احتلت دولة قطر المرتبة الثانية عربياً والـ 24 عالمياً في مؤشر التقدم التكنولوجي الصادر عن مجلة غلوبال فاينانس لعام 2023 والذي يقيس أكثر الدول تقدما في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا بين 65 دولة حول العالم، حيث سجلت 1.38 نقطة، متفوقة على 41 دولة حول العالم، من ضمنها دول كبرى مثل الصين والهند وإسبانيا وماليزيا.

ويرتكز تصنيف «غلوبال فاينانس» هذا العام على مجموعة جديدة من الدرجات والتصنيفات للقوة التكنولوجية الوطنية بناءً على اندماج فريد من المقاييس التقييمية.
ويعتمد مؤشر «غلوبال فاينانس» في قياس التقدم التكنولوجي على عدد من المعايير، من أهمها عدد مستخدمي الإنترنت قياسا بعدد السكان، إلى جانب قياس نسبة الإنفاق على البحوث وتطوير ابتكارات تكنولوجية وانعكاس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى قدرة الدولة على تطوير واستخدام التكنولوجيا المتطورة والاستفادة منها في ظل تزايد التنافس العالمي على التفوق التكنولوجي في عام حافل بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والتكنولوجيا الخضراء. 

خطط شاملة 
ونفذت دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية خططاً شاملة للرقمنة وتطوير الحلول والتطبيقات الذكية، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي والبلوكتشين، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، وكلها تجعل قطر واحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية التكنولوجية.
كما ساهم التطور الكبير الذي شهدته البنية التحتية الذكية لتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر، في التوسع بعملية التنمية التي تشهدها البلاد، حيث عملت تلك البنية على جذب العديد من رؤوس الأموال الخارجية، كما سهل ذلك من عملية التسارع في إنشاء المشاريع.
وتشير التوقعات إلى نمو الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في قطر بنسبة 9.2 في المائة، ليصل إلى 9 مليارات دولار أمريكي بحلول 2024 الأمر الذي يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد وتدعيم مكانتها لتبرز كمركز رائدٍ في مجال التكنولوجيا المالية في المنطقة.

التنمية والتوسع
كما أن عملية التنمية والتوسع في البنية التحتية لم تكن تتم إلا من خلال قيام الدولة بإطلاق العديد من الخدمات الذكية الرائدة، مثل إطلاق مبادرة «قطر الذكية»، والمعروفة باسم «تسمو» التي تسعى لتسخير التكنولوجيا والابتكار لتعزيز التنوع والنمو الاقتصادي المستدام وتحسين الخدمات العامة وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزوار في قطر.
وتركز مبادرة «تسمو» على 5 قطاعات ذات أولوية، وهي المواصلات والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والبيئة والرياضة، ومن المتوقع أن تجلب هذه المبادرة إيرادات كبيرة للاقتصاد القطري المتنامي وأن تعزز مسيرة التنمية بأكثر من 5% وتحقق 11 مليار دولار على الأقل، من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي. 

المدن الذكية
ويعد توافر بنية تحتية قوية للاتصال بالإنترنت العمود الفقري للمدن الذكية، وقد استطاعت قطر أن تحقق نتائج إيجابية للغاية في هذا الاتجاه، ومع إطلاق شبكة اتصالات الجيل الخامس بشكل تجاري على شبكات عالمية في مايو 2018، عززت قطر مكانتها كدولة رائدة عالمياً في توفير خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض وفائقة السرعة للمنازل والشركات. كما أنشأت قطر مدناً ذكية قادرة على استيعاب مختلف أشكال التكنولوجيا الحديثة، وكذلك مواجهة الكوارث الطبيعية، واستضافة الأحداث الكبرى بفاعلية وكفاء،ة ومثال على ذلك مدينتا مشيرب ولوسيل.

إنترنت الأشياء
وفي ذات السياق ينمو حجم سوق إنترنت الأشياء (IoT) بشكل كبير في قطر، ويعمل قطاع الاتصالات حاليا على الاستفادة من قوة إنترنت الأشياء لتعزيز خدماته، وتحسين تجربة العملاء، ودفع النمو، حيث يخطو القطاع بالفعل خطوات واسعة في هذا المجال حيث أطلقت شركة Ooredoo، منصة إنترنت الأشياء التي تمكن الشركات من إدارة أجهزة إنترنت الأشياء الخاصة بهم بكفاءة. هذه المنصة لا تعزز الكفاءة التشغيلية فحسب، بل وتفتح أيضًا مصادر دخل جديدة للشركات وتساهم كذلك في تحسين نوعية الحياة وتعزيز التنوع الاقتصادي.
كما أحدثت تكنولوجيا إنترنت الأشياء (IoT) طفرات نمو في أغلب القطاعات الاقتصادية وحصدت العديد من الشركات في قطر فوائد اعتماد هذا النوع من التكنولوجيا، ما ساعدها على دعم الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف لديها بأكثر من 20%. 

سرعة الإنترنت
وعلى صعيد سرعة الإنترنت احتلت دولة قطر المركز الثاني عالميًا في سرعة إنترنت الهاتف الجوّال، بحسب نتائج مؤشر Speedtest من أوكلا Ookla الشركة الأمريكية الرائدة عالميًا في اختبار أداء الإنترنت، ومُختصة في اختبار سرعة التدفق العالي في مختلف أنحاء العالم.
وأكد تقرير Ookla أن قطر حافظت على تصنيفها خلال شهر فبراير الماضي، لتتبوأ المرتبة الثانية في العالم، بسرعة تدفق عند التحميل بلغت 160.33 ميغابايت في الثانية، أي سرعة التّدفق التّي تربط المُستخدم بالإنترنت الجوّالة، و22.93 ميغابايت في الثانية سرعة التدفق عند الرفع، و20 جزءًا من الثانية وقت الاستجابة.
وتوقع مؤشر سرعات الإنترنت للعام الجاري مواصلة قطر السير إلى الأمام في التصنيفات المقبلة، في ظل التركيز الكبير على تطوير قطاع الاتصال والوصول به إلى أبعد نقطة ممكنة، ويعزز هذا التصنيف مكانة قطر التقنية.

