قطر الثانية عربيا والـ 24 عالميا في «التقدم التكنولوجي»
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
احتلت دولة قطر المرتبة الثانية عربياً والـ 24 عالمياً في مؤشر التقدم التكنولوجي الصادر عن مجلة غلوبال فاينانس لعام 2023 والذي يقيس أكثر الدول تقدما في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا بين 65 دولة حول العالم، حيث سجلت 1.38 نقطة، متفوقة على 41 دولة حول العالم، من ضمنها دول كبرى مثل الصين والهند وإسبانيا وماليزيا.
ويعتمد مؤشر «غلوبال فاينانس» في قياس التقدم التكنولوجي على عدد من المعايير، من أهمها عدد مستخدمي الإنترنت قياسا بعدد السكان، إلى جانب قياس نسبة الإنفاق على البحوث وتطوير ابتكارات تكنولوجية وانعكاس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى قدرة الدولة على تطوير واستخدام التكنولوجيا المتطورة والاستفادة منها في ظل تزايد التنافس العالمي على التفوق التكنولوجي في عام حافل بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والتكنولوجيا الخضراء.
خطط شاملة
ونفذت دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية خططاً شاملة للرقمنة وتطوير الحلول والتطبيقات الذكية، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي والبلوكتشين، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، وكلها تجعل قطر واحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية التكنولوجية.
كما ساهم التطور الكبير الذي شهدته البنية التحتية الذكية لتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر، في التوسع بعملية التنمية التي تشهدها البلاد، حيث عملت تلك البنية على جذب العديد من رؤوس الأموال الخارجية، كما سهل ذلك من عملية التسارع في إنشاء المشاريع.
وتشير التوقعات إلى نمو الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في قطر بنسبة 9.2 في المائة، ليصل إلى 9 مليارات دولار أمريكي بحلول 2024 الأمر الذي يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد وتدعيم مكانتها لتبرز كمركز رائدٍ في مجال التكنولوجيا المالية في المنطقة.
التنمية والتوسع
كما أن عملية التنمية والتوسع في البنية التحتية لم تكن تتم إلا من خلال قيام الدولة بإطلاق العديد من الخدمات الذكية الرائدة، مثل إطلاق مبادرة «قطر الذكية»، والمعروفة باسم «تسمو» التي تسعى لتسخير التكنولوجيا والابتكار لتعزيز التنوع والنمو الاقتصادي المستدام وتحسين الخدمات العامة وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزوار في قطر.
وتركز مبادرة «تسمو» على 5 قطاعات ذات أولوية، وهي المواصلات والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والبيئة والرياضة، ومن المتوقع أن تجلب هذه المبادرة إيرادات كبيرة للاقتصاد القطري المتنامي وأن تعزز مسيرة التنمية بأكثر من 5% وتحقق 11 مليار دولار على الأقل، من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.
المدن الذكية
ويعد توافر بنية تحتية قوية للاتصال بالإنترنت العمود الفقري للمدن الذكية، وقد استطاعت قطر أن تحقق نتائج إيجابية للغاية في هذا الاتجاه، ومع إطلاق شبكة اتصالات الجيل الخامس بشكل تجاري على شبكات عالمية في مايو 2018، عززت قطر مكانتها كدولة رائدة عالمياً في توفير خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض وفائقة السرعة للمنازل والشركات. كما أنشأت قطر مدناً ذكية قادرة على استيعاب مختلف أشكال التكنولوجيا الحديثة، وكذلك مواجهة الكوارث الطبيعية، واستضافة الأحداث الكبرى بفاعلية وكفاء،ة ومثال على ذلك مدينتا مشيرب ولوسيل.
