسطس/ آب الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة جو بايدن "سكبت موارد ضخمة في محاولة العثور على" قائد حماس، حيث قدّمت "رادارًا يخترق الأرض" لإسرائيل، بالإضافة إلى تكليف وكالات التجسس الأميركية "بالتنصت على اتصالات السيد السنوار".
وكما حدث مع اغتيال إسرائيل في سبتمبر/ أيلول زعيمَ حزب الله في بيروت، حسن نصر الله، فإن قتل السنوار – بلا شك – رمزي، نظرًا لتاريخ الرجل في التهرب من محاولات إسرائيل القاتلة.
على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، بقي السنوار في قطاع غزة واستمر في قيادة العمليات العسكرية ضد إسرائيل، مما أظهر شجاعة أكبر بكثير مقارنة بزعماء إسرائيليين معينين يفضلون السفر حول العالم للتذمر من عدم كفاية الدعم الدولي للقتل الجماعي.
بطبيعة الحال، تم تصوير السنوار بشكل مستمر في وسائل الإعلام الغربية كشخصية شيطانية قاتلة مصممة على تدمير إسرائيل؛ لأن هذه الرواية هي التي تمكّن إسرائيل من الاستمرار في إكمال "مهمتها".
وفي الوقت نفسه، يكشف مقتطف من مقابلة مع السنوار أُجريت في عام 2018، عن أن قائد حماس كان أكثر اهتمامًا ببناء مستقبل فلسطيني من تدمير الأشياء: "لا أقول إنني لن أحارب بعد الآن… أقول إنني لا أريد الحرب بعد الآن. أريد إنهاء الحصار [الإسرائيلي على غزة]. عندما تمشي إلى الشاطئ عند الغروب، ترى جميع هؤلاء الشباب على الشاطئ يتحدثون ويتساءلون كيف يبدو العالم عبر البحر. كيف تبدو الحياة. إنه أمر محزن. ويجب أن يحزن الجميع. أريدهم أن يكونوا أحرارًا".
وُلد السنوار في مخيم للاجئين في غزة، وسُجن في إسرائيل لأكثر من عقدين من الزمن؛ بسبب "جريمة" القتال من أجل الأرض الفلسطينية التي استولت عليها إسرائيل بعنف، وكان السنوار على دراية حادة بالحدود التي فرضتها إسرائيل على "حرية" الفلسطينيين.
ومن الواضح أن هذه الحدود أصبحت الآن أكثر وضوحًا. فلا يمكن للمرء أن يتخيل اليوم المشي إلى الشاطئ في غزة عند الغروب لمشاهدة الشباب الفلسطينيين يتساءلون عن شكل الحياة في أماكن لا تخضع لحصار إسرائيلي دائم وقصف متقطع.
في هذه الأيام، قد يكون من الأرجح أن ترى الشباب الفلسطينيين يُحرقون أحياءً خلال الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة.
وفي حين أن إسرائيل قد أزاحت جسديًا واحدًا من الشخصيات البارزة في المقاومة المناهضة للصهيونية، فإنها تدرك بوعي أنها تولد مقاومة أكبر- وهي مقاومة بدونها لا يمكن للمشروع الإسرائيلي المربح والمغمور بالدماء أن يزدهر في النهاية.
وفقًا للتقرير الذي سبق ذكره في أغسطس/ آب في صحيفة نيويورك تايمز، كان المسؤولون الأميركيون مقتنعين حينها بأن قتل أو أسر يحيى السنوار سيمنح نتنياهو "وسيلة لإعلان نصر عسكري كبير، وربما يجعله أكثر استعدادًا لإنهاء العمليات العسكرية في غزة".
ولكن كما أوضح نتنياهو بنفسه الآن، فإن إسرائيل قد "سوّت الحساب" مع السنوار، "لكن مهمتنا لم تكتمل بعد".
عندما اغتالت إسرائيل سلف السنوار إسماعيل هنية في يوليو/ تموز، أشارت رويترز إلى أن هنية كان "يُنظر إليه من قبل العديد من الدبلوماسيين على أنه معتدل، مقارنة بأعضاء حماس الأكثر تشددًا". وكأننا بحاجة إلى دليل إضافي على عدم اهتمام إسرائيل التام بالسلام.
أما بالنسبة لاهتمام الولايات المتحدة بالسلام، فقد أصدر بايدن بيانًا متحمسًا يشيد فيه بنفسه لأنه "أمر قوات العمليات الخاصة [الأميركية] والمهنيين الاستخباراتيين بالعمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد موقع وتتبع السنوار وقادة آخرين من حماس مختبئين في غزة".
وفقًا لبايدن، كان هذا مكافئًا لاغتيال أسامة بن لادن في عام 2011 – و"يومًا جيدًا لإسرائيل، وللولايات المتحدة، وللعالم".