أحدث التقنيات
هذا وتمتلك دولة قطر واحدة من أفضل البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات في العالم، ولديها أحدث التقنيات المستخدمة في القطاع على غرار شبكة الجيل الخامس للاتصالات مع نسبة انتشار لشبكة الألياف الضوئية تقدر بـ99 بالمائة مما جعلها تتصدر التصنيفات العالمية في جودة الحياة الرقمية وسرعة وانتشار الانترنت بين السكان والأمن السيبرانى.
ولعب التطور الكبير التي تشهده قطر في البنية التحتية التكنولوجية دورا في استضافة اكبر الاحداث الرياضية وآخرها تنظيم المونديال المبهر، حيث حرصت الدولة من خلال الجهات المنظمة لتلك الاحداث على تزويد الملاعب ومناطق استضافة كبرى الاحداث بأحدث الأنظمة الذكية على مستوى العالم، لتوفر تجربة استثنائية على مستوى الحدث بالنسبة للجمهور والعمل على إخراج البطولات بشكل مثالي على مستوى الاتصالات والتحول الرقمي، ونشر تقنية الجيل الخامس 5G.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر قطاع الاتصالات إنترنت الأشیاء دولة قطر فی قطر

إقرأ أيضاً:

الإمارات أول دولة في العالم تطبق فحص الكشف عن سرطان القولون من خلال الدم

أبوظبي: محمد أبو السمن


أكد البروفيسور حميد الشامسي رئيس جمعية الإمارات لطب الأورام أن الإمارات أول دولة في العالم تطبق تقنية فحص الدم عن طريق الخزعة السائلة للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم.


وقال في تصريحات خاصة لـ «الخليج»: إن دقة هذا الفحص في الكشف عن الخلايا السرطانية في القولون والمستقيم تصل إلى نسبة 88%، مشيراً إلى أن الفحص متوفر في إمارة أبوظبي من خلال مركز أبوظبي للصحة العامة بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي.


وأوضح أن سرطان القولون والمستقيم من أكثر أسباب الوفيات في دولة الإمارات بين حالات السرطان حسب بيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع عام 2023، لافتاً إلى أن إشكالية سرطان القولون والمستقيم أنه ينمو في جسم الإنسان لسنوات طويلة قد تصل إلى عشر سنوات من دون أعراض، وعندما تبدأ تظهر الأعراض يكون للأسف السرطان انتشر وأصبح في مرحلة غير قابلة للشفاء، مؤكداً أن الفحوص المبكرة هي الطريقة الأمثل للحد من انتشار السرطان في جسم الإنسان.


وقال: إن فحص سرطان القولون المستقيم يتم من خلال المنظار يتم عمله كل خمس أو عشر سنوات للشخص، إضافة إلى فحص البراز الذي قد يتم عمله سنوياً للكشف عن النزيف الخفي وعن الدم الخفي الذي لا يُرى بالعين المجردة.


وأضاف البروفيسور حميد الشامسي أن الكثير من الناس للأسف لا تلتزم بهذه الفحوص بسبب طبيعة الفحوص أو التكاسل أو التخوف من هذه الفحوص.


وأكد أن فحص الخزعة السائلة عن طريق الدم جداً ممتاز يتم من خلاله الكشف عن الـ DNA للخلايا السرطانية لأورام القولون والمستقيم، وتم اعتماد الفحص العام الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وحالياً متوفر في دولة الإمارات من قبل دائرة الصحة في أبوظبي ومركز الصحة العامة في أبوظبي، كأول دولة في العالم تقوم بتطبيق هذا الفحص لمواطنيها.


وأضاف أن الفحص متوفر للأشخاص فوق سن الأربعين، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي، أو إذا كان الشخص يعاني السمنة أو كان مدخناً، وإذا لم يعمل أي منظار أو فحص براز خلال السنوات الماضية.


وقال البروفيسور الشامسي: إن برنامج «افحص» هو برنامج كامل ومتكامل للفحص المبكر لأمراض عدة من أبرزها السرطان، فأي إنسان يرغب أن يخضع لهذه الفحوص بإمكانه التوجه للمراكز المتخصصة في برنامج «افحص».

مقالات مشابهة

  • الإمارات أول دولة في العالم تطبق فحص الكشف عن سرطان القولون من خلال الدم
  • مسؤول استخباراتي إسرائيلي: اليمن ليست لبنان وهجماتنا هزت كيان مليشيا الحوثي وعلينا استخدام الأشياء بشكل مختلف
  • أمير قطر: قمة بغداد انعقدت في ظروف تستوجب تعاوناً عربياً ودولياً لحل أزماتها
  • إطلاق الدورة الثانية لمكافآت النشر العلمي الدولى بجامعة بنها الأهلية
  • الهباش: جرائم الاحتلال بحق شعبنا هي الإرهاب ونضالنا ضد الاحتلال حق مشروع
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • هاكر يقوم باختراق مزود خدمة إنترنت في البرازيل بعد تشفيره ببرامج فدية
  • الإحصاء الفلسطيني: غزة تعيش في «تعتيم رقمي» بسبب العدوان
  • “السعودية.. دولة يعتمد عليها العالم”..
  • مراكش تحتضن مؤتمر المدينة الذكية وتوصيات لتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة في العالم العربي والإفريقي