إنترنت الأشياء
وفي ذات السياق ينمو حجم سوق إنترنت الأشياء (IoT) بشكل كبير في قطر، ويعمل قطاع الاتصالات حاليا على الاستفادة من قوة إنترنت الأشياء لتعزيز خدماته، وتحسين تجربة العملاء، ودفع النمو، حيث يخطو القطاع بالفعل خطوات واسعة في هذا المجال حيث أطلقت شركة Ooredoo، منصة إنترنت الأشياء التي تمكن الشركات من إدارة أجهزة إنترنت الأشياء الخاصة بهم بكفاءة. هذه المنصة لا تعزز الكفاءة التشغيلية فحسب، بل وتفتح أيضًا مصادر دخل جديدة للشركات وتساهم كذلك في تحسين نوعية الحياة وتعزيز التنوع الاقتصادي.
كما أحدثت تكنولوجيا إنترنت الأشياء (IoT) طفرات نمو في أغلب القطاعات الاقتصادية وحصدت العديد من الشركات في قطر فوائد اعتماد هذا النوع من التكنولوجيا، ما ساعدها على دعم الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف لديها بأكثر من 20%.
سرعة الإنترنت
وعلى صعيد سرعة الإنترنت احتلت دولة قطر المركز الثاني عالميًا في سرعة إنترنت الهاتف الجوّال، بحسب نتائج مؤشر Speedtest من أوكلا Ookla الشركة الأمريكية الرائدة عالميًا في اختبار أداء الإنترنت، ومُختصة في اختبار سرعة التدفق العالي في مختلف أنحاء العالم.
وأكد تقرير Ookla أن قطر حافظت على تصنيفها خلال شهر فبراير الماضي، لتتبوأ المرتبة الثانية في العالم، بسرعة تدفق عند التحميل بلغت 160.33 ميغابايت في الثانية، أي سرعة التّدفق التّي تربط المُستخدم بالإنترنت الجوّالة، و22.93 ميغابايت في الثانية سرعة التدفق عند الرفع، و20 جزءًا من الثانية وقت الاستجابة.
وتوقع مؤشر سرعات الإنترنت للعام الجاري مواصلة قطر السير إلى الأمام في التصنيفات المقبلة، في ظل التركيز الكبير على تطوير قطاع الاتصال والوصول به إلى أبعد نقطة ممكنة، ويعزز هذا التصنيف مكانة قطر التقنية.
أحدث التقنيات
هذا وتمتلك دولة قطر واحدة من أفضل البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات في العالم، ولديها أحدث التقنيات المستخدمة في القطاع على غرار شبكة الجيل الخامس للاتصالات مع نسبة انتشار لشبكة الألياف الضوئية تقدر بـ99 بالمائة مما جعلها تتصدر التصنيفات العالمية في جودة الحياة الرقمية وسرعة وانتشار الانترنت بين السكان والأمن السيبرانى.
ولعب التطور الكبير التي تشهده قطر في البنية التحتية التكنولوجية دورا في استضافة اكبر الاحداث الرياضية وآخرها تنظيم المونديال المبهر، حيث حرصت الدولة من خلال الجهات المنظمة لتلك الاحداث على تزويد الملاعب ومناطق استضافة كبرى الاحداث بأحدث الأنظمة الذكية على مستوى العالم، لتوفر تجربة استثنائية على مستوى الحدث بالنسبة للجمهور والعمل على إخراج البطولات بشكل مثالي على مستوى الاتصالات والتحول الرقمي، ونشر تقنية الجيل الخامس 5G.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطاع الاتصالات إنترنت الأشیاء دولة قطر فی قطر
إقرأ أيضاً:
«السيسى» وبناء الدولة
تستحق مصر برلماناً يليق بتاريخها النيابى، الذى يعود إلى قرابة قرنين من الزمان، وتحديداً منذ عام 1824، منذ إنشاء المجلس العالى بموجب الأمر الصادر فى 27 نوفمبر 1824، ثم إنشاء مجلس الثورة عام 1827، ومجلس شورى الدولة عام 1854، ومجلس شورى النواب عام 1866، ومجلس شورى القوانين عام 1883، والجمعية التشريعية عام 1913، التى فاز فيها سعد باشا زغلول فى دائرتين، وتوقفت الحياة النيابية فى مصر بسبب الحرب العالمية الأولى، لتعود بعدها بصدور دستور 1923، وقد خص المجلس النيابى بغرفتين «مجلس النواب» و«مجلس الشيوخ».