ولكن اليوم الذي فيه الإبادة الجماعية مستمرة ليس يومًا جيدًا على الإطلاق.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ساحة المعركة الجوية تحت السيطرة الإيرانية مؤقتاً.. إسرائيل تستعد لتعزيز دفاعاتها
نفذ الحرس الثوري الإيراني فجر السبت هجومًا جويًا واسعًا بطائرات مسيرة وصواريخ دقيقة استهدف مطار بن غوريون ومواقع عسكرية إسرائيلية، وسط تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب، وفي المقابل، أعلنت إسرائيل نشر منظومة دفاع جوي متطورة لمواجهة التهديدات الإيرانية، فيما نفت إيران حدوث تسرب إشعاعي بعد غارات إسرائيلية على مواقع نووية. تصاعد التوترات يتزامن مع تحركات دبلوماسية دولية واتهامات متبادلة تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
في التفاصيل، أعلن الحرس الثوري الإيراني فجر السبت، تنفيذ الموجة الثامنة عشرة من عملية “وعد الحق 3″، مؤكدًا استهداف مطار بن غوريون وعدد من المراكز العسكرية الإسرائيلية بطائرات مسيرة هجومية وصواريخ دقيقة التوجيه.
وأوضح الحرس الثوري في بيان رسمي، أن العملية استهدفت مواقع عسكرية ومراكز دعم عملياتية تابعة للجيش الإسرائيلي داخل ما وصفها بـ”فلسطين المحتلة”، مشيرًا إلى استخدام عدد كبير من طائرات “شاهد 136” الانتحارية والمقاتلة، إلى جانب صواريخ تعمل بالوقود الصلب والسائل، والتي قال إنها “أصابت أهدافها بدقة عالية”.
ووفق البيان، نفذت أسراب من طائرات “شاهد 136” المسيرة مهامها داخل الأجواء الإسرائيلية على مدار الليلة الماضية، في حين عجزت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الحديثة عن اعتراضها، ما أدى إلى حالة من الذعر ولجوء السكان إلى الملاجئ.
وأكد الحرس الثوري أن العمليات ستتواصل بشكل مستمر ومنهجي، في إطار ما وصفه بـ”الرد الاستراتيجي على العدوان الإسرائيلي”، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الخسائر أو توقيت الضربات.
في السياق، نشرت وسائل إعلام إيرانية مشاهد تظهر إطلاق طائرات مسيرة من نوع “آرش 1″ و”آرش 2” ضمن عمليات عسكرية ضد مواقع داخل إسرائيل.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الموجة الـ18 من عملية “الوعد الصادق 3” باستخدام طائرات مسيرة إضافية، مؤكداً استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية ومراكز دعم عملياتي تابعة لإسرائيل.
وفي بيان رسمي، أكد الحرس الثوري إطلاق وابل كثيف من الطائرات المسيرة الانتحارية والهجومية من طراز “شاهد 136″، إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه، مشيراً إلى استمرار العمليات العسكرية المركبة بين الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل منتظم ومدروس.
إسرائيل تنشر منظومة الدفاع الجوي “برق” لمواجهة الطائرات الإيرانية المسيرة وسط تصاعد التهديدات
كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ الجمعة، 20 يونيو 2025، بنشر منظومة الدفاع الجوي المتطورة “برق” في مناطق مختلفة، في إطار مواجهة متصاعدة مع التهديدات الجوية الإيرانية، لا سيما الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة.
ووفقًا للتقرير، تم تثبيت بطاريات “برق” على متن بوارج حربية، حيث تمكنت المنظومة من اعتراض نحو 30 طائرة مسيرة إيرانية حتى الآن. وأكد مصدر عسكري للقناة أن النظام مصمم خصيصًا للتعامل مع الهجمات الجوية الإيرانية، مع قدرات متقدمة لاعتراض صواريخ كروز والمسيرات.
ويأتي نشر المنظومة في ظل تشكيك متزايد بفعالية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية التقليدية، بعد فشلها في اعتراض عدد من الهجمات الإيرانية التي طالت مدنًا ومواقع استراتيجية داخل إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة.
ويُعد نظام “برق” جزءًا من محاولة إسرائيلية لإعادة ترميم الجدار الدفاعي الجوي في وجه التصعيد الإيراني المتواصل، الذي يشمل هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، في ظل المواجهة العسكرية المفتوحة بين الطرفين منذ أبريل الماضي.
سلطات أصفهان: لا تسجيل أي تسرب إشعاعي بعد الغارات الإسرائيلية على موقع نووي بالمحافظة
أعلنت سلطات محافظة أصفهان الإيرانية أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت فجر اليوم موقعاً نووياً في المحافظة لم تؤدِ إلى أي تسرب إشعاعي.