استحقاق مصر لهذا البرلمان القوى الذى نرنو إليه فى تمثيل الشعب المصرى تمثيلاً حقيقياً للقيام بسلطة التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ليس من باب الأمانى لأن مصر دولة كبيرة، أقدم دولة عرفها التاريخ، نشأت بها واحدة من أقدم الحضارات البشرية وقامت فيها أول دولة موحدة حوالى 3100 سنة قبل الميلاد، تمتلك أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم، وهى مهد الحضارات القديمة وملتقى القارات وأول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة، وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع حين بدأ العالم يفتح عينيه على العلوم والتعليم، فقد جاءت مصر، ثم جاء التاريخ عندما قامت مصر حضارة قائمة بذاتها قبل أن يبدأ تدوين التاريخ بشكل منظم.
هى دى مصر التى تعرضت لموجات استعمارية عاتية، ثم عادت لحكم أبنائها، محافظة على لغتها العربية، حاربت وانتصرت فى أعظم حرب عرفها التاريخ، حرب أكتوبر، ثم تعرضت لمحنة كادت تعصف بها على يد جماعة إرهابية لا يعرفون قدرها، وتعاملوا معها على أنها حفنة تراب، وكادت تضيع لولا أن هيأ الله لها جنداً أخذوا بيدها إلى بر الأمان على يد أحد أبنائها المخلصين الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أخذ على عاتقه مهمة بنائها من جديد حتى تبوأت مكانتها المرموقة بين الدول المتقدمة التى يحسب لها ألف حساب، أنقذ «السيسى» مصر من حكم الظلام، ثم أنقذها من الإرهاب المدعوم من الداخل والخارج والذى أرهقها عدة سنوات، ولم يكن «السيسى» طامعاً فى السلطة، ولكنه نفذ أمر الشعب الذى نزل بالملايين إلى الميادين يطالبه باستكمال مسيرة البناء. قبل «السيسى» المهمة الصعبة رئيساً للبلاد، فى وقت صعب وانحاز للشعب الذى انحاز له، وجعل «السيسى» الشعب له ظهيراً، لم ينتم لحزب، ولم يكن له حزب من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، وطبق الدستور كما يجب، وعندما لاحظ ارتباك الأحزاب السياسية بسبب التخمة الموجودة هى الساحة قدم نصيحة كم ذهب لو أخذت بها الأحزاب لكانت أوضاعاً كثيرة تغيرت أقلها نشأة البرلمان القوى الذى ننشده وتستحقه مصر، عندما اقترح الرئيس السيسى على الأحزاب أن تندمج، وأن يبقى على الساحة السياسية ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحزاب قوية يتنافسون فى الانتخابات البرلمانية ليظهر منها حرب الأغلبية، ولكن الأحزاب الى أصبحت تزيد على المائة فضلت المظاهر والمناصب الحزبية على العمل الحزبى الحقيقى.
انحياز «السيسى» للشعب عندما أصدر «ڤيتو» لأول مرة يتخذه حاكم مصرى منذ فجر التاريخ، وهو تصحيح مسار الانتخابات البرلمانية هو انحياز للدستور الذى أكد أن السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها وهو مصدر السلطات، والبرلمان هو الضلع الثالث فى مثلث الحكم مع السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والمسار الذى حدده «السيسى» هو ألا يدخل مجلس النواب إلا من يختاره الناخبون من خلال انتخابات حرة نزيهة، تحية لرئيس مصر الذى يبنى دولة الحضارة من جديد.