ونقلت وكالة أنباء “فارس” عن نائب محافظ أصفهان أن الهجمات شملت مناطق في مديريات لنجان ومباركة وشهرضا، إلى جانب مديرية أصفهان، موضحاً أن التقارير الأولية لم تسجل أي خسائر بشرية نتيجة هذه الغارات.
وأشار المسؤول إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تصدت للهجمات، وأن معظم أصوات الانفجارات التي سُمع دويها كانت نتيجة نشاط الدفاع الجوي، بينما ارتبط بعضها مباشرة بالهجمات الإسرائيلية.
كما طمأن نائب المحافظ المواطنين بشأن سلامة الموقع النووي الواقع على بعد 340 كيلومتراً جنوب طهران، مؤكداً عدم حدوث أي تسرب لمواد خطرة، ومناشداً السكان تجنب التجمع حول مواقع الحوادث لتسهيل عمليات الإغاثة وإدارة الأزمات.
وثيقة أمريكية تكشف فرار مئات المواطنين من إيران عبر طرق خطرة والخارجية تحذر من “خطر الاعتقال”
كشفت وثيقة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية، أن مئات المواطنين الأمريكيين غادروا إيران خلال الأيام الماضية عبر طرق برية محفوفة بالمخاطر، وذلك في أعقاب تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران واندلاع المواجهة العسكرية بينهما في 13 يونيو الجاري.
وأشارت الوثيقة، التي اطلعت عليها وكالة “رويترز”، إلى أن العديد من الأمريكيين واجهوا “تأخيرات ومضايقات” أثناء محاولتهم المغادرة، في حين تمكن آخرون من العبور دون عوائق، كما أبلغت عائلة واحدة عن احتجاز مواطنين أمريكيين اثنين أثناء محاولتهما مغادرة البلاد، دون ذكر تفاصيل إضافية.
ووسط استمرار إغلاق المجال الجوي الإيراني، حثت الخارجية الأمريكية رعاياها الراغبين في مغادرة إيران على استخدام الطرق البرية عبر أذربيجان أو أرمينيا أو تركيا. وأضافت الوثيقة أن السفارة الأمريكية في عشق آباد طلبت من سلطات تركمانستان السماح بدخول أكثر من 100 مواطن أمريكي، لكن لم تتم الموافقة حتى الآن.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن إيران لا تعترف بالجنسية المزدوجة، وتتعامل مع المواطنين الإيرانيين الأمريكيين باعتبارهم إيرانيين فقط، محذرة من أن الأمريكيين في إيران معرضون لخطر “الاستجواب والاعتقال والاحتجاز”.
وفي ظل هذه التطورات، تواصل الولايات المتحدة بحث خيارات إجلاء محتملة لمواطنيها في إسرائيل، لكنها لا تملك قنوات مباشرة لمساعدة رعاياها داخل إيران في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 1979.
على الصعيد السياسي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، إنه سيتخذ قراراً خلال الأسبوعين المقبلين بشأن احتمال تدخل الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران، في وقت يواصل فيه البيت الأبيض إرسال إشارات متضاربة بين دعم دبلوماسي سريع واستعداد لمساندة تل أبيب عسكرياً.
إيران تتهم مدير وكالة الطاقة الذرية بـ”التحيز الصارخ”.. وشكوى رسمية إلى مجلس الأمن بعد الهجمات الإسرائيلية
قدّم مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، مساء الجمعة، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، اتهم فيها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بـ”الانتهاك الصارخ لمبدأ الحياد الوظيفي”، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي سبقت العدوان الإسرائيلي على إيران.
ونقلت قناة “العالم” الإيرانية أن غروسي أدلى بتصريحات تتعارض مع واجباته القانونية وفق النظام الأساسي للوكالة، في وقتٍ تجاهل فيه إدانة الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية خاضعة لضمانات الوكالة، ما أثار “قلقاً عميقاً” في طهران.
وفي الشكوى، عبّر إيرواني عن استيائه من “الصمت المستمر” لغروسي تجاه العدوان الإسرائيلي، معتبراً إياه شكلاً من “التواطؤ السلبي”، ولافتاً إلى أن المدير العام تجاهل الاعتراف الإسرائيلي الصريح بتنفيذ الهجوم.
واتهمت الشكوى سلوك غروسي بـ”الفشل في الالتزام بالحياد والموضوعية”، محذرة من أن استمرار هذا النهج يقوّض مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعين الدول الأعضاء.
وفي تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، ردّ غروسي موضحًا أن تقارير الوكالة لا تحتوي على معلومات جديدة بشأن برنامج إيران النووي، ولا تُظهر أدلة على وجود نشاط منظم لإنتاج أسلحة نووية.
وأكد أن قرارات الهجوم العسكري تُتخذ على أساس سياسي لا تقني، وأن الحديث عن توقيت حصول إيران على سلاح نووي هو محض تكهنات.